الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- طالبان- في العراق !!

يوسف ابو الفوز

2004 / 8 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في تطور جديد ، وليس غريب أبدا ، عن نشاط حلف الجماعات الإرهابية ، الظلامية ، حصلت عدة انفجارات منسقة وذلك بشن هجمات إرهابية ، وبسيارات مفخخة ، في مدينة بغداد والموصل ، في محيط عدد من دور العبادة المسيحية ، وكان من نتيجة ذلك سقوط العشرات من القتلى والجرحى بين المواطنين العراقيين الأبرياء ، فمن المستفيد من كل ذلك ؟ وتحديدا من يقف خلف هذه الاعتداءات الآثمة ؟؟
لقد عاش أبناء العراق من العرب والأكراد ، ومن المسلمين والمسيحيين ، وسائر بقية الأقوام والاديان ، وعلى ارض بلاد الرافدين تاريخا طويلا حافلا ، واجهوا فيه معا مختلف عوادي الزمن . وليس هناك ابشع من السنوات الثقيلة لحكم النظام الديكتاتوري البعثفاشي المقبور ، الذي كان عادلا مع أبناء العراق في توزيع الموت وإرهابه وظلمه على كل فرد ومن جميع الأقوام والأديان والطوائف ، ولم ينجح نظام العفالقة الإرهابي ، رغم كل وسائله وإمكانياته في توظيف الورقة الطائفية لتكون سببا لبروز نزاعات طائفية أو حرب أهلية بين أبناء العراق ليطيل من عمره بها ، لذا كان اعتماده يزداد على الأساليب الإرهابية البوليسية التي برعت فيها أجهزته القمعية ، فكيف هكذا وبسهولة وبعد زوال النظام البعثفاشي الدموي تتحرك النعرات الطائفية ضد أهل الإنجيل من أبناء العراق ؟؟
لا نختلف في القول من ان أصابع المنظمات الإرهابية ، وخصوصا جماعة الزرقاوي ، التي تدار من الخارج ، نشطة وفاعلة في المساهمة في كل الأعمال الإرهابية ، فهي تشكل طرفا مهما في التحالف الإرهابي ، الذي تغذيه بقايا فلول النظام الديكتاتوري المنهار ، والذي ينثر الموت في ربوع العراق خلال هذه الأيام ، وهنا ، وفي الأعمال الإرهابية التي شملت كنائسنا العراقية أيضا تركت جماعة الزرقاوي بعض بصماتها ، ولكن الحديث عن مسؤولية جماعة الزرقاوي هنا ، عير كافية أبدا ، ان ربط بسيط لما جري من تفجيرات إرهابية شمل أماكن العبادة المسيحية ، بالهجمات المتوالية التي جرت لمحلات بيع الخمور في مختلف المدن العراقية ، وما سبقها وصاحبها من أعمال فوضى واعتداءات شملت صالونات الحلاقة ومحلات بيع الموسيقى وغير ذلك ، نرى ان أصابع الجماعات الظلامية العراقية والتي تدار من قبل جماعات متطرفة تشترك في هدف واحد مع جماعات الزرقاوي ، إلا وهو تكفير الاخر واعتبار ان الرب والدين والفكر والحياة هو حكر بهم وحدهم ، وان لا مجال ولا حق لغيرهم في الحياة والتفكير والتقرب الى الله سوى عبر طريقهم وأسلوبهم .
وإذا راجعنا ما قامت به قوات الاحتلال من طريقة تعامل مع الساحة السياسية في العراق ، حيث سعت الى تكريس الصورة الطائفية عبر تناولها الملفات العراقية بطريقة طائفية ، حيث نرى ان قوات الاحتلال حاولت استكمال نشاطات النظام الديكتاتوري في زرع الروح الطائفية ، وذلك باذكاء الروح الطائفية لدى القوى التي يناسبها ذلك ، والتي اشتد عودها وهي تجد سندا وعونا من دول الجوار وقوى خارجية مختلفة ، فأنتعشت المنظمات المتطرفة الظلامية التي صب نشاطها أساسا وبمفارقة غريبة في مصلحة السياسة الأمريكية في العراق ، ومخططات دول الجوار على السواء ، ولهذا لا يستبعد ان القوى المتطرفة الظلامية ستقوم بنشاطات اكبر وبأشكال اخرى تكشف فيه عن وجهها الظلامي اكثر لتحاول ان تفرض نفسها بقوة على الساحة السياسية لتكون "طالبان عراقية " حالمة بالامساك بمقدرات السلطة السياسية وإنشاء ديكتاتوريتها الخاصة ، وربما تحلم بذلك مدفوعة بكون ان الولايات المتحدة الأمريكية وخدمة لمصالحها وسياساتها الاستراتيجية سيق وان سهلت لحركة طالبان حكم افغانستان لفترة من الزمن قبل ان تنفرط عرى التحالف معهم ويتحولوا الى أعداء .
فما المطلوب من الحكومة العراقية الان غير الإدانة وتحميل جماعة الزرقاوي تبعات التفجيرات الإرهابية ؟
الامر لا يتعلق فقط بطمأنة أبناء العراق من أهل الإنجيل ، الأمر هنا يتطلب العمل بحزم لرفض اي صيغة طائفية في التعامل مع تطورات الوضع الامني والشأن العراقي وفق معايير وكأن حقا ان ثمة اضطهاد من قبل المسلمين للمسيحيين ، فالشعب العراقي هنا وبكل طوائفه ، كله مستهدف ، بل وحاضره ومستقبله ، تحت ستار الدين ومقاومة الاحتلال والتكفير . الحكومة العراقية هنا مطالبة بالضرب وبيد من حديد على كل من يمس بأمن المواطن العراقي ومستقبل بناء العراق الجديد ، الديمقراطي الفيدرالي ، المسالم ، مهما كان تاريخ هذا الشخص ومهما كان ارتباطه العشائري وموقعه . ان الواقع يدفع بأصابع الاتهام لتتحرك وتشير الى مراكز القرار عند بعض القيادات الدينية المتطرفة ، وهؤلاء يجب ان يمثلوا أمام القضاء العراقي ، بتهمة التأمر على مستقبل الشعب العراقي ، والامر يجب ان يتم بحسم يقطع الطريق على الأحلام المريضة للإتيان بـ " طالبان عراقية " !!

سماوة القطب
2 آب 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه