الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهداء الكلدان ...شهداء العراق الأبرار ...!

كامل السعدون

2004 / 8 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هزّني والله وأدمى قلبي الجريمة الإرهابية الجديدة ضد أخوتنا الأحبة …أهل العراق الأصليين ومضيوفنا الأكارم …الكلدان الطيبون…!
بشعةٌ هي الجريمة غاية البشاعة …وقذرون هم القتلة… بعثيون كانوا أم من هيئة علماء الاختطاف…أم من جماعة الزرقاوي …!
بشعةٌ هي الجريمة وتستوجب الإدانة السريعة العاجلة من قبل كل العراقيين … فالكلدان بعض أزاهير تلك الباقة العراقية المتنوعة … بل هم الأكثر بهاءٍ وجمالاً والأرق عطراً من الكثير من زهور تلك الباقة …!
الكلدان أخوتنا … أهلنا … حملة ميراث بناة العراق القديم …مضيوفنا إذ جئنا من الصحراء على دوابنا لا نحمل إلا السيوف وحبات التمر اليابس والهزيل من الثياب ، فوجدنا عندهم العجلة والعمران والحضارة الراقية والمجد العظيم …!
وأصبحنا بينهم …بل أمسوا بيننا … نعم الأهل والمواطنون الصالحون الذين خدموا إمبراطوريتنا الإسلامية العربية عبر العصور بغير منّة … وشاركونا هموم كل الأحتلالات ، فما باعوا العراق ولا باعونا …!
وكيف يبيعون العراق وهو عراقهم قبل أن يكون عراقنا …!!!
وهؤلاء ناسٌ ما أساءوا للعراق الحديث منذ ولادته في عشرينيات القرن الفائت ، فما تجسسوا لغريب … ولا حشروا أنفسهم في صراعات العراق ومقابر العراق وحروب العراق و….بشاعات إسلاميو العراق وقوميوه …!
ما عادوا أحداً ولا أضرّوا بأحد ولا تواطئوا مع فئةٍ ضد أخرى …!
مرّت عليهم كل أمواج السياسة العراقية منذ أيام الملكية ثم نازية الكيلاني وصحبه وقومية الطبقجلي ورفاقه وعايشوا إقصاء اليهود وغير اليهود لاحقاً على يد الفاشية القومية ، وأصابهم من الإقصاء ما أصابهم على يد القومجيون العرب ، وإذ جاء التحرير واستبشروا به ككل ضحايا صدام من العراقيين من مختلف الأعراق ، خرج عليهم غوغاء حزب الفضيلة وحزب الله والمعتوه الصدر الصغير مقتدى و( زبالة ) الفلوجة والموصل من إسلاميو بن تيميه ، فأقصاهم هؤلاء من البصرة وهددوهم في أرزاقهم ، فما فعلوا إلا أن غادروا البيت والوطن وملاعب الصبا ، تاركين الجنوب جهة بغداد والشمال ، ، وإذ وصلوا لاحقهم أولئك ( تكفيريو بن تيميه ) في بغداد والموصل وأربيل ، وجاءت تلك الفاجعة الأخيرة في يومٍ مبارك لدى هؤلاء الطيبون ، يوم الأحد حيث العبادة والصلاة والدعاء بالأمن والسلام والمحبة بين الناس .
إذ ….تصدى القتلة… الظلاميين ، القذرون القميئين بشعوا الوجوه كثوا اللحى وسخوا القلوب عبدة الماضي ، ورثتُ عمر وعثمان ( الذين أقصوا اليهود وأذلوا المسيحيين في الشرق كلّه وفي العراق خاصة ) ، تصدوا لذبحهم على الهوية …وبلا مبرر على الإطلاق …إلا قبح النفوس وسيواد القلوب وشعور الهزيمة النفسية التي تملأ عقول وضمائر هؤلاء التكفيريين الملعونين المطاردين في العالم كلّه …!
هؤلاء الناس …هؤلاء الطيبون …هذه الزهرة التي غدت نادرة في باقة الزهر العراقية ، ينبغي أن تنال الحدب والحبّ والامتنان والاحترام المتميز …!
هؤلاء الناس ينبغي أن يعوضوا عن كل صفاقات التاريخ التي حلّت بهم عبر العصور .
هؤلاء الناس ينبغي أن تبنى لهم الكنائس في كل قريةٍ من قراهم ، وفي كل مدينةٍ من مدنهم التي لهم فيها تواجدٌ كثيف ، وعلى نفقة الدولة العراقية .
هؤلاء الناس يجب أن يُعنى العراق الجديد بهم وأن تُعنى حكومة السيد علاوي ووزارة الثقافة ودوائر الوقف الديني ، بإعادة ترميم كنائسهم التاريخية القديمة في عينكاوه والقوش والموصل وسهل نينوى عامة ودهوك والبصرة وغيرها .
بل هناك مواقعٌ تاريخيةٌ أثريةٌ درست ، كان لها وجودٌ في ميسان وبابل والبصرة والناصرية تدل على حضورٍ مسيحيٍ ويهوديٍ قديمٍ قدم الدهر ، جميع هذه المواقع يجب أن تنقب ويعاد بنائها ، وأظن أن الكنائس المسيبحية العراقية المختلفة تحتفظ لنفسها بمخطوطات قديمة لتلك الأماكن ، فيجب أن يستشار المطارنة والقساوسة في هذا الأمر ومن أعلى المستويات .
وجميع هذا مسؤولية الدولة والعراق الجديد .
ويجب أن يكون من أولويات الدولة لأنه ذو مردودٍ نفسيٍ وروحيٍ واجتماعي كبير على أهلنا المسيحيين أولاً ثم على كامل زهور الباقة العراقية ، إذ يعزز الوئام الوطني والتسامح والفهم ويخلصنا من الطائفية الثنائية البغيضة التي ورثناها من صدام حسين ، وكأن العراق لا أكثر من سنّة وشيعة …!!!
وهؤلاء الناس يجب أن يكرموا بإعادة تسمية مدنهم وقراهم التاريخية بأسمائها القديمة لا بالأسماء الإسلامية الدخيلة الجديدة التي تذكر بعصر العدوان العروبي – الإسلامي على أهل البيت من مسيحيون وغيرهم .
هؤلاء الناس يجب أن ينالوا الحصة المضاعفة في الدولة وأجهزتها وهيئاتها الدبلوماسية وجيشها وشرطتها …!
وأخيراً …شهداء الأحد الدامي … أولئك الذين لم يكملوا القداس …وإذ بهم يرحلون إلى أحضان البهي الجميل يسوع …هؤلاء يجب أن يكرموا باعتبارهم شهداء الشعب العراقي والدولة العراقية أسوة بشهداء بعقوبة الذين سقطوا قبل أيام بيد ذات الإرهاب وذات القتلة …!
يجب أن توفى لهم حقوقهم من خزينة الدولة العراقية ، ويجب أن تسارع الدولة لإعادة بناء ما تهدم أو تضرر من كنائس في بغداد أو الموصل ، وبشكلٍ عاجلْ …!
ويجب على داخليتنا ووزيرها الشجاع أن توفر الحماية الخاصة لدور العبادة من كنائس ومساجد ومراقد ، وتخلص تلك الأماكن من أبتزازات هذه القوة أو تلك من ميليشيات العصابات .
يجب أن توفر لأماكن العبادة عامةٍ حمايةٌ خاصة ، قوية وكفء وسريعة الحركة …!
وأخيراً لا نقول للظلاميين إلا خسأتم ولكم الخزي والذل والعار ، ولن يصيبكم من وراء الحرب على العراق إلا الفشل والإحباط والخسران ولو انتحرتم جميعاً ، ولو استوردتم من أفغانستان , وإيران وباكستان والسعودية ألف انتحاري في اليوم الواحد …!
لن تنجحوا ولن تطفئوا نور العراق الجديد بأفواهكم النجسة …!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت