الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أيها الأحرار

البتول الهاشمية

2004 / 8 / 3
حقوق الانسان


هل انعدمت النخوة عندكم يا معشر الأحرار ...أين الحناجر التي كانت تصم آذاننا بهد يرها عن تحرير الإنسان وكسر الجليد و القيود , و البنادق المعمرة دوما في وجه الظلم مالي لا اسمع أزيز رصاصها ..
الم تصلكم بعد كلمات لجان حقوق الإنسان بأنه قرن انتهاك الحريات , ألا يحزنكم هذا الافتراء و الرياء ...من أين جاؤوا بنفاقهم هذا ...أتراهم جنوا بالفعل أم ختم الله على قلوبهم فما عادوا يبصرون و لا يسمعون , الأغبياء يريدوننا أن نصدق إن الحريات تداس بالجزم على امتداد هذا الكوكب و ها قد جاء دورنا في المرافعة للدفاع عن مكاسبنا نحن كعرب و مالنا و مال البقية .
بداية ..من يستطيع أن ينكر أن المواطن العربي من المحيط إلى الخليج مخير في كل شئ ..و قبل أن تسخروا مني اسمعوا حججي و هاكم براهيني ..و لنبدأ من السياسة ..فهل من مناظرة أو محاورة إلا وعشرات من أرقام الهواتف في خدمتك لتتصل و لك كل الحق في اختيار الرقم الذي يعجبك ..ليس هذا فحسب بل بمقدورك أن تحدد طرف الحوار الذي ستشنع به و بالألفاظ التي تراها مناسبة للقدح و الذم مثلك مثل أي مواطن في أرقى الدول تقدما ..ففي واشنطن يشتمون الرئيس الأمريكي من فوق المنابر و أنت أيضا يمكنك أن تسب الرئيس الأمريكي في أي عاصمة عربية تختارها أنت فأين الفرق ؟
و لندع السياسة جانبا إن كنت تخشى الخوض في غمارها ولتكن جولتنا القادمة في الفن ففي حين كل شركات العالم تستعن بمختصين لتقدير كفاءة الصوت و أهليته للغناء إلا أنت يا هذا فتصويتك هو الذي سيحدد سوبر ستار وطنك ..دون أن يكون لا احد الحق في التدخل برأيك ..حتى على شاشات الفضائيات المتخصصة بالمغنى ليلا نهارا على راحتك ترها تنتظر منك عبارة ملحمية من طراز بشارنونونونونونو مثلا لتتحفك بها فهل من العدل أن تتنكر لكل هذا ...لا تطربك أصوات هذا الجيل أنت حر ..و ليكن سوق السيارات مثلا و هنا ستجد نفسك أمام تنويعة سلعية مرعبة و أنت صاحب القرار الأول و الأخير فقط اشر بالبنان و انظر بعينك جنان الزاحفين إليك ..صحيح انك قد لا تملك ثمن عجلة واحدة منها و لكن هذا شأن آخر لا علاقة له بمسألة حرية القرار ..تعجبك سيارتك و لا تريد إبدالها ..حسنا فأنت من هواة السمر و السهر ..فقط خذ دليل الفنادق و المطاعم و سافر في صفحاته و كن واثقا إن أحدا لن يدس انفه في اختيار المطعم الذي يعجبك ..صحيح انك قد تكون من أولئك العاطلين عن العمل من أبطال الأرصفة و لا تملك ثمن رغيف خبز و لكن ما دخل هذا بهذا ..في الرياضة الأمر نفسه ..شجع من تشاء من الأندية لا بل اشتم و اصرخ في وجه الذين يخافوك الرأي ...و الصحافة أيضا لا تشذ عن القطيع فأنت مخلوق كامل الإرادة في انتقاء الصحيفة التي ستسلمها مفاتيح عقلك ..و قد تحتج بان الكلام هو نفسه و الكتاب يجترون أنفسهم كل عدد ..ولكن هذه حريتهم و لا يجدر بك أن تتدخل بها ...و هذا لم نحدثك بعد عن اختيار اسم ولدك و زوجتك و الأفلام التي تفضلها ...
هل رأيتم
هل اقتنعتم
صدقوني نحن أمام تشكيلة واسعة من الاختيارات يحسدنا عليها أهل المريخ ...و قد لا تعجبكم مبرراتي و لا تستوقفكم عظمة حججي ...هذا شانكم ...الست أحرارا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طيران الاحتلال يستهدف منزلا وسط خيام النازحين في مدينة رفح


.. منظمات حقوقية تونسية تو?سس تحالفا ضد التعذيب




.. إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع


.. كيف تنعكس الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟




.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: نسعى لتسل