الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف كلمة : بسببِ حكّامهم , تأخّر العربُ

عبد الرزاق السويراوي

2010 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قوة الإقتصاد , تعتبر من بين أبرز العوامل المؤثرة , في دفع عجلة التطور نحو الأحسن , لأيّ بلد من البلدان . وفي منطقتنا العربية , يعتبر البترول قوتها الإقتصادية الأولى .ومع ذلك , لم نرَ للعرب تقدما , على الأقل يتوازى مع حجم وأهمية هذه الثروة , بل نجد العكس هو الصحيح , أيْ أنّ العرب متأخرون , علميا وتكنولوجياً , أكثر من ذلك , أنّ هذه الثروة , جعلت أعتى جيوش العالم , تعبر المحيطات وتغزو العرب في عقر دارهم , طمعا في الإستحواذ على هذه الثروة والتحكم بها , لتصبح نقمة على شعوبها , بدلاً من أنْ تكون نعمة ,في وقت تسير فيه وتيرة الركب الحضاري بخطى ربما لا يمكننا , كعرب , حتى اللحاق بالمتأخر من قوافلها .
عن تخلّفنا كُتِبَ الكثير , ومنذ عقود ,ولكن دون جدوى , والسبب في تقديري المتواضع , أنّ مشكلة تخلفنا , ليست في شعوبنا , بل هي في حكامنا الذين ينتهج معظمهم , سياسة تثقيف الإختلاف مع الآخر / الرسمي الذي يماثله في المنصب الحكومي , والذي تغذّيه وسائل الإعلام لكليهما , بما ينعكس سلباً على الوضع النفسي للفرد العربي , الذي يقع ضحية أوهام لخلافات شخصية بين هذا الحاكم ونظيره الآخر , بحيث ينجرّ الفرد العربي العادي لحاكمه وفقا لمبدأ إنصر أخاك ظالما أو مظلوما .لا نريد الوقوف على أسباب هذه الخلافات , فهي , أنّى نظرت لها , ترتبط بشكل أو بآخر بموضوع الزعامة وكرسي الحكم .الحكومات في العالم المتقدم , قد تختلف مع بعضها , ولكن إختلافهم , ينطلق في الغالب من ترجيح المصلحة العليا للبلد ولا وجود لل‘تبارات الشخصية البحتة , أمّا نحن فأنّ أولويات حكامنا , هي كيف يتمكن من البقاء على سدة الحكم , لثلاثة عقود فما فوق , ولا يترك الكرسي لغيره , إلاّ بعد مفارقة روحه لجسده . مَنْ مِنْ الحكام العرب فكّر في قيام الإتحاد الأوربي مثلاً , كيف تعملق هذا الإتحاد الذي أقلق أعتى قوة في العالم , أمريكا , وربما سيأتي اليوم الذي يلقي فيه هذا الإتحاد بأمريكا في المحيط الأطلسي , علما بأن الروابط التي تجمع دول الإتحاد ببعضها, ليست هي كما في الدول العربية .حكامنا شغلهم الشاغل , تثقيف شعوبهم كراهية الآخر/ الحاكم الرسمي ,الإتحاد الأوربي حين يعقد قمة , يضع منهاجا ستراتيجيا لأوضاع دوله وللوضع العالمي بكل إحتمالات التطورات المستقبلية , أمّا مؤتمرات القمم العربية , فهي تعقد في الغالب ,كلما إستجد ظرف إستثنائي , ولكن هذه المؤتمرات ,لمجرد البدء بعقد جلساتها , تترك الموجبات التي دعتها لعقد القمة جانبا ,وينشغل الرؤساء بإجراء المصالحة بين المتخاصمين , وهم يفشلون حتى في المصالحة في ما بينهما , بل أنّ بعض الرؤساء يترك جلسة المؤتمر ويخرج زعلاناً . هناك طرفة يرددها المواطن العربي حينما تُعقدُ جلسة لقمة من القمم العربية , وقبل أنْ ينتظر المواطن العربي , ما سيتمخض عنه إجتماع القمة من نتائج أو حلول للأوضاع العربية المليئة يالأزمات والعقد , تقول هذه الطرفة , والكل يعرفها , وهي من باب التهكم : ( إتّفق العرب على أنْ لا يتفقوا ) .
السؤال , متى يحين الوقت الذي نتمكن فيه كعرب , من العبور الى الضفة الإخرى , ضفة الحضارة والعلم والتقدم والمدنية ؟؟
الإجابة لدى الشعوب العربية أم عند حكوماتها ؟؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهة مضحكة بين اللهجة السعودية واللهجة السودانية مع فهد سا


.. مع بدء عملية رفح.. لماذا ستتجه مصر لمحكمة العدل الدولية؟ | #




.. معارك -كسر عظم- بالفاشر والفاو.. وقصف جوي بالخرطوم والأبيض


.. خاركيف تحت النيران الروسية.. وبريطانيا تحاكي حربا مع روسيا |




.. نشرة إيجاز - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في جباليا