الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخات.. لكن بصوت واطي

حافظ سيف فاضل

2004 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ذبح إناث المواشي وصغارها ذبح لاقتصاد البلاد

يفترض في الحكومة (أي حكومة في ارض الله الواسعـة) ان يكون لـديها استشعار بمسئولياتها، ينمو هذا الحس بنمواحتياجات البلاد ومتطلبات العـباد، أما في بلادنا فلا ينمو فيها الامايفسد، ولايسود فيها إلا ماهو مخالف لقـواعـد المنطق ومسلمات العقل، ونذكـر ان حكومات السبعينات والثمانينات من القـرن الماضي كانت أكـثر استشعارا بمصالح الناس، فـعلى سـبيل المثال كانت تمنع ذبح إناث المواشي وصغارها بقرارات تنفـيذية نابعة من المصلحة العـامة وليست قوانين تشريعية مثلما يفترض اليوم حـيث لنا برلمان يشرع القـوانين دون آلية تنفـيذ لتظل حبيسة ادراج النسيان الذي طال أمده، وانما كان ادراكا بأن ذلك يلحق أفدح الاضرار بالثروة الحيوانية، فمن حيث ذبح الاناث فان ذلك يقـلل من تكاثـرها وهذا يوصلنا الى استيراد كـل إحتياجاتنا من اللحوم.. واما ذبح صغار المواشي، ففـي ذلـك عـدم جـدوى إقتصادية وعـدم جدوى غـذائية في آن واحـد، فالذبيحة التي عمرها شهور أو ايام لاتزن سوى كيلوهات قليلة بثمن قليل، بينما لوتركت تتم العـمر الافتراضي لوصلت الى وزن مفـيد ومردود مالي أفضل، كما ان الفـوائد الغذائية لم تكتمل في لحوم الصغار، ولاندري كيف يستطيب الناس في بلادنا لحم الرضيع خلافـا لاذواق شعـوب العـالم، فهل الجهـل هو السبب؟. أم ان سكوت السلطة المختصة هو الذي ينمي هــذا المسلك السلبي والضار باقتصاد البلاد؟ ان مجلس النواب الموقر، مطالب بتشريع منع ذبح اناث المواشي وصغارها ومطالب ايضا بانشأ آلية مراقبة فاعلة لتنفيذ قوانينه، وحجب الثقة عن أي جهة أو مسئول يخرق القانون او يتقاعس عن تنفيذه، هو اقوى سلاح لتنفيذ وتفعيل القوانين. فهل شهدنا خلال تجربتنا النيابية المتواضعـة حجب ثقة عن حكومة او حتى عضو فيها، لأي مخالفة، وما أكثرها ؟.. وليست ببعيدة تلك الجعجعة التي افتعلها بعض نواب المجلس المنصرف حيال الزيادة المفـرطة في تعرفتي المياه والكهرباء والتي عكست خيبة أمل المواطن في ممثليه.
***
سيارات الزجاج العاكس ومخاطرها

دأب العديد من الناس في السنوات الاخيرة على وضـع عـاكس للروئـية على زجـاج سـياراتهـم، بحيث لايرى من الخارج ما بداخلها تحت ذريعة العوائل ،كما لوكانت هذه العوائل لاغطاء لها سوى هذا العاكس، وقد سرت هذه الـتقـليعـة ســريان النار في الهشيم، خاصـة عندما يكـون بـعـض المسئولين وبـعـض ذوي الوجاهات، يمثـلون (قـد وة) لـغـير الاسـويـاء من الـناس الـذين سـرعـان ما يـجد ون في الـظواهـــر المسلكية السلبية لهذه (القدوة) مرتعا يرضون به غرائزهم الجامحة الناتجة عن مركبات نقص في شخصياتهم.. فألبعض يقـلد هؤلاء، والبـعض بغرض (النيخاط)، اما البعض الثالث (وهو المهـم) فلـه مئآرب اخرى, على سبيل المثال تهـريـبـية، فتتراوح مابين نقل اسلحـة وممنوعات، وإخفـاء مطـلوبين امنيا عن الاعين، وهـذه النـقـطـة بالذات لاندري ان كانت في ذهن سلطات الامن، فان كــان لها حضور في الذهن الامني، فما هى الحكمة من تركها تستشري؟ فهل خرجت عن السيطرة، كما يرجحه واقع الحال؟ وهو مايفـضي اليه عادة التساهل مع هكذا قضايا، فطبـيعة البشر تواقة للتمادي في المحضورات مالم يتوفـر الـردع المتواصل من بداية الحالة وليس هبات ونزوات موسمية ماتلبث ان تصبح أثرا، مثلما هو الحال مع اسبوع المرور السنوي، الذي بات عقيما، لايسفر عن أي اضافة إيجابية الى الواقع المعاش وانما يسهم في ضعف هيبة الدولة ومسخا للقانون والنظام. وترك الامور تستفحل، ثم يأتي التفكير بالـتعامل معها، هو الخطاء بعينه، لأن كلفـته عالية وإنعكاسـاته جد خطيرة والدليل هو ما وصل اليه الحال من تسيب وانفـلات في مناح شتى من حياتنا، ويبقى التساؤل هو: الى متى نبقى في هذا العجز وعندنا من مقومات الدولة البشرية والمعرفية مايجعلنا نتدبر امورنا بما يتوافق ومصلحة بلادنا وشعبنا خاصة وان العالم لم يصبح قرية فقط وانما اضحى لوحة بمساحة عدة سنـتيمترات, فهل نعي مايدور من حولنا ؟.

***
إرفعوا هذا الطغيان عن المسحوقين

ايه الناس، ان اصعب لحظة في حياتي هى هذه التي أقف فيها أمامكم كسيرا ذليلا جائعا، فقد كان عندي عربية خضار فيها سلة طماطم وسلة بطاط بالكاد توفر لاولادي ما يمكنهم من البقاء احياء. تجبروا علينا أصحاب البلدية فأخذوها والآن مضى اسبوع وانا اتابع من مكان الى آخر دون جدوى واصبحت لا أملك ماأسـد به رمقي ناهيك عن اولادي.. هل انتحر؟
كان هذا ماقاله قبل فترة شاب في العشرينات من العمر عقب صلاة مغرب في احد جوامع العاصمة. الموقف استحوذ على تعاطف كبير مشئوب بالغضب من قبل المصلين الذين تسألوا عن مسئولية الدولة تجاه رعاية مواطنيها وخاصة طبقة المسحوقين منهم الذين اغلقت في وجوههم سبل العيش الكريم، فلايجدون عملا واذا اجتهدوا وتمكنوا من الحصول على وسيلة متواضعة للعيش الشريف كعربية خضار او مفرش على الرصيف لاعالة انفسهم وذويهم بالحلال نكلت بهم طوابير البلدية وأجبرتهم على التشرد ليضطروا كارهين للجوء الى الطـرق الغير مشروعة كالسـرقة وغيرها من الجرائم لينتهي المطاف ببعضهم في السجون فتحل بذويهم كارثة اخرى تهيئ لجيلا جديدا من المنحرفين وهكذا دواليك، وكأننا نصر على تفريخ اكبر عدد من هؤلاء, نلفت نظر الحكومة واجهزتها الى خطورة مثل هذه الممارسات, فكرامة الانسان اليمني من كرامة بلده ودولته ولانتوقع من مواطن فقد كرامته ان يكون عنصرا فعالا في بناء وأمن وإستقرار الوطن وليتصور كل مسئول لو ان القدر قد وضعه في خانة هؤلاء التعساء فماذا يتوقع من الاخرين؟ هل يقبل ان يعاملوه بمثل هكذا معاملة؟.

ـــــــــــــــ
*باحث اكاديمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: إسرائيل لن تخرج من قطاع غزة قبل إعادة جميع المختطفي


.. مراهقون أوكرانيون يتدربون لخوض حرب طويلة ضد روسيا في ناد عسك




.. البيت الأبيض: تصريحات نتنياهو عن تسليم الأسلحة الأميركية -مه


.. وول ستريت جورنال: التوترات بين نتنياهو والمؤسسة العسكرية بلغ




.. هل باتت الولايات المتحدة عاجزة عن الضغط على إسرائيل؟