الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سائق بالقوة الجبرية

لبنى حسن

2010 / 5 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تمن بنات عايشيين لوحدهم و كل ما يملكوا فى الدنيا عربية قديمة و لكن عريقة و قيمة ورثوها عن الاباء و الأجداد, و كان لها سواق اسمه "عتريس" المفترض انه يعمل فى خدمتهم ويساعدهم يوميا على قضاء كل المصالح, و لكن مع مرور السنين بدأ يستضعفهم و زادت سطوته و بدأ يجيلهم حسب مزاجه و قد لا يأتى لأسابيع خاصة بعد ما البنات اكتشفوا انه بيسرق قيمة البنزين باستمرار...ده غير انه بيستخدم عربيتهم للتربح من خلال نقل الركاب و احيانا البضائع...و كمان بقى بيعامل البنات كخادمات و كأنهم همه اللى بيشتغلوا عنده, فصار يأخذ طعامهم بالعافية, و يجبرهم على غسل ملابسه, ويأخد منهم المال عنوة و يقتحم بيتهم وقت ما يحب, و كان بيضرب البنت اللى تبدى اى مقاومة أو حتى اعتراض أو امتعاض..و الأهم انه كان بيهددهم دايما انه ممكن يلجأ لابن خاله مخبر القسم لبهدلتهم و تلفيق اى تهمة لو مش عاجبهم بالذات ان ابن عمهم و عدوهم اللدود اللى طمعان فى العربية من زمان واقف فى صفه و مستعد يشهد ضدهم.

و لما طفح الكيل و بقي واضح ان السواق بلطجى و ناهب مال البنات و مستعبدهم بلا رحمة, قرروا يطلبوا منه يسيب العربية و يروح لحاله و مش مهم اللى اخده منهم او اللى سببه لهم من عذاب و خسائر و اهانه على مر السنين... و لكن لأنه سمج و بارد الأعصاب بطبيعته و كمان مستمتع و مستفيد بالوضع القائم فكان لا يبالي مهما حاولوا استعطافه.

عندما أعيت البنات كل الحيل اقترحت واحدة منهم الاستسلام و الرضي بالحال, و كان مبررها انهم اتعودوا عليه و يعرفوا كل خباياه و بالتالى ممكن يكون أحسن من غيره اللي جايز يكون أبشع! و هنا انضمت لها أختها الأصغر و أيدت كلامها و أكدت أنه على الرغم من اساءه استخدامه للعربية و تشويها و بهدلتها لانه اساسا بيسوق بدون رخصة لكن يكفى ان العربية مازالت موجودة و أكيد فيه أمل أنه يموت و ترجع ليهم العربية.

أما باقي البنات فرفضوا الانهزام و الذل, و راحوا لجارهم المثقف, و فعلا حاول التدخل بأدبه المعهود, فما كان من عتريس إلا انه جاب أصدقاؤه البلطجية و نزلوا فيه ضرب و لكن سرعان ما انضم للجار عم عبدو البواب اللي كان بيعاني هو كمان من أساءة معاملة عتريس له و لأولاده و زوجته... ده غير عم ميخائيل البقال اللي كمان كان متضرر من عتريس لأنه كان بيفرض عليه إتاوة و بياخد بضاعته بتراب الفلوس...و بسرعة انضمت كمان الست أم مصطفى صاحبة الكشك المقابل للعمارة لأنها كانت هي كمان شايفة المر من عتريس, و كانت حزينة لحال البنات اللي بقى وقتهم كله موزع بين الدعاء على عتريس و بين نحيب و بكاء أو استعطاف عشان يسيب العربية.

البلطجية أصدقاء عتريس و ابن خاله ضربوا الجميع و هددوا بسحلهم و جرجرتهم على القسم و سجنهم كمان لو عادوا تانى و اعترضوا... و من يومها و البنات مش عارفين يعملوا إيه؟!...و بيسألوا يا ترى ده قدر و مكتوب و عليه الصبر مطلوب؟ و لا ده إجرام و عليه الثورة مش حرام؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟