الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيعة المرحلة الحالية ، المنعطف العراقي

فاضل رمو

2010 / 5 / 14
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


من الواضح لجميع المتابعين والمهتمين بالشان السياسي لما يمر به العراق في هذه المرحلة من احوال مضطربة والتي الى الان لم يستطع الساسة العراقيون ، او كانهم لا يرغبوا اصلا ، من ان ينتقلوا بالواقع من مرحلة المنعطف التي نمر به الان الى مرحلة الاستقرار ، ونحن تجاوزنا الشهرين من انتهاء عملية الانتخابات النيابية ، لا بل اننا ومنذ التغيير مازلنا نسير بخطوة الى الامام ونرجع ثلاث خطوات لا خطوتين ، الى الوراء ، حتى اصبحنا نشتاق لايام الدكتاتورية ، وهذا كله لسببين اولهما الرغبات الذاتية لدى بعض ساستنا، و كذلك بسبب التمسك الاعمى بالايدلوجية السياسية الحزبية للبعض الاخر ، فهل هذا نتيجة عدم ادراك ام لتعمد في خلق مثل هذه الاوضاع لكونها تصب في مصلحة هؤولاء الساسة ؟
من السهل جدا ان نسمع الجميع وخصوصا الكبار منهم ينادون بالتغيير وبتحسين اوضاع المواطنين والانتقال بالبلد الى وضع متقدم ، ولكن بالتأكيد أما طرف واحد هو الصادق او ليس ثمة صادق من بينهم، فان ما يسيطر على طبيعة الواقع العراقي في هذه المرحلة – والذي هو جزء من الواقع العربي – هو سلوكية القوى السياسية المسيطرة عليه والتي في حقيقتها بضعة اشخاص لايتجاوزون اصابع اليد الواحدة ، فحالة اي واقع معين هو نتيجة حتمية لسلوكية العناصر المتحكمة في ذلك الواقع ، فهؤولاء الكبار هم المسؤولون الاساسيون عن سوء الحالة العراقية التي نعيشها الان ، ولكن الا يمكن للفرد او المواطن العراقي ان يكون له دور في هذه المسألة ؟ أليس بأصوات المواطنين أستأسد هؤولاء الكبار واصبحوا كبارا ؟
ففي أحدى تصريحات البعض من ساسة الدائرة الثانية او الثالثة بعد دائرة الكبار، يقول (( ان اللقاء المرتقب مابين المالكي وعلاوي يعول الشعب عليه كثيرا ويعلق الامال عليه في حلحلة الامور )) !! كأن الشخصانية تعلقت بنا كما يتعلق مرض السرطان بالانسان المريض بهذا الداء، طبعا من ناحية فان هذا التصريح يبين الحقيقة ، ولكن من ناحية ثانية يصيبنا بالالم ، الم المرض هذا ، فهذان الشخصان ويضاف اليهما اثنان او ثلاثة آخرون يشكلون الاساس لكل مشاكلنا ، فلو التقوا وتفاهموا قد ينتقل الواقع من حالة المنعطف الى وضع مستقر ، حيث أن استقرار الوضع يشكل ضرورة للتحول الى مرحلة متقدمة ، فلا تقدم في ظل وضعنا الغير المستقر هذا ، فعندها سيجد الشعب نفسه خلال تلك المرحلة الجديدة في ضروف متغيرة جذريا عن الواقع الذي مر به سابقا ، فالمشاكل التي يمر بها العراقيون في هذه المرحلة هي جزء من طبيعتها الانية والتي يتحتم بالساسة (الكبار ) ان يتصدوا لتلك المشاكل ويعطوا الحلول المنطقية الفعالة لحلحلتها ، لا ان يصنعوا تصورات وهمية او غير منطقية ليغيروا نظرة الشعب عن الواقع كي ينزلق في خنادقهم وانقساماتهم التي فقط تصب في مصلحتهم الذاتية فيصبحوا اكثر كبرا ، وبالتالي ستقل دائرة الكبار الى الاكثر كبرا الذين سيكون عددهم اقل لكي تنتهي في آخر المطاف بشخص واحد حسب قاعدة التسقيط الفردي ، ففي البداية كانت الدائرة كبيرة وكانت هنالك وجوه واسماء عديدة ولكنها الان تناقصت وقد تتناقص ايضا في المستقبل القريب ، فالتصارع مابين الكبار لن ينفعهم هم اولا وكذلك سيحطم البلد ويرجعه الى مرحلة ما قبل 30 عام من الان ، أفهل ستصح مقولة ((لاجديد تحت الشمس )) ومن أن التأريخ يعيد نفسه ؟؟
هنا تقع مسؤولية المواطن نفسه في ضرورة الفرز، وعدم أتاحة المجال لكي يستأسد علينا من باصواتنا كبروا ، وبمعاناتنا تاجروا ، كما يتحتم على القوى التي تعتقد بنفسها المدافع الحقيقي عن حقوق ومكتسبات المواطنين، تلك القوى التي ليست محسوبة على دائرة الكبار ، بأن تتوحد فيما بينها لخلق تيار يتبنى مطاليب الشعب الحقيقية في الانتقال من حالة المنعطف الى الوضع المستقر المنشود ، وذلك بفاعلية وجدية وبصورة مدوّية ليخلق لدى المواطنين ثقة التأييد، وهذان الامران ضروريان وفقدان أحدهما يخل بعملية التقدم نحو الأمام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة