الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى زعماء العملية السياسية في بغداد

عبد فيصل السهلاني

2010 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة الى اصدقائي زعماء
العملية السياسية في بغداد
اكيدا سبقني في الكتابة حول الموضوع نفسه العديد من الاخوة الكتاب الحريصون على العراق والعملية السياسية وبالذات الديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة وليس بناء الاحزاب والاعراف الطائفية والعشائرية وغيرها من عوامل الحراك الاجتماعي السياسي لتطوير العراق وبناء يجربته الخاصة . لانريد هنا ان نتبارى على من هو الحريص ومن هو الاحرص بقدر مانريد ان نؤكد هنا وجهة نظر قد لا يراها اصدقائنا ورفاقنا (زعماء) في العملية السياسية ، كما نراها نحن لا اكثر ولا اقل ،ولكن من زاوية نظر اخرى .
قبل اقل من خمسة ايام انتهت الانتخابات البريطانية ، لم يهمني ابدا السرعة في تكليف هذا واستقالة ذلك بصورة هادئة دون اتهامات ولا تسقيط لرفاق الدرب قبل وبعد اعلان نتائج الانتخابات، وهذا الخوف غير المبرر لعدم قدرة هذا او ذاك على ادارة البلد بقدر ما هو ترسيخ تجربة تقوم على اساس احترام صناديق الاقتراع من جهة واحترام الانسان العراق والحرص على دمه واعتبار الكرسي زائل لا محال ، اما من خلال الانتخابات او من خلال الاجبار بتقدم العمر او السن او بغيرها من الوسائل ، اما الباقي فهو العمل والابداع وتقديم ما هو عظيم خلال اقل فترة من الزمن ، ان العراقيون لا زالوا يتذكرون الاعمال الكبيرة التي قدمها قادة سابقون ولكن اعمارهم كانت في الحكم قصيرة نسبة الى عمرالديكتاتور الذي يلعنه العراقيون كل يوم ، فمن منا من كل العراقيين لم يتذكر اعمال الملك فيصل الاول وغازي والزعيم العظيم عبد الكريم قاسم . ان الاعمال العظيمة لا تقاس بطول فترات الحكم، بل تقاس بعمقها وتأثيرها في الناس ، ها هو نلسن ماندلا حكم لفترة انتخابية واحدة ، وعاش في السجن سبعة وعشرون عاما،وذلك عبد الرحمن سوار الذهب السوداني اللذان تركا الحكم ترسيخا للديمقراطية من جهة واستجابة لرأي الناس من جهة اخرى .
الذي ادهشني في التجربة البريطانية كما ردت ان اقول منذ البداية ( ولكن اخذتني المشجيخات)هو تقديم استقالة كوردن براون للملكة ونصحها باعطاء فرصة تشكيل الحكومة لمنافسه المحافظ و لم يكتفي بذلك وهو الاهم بكل ما اريد قوله، هو ايضا تخليه عن مكانه في البرلمان واعطائه لغيره من زملائه ، اعترافا بفشله وتقديرا منه اعطاء فرصة للاخرين لربما يستطيعون ان يتجاوزوا محنة العمال التي تعرضوا لها في هذه الانتخابات . واكيد انا هنا لا اريد ان اشغل القارئ بمقارنة زعماء العملية السياسية في العراق الحاليين ونظرائهم من الزعماء البريطانيين الذين يدخرون خبرة وتجربة مئات السنين ، رغم ان اكثر المتنافسين عاشو التجربة البريطانية اكثر من عشر سنوات اقل واحد فيهم ،ولكنه مع الاسف لا زال يحمل تحت ابطه صداما صغيرا متى ما احتاج اليه اظهره من تحت ابطه ووضعه على طاولة ،انه الوحيد الحريص وبدونه سيحدث الطوفان في العراق او حتى في حزبه ، ولا اقارن الشعب البريطاني بـ العراقي صاحب التجربة الجديدة ،لقد مل الناس من الصياح والنداء تلو الاخر لقيادات الاحزاب ،التي تقود احزابها منذ اكثر من عقدين من الزمن ،في زمن النكسة وفي زمن الانتصار ،في زمن المعارضة وفي زمن السلطة، في زمن الجبهات وفي زمن الكفاحات المسلحة ،وفي كل الازمان فهو قائد مؤسس ومكافح مسلح وقائد حكومي ،ولكنه لن يقبل العودة الى الجماهير والجلوس ولو ليوم واحد ليرى من مقاعد الناس الى اين هو وحزبه ذاهبون . لقد مل الناس نظرية بس انا الوحيد الحريص وانا فقط المسؤول وانا الذي يعرف كل شئ وحتى الاخوة في قيادة حزبي لا يستطيعون قيادة المسيرة ودائما تجد من يسوق هذه الافكار لهؤلاء القادة من داخل الحكومة او الحزب نفسه( من الانتهازيين والوصوليين)، وهم دائما يصفقون للقائد الاوحد والزعيم الذي لا ينازعه احدا في حلبة المصارعة السياسية .
العالم الان قرية كبيرة (ايها الزعماء الافاضل)وهذا يعني ان التجربة الامريكية وتجربة نلسن مانديلا وعبد الرحمن سوار الذهب وتجربة كولد براون قريبة منا جدا ونراها كل لحظة ليس فقط على قناة الجزيرة ولكن حتى العراقية تنقلها كل لحظة . الامر مع الاسف لا ينطبق فقط على القيادات بل يشمل ايضا العديد من الفاشلين من الحكومة والبرلمان وقيادات الاحزاب الغير موجودين لا بالبرلمان ولا الحكومة وهم بعضا من عقد السبعينات وان عدد منهم منذ الجمهورية الاولى ، وجدوا ابائهم قد اسسو لهم احزابا او استولوا على هذه الاحزاب كما فعل الصنم ،وتقلدوا مناصب حكومية ، وفشلوا في منع الانتكاسات للعراق وهاجروا وركعوا لمخابرات الدول الاخرى المجاورة او البعيدة لا بل قبلوا ايادي امراء الخليج ، والان عادوا الى ارذل العمر وهم يروون بانفسهم القدرة على اداء الواجبات الحكومية والبرلمانية . لقد نصح اطباء احد قادة العملية السياسية الحالية بالتقاعد لان وضعه الصحي لا يسمح له بالعمل اربعة عشر ساعة ،الوقت الذي تتطلبه وظيفته وهو قادر فقط على العمل ثماني ساعات ،ولكن الرجل قال لهم في سبيل العراق سوف اضحي العمر كله وبالعراق بالاخير ايضا لانه مهما كان سوف يجده مساعديه وهو غافي على الاوراق والقوانين وغير قادر على دراستها لان صحته لا تسمح له، لذلك سوف يمنح سلطاته لنوابه تعبيرا عن ديمقراطيته مكرها اخينا لا بطلا .
عبد فيصل السهلاني
امين عام التحالف الوطني الديمقراطي
عضو مراقب الحركة الليبرالية الدولية
عضو شبكة الليبراليين العرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانفجار الكبير
حكيم ( 2010 / 5 / 13 - 17:49 )
الأخ العزيز عبد فيصل السهلاني، من الإجحاف مقارنة دولة مثل العراق لا تزال تجربتها الديمقراطية تحبوا مع ديمقراطيات عريقة بنتها شعوب لديها من الوعي الثقافي ما ليس لدى الشعب العراقي الخارج للتو من عهود التخلف والاضطهاد. في زمن العهد السابق كان المستقبل مسدوداً أما اليوم وبالرغم من الفوضى و المآسي فهناك أمل وعلينا أن لا ننسى أن ما حصل ليس قليلا فما حصل يشبه مع الفارق الذي بموجبة تكون الكون فالعراق الجديد اليوم في(big bang) الانفجار الكبير طور التكوين
بنية الشعب العراقي هي هكذا، لا يمكن تطبيق معاير الديمقراطية الغربية على العراق ف كتلتي الإتلاف (الوطني و القانون) شيعية و القائمة العراقية سنه والتحالف أكراد. تشكيل حكومة من كتلتين سوف تقصي طرفاً مهماً من الشعب العراقي. القائمة العراقية تقود حالياً حملة تهويل وتهديد وتجريح واتهامات بالطائفية و العمالة لإيران لشركائها في العملية السياسية وهذه ليست من العمل السياسي في شيء، التحالفات مع خصوم سياسيين للمشاركة في الحكومة وليس عوازة لتكملة النصاب


2 - الانفجار الكبير
حكيم ( 2010 / 5 / 13 - 17:55 )
الأخ العزيز عبد فيصل السهلاني، من الإجحاف مقارنة دولة مثل العراق لا تزال تجربتها الديمقراطية تحبوا مع ديمقراطيات عريقة بنتها شعوب لديها من الوعي الثقافي ما ليس لدى الشعب العراقي الخارج للتو من عهود التخلف والاضطهاد. في زمن العهد السابق كان المستقبل مسدوداً أما اليوم وبالرغم من الفوضى و المآسي فهناك أمل وعلينا أن لا ننسى أن ما حصل ليس قليلا فما حصل يشبه مع الفارق الانفجار الكبير (big bang) الذي بموجبة تكون الكون فالعراق الجديد اليوم في طور التكوين.
بنية الشعب العراقي هي هكذا، لا يمكن تطبيق معاير الديمقراطية الغربية على العراق ف كتلتي الإتلاف (الوطني و القانون) شيعية و القائمة العراقية سنه والتحالف أكراد. تشكيل حكومة من كتلتين سوف يقصي طرفاً مهماً من الشعب العراقي. القائمة العراقية تقود حالياً حملة تهويل وتهديد وتجريح واتهامات بالطائفية و العمالة لإيران لشركائها في العملية السياسية وهذه ليست من العمل السياسي في شيء، التحالفات مع خصوم سياسيين للمشاركة في الحكومة وليس عوازة لتكملة النصاب.


3 - خلط كل شيء دون التحديد
محسن الحاج مطر ( 2010 / 5 / 13 - 22:54 )
اخي ابو عبير الليبرالي العظيم لقد خلطت الأمور ولخبطتها علينه وضاع فيها راس الوشيعه كما يقول اهل الريف.يعني حملت المسؤولية للكل دون استثناآت حتى الذين ليس بيدهم اي شيء من صنع القرار كالآلوسي مثلا.! اليس هذا تعميم دون ان تحمل المسؤول الحقيقي وتسميه بشكل مباشر؟؟
فهل من الأنصاف ان يتحمل الآلوسي المسؤولية بقدر مايتحملها احزاب الطائفية والقومية والمتنفذة في العراق؟؟؟
انك تقع في نفس الخطا الذي مورس من العديد من الشخصيات السياسية والأحزاب في نقدها العمومي وذلك وكما يقال مجارات العملية السياسية ونقدها باسلوب هاديء.؟
كونوا جريئين وسموا الأشياء باسمائها وهي ان الأحزاب التي تدعي بانها تمثل الشيعة والسنة واياد علاوي والحزبين الكورديين هم من يتحمل كامل المسؤولية عما يعانيه الشعب العراقي.وذلك لتخندقهم خلف الطائفية والقومية ليس من اجل مصلحة الشعب وانما من اجل الحفاظ على مواقعهم فقط؟؟ لأنهم سيخسرون هذه المواقع في حال استقر الوضع في العراق.؟؟
وشكرا


4 - فشتان بين قائد تحرري وبين .....!!
محمد الخضري ( 2010 / 5 / 14 - 06:41 )
بما انني لا ارى اي رابط بين هذه التجارب ولا اي قرب منا (تجربة نلسن مانديلا وعبد الرحمن سوار الذهب وتجربة كولد براون قريبة منا جدا), الا اللهم ان الاستاذ السهلاني يرى تشابها نحو لا نراه اطلاقا بين المناضل التأريخي نلسن منديلا وبين الطالباني والمالكي وعلاوي والبارزاني والحكيم... الخ القائمة فشتان بين قائد تحرري وبين .....!! اود ان اوجه سؤالا محددا الى الاستاذ
عبد فيصل السهلاني
امين عام التحالف الوطني الديمقراطي
عضو مراقب الحركة الليبرالية الدولية
عضو شبكة الليبراليين العرب
متمنيا عليه باعتباره من الذين شاركوا في - العملية السياسية - منذ بدايتها ولا يزال يدافع عنها, اجابتنا بصدق ووضوح وفق مبدأ كل الحقيقة للجماهير على السؤال التالي
هل صحيح ما يشاع بأن كل القيادات والشخصيات التي اشتركت في العملية السياسية منذ تشكيل مجلس الحكم قد وقعت على عقود فردية مع المحتل الامريكي؟
وشكرا لسعة صدركم


5 - اين الصراحة
البراق ( 2010 / 5 / 14 - 10:03 )
الاستاذ فيصل لقد صدق الاخ صاحب التعليق رقم 3 لماذا هذه العمومية وعدم تحديد المسؤولية الا ترى ان هذا النوع من الحديث يصب في خدمة تعميق الازمة وتكريسها ؟؟ علينا ان نحدد من اخر تنفيذ ما افرزته نتائج الانتخابات ؟ من رفض تسليم السلطة للفائز وبقى ومازال متمسكا بها وماينطيها ؟ لقد سلك المالكي كل السبل من اجل خلق هذه الحالة ثم التجأ لغرماء الامس ليشكل الكتلة الاكبر بعد الانتخابات ليحرم الفائز بالانتخابات من حقه الدستوري . انا لست مدافعا عن العراقية بل لابد ان تعطى الحق ثم تفشل لعدم تعاونهم معها لتشكيل الحكومة فيعود التكليف للمالكي باعتباره قائد الكتلة الثانية
الديمقراطية ثقافة وتربية وسلوك وايمان بها فهل ذلك متوفر في القادة الحاليين ؟؟

اخر الافلام

.. .اشتباكاتٌ عنيفةٌ بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في قطا


.. انعقاد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في المنامة |




.. لقاء خاص مع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام ز


.. أوكرانيا تقول إنها دمرت 18 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا | #رادا




.. تقارير عن عودة الدبلوماسيين الإسرائيليين لتركيا.. فما هي أسس