الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها الصديق الفنان عبد الرحمن الجابري..وداعاً..و- متى نعود-!؟

محمود حمد

2010 / 5 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ايها الصديق الفنان عبد الرحمن الجابري..وداعاً..و" متى نعود"!؟
محمود حمد
في آخر رسالة وصلتني منك ونحن نُقَلِّب كالعادة شجون الوطن وآلام اهلنا..وضعت لي بحروف حمراء وانت تناكد تفاؤلي ـ الزايد ـ ( على حد تعبيرك ) بمستقبل العراق..( المهم متى نعود ؟ )..كتبت لك ممازحا " قد لانعود..ولكن العراق سَيتحرر وسَيتمدَّن.. ولو بعد رحيلنا..وهو أجل ليس ببعيد!!!"..
لكن ..
يالحزني لم يصلني جواب منك..
ولن يصل!!!
ايها الفقيد العزيز..
منذ افتراقنا في آذار عام 1978 والى حين وصول اول رسالة منك لي عبر الانترنت بعد الغزو وسقوط الصنم..وانت كامن في ذاكرتي التي تأوي الأحبة ممن استشهدوا ..او فُقدوا في زنزانات الفاشية..او رحلوا ولن يعودوا ..اواولئك الذين افترقنا عنهم فتيانا يتضوعون شبابا وابداعا..وهم اليوم فريسة الامراض والشيخوخة والعوز في الغربة ، او في ظلام الوطن الذي يستبيحه الاحتلال والارهاب والتخلف!
مازلت اتذكر لقاءنا الاول في منزل الاخ الفنان يحيى الشيخ في 31 آذار عام 1973..ذلك المنزل الأليف الى النفس ، الذي كان ملتقى حميماً للفنانين التقدميين الشباب ..
سَرَتْ بنا الايام المريرة..تَعتَصِرُنا..
مرة نقترب من بعضنا في اتون العمل اليومي المحفوف بالمخاطر والمفعم بالحماسة والاعتزاز بما نعتقد فيه الصواب..
وتارة يتسلل ارهاب السلطة الى دروبنا فنفترق مرغمين دون ان نَكُفَّ عن السؤال المتلهف للجواب(هل فلان بأمان؟!)..
واخرى يجمعنا دفء الاخ العزيز الفنان مكي حسين في " صومعته الفنية " بالمنصور ..ذلك السرداب الذي مر به العديد من الفنانين وشهد صعود وأفول العديد منهم وانطوى على خصوصيات الكثيرين من زواره ، واسرار اجيال من التقدميين الحالمين ، وهموم المتعبين منهم!!
وفي ذخيرة الذاكرة الكثير..وفيها وجوه ومواقف الاعزاء الكُثر..
قبل فترة ليست بالبعيدة تذكرناك انا والاخ العزيز ورفيق العمر والدرب الصحفي اللامع ابو ميلاد ( ليث الحمداني )..تذكرت عندما قادني الى غرفة المصممين الصغيرة في دار الرواد بصفته رئيس القسم الفني ومُؤَسِسِهِ في جريدة طريق الشعب ليعرفي بالمصمم الجديد:
اقدم لك " ابو عشتار " مصمم جديد..ثم استدرك بحسه المهني الوقّاد ..أكيد تعرفه!!؟
تعانقنا وانهمرت دموعنا..لاننا نلتقي بعد ان ارغمتني ظروف العمل على السفر والافتراق عنك وعن الاصدقاء مايقرب من ثلاث سنوات!
ايها العزيز..
ان رحيلك يفطر قلبي المتصدع بفقدان الأحبة الواحد تلو الآخر في شتات الغربة او بين خرائب العراق..دون ان يلوح في الافق الحالك بصيص ضوء قريب لاجتماع ملايين العراقيين المشردين في الغربة مع احبتهم من جديد على ارض وطنهم!
وداعا ايها العزيز ابا عشتار..ستبقى في ذاكرتي ماحييت..
ولن اقول غير ماقلت لك في آخر رسالة لي لك..ولاادري ان كنت قرأتها ام لا..وانا ادرك انك تشاركني رؤيتي رغم التباس الحاضر وعُتمته..وطفح الصديد السياسي على وجه العراق:
قد لانعود..ولكن العراق سَيتحرر وسَيتمدَّن.. ولو بعد رحيلنا..وهو أجل ليس ببعيد!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم الوداع الوداع
Mohsin ( 2010 / 5 / 14 - 17:16 )

نعم الوداع الوداع ياجبل الهموم....... يا ضباب الجحيم
لقد طالبت بإبادة لغة اجدادك الامازيغ كما ابيد اجدادك من طرف العرب.
لقد خنت اجدادك وشعبك الامازيغي. هاهم المغتصبوب لارضك يدمعون حزنا لذهاب شرك. اما نحن ابناء جلدتك الامازيغ ندمع فرحا لذهاب شرك. وطني وشعبي الامازيغي المجروح, لن ولن ينس حقدك ونازيتك. فالتحق بصدام وادولف هتلر يامن طالب بابادتي.

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال