الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى المقدس ووعاظه

هشام محمد علي

2010 / 5 / 15
كتابات ساخرة


أيها المالكون للعالم ببيع الوهم. الغارقون في مجون الغرور والتعجرف. الضانون أنهم خير أمةٍ أخرجت للناس. أنتم حفنةً من المرتزقة عاثت في الخلائقِ فسادا. سادت بعدما جعلت من أخلاق القتلة للشرف معيارا. جعلت كلمة الحق على لسان الأحرار انتحارا.

سيدكم أحقر عندي من بقايا أظفري، وإن قرأتم لهُ لجهله مقالي فبلغوه عني، لستُ نكرةً ولستَ بأقدس مني، لستُ سلعةً للبيع ولن تشتريني. لا تملك حق قتلي ولا تملكني، سأرفع صوتي ولا خرافة في الكون تجرؤ على أن تختار عني حياتي، فأنا سيد نفسي وتكبرك يُقززني. لستُ ممن ملء عقله العيب والخوف من أتفه الأشياء فلن تستبيح عقلي.

لماذا يجب أن تكون مقدساً وأكون محتقراً؟ لماذا تأمر ولا أستطيع الرفض؟ لماذا تطغى وترفض أن أثور؟ لماذا تملك الوعاظ والناصحين، وتمنع عني حرية القول والتفكير؟ سحقاً لك ولمن في ظلمك بيه تستعين.

لأكن حياً في دنياكم الميتة، ولأنطق بوهم القدسية وقذارة الوعاظ وانحطاط الناصحين. حربٌ مني عليكم فلا سلام لمن وهب نفسه حق تصنيف البشر معيةً وأضداد.

يا أيها الكفيف الأخرس الأطرش، دع عنك وعظي فأن وعظك هتك بكارة عقلِ أخي من قبلي، وأحرق قلب إخوتي الرضع حين غُرِسَ الخنجر في صدر أمي. أرحل بسخافاتك بعيدا عن أحلامي، بعيداً حيث لا شيء قابلٌ للمسخ والفسخِ. حيث لا يكون موتي لتفضيل الموت قدسية سيدك على بساطتي. حيث لا يكون زهو حياته من شقائي.

أيها الميت كذباً تسير بيننا، دع عنك نصحي، ولأكن بين النجوم متلألئاً، فالصعود للموت مُنتشياً خيرٌ من حياة الخزي ولعنة العقلاء. وإن كان لابد للكأس من أن ينكسر فليدوي صوت انكساره الأرجاء. سيدك ليس بأفضل مني ولن يكونَ وإن كانت حوله الجواري في قصرٍ على غيمٍ في السماء. ولى زمن الخوف من الخسف والنسف ومن بطش أشباه الزعماء، فأول الحياة كانت منذ ألاف القرون، والعظماء اليوم فقط أحياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المقدس باقي
قارئ ( 2010 / 5 / 15 - 00:07 )
القدسية شيء موجود ولا يمكن ان ننهيه فالأديان مقدسة والله مقدس وان اختلفنا في التسميات... وفي بعض الديانات كما في الهند البقرة مقدسة .. وهنالك من يقدس زعيما سياسيا .... هذه دعوة ليست في محلها وعذراً .... ارجو من الحوار النشر


2 - انها نضارة الكلمات وصفاء الذهن
محمد البدري ( 2010 / 5 / 15 - 02:49 )
كم هي قليلة تلك الكلمات النقية الشفافة الصافية كقطرات الندي تسقط علينا فتنعشنا لنستفيق علي نضارة عقولنا التي عتمتها قذارة المقدس وعفونه كلماته.. تقدير لك واحترام ولقلمك كل تحية.


3 - الكلام المقدس
مصلح المعمار ( 2010 / 5 / 15 - 06:35 )
اقرأ الكتب يا اخ هشام وأن وجدت كلمات حلوه تقنعك فقدسها دون الأكتراث لمن يقول لك هذا مقدس وذاك محرف ، انا شخصيا اقدس الكلام الذي اقتنع به كالقول ان احببتم الذين بحبونكم فأي فضل لكم فيجب ان نحب الذين لا يحبوننا لكي نظهر بأننا احسن منهم ؟ وكذلك القول لا تكيلوا فلا يكال لكم فبآلكيل الذي تكيلون يكال لكم ، كذلك القول لماذا تنظر القذى في عيني اخيك ولا تنظر الخشبه التي في عينك ؟ وآرجو ان لا تنزعج ان اطلت عليك بما اقدسه من الكلمات ، وآقدس القول ايضا ماذا ينفع لأنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ، وما المانع ان كنا نعشق بعض الكلام ان نقدسه وأن نسمييه كلام سماوي او كلام الهي بشرط ان نعتفد به ويدخل قلوبنا ، تحياتي للأخ هشام


4 - أحسنت
مايسترو ( 2010 / 5 / 15 - 08:22 )
في توجيه هذه الرسالة القوية اللهجة للمقدس ووعاظه، فبئساً لهم ولم يعد الزمان زمانهم، وعليهم العودة إلى زمانهم الذي يعود لما قبل 1400 سنة، حيث هناك مكانهم المناسب، وأشد على يدك في سخريتك منهم ومن مقدسهم.


5 - مايسترو
صفاء ابراهيم ( 2010 / 5 / 15 - 12:18 )
لماذا 1400 تحديدا
لماذا لا تكون الفي سنة وعشر سنوات فوقها مثلا
ولعلك انت المقصود بقول مصلح المعمارالمنقول عن انجيله
من يبصر القذى في عين اخيه دون ان يبصر الخشبة في عينه


6 - التبشيري مصلح المعمار
قارئ ( 2010 / 5 / 15 - 12:58 )
الموضوع رغم انني لا اتفق معه جملةً وتفصيلة ، لكنني ارى وكأنك تريد ان تقول للكاتب ان كلامه صحيح فيما يخص غير المسيحية ..... وهو يبين ازدواجيتك في الطرح... وتناقضاتك الصارخة خاصة عندما تقول - لا تكيلوا فلا يكال لكم فبآلكيل الذي تكيلون يكال لكم - واريد ان اعلمك بأننا وفي امثالنا الشعبية نقول - دقة بدقة ولو زدت لزاد السقة - فما الفرق ان كنت ترى الامور كلها من زاوية واحدة؟ رغم انني لا اعتقد ذلك.........


7 - المعمار
صفاء ابراهيم ( 2010 / 5 / 15 - 16:09 )
لا تستطيع ان تتخلى عن تبشيريتك
ولو كنت تتكلم في الذرة او عالم الحيوان او ريال مدريد
ثق اننا نصاب بالغثيان كلما تذكر اسماء مثل المخلص والمنقذ والفادي وغيرها من الخزعبلات
انته وين عايش؟ في كهف شنايدر؟ في عصر النيندرتال؟
في الالفية الثالثه وعصر النت وتتكلم هذه السفاسف
اصح


8 - رد الى السيد /السيدة صفاء رقم7
مصلح المعمار ( 2010 / 5 / 15 - 18:17 )
يا سيد / سيدة صفاء أدب الحوار يقتضي ان لا تجيب المعلقين الا بعد الأستئذان من السيد كاتب المقاله ، وهنا نجد سيفك المثلوم قد رفعته بمناسبه وغير مناسبه ، هل تريد ان تكتم افواه الجميع لتتكلم بكلام نبيك الذي لا يستحق ان ينطح به عنزان !!!! هل قوله بعثت ان اقاتل الناس حتى يقولوا كذا وكذا هو كلام رجل عاقل ؟ هل القول جعلت رزقي تحت ظل سيفي هو كلام يعلم للبشريه ؟ اما قولك اني اعيش في كهف ، فأهل الكهف موجودون فقط في آيات القرآن فتلذذ بقصصهم وقصة هدهد سليمان وحديث النمل وآلجن وآطمأن انني اعيش في ارقى دوله في العالم التي هي تصنع ملابسك وملابس عائلتك ، افلا تستيقضون ابدا، ارجو المعذره من الأخ كاتب المقال لأنني عكرت صفو مقالته الجميله ، مع التحيه


9 - بين التبشير وآلتفجير
مصلح المعمار ( 2010 / 5 / 15 - 18:47 )

تعليقك رقم 6 الموجه لي يا سيد قارئ لم يزعجني ابدا لأنه من حقك المشاركه في النقاش وآبداء رأيك ، ولكن الذي لفت نظري هو عنوان تعليقك بقولك التبشيري ، لماذا يا اخي تهتزون من كلمة التبشير، اليس التبشير افضل من ان اعلم الناس كيف يفجروا انفسهم في سبيل الله لقتل الأبرياء ثم ينالوا حوريات وهميه ابتدعها محمد لكي يشجع جيشه الغازي الذي هتك اعراض القبائل الآمنه وآلتي كان قسم منها تعرف الله الواحد قبله ؟ لماذا التبشير في القنوات الأسلاميه الكثيره حلال وحرام على بقية الأديان ان تبشر بمعتقداتها ؟ ومن قال لك ان الأسلام هو دين الله الحق ؟ هل يكفي امتحان الوحي للسيدة خديجه وآلذي قالت فيه لزوجها ان الذي يأتيك هو ملاك وليس شيطان هل يكفي هذا لتبني ابديتك وتصدق ان جبريل هو الناقل للوحي القرآني ؟ اليست شهادة المرأة ناقصه في الأسلام ؟ تحياتي للجميع


10 - اهل الادب
صفاء ابراهيم ( 2010 / 5 / 15 - 19:14 )
اما ماذكرت يا معمار عن ادب الحوار فدعه لاهل الادب
واما كونك تبشيريا فهذا يعرفه كل من يقرا تعليقاتك
لكن بماذا تبشر؟
ان ما تبشر به ربما كان يصلح في ذاك الوقت قبل الفي سنه
الوقت تغير ونحن في الالفية الثالثه
اي مخلص هذا الذي عجز عن تخليص نفسه
وكيف سيخلص امثالك
اعتقد انه سيخلص عليهم لا يخلصهم
اي رب هذا الذي يكون له ابن
وهل يستحق هذا الرب ان يعبد
اصح


11 - السادة المعلقون
هشام محمد علي ( 2010 / 5 / 15 - 22:42 )
السيد قارئ، أحسنت بمشاركتنا رأيك.

السيد محمد ألبدري، شكراً جزيلاً على مرورك الكريم.

السيد مايسترو المحترم، شكراً جزيلاً لمؤازرتك. القدسية المستعبدة للبشر كانت قبل زيوس ولا زلت إلى يومنا.


12 - المحترمان مصلح وصفاء
هشام محمد علي ( 2010 / 5 / 15 - 23:12 )
السيد مصلح المعمار
أكن الاحترام لتعليقاتك، وأضيف، أن التبشيري أو الداعية، هو المؤمن بأن ما يطرحه هو المنقذ الوحيد من الهلاك، وأنا لست مع هذا الرأي. ولكنني أؤيد وجود جمل تستحق أن نقف بوقارٍ أمامها.

السيد صفاء إبراهيم
أقدر تعليقاتك، رغم أنني كنت أتمنى أن يكون تعليقك الأول على نص المقال قبل الرد على أحد المعلقين، وأضيف لما قلته، لماذا لا يكون منذ أكثر من 7000 عام؟

السيدان العزيزان، أرجو أن يتحول الذي بينكما إلى حوارٍ بين منفتحين على الأخر، متوجهين نحو التنوير. شكراً لتفهمكما.


13 - أرى أنك تخاطب الوهم ياسيد هشام
Zaher Zaman ( 2010 / 5 / 16 - 00:20 )
الأخ/ هشام
تحياتى على تلك القطعة الأدبية الثائرة ثورة عارمة ضد كل ما من شأنه الغاء العقل ، أو تحويله عن وظيفته الفطرية ، التى هى النقد والتحليل والتمحيص ، لاستغلال أفضل مافى هذا الوجود ، من أجل اسعاد صاحبه ، واضفاء السعادة كذلك على ما ومن حوله ، من كائنات تشاركه أو يشاركها التواجد فى هذا الوجود 0
أما عن الأولى بمخاطبتك ، فهم الذين انحرفوا بالأفهام والعقول البشرية وطوعوها لأحلامهم ونزواتهم لتحقيق طموحاتهم الذاتية ، فى التواجد والفعل على حساب ازاحة عقول الآخرين من عالم الفعل واتخاذ القرار الحر فى التفاعل مع الكون والوجود بما يمليه عليهم الارتقاء الانسانى الحادث فى كل أنحاء العالم من حولنا ، باستثناء المناطق الموصومة تهكماً فى استطلاعات البى بى سى بأنها الأكثر تديناً!!
تحياتى


14 - سمفونية متناغمة
حازم ( 2010 / 5 / 16 - 19:55 )
مقطوعة موسيقية رائعة لفضح الذين يتجارون بعقول البش ، لأجل سلطتهم هم وليس لأجل البشرية او الانسانية كما يدعي الجميع ، شكراً للكاتب على الانتشاء الذي حصلت عليه وانا اقراء هذا النص الجميل وشكراً للحوار المتمدن


15 - المقدس القاتل
ثريا ( 2010 / 5 / 16 - 19:57 )
الاخ هشام - ماذا رايك بالذين قتلوا على مر التاريخ باسم المقدس وفي سبيل المقدس ؟؟؟؟؟


16 - إلى القراء الأعزاء
هشام محمد علي ( 2010 / 5 / 16 - 23:15 )
السيد زاهر زمان، أطربني إطراءك، فلك الشكر. والأولى بكلامنا هو كل من يشتغل على
القدسية على أنها شيء غير قابل للنقد.

السيد حازم، شكراًُ على المرور الجميل والكلام الأجمل.

السيدة ثريا، هنالك العديد من الكتاب الذي يبحثون في مجال الهوية، يؤكدون على أن القدسية هي من بين أكثر الأسباب التي أدت إلى العنف عبر التأريخ، وأن عدد الذين قتلوا في الحروب الدينية يفوق الذين قتلوا في الحروب الأخرى مجتمعةً.

اخر الافلام

.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور


.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان




.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل