الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المفاوضات والنضال

جورج حزبون

2010 / 5 / 13
القضية الفلسطينية


تمت العودة للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالرعاية الأمريكية، بغض النظر كانت مباشرة أو غير مباشرة، فقد لقيت قبولا ومعارضة فلسطينية وعربية، وبغض النظر عن القرار فقد أصبحت ردود الفعل معروفة دائما، فهذه الأطراف الإسلاماوية ( أقصى اليمين) ترفض وهذه الأطراف في (أقصى اليسار) ترفض( في مرحلة تاريخية تكونت جبهة رفض) ويختلف الرفض بينهما بالشكل الإسلاماوي، لا يجيز التفاوض على أرض وقف!! واليسار لا يقبل التفاوض مع العدو خارج دائرة النضال والقتال، والبدائل المعروضة لا تستقيم مع الواقع، فهذا الرسول محمد وافق على صلح الحديبية وتفاوض خاضعا لإدارة القوى الراهنة، وهذا لنيين فاوض الألمان عبر الثوري الكبير ترو تسكي في صلح ( بوست ليندفسك) الذي أدى للتنازل عن أقسام كبيرة من أراضي روسيا لصالح الألمان الأقوى حينها.
لست هنا مدافعا عن أي تنظيم ولست مرحبا بموضوع ( القيادة الفلسطينية) الذي جمع القيادة مكونا انطباعا هاما أن المنظمة تحت الوصاية.
تظل العملية الكفاحية لأي شعب ضد الاحتلال والاستعمار بأشكاله، محكومة بعوامل داخلية وخارجية، وهي ليست عملية رغبة أو تصرف عصبي نزق، فلم تكن تستطيع فيتنام الشمالية القتال دون عمق استراتيجي ممثله الإتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية، واستند الجزائريون إلى العمق المغربي والدعم المصري الناصري والمناخ العربي الثوري.
والمناخ الدولي اليوم رغم بروز تغير متواضع لصالح الشعب الفلسطيني، إلا أنه يحتاج إلى مواصلة ضغط لتحقيق اختراق جدي وفعال، وعربيا لا وجود لمناخ ثوري ولا إلى عمق عربي إستراتيجي، ولا داعي للأمثلة هنا فالأمور مرئية تماما، فالوضع الفلسطيني منقسم إلى ناحية جنوبية وشمالية، والسلطة تعتمد / وستظل طويلا / على الدعم الغربي لمواصلة تسيير عجلة الاقتصاد والحياة في فلسطين، وبالأكيد الاحتلال يتواصل بكل إفرازاته والتي في مقدمتها الاستيطان، والمجتمع الإسرائيلي لم يعد نفسه في الستينات والسبعينات، فقد غيرت الهجرة طبيعته خاصة القادة بعد انهيار السوفيت، وخروج مجموعات فاشية إسقاطيه عدائية، غريبة بالواقع والفكر والتاريخ.
بالتأكيد يجب دراسة المحيط وتحصين الداخل ابتداء مواجه الفساد والرشوة، وتعبئة المواطنين، فهناك جدار من عدم الثقة، وتحسين الوضع الاجتماعي، فنحن نشاهد تحركات شعبية مهمة لمواجه الجدار والاستيطان لم تكن موجودة مطلقا حين بدأ بناء الجدار، لكنها أعداد صغيرة، يلمس الأمن لكن ببطء وبالعنف حيث تزداد الهوة بين السلطة والشعب، يجب إطلاق مزيدا من التحديات، ووقف حالات الضغط والتي يبدو وأنها مقدمة لضرب منظمات المجتمع المدني، وإن كانت ليست جميعها مناسبة فليتم توجيهها بالتعاون، ولتعطى الطبقة العالة اهتماما تستحقه وهي صاحبة تاريخ النضال والشهداء والاعتقال، وليرفع نير التسلط البيروقراطي عليها، ويوضع نظام ضمان اجتماعي، وباختصار فلنحصن الجبهة الداخلية.
هكذا نكون قد كونا قاعدة نضالية تتشكل على أساسها قيادة وطنية فلسطينية تأخذ القرار وتضع خطة عمل متحالفة مع القوى الديمقراطية العربية، القادرة على حشد الجماهير العربية وقواها التقدمية وتحقيق عمق عربي قادر بحد أدنى على تدعيم المقاومة والبدء بعملية اقتصادية تجاه التحالف المساند لإسرائيل، فإن أفق تحقيق هانوي العرب في المنظور غير وارد.
وهنا نعود للمفاوضات والتي تحددت لأربعة أشهر، بدأها الأطراف بالتشاؤم مما يجعل هذه الأشهر مناسبة يجب الاستفادة منها عالميا لإشهار موقفنا وطبيعة الممارسة الإسرائيلية، فنحن لسنا ضمن كتلة الإرهاب بل ضمن الاحتشاد العالمي الرافض للإرهاب ألاحتلالي التصفوي ألاقتلاعي وهذا التكون اليميني الرجعي من مختلف أقطار العالم صاحب فكر فاشي استيطاني وهو بحق جزء متقدم من عالم الإرهاب العالمي، وإن العودة للمفاوضات ليست عملية تبادل زيارات ورحلات ويجب أن تكون شفافة ويعرض نتاج كل لقاء بالتفصيل على الشعب، ثقة وتحصينا وإنهاضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله