الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائدون ... إننا عائدون

فاطمه قاسم

2010 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بعد اثنتين وستين عاما ، لم يغادر ابائنا بعد ذكرى يومهم الأول الذي خرجوا فيه من مدنهم وقراهم في فلسطين ، وما زالت أغنية قبل النوم المحببة التي يسرونها في آذان الأبناء ، وأنا واحدة منهم ، فكل واحدة من تلك التفاصيل تحيلني إلى غابة من الأسئلة ، وكل واحد من هذه الأسئلة يحيلني إلى وعي جديد ، وإيمان جديد ، وقناعة جديدة ، بان ذلك اليوم لم ينتهي ، لم تكتمل نهايته ، لم يعلن به الفائز النهائي ، ولم يحجز بعد الطرف الظالم المعتدي بطاقة التأهل حتى لو كان يتوهم ذلك ،وان لذلك اليوم الذي بدا فبل اثنين وستين سنة حلة اكتمال ونهاية حتمية ، وهي باني سأعود ، وحتما سأعود ،قد يبدوا هذا نوعا من الهذيان والبعد عن الواقع ، والتجاوز مع المستحيل ، في ظل حال وواقع هزيل ، غير إن الانبثاق خارج اللحظة الراهنة والنظر في جوهر الأشياء وليس بمظهرها ، والاستماع إلى الحكاية الحقيقة وليست المروية بزيف ،
لان الحكاية الزائفة تروي ، أن الاسرائيلين الذين طردوني بقوة السلاح والجريمة والإرهاب كانوا هم الضحايا ، فهل يمكن للضحية أن تصبح جلادا لو كانت صادقة ؟
والحكاية الزائفة تقول أن هؤلاء المحتلين كانوا هنا أما نحن فلم نكن أبدا ، وتقول أيضا أن ربهم المزعوم أعطاهم وعدا بالأرض ، فلماذا رضوا بوعد الوزير البريطاني بلفور وأنكروا وعد ربهم إن كانت روايتهم صادقة ، وقد تكشف زيفهم أكثر حين أوضحت الحقائق بأنهم من سلالة إحدى قبائل الخزرج في سهوب أسيا الوسطى ، ومنهم ورأوا ورثوا أن يعجنوا فطيرة فصحهم من دماء الأطفال الذين يسرقونهم من القبائل المجاورة ، ولأنهم كاذبون فقد تنازلوا عن الهيلكوست الألماني بالمال الألماني ، وقد حدثنا التاريخ كثيرا عنهم ، يوم وقعوا أسرى لقوتهم التي أوهموا الناس بها ، وبعد تفاخرهم انتهوا إلى سبي بابل ، والى عقوبة روما القاسية ، وما زلنا نذكر ما قراناه عن ذلك الانحياز إلى اللص القاتل برباس ضد السيد المسيح .
وأنا الآن انظر في الم الواقع ، كما انظر في كرة الغيب القادم ، فأرى أنهم بأفعالهم إنما يحقنون من حولهم من بقية البشر بالحقد والكراهية ، ويتلهون بتنصيب مفاهيمهم خادما للشر والأذى ضد البشرية ، فيفرحون بالكوارث التي تحل بالعالم ، وتاريخ أيامهم هي أيام ضد جميع الشعوب ، فيوم لكراهية الكنعانيين ، ويوم لكراهية الفلسطينيين وبقية أيامهم هي أيام لكراهية المصرين والبابليين والرومان والعمريين والهكسوس ولأنفسهم أيضا .
والفرق عائدون.أنهم دائما مع الباطل ، ولكننا نريد حقنا ، وهم دائما يريدون العدوان والاحتلال ، ولكنا نريد العودة لديارنا ، نزرع فيقتلعون ، ونبني فيدمرون ، ونلد فيقتلونا ، وإذا سامحنا هم يحقدون ، وعندما نوجه دعواتنا للأمل يدعوننا لليأس والانتحار .
ولكننا عائدون ...وإننا عائدون
فقد صدقوا كذبتهم ، بأننا شعب زائد ولا ضرورة له ، وليس لنا مكان في أرضنا الممتدة ما بين انهر والبحر ، وراحوا يزرعون أساطيرهم الخرافية ابتداء من خرافة الهيكل وانتهاء بخرافة القوة الخارقة التي لا تنتهي ، فأين هو الهيكل ولماذا لم يستدلوا عليه ، فهم يعلمون انه لا أساس لهيكلهم المزعوم ، ولماذا يصيبهم الخوف عندما يلد طفل فلسطيني في أي مكان بالعالم ؟ هذا لأنهم يعلمون بأننا عائدون،
بأبسط البديهيات عائدون ، وبأعظم المعجزات عائدون
بتتابع الليل والنهار ، وتوالي الموت والميلاد ، وتعاقب الفصول ، وقوة انبعاث الجذور عائدون ، فانا لنا وطن صارت الذاكرة جزءا منه ، ولنا حق صار الصراع صدى له ، ولنا حضور يتسع بامتداد منفانا ، ولنا موعد مزروع على كل مفارق الدروب ، ومكتوب بالجذور إننا عائدون ، فاحد يصدق أن أبناء دير ياسين الذين نجوا من مذابحهم ، وأولئك الأطفال الذين انبثقت أرواحهم على قصص الوطن الذي لم يروه في مخيمات اللجوء ، سيصبحون يوما جيشا عظيما ، وصوتا لا يصمت ، وضوءا لا ينطفئ ، وحقا لا يضيع ؟
وإذ يبدأ عامنا الثالث والستين من عمر نكبتنا ، فإننا بطريقتنا في الحساب لم ننه بعد وقائع اليوم الأول لخروجنا ، فما زلنا نقارعهم ، ونحاورهم ، ونواجههم ، ونشتبك معهم ، ما زلنا لم ننه يومنا الأول بعد ، ولم ينجلي غبار المعركة بعد ، فلننهي انقسامنا اللعين ولنردد بصوت أعلى إننا لعائدون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 5 / 14 - 21:25 )
انت لم تقراي التاريخ قبل ان يوجد العرب بني اسرائيل كانو في تلك الارض واحتلها الرومان ثم العرب الذين عربوك كان الفلسطينيين في غزه فقط ولم يكونو عربا انت كنبيك تريدين كل شى بالقوه حتى الذي ليس لك تريدين امتلاكه حتى الله احتكرتموه في ماليزيا وممنوع على المسيحيين ان يقولو كلمه الله


2 - تحيه للكاتبه
فيصل البيطار ( 2010 / 5 / 14 - 22:16 )
أشك ياسيده فاطمة ، دولة إسرائيل حقيقه قائمه على الأرض ولا يمكن تجاهلها ، نحن الآن بصدد الأراضي المحتله عام 1967 ولو سلمنا عليها بنكون بألف خير .
وقليل من أدب الحوار ياسيد يوسف حنا بطرس لن يضرك بشيئ .
تحيه لك سيدتي الكاتبه .


3 - الحوار لايعني الخروج عن اللياقة والادب
انيس عيسى ( 2010 / 5 / 15 - 00:17 )
تحياتي للكاتبه
نعم ان كل ما ذكرتيه ، ذكره مؤرخون مثل المؤرخ اللبناني عمر فروخ والمفكر المصري محمد عثمان وغيرهم ، وطبيعي في ذكرى وقوع الظلم على شعب ، ان يسجل مثقفيه ما يتركوه ، للاجيال موضوعك هام ويستحق الحوار ولكن حوار الراي والراي الاخر ، وليس الخروج عن حدود ادب الحوار ، وكان الاجدر الرد بما يجعل مساحة اكبر للحوار بموضوع هام وبثير الجدل ، كموضوع القضية الفلسطينية وعقدة حلها الشائكة
مع تحياتي لك


4 - فهمتك خطأً
المنسي القانع ( 2010 / 5 / 16 - 04:19 )
الأستاذة فاطمة
قرأت حلمك أو كابوسك --- وظننت للحظة بأنك تتكلمين عن عودة اليهود الى يثرب وخيبر التي أخرجوا منها بالقتل والذبح وإنتهاك الأعراض وسبي النساء وسرقة الأطفال والأموال . جريمة يندى لها الجبين و --- آسف نسيت أن العرب البدو الأجلاف ودينهم لا جبين له ، فهو دين ما بين السرة والركبة .
سيدتي إذا أردنا أن نُحترَم فيجب أن لا نكيل بمكيالين وأشك حد اليقين كما قال الأستاذ فيصل في الجزء الأول من تعليقه . أما الجزء الثاني في طلبه من ضحية من ضحايا الإسلام أن يعض على جرحه ويتأدب حين يتألم لسماعه صرخات عذاب وموت أهله المسيحيين في العراق وهم يذبحون و تنتهك حرماتهم ويهجرون قسراً من بيوتهم . ولاتقولي لي سيدتي بأن البدو الأجلاف هم أصحاب أرض الرافدين وليس الكلدان والآشوريون والصابئة السومريون . إرحموا كي ترحمون وإن كان الأجدى بكم أن تبلعوا ألسنتكم وتتوارون خجلاً إن ما زال لديكم منه شيئاً .
أعلم أن ردي قاسياً ولم يلتزم أدب الحوار ولكن الرد يجب أن يكون بحجم الجرم وما ردي إلّا نفثات مكلوم --- علّكِ تفهمين ما معنى مكلوم هجر وفقد كل شيء عمره وذكرياته وبيته وكل ما يملك وصار لاجئاً و------وإحترامي


5 - سيدتي أحييك وأحترم إيمانك بالحق
سامي المصري ( 2010 / 5 / 16 - 08:57 )
سيدتي أحي فيك وطنيتك وإخلاصك للحق ومعنى العدالة. أتعجب جدا من المعلق الآول الذي يخلط كل الأوراق. كنت أريد أن أعرف رأيه لو كان يعيش في فلسطين ليشارك فيما ذاقه الفلسطينون المسيحيون قبل المسلمين من مذلة الإستعمار الصهيوني، والجرائم التي ارتكبها في حق أصحاب الأرض. أما المعلق الرابع الذي يخلط التاريخ بالحاضر فهل شعب فلسطين مسئول عن ذبح المسيحيين في العراق؟!!! عجبي. إن ظلم مسيحيين العراق هو نفسه ظلم شعب فلسطين والظلم هو الظلم أينما كان، فكيف لمظلوم أن يتشفى في مظلوم آخر؟!!! وكنت أظن أن الظلم يجمع الناس معا. وكيف لمن يدعي المسيحية أن يبارك الظلم؟!!! إنه التعصب الإعمى الذي هو المصدر لجميع الشرور وآلام البشرية؛
سيدتي الرائعة في إيمانك بالحق وفي القيم الخيرة وقدرتها على أن تحقق المستحييل أرجو لك وللشعب الفلسطسني ولكل المظلومين في الأرض التوفيق والنصرة؛


6 - السيد المنسي القانع
فيصل البيطار ( 2010 / 5 / 16 - 09:15 )
من بعد إذن السيده فاطمه .
كلنا في الهموم شرق اخي العزيز ، الفلسطينيون المهجرون ومسيحي العراق وما يتعرضون له من إضطهاد وأقباط مصر أصحاب الارض الحقيقين ، السنه والشيعه من الفقراء الكادحين ومعهم أخوتهم المسيحيين والأزيديين والبهائيين هم جميعا يتعرضون لنفس الإرهاب الديني التكفيري ولا يجب تخصيص فئة واحده من أبناء الوطن لإلقاء الضوء على معاناتها ... لنتكلم عن االتكفير وما الحق بمكونات الوطن البشريه وبنيته التحتيه . قبل المشروع الصهيوني الإستيطاني ( ليس اليهودي - لاحظ ) كان هناك يهود في فلسطين والعراق واليمن ومصر والمغرب وغيرها من البلدان العربيه ، كانوا يعيشون مع أهلهم من العرب والمسيحيين بود وأخاء ، كانوا جزء من الوطن ساهموا بكل تفاصيل حياته الى ان جاء المشروع الصهيوني .
مشروعنا في فلسطين هو دولة واحده ديموقراطيه للجميع ، نعم صعب التحقيق لكنه بعيد في جوهره عن العصبويه الدينيه والقوميه .
مازلت أصر ان سمحت لي على ضرورة التقيد بادب الحوار واللغه بها من المفردات ما يمكننا من نقل آرائنا دون تعصب . ونحن كتبنا الكثير عن معاناة اهلنا المسيحيين وغيرهم في العراق وغير العراق

تحيه لك اخي الكريم .

اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من