الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


AGORA

محسن ظافرغريب

2010 / 5 / 11
الادب والفن


ساحة (التحرير) الدائرية، في العاصمة الحبيبة (حرة الدنيا) مدينة السلام "بغداد"، بمعلمها الأشهر (نصب الحرية) للفنان "جواد سليم"، منذ مولد (جمهورية عبدالكريم قاسم الفاضلة)، ملتقى كل فئات الشعب، تقابلها ساحة AGORA ، أيضا ساحة دائرية كان المزارعون في العاصمة "أثينا" يلتقون بها منذ عام 406ق.م.

الفيلم الاسباني "AGORA"، تدور أحداثه أيام حكم الإمبراطورية الرومانية لمدينة "الإسكندرية" في القرن 4م، جرى تصوير مشاهد منه في مدينا، مالطا حيث شيدت ديكورات تمثل مدينة الإسكندرية القديمة بفنارها ومكتبتها.

إنتاج Fernando Bovaira وتوزيع Focus Features.

إخراج
Alejandro Amenábar
مواليد 31 آذار 1972م

يتناول دور التعصب والتطرف في خلق دوامات من العنف الاجتماعي. ملحمة بصرية متكاملة لعبت دور البطولة فيها النجمة السينمية Rachel Weisz ممثلة بريطانية من مواليد 7 آذار 1970م فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم The Constant Gardener عام 2006م، في دور Υπατία باليونانية: 380 - 415م، ولدت في الإسكندرية (مصر). عالمة رياضيات ومنطق وفلك، عرفت بدفاعها عن الفلسفة و التساؤول ، و معارضتها للإيمان المجرد. مع Max Minghella في دور العبد Davus و أشرف برهوم وسامي سمير و Rupert Evans من مواليد 7 آذار 1977م. أيضا بطولة:
Oscar Isaac
Michael Lonsdale

Υπατία كانت ابنة ثيون آخر زملاء متحف الإسكندرية "السيزاريوم" الذي كان إما ملاصقا لمكتبة الإسكندرية أو بداخلها. ويقترح البعض أنه بوفاتها يسدل الستار تماما عن عصر الحضارة الهيلينية.

حياة Υπατία ابنة ثيون الذي كان معلمها وآخر علماء الرياضيات المعروفين، و المنتمين إلى مدرسة الإسكندرية، وقد سافرت إلى أثينا وايطاليا للدراسة قبل أن تكون عميدة للمدرسة الأفلاطونية نحو عام 400م. طبقا للموسوعة البيزنطية المسماة (سودا) والتي صدرت في القرن 10م، فإن Υπατία كانت مدرسة للعلوم الفلسفية لكلا من أرسطو وأفلاطون وكان هناك عدد من المسيحيين والأجانب بين طلابها، و رغم أن Υπατία كانت لا تؤمن بأي إله إلا أنها كانت محل تقدير للعديد من تلاميذها المسيحيين واعتبرها أحدهم رمزا للفضيلة، و أشيع أنها كانت زوجة للفيلسوف ايزودور السكندري اسما فقط ولكنها وبقيت طوال حياتها عذراء، ويحكى أنها قد رفضت أحد خطابها عن طريق إعطاءه خرقة بها بقع من دماء حيضها موضحة له انه لا يوجد شيء جميل في الرغبات الجسدية. وتبادلت Υπατία عدة مراسلات مع تلميذها السابق سينوسيوس، الذي رسم أسقفا لبتلومياس (بليبيا) عام 410م. هذه الرسائل، و كتابات دامسكيوس عنها، هي المصادر الوحيدة المتبقية عن هيباتيا عن طريق طلابها.

يتحدث المؤرخ الكنسي سقراط عن Υπατία في تأريخه للكنيسة، قائلاً: ( كانت هناك امرأة في الإسكندرية تدعى Υπατία، وهي ابنة الفيلسوف ثيون. كانت بارعة في تحصيل كل العلوم المعاصرة، ما جعلها تفوق كل الفلاسفة المعاصرين لها حيث كانت تقدم تفسيراتها وشروحاتها للفلسفة، خاصة فلسفة أفلاطون لمريديها الذين قدموا من كل المناطق، بالإضافة إلى تواضعها الشديد لم تكن تهوى الظهور أمام العامة. رغم ذلك كانت تقف أمام قضاة المدينة وحكامها دون أن تفقد مسلكها المتواضع المهيب الذي كان يميزها عمن سواها، والذي أكسبها احترامهم وتقدير الجميع لها. كان والي المدينة (اورستوس) في مقدمة هؤلاء الذي كانوا يكنون لها عظيم الاحترام.

معظم أعمالها كانت عبارة عن أعمال مشتركة مع والدها، ثيون الكنسدروس نتيجة إلى ندرة وجود أعمال أنثوية منفردة للنساء في العصور القديمة. من مساهماتها الهامة في مجال العلوم: قيامها بعمل رسم الأجرام السماوية، واختراعها مقياس ثقل السائل النوعي ( الهيدرو متر )المستخدم في قياس كثافة ولزوجة السوائل. قال تلميذها سينوسيوس أنها اخترعت أيضا نوع من الإسطرلاب. موتها كان التفاف جمهور المثقفين حول الفيلسوفة Υπατία يسبب حرجا بالغا للكنيسة المسيحية وراعيها الأسقف كيرلس الذي كان يدرك خطورة Υπατία على جماعة المسيحيين في المدينة، خاصة وأن أعداد جمهورها كان يزداد بصورة لافتة للأنظار، بالإضافة إلى أن صداقتها للوالي ( أوريستوس ) الذي كانت بينه و بين أسقف الاسكنرية ( كيرلس ) صراع سياسي في النفوذ و السيطرة على المدينة. كان اوريستوس مقربا إلى Υπατία ويكن لها تقديرا كبيرا. كما يقال انه كان احد تلاميذها، وهو ما يفسر لما كان ( كيرلس ) مستاء مما قد يمثله وجود هيباتيا وزاد الأمر سوءا أن الأسقف دخل في صراع مع اليهود المتواجدين بالمدينة، وسعي جاهداً لإخراجهم منها، ونجح في ذلك إلى حد كبير وذلك بمساعدة أعداد كبيرة من الرهبان، الذين شكلوا ما يمكن تسميته بجيش الكنيسة، ولم يكن باستطاعة الوالي التصدي لهذه الفوضى، بل وتعرض بدوره للإهانة من جانب بعض الرهبان الذين قاموا بقذفه بالحجارة، بعد أن علموا بالتقرير الذي أرسله للإمبراطور متضمناً الفوضى التي جرت بالإسكندرية جراء اشتباكاتهم مع اليهود، ومن ثم تأزمت العلاقة بين المسيحيين وبين الوالي أوريستوس رغم أنه كان مسيحياً أيضا، وسرت الشائعات في المدينة أن سبب هذا العداء بين رجلي الإسكندرية يعود إلى Υπατία وتأثيرها على حاكم المدينة وهذا لم يكن يعني أن المدينة لن تعرف الهدوء إلا بالخلاص منها.

وفي منتصف آذار 415م أثناء موسم الصوم الكبير أوقف جماعة ممن ينتمون إلى (جماعة محبي الآلام ) عربتها التي كانت متجهة إلى منزلها بقيادة القارئ الذي يعد واحد من الرهبان المقربين إلى الأسقف كيرلس حيث انتزعوها من عربتها، وسحبوها غلى كنيسة ( قيصرون Caesareum) و قاموا بتجريدها من ملابسها و سحبوها عارية في طرقات المدينة ثم قاموا برجمها بالحجارة ، ثم تم التمثيل بجثتها بعد موتها عن طريق سلخها وحرقها، و قيل أنها سلخت وهي حية.

تدور أحداث الفيلم في العام 391 ميلادية حيث يروي قصة عالمة الفلك والرياضيات والفيلسوفة "Υπατία السكندرية" والتي اعتبرت "أما روحية" للعلوم الطبيعية الحديثة، ورمزا للحكمة وعلاقتها بشخصية متخيلة وهي "أوريستوس" الذي يصبح الحاكم الفعلي للمدينة والذي يقف بجوار Υπατία مدافعا عنها حتى يستسلم في النهاية، وتبدو بينهما علاقة عاطفية واضحة. أيضا العبد Davus يتحول تدريجيا إلى المسيحية والذي تقوم Υπατία بعتقه ثم ينضم إلى جماعة متطرفة، كما أن أساس موضوع الفيلم يتناول فترة القرن الرابع الميلادي ومدى التطرف الديني الذي عاشته المدينة حين أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية والذي شمل اقتحام المعابد الإغريقية والرومانية واقتحام مكتبة الإسكندرية من قبل الجماعات المتطرفة ذات الهوس الديني كما أظهرها الفيلم، حيث قامت بهدم التماثيل وتحطيم الرموز الفنية وحرق الأبحاث العلمية والوثائق والخرائط بدعو انتمائها للتراث الوثني.

كما صور الفيلم دعوات أحد الأساقفة "سيرل" بضرورة التنكيل والفتك باليهود المقيمين في الإسكندرية ونهب ممتلكاتهم وقتلهم، كذلك دعوة الأسقف لمنع عمل النساء، وضرورة عودة المرأة وبقائها في المنزل وحظر عملها بالتدريس أو الفكر وعدم الاستماع إليها، بل والتحريض على قتل هيباتيا كونها وثنية وكونها "ساحرة" ابتكرت نظريات علمية لن تعرفها البشرية إلا بعد 12 قرناً على يد يوهانس كيبلر، ولا تؤمن بالديانة الجديدة، وذلك بالرغم من كونها تدافع عن حق أي كان في الإيمان بما يشاء.

ينتهي الفيلم بالقبض على Υπατία وتجريدها من ملابسها استعدادا لحرقها في الساحة، ورغم أن كتب التاريخ تذكر أن Υπατία قتلت بوحشية وتم التمثيل بجثتها من تمزيق للجسد وحرق للأشلاء، إلا أن الفيلم لا يصور النهاية الحقيقية تلك، حيث يصور مشهد نهاية الفيلم قيام عبدها السابق دافوس بحضنها بقوة ثم خنقها، مجنبا إياها مصيرها البشع المحتوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب