الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيلانيات..زلقو

عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)

2010 / 5 / 13
الادب والفن


من الحكايا القديمة ( ذات المغزى ) والتي كان يسرد أحداثها والدي ( رحمه الله ) لنا، قصة ( زلقو )، الرجل الذي أراد أن يكون لاسمه صدى لدى أبناء قريته السذّج، فزلقو هذا، رجل كسول، فارغ، جاهل، لا يفقه من دنياه، سوى النوم والاسترخاء، في نفس الوقت لديه طموح ( كبير ) أن تتلاقف الألسنة اسمه ، ويشاع صيته في أرجاء القرية، الجميع يتجاهله، حتى أنهم أحيانا ينسون اسمه، كأنه ظل، أو شبح، لا يرونه، ولا يحسبون له حسابا، لمْ يجدْ بدّا من التفكير فيما سيفعله للخروجْ بفكرة تروي ظمأه، وتحقّقْ طموحه، بحيث لو مرّ في القرية يشار له بأصابع الإعجاب والدهشة، فجأة، خطرتْ له فكرة جهنمية، لا يجرؤ على تنفيذها سواه، جلس ( زلقو ) على حافة سطح أحدى بيوتات الطين آنذاك، وجهه للداخل وقفاه للخارج والجميع يراقبه، بعد أن نزع عنه سرواله، أو بنطاله، وأخذ يتغوّط دون أن يشعر بالحرج أمام مرأى من كان يراقبه، علتْ وجوه الناظرين إمارات الدهشة والاشمئزاز والتعجب، وصاح أحدهم : أنظروا لزلقو ماذا يفعل!!!، وقال الآخر : نعم هذا ( زلقو ) يتغوط فوق السطح دون استحياء !!!، ومذ ذاك الحين، أصبح ( لزلقو ) اسما وصيتا، وأخذ الناس يضربون به الأمثال.
بعد مرور عشرات السنين على حادثة زلقو وغائطه، نرى أننا لازلنا نراوح في مستنقع السذاجة ولكن بصورة عصرية ويوميا نستمع لحكايا حديثة عن أقران ( زلقو ) في مجتمعاتنا ، ففي السياسة نجد أن هناك من يتّخذ قرارت وتصريحات و ( ادعاءات زلقوية ) من أجل الحصول على مناصب ومكاسب، دون أن يكون مؤهلا لها بأي حال من الأحوال، متّخذا من براعته في الضحك على الذقون سلّما للصعود فوق الأكتاف لتحقيق مآربه وطموحاته الشخصية المريضة، ناهيك عن المجالات الأخرى في الأدب والثقافة والصحافة والإعلام والفنون،
( فالتنظيرات الزلقوية ) قائمة على قدم وساق في زمن ساذج، يسهل فيه التصديق والتأييد والترقيع، وبإمكان ( زلقو ) واحد إقامة الدنيا وإقعادها دون أن يرفّ له جفن، حتى وإن أحدثَ حربا طاحنة بين هذا وذاك، يشعل فيه الأخضر واليابس، ليذهب ضحية ( نفسيته الزلقوية ) العشرات من ذوي الأحلام العادية، وهذا أمر خطير يبقينا في دوامة أمكنتنا الموبوءة المليئة بأمراض الحقد والانتقام والخوف والترقب والثأر والجشع والطمع والقتل والحمى النزفية والفقر والخضوع للمجهول وكل ما نعاني منه في ( زماننا الزلقوي ) هذا ، فلم لا نتغاضى عن الطموحات الزلقوية للكثير ممن نراهم اليوم وهم غائصين حد القلب في نواياهم لنبني عقولنا ومستقبلنا وبلادنا ونمنح لحياتنا لونا قزحيا ربيعيا بدلا من اللون القاتم الذي كاد يغشي بصرنا ويلقينا في جحيم لا مخرج له؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ياللجنون ونحن الضحية
فاتن واصل ( 2010 / 5 / 13 - 20:18 )
فعلا أستاذ عبد الكريم هذا زمن الزلقاوية ، ولكن أى مخرج لنا نحن أصحاب الأحلام والمتشبثين بالأمل ، يا ويلنا منهم ، يلوثون عالمنا بأنانيتهم غيرعابئين بما يدمرونه فى طريقهم ... لا نملك سوى الحلم ، لعله يتحقق يوما، دمت أستاذ عبد الكريم بقلمك الحساس الواعى


2 - رائع فعلا لمحة رائعة, وللاسف هي كل واقعنا
داليا علي ( 2010 / 5 / 14 - 00:05 )
فما اكثر الزلقاوية حولنا وما اكثر من يطلب الشهرة حتي ولو بالتغوط علي كل شيء حتي وان كان علي نفسه نفسها... فعلا ما اكثر الزلقوية وما اقل من لا يغتروا بهم وينبهروا بهم ويهللوا ويمضوا خلفهم حتي وان كانوا يروا التغوط بعينهم.. فمن كثرتهم اصبحوا بفعلتهم هم المثل ومن خلفهم كل يريد ان يصبح زلقاوي المذهب والشهرة... الاستسلام والتبعية تغييب العقل والانبهار حتي بلا شيء هو من جعل الزلقاوية هم الاغلبية وخاصة مع كثرة من يهلل لهم وخاصة مع نوعية من يهلل فان هلل متعلم لزلقاوي ماذا يبق لمن لم ينل العلم المشكلة في الزلقاوي والمشكلة فيمن يهلل ويجعل منه زلقاوي الاستسلام والتبعية والغاء العقل والرغبة في الشهرة وايجاد شيء يكون مثل هو ما يجعل من الزلقاوية زلقاوية

شكرا وللاسف وان كان تم تحديد معني الزلقاوية من زمن وكانت مثل للسوء ولم نتعلم من هذا التحديد من ذاك الزمن لذلك ندفع اليوم الثمن
شكرا لك وشكر خاص للوالد المكتشف


3 - رائع فعلا لمحة رائعة, وللاسف هي كل واقعنا
داليا علي ( 2010 / 5 / 14 - 05:09 )
فما اكثر الزلقاوية حولنا وما اكثر من يطلب الشهرة حتي ولو بفعل الزرقاوي علي كل شيء حتي وان كان فيه ما يؤذيه نفسه... فعلا ما اكثر الزلقاوية وما اقل من لا يغتروا بهم وينبهروا بهم ويهللوا ويمضوا خلفهم حتي وان كانوا يروا ما يفعلوه بعينهم.. فمن كثرتهم اصبحوا بفعلتهم هم المثل ومن خلفهم كل يريد ان يصبح زلقاوي المذهب والشهرة... الاستسلام والتبعية تغييب العقل والانبهار حتي بلا شيء هو من جعل الزلقاوية هم الاغلبية وخاصة مع كثرة من يهلل لهم وخاصة مع نوعية من يهلل فان هلل متعلم لزلقاوي ماذا يبق لمن لم ينل العلم المشكلة ليست فقط في الزلقاوي لكن فيمن يهلل له ايضا ويجعل منه زلقاوي الاستسلام والتبعية والغاء العقل والرغبة في الشهرة وايجاد شيء يكون مثل هو ما يجعل من الزلقاوية زلقاوية

شكرا وللاسف وان كان تم تحديد معني الزلقاوية من زمن وكانت مثل للسوء ولم نتعلم من هذا التحديد من ذاك الزمن لذلك ندفع اليوم الثمن
شكرا لك وشكر خاص للوالد المكتشف

اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع