الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خُذ ْ حكمة َ الافيالِ..

ابراهيم البهرزي

2010 / 5 / 12
الادب والفن


الفيل ُ يشم ُّ نهايته ُ
ينزوي قصيّا ً
رغم َ انَّ الموت َ ختام ٌ من المسْك

صارَ عَفَن ُ الموت ِ
ينسج ُ شرنقاته ُ
في قمصاننا المورّقة ِ
تلك َ التي تشبّثنا بخُضرتها قسرا ً
تشبّث الاعمى بشبّاك ِ لكاظم
رغم َ انطفاء ربيع ِ النذور


لا افيالاً مُكابرة ً كُنّا
ولا صرنا فراشات
تباهي بمنسوج ِ الحرير...

الحِيرة ُ تنكبُّ على مغزلها
تحاولُ ان ْ تنسج َ لمغارة ِ خيبنا
سِتْرا ً ً
فتكسر ُ بيْض َ الحمامة ,ِ
السماء ُ لن تترجَّل ُ
لانقاذ ِ انبياءها التائهين ....


مَضت ْالسيرة ُ مشدودة ً بالفحولة ِ
وارتخت ْ
ساعة َ انكشفت ْ
لخواتيمنا
مياسم َ الحُور العين ..


لا بالاعراس ِ
ولا بالزنى
لا بالطبل ِ
ولا بالناي ِ الخجول
غنّى مُنشدنا
كان الصداح ُ الذي يتلعْثم ُ
ساعة َ ينبغي ان يقول
تركنا الغناء َ لابناء ِ الغواني
وتمنّينا له ُ ان ْ يقول
ليس َ اكثرَ من ان يقول...


فتحاتنا صارت ْ اوسع َمن فتوحاتنا
بالقسوة ِ ولجنا ارباضا ً مُطْمئنة ً
وبالقسوة ِ
صارَ يدلف ُ كلَّ سقْط الموج ِ
من فتحاتِ ارباضنا...


كنا نحْذَر ُ الذئب َ
صارت الذئاب ُ تحْذرنا
(عوى الذئب ْ
فاسْتانست ُ بالذئب ِ اذ ْ عَوى
وصَوَّت َ انسان ٌ
فكدت ُ اطيرُ )*
ارايت َ ذئبا ً ياكل ُ اخاه ُ؟
العراقيُّ يفعلْ!.......


الرجل ُ ينظرُ في عين ِ اخيه ِ
أنّه ُ يجرحَه ُ
الرجل ُ يُحَملق ُ في عين ِ اخيه ِ
أنّهُ ُُ يَسْتمطر ُ دموعه ُ
الرجل ُ يترك ُ خلف َ اثره ِ
حذاءا ً مُفرداً
اينَ تركت َ الاخرَ ؟
يقول ُ له ُ الترابُ الشهيد ...


آوَينا ازمنة ً لا تطيق ُ الكهوف نتنها
وعشناها , عشنا بها
وكلما توغّلنا في الكهوف ِ
ايقنّا
انَّ النور َ كفرُ مُبين
تركنا خَلفنا اجملَ الموتى
من ان اجل ِ ان نقول َ لجهامتنا :
ها نحنُ تقدَّمنا !

قال َ
اوصيكُم ْ بحكمة ِ الافيال ِ
قيلَ
فما حكمة ُ الافيال ِ يا طريدَ الله
قال َ:
انها تحسَبُ الموت َ عَورة ً
فلا تكشف ُ احتضارها للسُفهاء..

رجَموا طريد َ الله
واتخذوا من الموتِ احتفاءاً خالداً
ظلوا بُخورا ً يحومُ على وجود الموت
لا اغْضوا حَياءا ً من مهابته ِ
ولا عاثوا امتنانا ً للبقاء...

شُمّوا مَصائركم
فان َّ الموت َينصت ُ في حَدائقكم
لمَعصية ِ الشذى
شمّوا كما الافيال ِ
وردة َ موتكم
وتتبعوا أثَرا ً يصون ُ الكبرياء ْ


*بيت الشعر بين مزدوجتين هو للاحيمر السعدي وهو من صعاليك الشعر القدامى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألم العراق
عُلا النوري ( 2010 / 5 / 12 - 14:31 )
أتعرف سيدي الفاضل أن مايؤلم حقاً أننا كنا سادة العالم بأخلاقنا لكن لا أعرف بالضبط ماالذي حل بنا؟؟
علنا نأخذ الحكمة من الأفيال؟؟
سلمت أناملك سدي....


2 - الأستاذ البهرزي المحترم
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 5 / 12 - 23:14 )
لوعتك على ما آلت إليه أوضاع الوطن نشعر بها من المقطع الأول تتصاعد تدريجياً لتصل الذروة في قولك أرأيت ذئباً يأكل أخاه , الرجل ينظر الرجل يحملق , ... شعرت بالخجل من انسانيتنا أن تصل إلى هذه المرحلة أما حكمة الأفيال ؟ فيا لها من حكمة رائعة ,صار علينا أن نأخذ الحكمة من الحيوان في هذا الزمن المجنون ويبدو أن منْ لا عقل لهم هم العاقلون أما حكمة العاقلين فقد أودت شبابنا في داهية لا مخرج منها , شكراً لك


3 - بعيداً عن لعنة السَجعْ
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 13 - 05:05 )
!!!!! قالوا : مُعجِزْ
قلتُ : أين ؟
في الفلقْ ... أم في العلقْ !! ؟
أم ... تمهل تمهلْ
ربما في شر ما خلقْ ؟ .......

أين سجع الكُهانِ من حكمة الفِيَلة ؟
يا لِرهافة حِسها
تحسب الموتَ عورةً
فلا تكشف إحتضارها للسُفهاءْ
الله الله .... إقرأوا
الويل .. كل الويل
ما هم بقارئينْ ؟
: حَذرَهم إله الخَمرِ والبساتينْ
شُموا مَصائركمْ
فإنَ الموتَ ينصتُ في حَدائقكمْ
لِمعصيةِ الشذىْ
لم يفهموا ......
فما تعاملوا من ثقوب فكرهمْ
بمفرداتٍ
غير مفردات الردىْ
ولا
بما قاله المصلوبُ
عن حِكمة القذى
: توسلَ بهم أن يَسمَعوا حِكمةَ الحِكَمْ
شموا كما الأفيالْ
وردة موتكمْ
وتتبعوا أثراً يصون الكبرياءْ

لم يكن (المُنذرُ ) إبن الشعرِ
يعرف
إنها لا تسمعُ الرِممْ ......
ولا الحذاءْ
فهناك من يُفكر لها
من النُطفةِ للعدمْ
^^^^^^^^^
تحياتي وعذراً لإستعمالي بعض شذراتك



فمعاصيهم في دائرة الجسد


4 - شكرا ثم شكرا
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 5 / 13 - 11:53 )
اصدقائي الاحبة
اود ان اشكر اولا الصديق العزيز المبدع فارس اردوان ميشو والصديق العزيز الاستاذ سيمون خوري على تعليقهما على قصيدتي السابقة (الولد الحافي على درب التبانه) والذي فاتني في اوانها الرد عليهما لاسباب تقنية وشخصية اوضحتها مرارا
فليعذراني على التاخير ولهما مني كل الود
1-
الصديقة العزيزة علا النوري
للاسف يا صديقتي العزيزة اردد معك للاسف ولكن هذ هو واقع الحال
اهلابك وبمرورك المشرق على قصيدتي
2-
الصديقة العزيزة قارئة الحوارالمتمدن
تحية محبة
صار الحديث عن وطن جميل يا صديقتي يشبه البكاء على الاطلال ماكنا نحلم ان نحيا ابدا لتكون تلك البلاد التي نحب بهذه الذئبية , نتمنى وطنا احلى.... اعمارنا نحن لن تحظى به فعسى يحظى به الوارثون
لك محبتي
3-
الصديق العزيزالشاعر حقا الحكيم البابلي
تحية محبة
سرحت كثيرامع قصيدتك التي علقت بها على قصيدتي واكتشفت ان احلامنا مؤلمة جدا , الوطن الذي ينبغي ان نلتقي في مرابعه ونستعيد بهاءه صار بعيدا عن متاول اعمارنا المتداعية
سنبقى للاسف كل في بلاد وتبقى بلادنا الام في بلاد لا تعرفنا
محبتي وشوقي لك


5 - الحكمةالمفقودة
nedaa Aljewari ( 2010 / 5 / 13 - 20:25 )
تحية طيبة يا أستاذنا البهرزي عفاك لكل ما تكتبه


6 - الموت
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 5 / 14 - 00:26 )
الصديق العزيز البهرزي النبيل
كُنت أظن أن للأفيال ذاكرة قوية ، أما بعد هذه القصيدة الرائعة ، ساتعلم الحكمة من الأفيال
إني على عكس أفيالك ، لا أرى ألموت عورة ، بل دعوة ، رغبة ، شهوة ، لقد عايشته ، وعاشرنه ، وصادقته ، أحياناً كنت أركض خلفه ، وهو يهرب مني ، لم أعد أخافه أو أهابه ، بل أنتظر قدومه بكل كبرياء
أربعون عاماً من حُكم الطغاة ، ثمانية منها في حربهم العبثية ، في بلد كالعراق ، أصبح الموت هو الخلاص ، سأضع في عروة سترتي ، وردة الموت الحمراء ، لأشم شذاها ، منتظراً الرحيل تحياتي ايها الرائع

اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا