الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على مقال -الأمازيغ أو الدولة المجهولة من مرسى مطروح إلى المغرب العربي-

ياسين تملالي

2010 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



تعليق على مقال البديل المصرية بعنوان : "الأمازيغ أو الدولة المجهولة من مرسى مطروح إلى المغرب العربي"

ياسين تملالي (صحفي وكاتب جزائري)

قرأت باهتمام ملف البديل عن "الأمازيغ" وسررت باجتهاد الزميل يوسف عبد ربه لتعريف القراء المصريين بالموروث الأمازيغي المصري منه وغير المصري. لا أود أن أتحدث في هذا التعليق عما كشفه من استمرار لوجود الثقافة واللغة الأمازيغيتين في واحة سيوة. ما أود التطرق إليه هو مقدمة الملف التاريخية المنشورة بتاريخ 8 أكتوبر 2009.

أولى ملاحظاتي على المقدمة عنوانها: "الدولة المجهولة من مرسى مطروح إلى المغرب العربي". لست أدري عن أية "دولة مجهولة" يتحدث الزميل، فالدول الأمازيغية كثيرة في التاريخ الإسلامي وما قبل الإسلامي، وهناك العديد من المصادر المحفوظة التي تفصل تواريخها.

نقرأ في عنوان المقدمة الفرعي ما يلي : "حكاية كراهية عمرها 1300 سنة مع العرب". الكراهية إحساس فردي، ومن الصعب استعمال هذه الكلمة لوصف علاقات شعبين ببعضهما البعض على مدار 13 قرنا، في رقعة جغرافية شاسعة تمتد من سيوة إلى المحيط الأطلسي ومن البحر المتوسط إلى بوركينا فاسو. ثم لنطرح السؤال : ألم يناضل الأمازيغ مع من يسميهم الكاتب "بالعرب" (وكما لو أن "الأعراق" صافية نقية) من أجل استقلال الجزائر والمغرب وتونس؟ ألم يقاتل الكثير من الجنود الأمازيغ الجزائريين إلى جانب الجيوش العربية في حرب أكتوبر 1973 ؟ الأمازيغ هم من قاسوا طويلا، لا عداوة "العرب" بل عداوة أنظمة عروبية نفت وجودهم وحاولت تعريبهم بالقوة.

قبل التطرق إلى باقي المقال أود الإشارة إلى أن الزميل يوسف عبد ربه يتحدث عن الأمازيغ بالكثير من التعميم وكما لو أنهم ليسوا متعددين تعدد الشعب العربي نفسه. ويتجلى ذلك بخاصة في الجزء الأخير من مقاله حيث يتكلم عن لبس "الرجل الأمازيغي" و"المرأة الأمازيغية" وطقوس "الزواج الأمازيغي" دون تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق بواحة سيوة أو الأوراس الجزائرية أو الأطلس المغربي. نقرأ في إحدى العناوين الفرعية مثلا : "العباءة فرض على المرأة الأمازيغية الألوان غير الأسود والرمادي عيب ". من الواضح أن الحديث هنا عن لباس نساء سيوة، فالعباءة ليست في المجتمعات الأمازيغية الجزائرية التقليدية "فرضا على المرأة" وأمازيغيات الجزائر في هذه المجتمعات لا يتحجبن أصلا، كما أن ألبستهن معروفة بتعدد ألوانها ويكاد الأسود والرمادي ينعدمان فيها.

ليس الأمازيغ إذا وحدة واحدة، ولباسهم كأكلهم يختلف باختلاف الأقاليم التي يعيشون فيها والثقافات التي احتكوا بها. وعكس ما يقول كاتب المقال، فإن لهجاتهم تتتباين هي أيضا تباينا كبيرا، وكما أن أياما معدودة لا تكفي المصري لفهم العربية الجزائرية فلا "تكفي أيام معدودة" ـ كما يعتقد- كي يتعلم الأمازيغي القبائلي لهجة الأمازيغي الطوارقي. ويفسر تعمق الفروق بين لهجات الأمازيغ بانعزال الأقاليم الأمازيغية و فصلها عن بعضها البعض بمناطق شاسعة تتكلم العربية.

أصول الأمازيغ : الحقيقة والأسطورة

يعتمد الزميل يوسف عبد ربه ابن خلدون مرجعا وحيدا في حديثه عن أصول الأمازيغ، ويقول: "يعود نسب الأمازيغ إلى أمازيغ بن كنعان بن حام ابن نوح." من السهل تفهم إيمان ابن خلدون بأن أب الأمازيغ هو "أمازيغ بن كنعان"، لكن من الصعب تقبله في 2008، ذلك أن دراسات المؤرخين واختصاصيي ما قبل التاريخ تفيد بما يقبل الشك بأن أصول الأمازيغ متعددة (كأصول العرب والإيطاليين والهنود والصينين) وأن منهم من أتى من الشمال أي من إيبيريا (إسبانيا والبرتغال) ومنهم من أتى من الشرق، ومنهم من وجد في الشمال الإفريقي قبل هذه الهجرات، ومنهم من "تمزغ" كالكثير من الفينيقيين والرومان والإغريق والوندال. هذا التعدد هو ما يفسر أن معظم أمازيغ الشمال بيض أو شقر وأن معظم أمازيغ الجنوب سمر أو سود. كيف يمكن أن يخرج من صلب رجل واحد، "أمازيغ بن كنعان" المزعوم، كل هؤلاء البشر متعددي الألوان؟ لا يشكل الأمازيغ إذا وحدة عرقية بل وحدة ثقافية ولغوية، مثلهم في ذلك مثل العرب وغيرهم من الشعوب.

أما أطروحة " الأمازيغ هم السكان الأصليون لشمال لإفريقيا"، فلمناقشتها يجب أن نحدد أولا معنى "الأصليين" وعن أية فترة ناريخية - أو ما-قبل تاريخية - نتحدث. من الثابت أن الأمازيغ سبقوا الفاتحين العرب والروم والوندال والرومان والفينيقيين إلى شمال إفريقيا، لكن لا دليل على أن هذه المنطقة موطنهم الأزلي. ومن المؤكد اليوم مثلا أن الأمازيغ طردوا أهل الصحراء الكبرى السود الأصليين أو حولوهم إلى أقنان وفرضوا عليهم ثقافتهم لغتهم، ويكفي النظر إلى رسوم جبال التاسيلي الجزائرية كي نرى شخوصها "تبيض" على مر العصور بعد أن كانت سوداء.

هل تدين الأمازيغ "عرقي" ؟

يقول الزميل يوسف عبد ربه : "وتعلو النزعة العرقية بين الأمازيغ على النزعة الدينية." كيف توصل إلى هذا الاستنتاج ولماذا يعمم مقولته على شعب كامل، وعلى مدار تاريخ يمتد على مدى ألوف السنين؟ هل يعرف أن الأمازيغ، حالما أسلموا، شاركوا العرب قتالهم الأمازيغ غير المسلمين ؟ وهل يعرف أن الكثير من الدول الأمازيغية التي نشأت في المغرب الإسلامي (الدولة المرابطية والدولة الموحدية) كانت دولا دينية خالصة، قادها دعاة دينيون عملوا على "تخليص الإسلام من شوائبه الوثنية" (عبد الله بن ياسين، ومحمد بن تومرت، إلخ)؟

ويضيف الزميل يوسف عبد ربه : "يعتمد المسلمون الأمازيغ (...) تفسير ابن كثير للقرآن الكريم لأسباب عرقية لأن ابن كثير أمازيغي وكان تلميذا لمالك بن أنس وربما لهذا السبب أيضا يعتنقون المذهب المالكي." والحقيقة أن الشمال الإفريقي اعتنق الحنفية قبل المالكية ثم تغلب التشيع الإسماعيلي على المالكية ولم تسترجع قوتها إلا بعد انتقال الفاطميين إلى مصر في 969. إذا كانت نظرة الأمازيغ إلى الدين "عرقية"، فلماذا اعتنقوا مذهب أبي حنيفة ومذهب الخوارج ومذهب الشيعة الإسماعيلية مع أن لا أحد من مؤسسي هذه المذاهب كلها أمازيغي ؟ ولماذا قبل الإسلام اعتنقوا المسيحية الكاثوليكية؟ هل كان القديس بولس مسيحيا؟

ونقرأ في المقال: "وظل الفكر الشيعي الإسماعيلي منتشرا بين الأمازيغ مئات السنين إلى أن عادوا مرة أخرى إلى المذهب السني بعد سقوط الدولة الفاطمية." لم تبدأ عودة الأمازيغ إلى المذهب السني بعد "سقوط الدولة الفاطمية" بل بعد تحول عاصمتها من المهدية (تونس) إلى مصر، وكان أحد أسبابه تصلب الفاطميين المذهبي ووطأة جبايتهم. وبنزوح الخلافة الفاطمية إلى المشرق، استعاد الشمال الأفريقي استقلاليته السياسية وعادت المالكية إلى ربوعه. وقد عاقب الفاطميون الأمازيغ على استقلالهم وتخليهم عن التشيع بإرسال قبائل من البدو العرب إلى بلادهم فاستوطنتها وعربتها تدريحيا. وتُفيض السيرة الهلالية في ذكر وقائع هذا "الغزو العربي الثاني" الذي حول "المغرب الإسلامي" إلى "مغرب عربي". وكما كانت الحال بالنسبة لاعتناق الأمازيغ مذاهب الخوارج، كان دافعهم إلى التشيع سياسيا بالأساس : الحفاظ على استقلاليتهم تجاه العباسيين (الدولة الفاطمية كانت في بداياتها دولة مغاربية خالصة)، ولا يميزهم ذلك عن غيرهم من الشعوب : ألم يساند الفرس الدعوة العباسية ثم الدعوة العلوية لأسباب سياسية محضة ؟

يقول الزميل يوسف عبد ربه : "كان الشعب الأمازيغي مهيأ لنصرة المذهب الاسماعيلي لأن التشيع منذ نشأته اتخذ صبغة مضادة للامويين الذين كان الأمازيغ يكرهونهم أشد الكره." كيف تشيع الأمازيغ "كرها في الأمويين" والدعوة الفاطمية في بلاد المغرب لم تبدأ إلا في آواخر القرن التاسع، أي بعد سقوط الدولة الأموية الدمشقية (750 م) واندثار ذكرها في كل أقطار العالم الإسلامي باستثناء الأندلس؟ أما عن مقت الأمازيغ للحكم الأموي، فكانت إحدى تجلياته اتباع بعضهم مذاهب الخوارج. ويلاحظ المؤرخ عبد الله العروي في "تاريخ بلاد المغرب" أن ضعف الولاء للدولة الأموية وكون المذاهب السنية آنذاك في طور التكون يفسران كلاهما تحول المذهب الخارجي إلى لواء الاستقلال السياسي الأمازيغي.

عن يوبا الثاني "موحد الأمازيغ"

يقول كاتب المقال متحدثا عن ديانات الأمازيغ الحالية : "(...) وهناك أقلية كاثوليكية دوناتية نسبة إلى القديس دوناتوس الأمازيغي مؤسس هذا الفكر." ليعلم أن المذهب الدوناتي (وهو انشقاق حدث في كنيسة قرطاج في منتصف القرن الرابع الميلادي) انقرض من شمال إفريقيا قبل قدوم العرب إليه أصلا، فلا يعقل أن يكون له اليوم أتباع. أما الأمازيغ الكاثوليك اليوم فهم على مذهب الفاتيكان.

وليس القديس أوغستين كما يقول الزميل يوسف عبد ربه من "مشاهير أمازيغ القبائل الجزائريين"، لسبب بسيط هو أنه ولد في مدينة شرق الجزائر الحالية تبعد مئات الكيلومترات عن المنطقة القبائلية. هذا علاوة على أن هذه المنطقة لم تكن أصلا موجودة في زمنه كوحدة جيو سياسية. ولم يكن القديس أوغستين "متعاطفا مع الأمازيغ"، فهو أدان بشدة بإحدى ثوراتهم الشهيرة على الحكم الروماني، "ثورة الدوارين" (القرن الرابع) التي اكتست مذهبيا رداء "الكاثوليكية الدوناتية".

ويتحدث الزميل يوسف عبد ربه عن الملك يوبا الثاني كـ "موحد القبائل الأمازيغية"، ويقدمه على أنه أبرز رموز الاستقلال الأمازيغي، وعلى هذا ملاحظتان. أولا لم يكن يوبا الثاني أول من وحد القبائل الأمازيغية، فقبله وحدها ماسينيا ويوغرطا وسيفاقص وغيرهم. ثانيا: الدولة التي تولى عرشها كانت موجودة قبل ميلاده وقد أهداها إياه الرومان بعد أن تخلصوا من أبيه يوبا الأول الذي ناصبهم العداء. ويمكن القول إن يوبا الثاني من أقل الملوك الأمازيغ شأنا، وهو إن كان عالما وأديبا كبيرا فإنه كان كامل الاستكانة للحكم الروماني.

ياسين تملالي
(صحفي جزائري)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتضاح ووضوح .
الطيب آيت حمودة ( 2010 / 5 / 11 - 20:09 )
***قد أكون مخطئا في ملاحظاتي السابقة في موضوع ( الماك) ، حيث أني أكتشفت في ردودكم على مقال يوسف عبد ربه بأن إنية الجزائري الأمازيغي طافحة وبائنة ، فلا يهم من نكون إثنيا ، المهم أننا من هذه الأرض الطيبة التي تجمعنا أكثر مما تفرقنا ، فعناصر وحدتنا من دين ولغة ، وتراث تاريخي ، حافلة بالبوطولات والأمجاد ، ( دون اقصاء لعصر من عصوره ) ، كفيل بخلق أواصر التقابل والتنافح لا التدابر والتنابز ، وأعتذر عن سوء التقدير .
*** ردودكم تنم عن دراية عميقة بموروثنا التاريخي والحضاري، وإسهامات الأجداد فيه ، تمنايتنا لكم بالتوفيق فيما تكتبونه ....
ودمتم .


2 - إلى الطيب أيت حمودة
ياسين تملالي، صاحب المقال ( 2010 / 5 / 11 - 20:48 )
شكرا لكم
تحيتي
ياسين


3 - تصويب
ياسين تملالي، صاحب المقال ( 2010 / 5 / 11 - 21:19 )
الرجاء فراءة هذه الفقرة كما يلي :

إذا كانت نظرة الأمازيغ إلى الدين -عرقية-، فلماذا اعتنقوا مذهب أبي حنيفة ومذهب الخوارج ومذهب الشيعة الإسماعيلية مع أن لا أحد من مؤسسي هذه المذاهب كلها أمازيغي ؟ ولماذا قبل الإسلام اعتنقوا المسيحية الكاثوليكية؟ هل كان القديس بولس أمازيغيا؟
-أمازيغيا- بدل -مسيحيا-
مع الاعتذار
ياسين


4 - ملاحظة
عبد القادر أنيس ( 2010 / 5 / 11 - 23:22 )
شخصيا أشعر بالقرف من هؤلاء (المثقفين) طراز عبد ربه الذين يستقون معارفهم من الأساطير والخرافات. الحفريات التي تمت بمنطقة عين الحنش قرب مدينة سطيف في الشرق الجزائري أظهرت أن التواجد البشري في المنطقة يعود إلى 1.8 مليون سنة. أين نحن من خرافة نوح التي تعود إلى عدة آلاف من السنين فقط بما فيها خلق الإنسان آدم.
وهناك كتاب جزائريون عروبيون بعثيون رغم أصلهم الأمازيغي (مثل عثمان سعدي وأحمد بن نعمان) يستميتون من أجل ربط الأمازيغ بالأصل العربي وكأنه الجنس الوحيد الجدير بالتقدير.
تحياتي


5 - تعقيب
الشهيد كسيلة ( 2010 / 5 / 12 - 03:08 )
لي عتاب للاستاذ تملالي وهو القارئ الحصيف للتاريخ عموما وللتاريخ الامازيغي على وجه الخصوص
القول بتعدد الاصول والاعراق مقولة يمكن ان تنحرف الى غكس ما يقصده الكاتب لان النازحين دائما يندمجون في القاعدة المجتمعية الاصلية ولا يكافئون الاصليين في العدد او القدرة على التاثير
هذا الانحراف قد يكرّس لاعادة صياغة بعض الرؤى التي شاعت خلال الفترة الاستعمارية وهي ان الجميع مهاجرون الى هذه البلاد والاحتلاف هو فقط في الزمان فهناد من هاجر قديما وهناك من هاجر في فترات لاحقة وعليه لا يحق لاي كان ان يدعي انه الاصيل وان الاخر دخيل

على الكاتب ان يعود الى
السيد كاريت
Carette
الذي درس مسالة ظهور مصطلحي شاوية وقبائل ولقد كان رواد الكتاب الفرنسيون في بدايات الاحتلال قد اطلقوا اسم قبايل
Kabyles
على كل الناطقين بالامازيغية في المناطق الجبلية قهناك في كتاباتهم
la Kabylie de louarsenis
la Kabyles de lAurès

كما ان الاخذ بفكرة الاصل المزدوج الاوربي المشرقي للامازيغ مسالة فيها خلط كبير فاذا -تسلل- البعض من هنا او من هناك فهذا لا يعني البتة وجود عرقين ثم ان تعمير افريقيا اسبق من تعمير اوربا فكيف تكون الهجرة


6 - تابع
الشهيد كسيلة ( 2010 / 5 / 12 - 03:15 )
فكيف تكون الهجرة من الشمال الى الى الجنوب اسبق

لقد كانت افريقيا الاطلسية او بلاد الاطلس او افريقيا المتوسطية او المغرب بلاد العرق الابيض عبر التاريخ وما نلاحظه من خصائص فيزيولوجية في الصحراء نشا من الزواج المختلط وقد أشار القدامى إلى اولئك السمر بعبارة
Les Mélano gétules

الحديث ذو شجون
ومع كل هذا نحيي الاستاذ التملالي على جهوده


7 - إلى السيد عبد القادر أنيس
ياسين تملالي ( 2010 / 5 / 12 - 07:56 )
أتفق معك في كل ما قلت.لست أدري إذا تابعت الجدل الذي ثار بيني وبين عثمان سعدي في جريدة الوطن الجزائرية.
إذا كانالأمر يهمك يمكنني أن أرسل إليك مقالاته ومقالاتي.
تحيتي


8 - إلى الشهيد كسيلة
ياسين تملالي ( 2010 / 5 / 12 - 08:02 )
شكرا على التعاليق والمراجع المقترحة.
حسب علمي، الدلائل الانتروبولوجية المعروفة (يمكنكم الاطلاع على مختصر لها في كتاب -البربر- لغابريال كامبس) تشير إلى أن الصحراء الحالية (والتي كانت في الماضي أقل جفافاا) كانت موطن شعوب سوداء وأن شعوبا بيضاء (غالبا أجداد -جيتول- الفترة الرومانية) استولت عليها بالتدريج وأرغمت سكانها على دفع ضرائب لهم نظير حمايتهم.
نظام دفع الضريبة للبدو مقابل الاستفادة من حمايتهم معروف في مناطق كثيرة (صعيد مصر مثلا). سكان الصحراء المغاربية السود إذا، حسب هذه الدلائل الانتروبولوجية، لم يأتوا من الجنوب. هم في أغلب الظن أحفاد هؤلاء السود. أما الزواج المختلط فبدأ في مرحلة لاحقة هي مرحلة توطن جزء من هؤلاء البدو في الواحات واحترافهم الزراعة. كذلك الأمر بالنسبة لتمزغ هؤلاء السود لغة، بدأت بعد تغلب البربر البيض عليهم واستيلائهم على واحاتهم.
مع تحيتي وتقديري


9 - إلى المحترم الشهيد كسيلة
ياسين تملالي ( 2010 / 5 / 12 - 08:05 )
شكرا على التعاليق المفيدة والمراجع المقترحة.
حسب علمي، الدلائل الانتروبولوجية المعروفة (يمكنكم الاطلاع على مختصر لها في كتاب -البربر- لغابريال كامبس) تشير إلى أن الصحراء الحالية (والتي كانت في الماضي أقل جفافاا) كانت موطن شعوب سوداء وأن شعوبا بيضاء (غالبا أجداد -جيتول- الفترة الرومانية) استولت عليها بالتدريج وأرغمت سكانها على دفع ضرائب لهم نظير حمايتهم.
نظام دفع الضريبة للبدو مقابل الاستفادة من حمايتهم معروف في مناطق كثيرة (صعيد مصر مثلا). سكان الصحراء المغاربية السود إذا، حسب هذه الدلائل الانتروبولوجية، لم يأتوا من الجنوب. هم في أغلب الظن أحفاد هؤلاء السود. أما الزواج المختلط فبدأ في مرحلة لاحقة هي مرحلة توطن جزء من هؤلاء البدو في الواحات واحترافهم الزراعة. كذلك الأمر بالنسبة لتمزغ هؤلاء السود لغة، بدأ بعد تغلب البربر البيض عليهم واستيلائهم على واحاتهم.
مع تحيتي وتقديري


10 - Et les Garamantes plus au sud,sont-ils noir?
AMAZIGH ( 2010 / 5 / 12 - 13:23 )

merci


11 - إلى السيد أمازيغ
ياسين تملالي ( 2010 / 5 / 12 - 13:51 )
Les Garamantes ne sont pas considérées comme un peuple noir mais certains chercheurs affirment quà lépoque de leur gloire déjà, ils présentaient des traits négroïdes et quils étaient loin dêtre ethniquement -purs-. Leurs présumés descendants actuels (les habitants du Fezzan libyen et, probablement, une partie des Touaregs...) présentent des traits négroïdes avérés, produits de longs brassages avec les populations noires du Sahara. Il ny a pas de race pure, M. Amazigh. Jespère que vous ne pensez pas que les Berbères sont tous des blonds aux yeux bleus, et que les Blonds sont plus évolués que les non-Blonds.


12 - Nul n est pas chez lui en terre amazigh libre
AMAZIGH ( 2010 / 5 / 12 - 15:12 )

merci encore


13 - تعقيب
الشهيد كسيلة ( 2010 / 5 / 12 - 19:22 )

الاستاذ تملالي
Azul segw oul agumatnegh nath mlali
اربأ بك ان تكون قد أسأت إلي مما جعل ادارة الحوار ترفض نشر تعقيبك رقم 7
انت صحافي بارع لا نقاش في ذلك لكن ان تكون مؤرخا مفسرا للتاريخ فهذا يتطلب منك وقتا كرسته للصحافة فبرعت لكن مجال التاريخ يتطلب منك وقتا آخر يوازي ما كرسته للصحافة وأنا لا أبخسك حقك على الاطلاق
عن التبعية لكامبس أو غيره فهلاء كتبوا في الغالب في مرحلة لها تاثيرها القوي عليهم وهم ذوو رؤية لا تتطابق ورؤية الأكاديميين الامازيغ الحاليين ومع أن غابريال كامبس هو مدير بحث الاستاذة مليكة حشيد إلا أنها في رسالتها
Les paléoberbères
لها رؤية أخرى مناقضة تماما لرؤية جيل غوتيي الذي قال عن الصحراء أنها ليست أمازيغية وهو صاحب مقولة : دخل الأول (الجمل) يحمل الثاني (الأمازيغي)وهذا كله يصب في فكرة مؤداها أن حضارة التاسيلي ن اجّر لا علاقة لها باسلاف الأمازيغ لأن ما فيها من -حداثة- وإبداع لا يمكن أن ينسب لاسلاف -هؤلاء البربر - الذي ورثوا التخلف جيلا بعد جيل حسب نظرية قصور المغاربة وغيرها من تهويمات المدرسة الكولونيالية

شكرا على مقالاتك التنويرية


14 - لم تخطئ يا سيد كسيلة الشهيد
ياسين تملالي ( 2010 / 5 / 12 - 19:44 )
سيدي الشهيد كسيلة
لم تخطئ إذ استبعدت أن أكون أسأت. لسبب لا أعرفه أنا هو في معظم الأحيان من يوافق أو لا يوافق على نشر التعليقات، وهو ما لا أرغب فيه على الإطلاق. أنا من حذف التعليق 7 لأنه نُشر ناقصا بسبب تجاوزه عدد الكلمات المطلوب. كلامي المحذوف فيه هو ما قرأته كاملا في التعليقات 9 و10.
لست مؤرخا ولا أدعي ذلك، وكل ما قابل مفتوح للنقاش وأستفيد كثيرا من تعليقات قرائي، ومنهم حضرتك. لكن عدم التخصص ليس في رأيي مانعا من الاهتمام بمشكلات تاريخية كبيرة، لسبب بسيط هو أن رأينا فيها كثيرا ما يحدد موقفنا من حاضرنا. لا مانع عندي من الاجتهاد لأتخصص أكثر فأنا أحب التاريخ.
أحب التاريخ وأعرف فخاخه ومنها فخ النظرة الاستعمارية إلى ماضينا، فالتاريخ يكتبه المنتصرون. لي شخصيا مآخذ على كامبس وسأستفيد كل الاستفادة مما وجه إليه من الانتقادات إن أفدتني بها، لكن ما قرأته عن احتلال الصحراء من طرف البربر البيض بدا لي مقبولا علميا، ولم أشعر فيه برغبة في نفي أمازيغية هذه المنطقة. قد أكون مخطئا فالرجاء تنويري.
شكرا على تصويباتك فيما يخص اصل لفظ -القبائل- وغيرها.
مع التحية.


15 - افريقيا تعيين
ابو يوسف ( 2011 / 12 / 10 - 17:17 )
هل فعلا لقد كانت افريقيا الاطلسية او بلاد الاطلس او افريقيا المتوسطية او المغرب بلاد العرق الابيض عبر التاريخ وما نلاحظه من خصائص فيزيولوجية في الصحراء نشا من الزواج المختلط وقد أشار القدامى إلى اولئك السمر بعبارة
Les Mélano gétules
http://www.hbiby.com/vb
http://www.tube.hbiby.com


16 - أزول
أمازيغي ( 2012 / 5 / 28 - 21:32 )
الامازيغ امة بيضاء و الانسان الابيض يقصد به من بياض الناصع الى البياض المتوسط الى الاسمر و الى الاسمر القاتم اي كلهم ينتمون الى االجنس القوقازي

اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة