الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما تغيب الكرامة الوطنية

جاسم الحلفي

2010 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان لا نهاية لمحن العراقيين مع دول الجوار، ومنها دولة الكويت الشقيقة، ولن تكن قضية احتجاز الكابتن كفاح حسن جبار مدير عام الخطوط الجوية العراقية، هي آخر قضية، يتعرض فيها المواطن العراقي الى المهانة، لا لسبب سوى جريمة نفذها ذات يوم حاكم مستبد، استباح الكويت. ولا نريد العودة الى تلك الصفحة السوداء من تاريخ العلاقات العراقية الكويتية. لكن المؤسف ان بعض الإخوة في دولة الكويت الشقيقة، لم يبرحوا تلك اللحظات من التاريخ السيئ، محملين الشعب العراقي وزر جريمة، لم يكن لهم رأي فيها. على العكس من ذلك لقد تحمل العراقيون أعباءها الثقيلة، ودفعوا جراء ذلك المبالغ الطائلة من تعويضات، لا نهاية واضحة لها في الأفق، رغم الخراب الذي عم العراق والحروب الذي تركت بلاد الرافدين مثخنة بالجراح!.

لم تحتذي دولة الكويت الشقيقة بالدول البعيدة التي لا يرتبط العراق معها، لا برابط الإسلام، ولا برابط العروبة، ولا برابط الجوار، لكنها، أي الدول البعيدة، أسقطت ديونها على العراق الجديد، دعما وإسنادا له بعد ان أنهكته الحروب والصراعات كي ينهض معافى من كبوته، في حرص واضح على تنمية العلاقات الدولية.

ينشغل السياسيون في لجة الصراع، حول السلطة والنفوذ، ويتنافسون حول أحقية أي منهم في الجلوس على الكرسي الأول، دون ان يتفكروا لبرهة في حقوق العراق، التي تهضم، ولا التجاوزات التي يخطط لها وتنفذ على وجه السرعة، آخرها مشروع سحب مياه نهر دجلة، من الحدود العراقية، لإرواء الأراضي السورية، بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، وفق خطة مفاجئة تعد التفافا على الاتفاقات الدولية بين الدول المتشاطئة.


لا يجد المرء تفسيراً لحرص الجارة الكويت على أرواء 200 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في محافظة الحسكة! في وقت تشكو البصرة الفيحاء من العطش، وهي على مقربة من الكويت الشقيقة!، ولا يمكن فهم قيام قوة من البحرية الكويتية باعتقال عشرة صيادين عراقيين من محافظة البصرة، وهم يسعون لكسب رزقهم، في المياه الإقليمية العراقية، ومصادرة زورقهم واقتيادهم إلى السواحل الكويتية، كأسري حرب مكسورين!.

قال العرب قديما: "ألف عين لأجل عين تكرم"، فبأي صورة تكرم الكويت الشقيقة عيون أولئك العراقيين الذين عارضوا غزوها واحتجوا عليه ودفع بعضهم جراء هذا الموقف دمهم؟ وكيف تجازي دولة الكويت الجارة الضباط والجنود الذين رفضوا المشاركة في استباحتها؟

يطيب لي السؤال عن الفرق بين مشهد سجود الجندي العراقي مقهورا امام جنود الغزاة في أول نيسان عام 2003، وصورة الصيادين العراقيين المدنيين وهم محتجزين، أمام الضباط الكويتيين في عام 2010؟ كذلك ما الفرق بين احتجاز مياه العراق من قبل الأشقاء، وبين احتجاز مدير الخطوط الجوية العراقية بدعوة أقامها الأشقاء؟

اما الفرق بين بلد يحفظ الكرامة الوطنية ... وبلد تستباح فيه الكرامة، هو كالفرق بين بلد تقرر مصيره الولاءات الإقليمية، وبين بلد تتشكل حكومته وفقا لمقتضيات مصالح شعبه الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملثمون يوقفون المحامية سونيا الدهماني من داخل دار المحامين ف


.. نبض أوروبا: هل حدثت القطيعة بين بروكسل ومالي بعد وقف مهمة ال




.. الأردن يُغلق قناة تابعة للإخوان المسلمين • فرانس 24


.. المبادرة الفرنسية و تحفظ لبناني |#غرفة_الأخبار




.. طلاب جامعة هارفارد يحيون الذكرى الثانية لاغتيال شرين على يد