الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكل الديمقراطية نتاج للعقل السياسي

محمود هادي الجواري

2010 / 5 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليس بالضرورة ان تأتي الاحداث بنتاثج مطابقة لما توقعته من الاجابة عن السؤال الذي طرحته فيما سبق من كتاباتي والذي كان يحمل المضمون التالي ( العقلية السياسية الى اين...؟؟؟) . وكذلك ما حملته اجاباتي الافتراضية هي ليست ضرب من ضروب التنبؤ ...فما افرزته الوقائع والاحداث من الفعاليات المختلفة وبدأ من بداية الحديث عن الانتخابات والترويج لها حتى انتهاء اخر ناخب اودع صوته في صندوق الحيرة بين الامل والتوجس عما ستسفر ارادته وكيف سيرى المستقبل للعملية السياسية الحبلى بالمفاجئات وهل ستكون الولادة طبيعية ام قيصرية .. لقد جاءت اجابتي مطابقة تماما لما توقعته وكما اشرت في كتاباتي السابقة وبالحرف الواحد(في الانتخابات المقبلة ليس هناك فائز كبير وليس هناك خاسر كبير وتكون النتائج متقاربة وفي هذا هو امتحان للكنل السياسية ) ... ومع ان تحليلي السياسي وقراءتي للواقع الاجتماعي ولكن هناك من تمادى في التقليل من اهمية هذا التحليل ومانحا لكتلته ارقاما بعيدة كل البعد عن المنطق السياسي والاجتماعي وكانت المراهنة تنصب في ان العقلية المجتمعية لم تنل نصيبها من التطور والفهم لما افرزته تجارب المرحلة السابقة .. فكان هناك عزوف منقطع النظير عن الذهاب الى صناديق الاقتراع ، وكذلك هناك اخرين تغيرت اراءهم ووجهات نظرهم وعن قناعة استحالة تغيير الواقع لانه لم يلمس التحول الحقيقي لكنه في ذات الوقت كان يخشى ان يعصي امرا للمرجعية التي توصي وتحث على المشاركة .. وهنا كلمة المشاركة هي مهمة في اثرها على العملية السياسية وكذلك للمحللين السياسيين الذين يرون الواقع وبشكل مختلف عما يراه الصحافي او السياسي المغمور الذي اقحم في العملية السياسية او انه تهالك للوصول الى عتبة قبة البرلمان مع الجهل التام بالشأن السياسي . اذن ما اعلنته المفوضية من النتائج وما الت اليه التصورات والشكوك في اداء المفوضية ، كذلك الفرح او الحزن الذي دخل الى صدور البعض , والاهم من كل ذلك هو ان السياسيين المخضرمين او المحللين السياسيين تناسوا امرا مهما ولم يحظى باهتمامهم ولم يحمل على محمل الجد ان النسبة المئوية للناخبين المشاركين والذين وصلوا الى صناديق الاقتراع وكنت قد شددت على كلمة مشاركين أي انهم وضعوا علامة ( x ) وكما اسلفت تلبية لنداء المرجعية ،ان النسبة تلك كانت تشير الى الستون بالمائة ووفقا لاستطلاعات الوطنيون المستقلون فان المصوتين الذي ادلوا باصواتهم صوب الكتل المتبارية لا يبلغون الخمسين بالمائة أي ان عشرة بالمائة او اكثر من هذه النسبة بكثير كانوا فاقدوا الشهية في الادلاء باصواتهم صوب فرد او كتلة بعينها . نستخلص من هذا ان البرلمان العراقي الجديد يمثل بالضبط نصف الشعب العراقي .ولما كنا نعلم ما اسفرت عنه المحاصصة السياسية او الطائفية في المرحلة السابقة التي كتفت طاقات الوطنيون المستقلون أي الذين لا ينتمون الى الاحزاب السياسية وكان نصيبهم الاقصاء والتهميش فمن في البرلمان ممثلا لهذه الشريحة الواسعة ومن الذي سيستجيب او يستمع الى شكواهم او تنفيذ مطالبهم على فرض ان هناك ممن كانوا في المعارضة العراقية وتغربوا لم ينلوا أي استحقاق يذكر ، ولانهم من الاقلية السياسية في البرلمان ، فما حال الوطنيون المستقلون اذن؟؟؟ ما اشرت اليه في مقدمة المقال ( العقلية السياسية الى اين ...؟؟؟) فهل سنجد المعالجة الجدية لهذا الامر الخطير وهل هناك من الاجابات المقنعة دون المرور بالطرق التي يقطر العسل من جنباتها والارض المفروشة بالزهور والقطوف الدانية ... المحا صصة امر قائم شئنا ام ابينا ولا مهرب من الواقع الذي فرض التنوع العرقي و الطائفي .. والوان الطيف السياسي ، وليس هناك مرشح لرئاسة الحكومة القادمة مختلف عن الاخر الا اذا نزلت التقوى على صدورهم وبوحي جديد. ليس من السهل ان نستغفل هذه الحقائق لان الوعي الجماهيري بدأ يدرك خطورة ما بلغه العراق من الفساد والمحسوبية وان التهالك على الوصول الى البرلمان هو ليس من اجل الجماهير وانما لتغليب المصالح الذاتية على مصالح الشعب . وعودة الى العقلية السياسية الى اين ليس هناك مجا ل للتنبؤ وانما هناك حقائق ستفرض قوتها وعنفوانها ما لم تستجب الاوساط السياسية الى مطالب الشريحة المستقلة والبحث عن الكفيل الضامن للحقوق والواجبات ... ستكون المطالبة القانونية هي الفيصل والمحكم في ان ينال المستقلون حقوقهم لا عن طريق دولة القانون وانما عبر القانون ذاته ... أي ليس هناك من المستحيلات في زمن تجريب النمط الدخيل الديمقراطية .. وليس هو كثير ان يستمع السياسيون و ينصاعوا الى منطق العقل .. اذن من هنا تنبثق الاجابة على اللغز المحير للعقول السياسية التي وقفت امام عقدة المعارضة في البرلمان من جوازها أو جوبها ... الجواب على السؤال العقلية السياسية الى اين ؟ نقول ان الخمسون بالمائة التي لم تدلي بصوتها .. ولاي سبب كان هي المعارضة الحقيقية وليس وجوبا ان تكون هذه المعارضة تحت قبة البرلمان .. مساحة الديمقراطية اكبر من ضيق العقول ... لندع البرلمانيون الذين هم تحت قبة البرلمان في جانب السلطة ولا اعني مساندتها بل حتى مراقبتها .. من الجانب الاخر ان انشغال اعضاء البرلمان الذين هم تحت قبة البرلمان في امور الدولة واقصد ( سلطة الدولة الحكومة) ليس لديهم متسع من الوقت للوقوف على فهم الشارع وتلبية طلباته ، او حتى العزم على عمل الزيارات الميدانية لشؤون المواطنين وانما تقتصر لقاءاتهم على زيارة مراكز السلطة في الاقاليم او المحافظات او المجالس البلدية ... اذن هناك متسع من الفهم والوقت لبرلمان الشعب والمختار من الشعب من الشريحة الوطنية المستقلة والتي حددت اعدادها المتمثلة بنسبة الخمسين بالمائة .. من هنا استطعنا محاكاة المجتمع كلية عبر برلمان يحاكي الحكومة وبرلمان يحاكي الشعب .. ولا ضير في اكتشاف نمط ديمقراطي جديد لنقول ان الديمقراطية لم تأتينا في علب مغلفة وانما هي نابعة عن عقلية الانسان العراقي الذي جاءت من اجله . في هذا التصرف اعطينا الشرعية الكاملة للمشرعين في تقليل رواتب البرلمانيين الى النصف لان البرلماني الذي في الجانب الاخر سيتمتع بالنصف الاخر ... اذن العقلية السياسية العراقية ان فعلت هذا لهو انتصار على المحاصصة التي ستوئد الى الابد مع الاحتفاظ بالتنوع العرقي والطائفي والوان الطيف السياسي الجميل دون احتكاكات حادة ومباشرة ... ان تم تطبيق هذا فان العالم سيشيد بالعقل العراقي المبدع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ