الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرضاوي وتحكيم الشريعة والتكفير ...!؟

مصطفى حقي

2010 / 5 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


العلمانية تؤكد على احترام الأديان وذلك بفصلها عن السياسة والتركيز على حرية الرأي كإنسان وُلِدَ حراً ومن حقه أن يختار معتقده الروحي الذي هو علاقة ما بينه وبين الإله الذي يؤمن به ، ويقول إله الإسلام ( لاإكراه في الدين ) ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) (لكم دينكم ولي دين ) (- وهل أنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين ) (- أشد الناس مودة للذين آمنوا..) (انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر) (وما أرسلناك الا هاديا ومبشرا ونذيرا ).. طبعاً هذه الآيات الحضارية الإنسانية كانت مقدمة لحرية مزيفة وأدتها وأبعدتها عن ساحة الحرية آيات مدنية وعلى رأسها أية التوبة ...؟ ولكن السيد القرضاوي نقلاً عن مقال عبد القادر أنيس منشور في الحوار القرضاوي يكفر الناس .... ويحكم أن "العلماني الذي يرفض "مبدأ" تحكيم الشريعة من الأساس، ليس له من الإسلام إلا اسمه، وهو مرتد عن الإسلام بيقين، يجب أن يستتاب، وتزاح عنه الشبهة، وتقام عليه الحجة، وإلا حكم القضاء عليه بالردة، وجرد من انتمائه إلى الإسلام، أو سحبت منه "الجنسية الإسلامية" وفرق بينه وبين زوجه وولده، وجرت عليه أحكام المرتدين المارقين، في الحياة وبعد الوفاة .. (انتهى) صدقوا أن هذا قول رئيس إسلامي عالمي ينسف مقولة أن الإسلام دين رحمة ومحبة ، ويرفض أن أن يكون أبناء البلد الواحد متساوين في الحقوق والواجبات والمشكل أن السيد القرضاوي يدمج الشريعة في عباداته ومعاملاته في كل واحد فالتعاليم العبادية في الإسلام هي مابين الخالق والإنسان من صلاة وصيام وحج وزكاة وعقابه عند الله وهي علاقة ثنائية وليست عامة جمعية ، وأما بشأن المعاملات فتقول القاعدة الفقهية الكلية ( تبدل الأحكام بتبدل الأزمان ) و (الضرورات تبيح المحظورات ) و( ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام ) ...الخ .. والسؤال في أس المعاملات الإسلامية ألم يكن مباحاً المتاجرة بالإنسان ( الرق) وألم تكن أسواق النخاسة من عبيد وجوار منتشرة في كافة أرجاء الدولة الإسلامية ، ومالك العبيد من السادة الأبرار ، وبتبدل الأزمان ألغيت هذه التجارة وبرغم أنف تجار الرقيق وكذلك القرضاوي مع أنه استعبد فتاة قاصر في العاشرة من عمرها أصغر من حفيداته وتزوجها وهو قد تجاوز السبعين من عمره ، أم أن السيد القرضاوي يريد أن يعيدنا إلى شرعية قانون العقوبات الإسلامي المتخلف ويقطع الأيدي والأرجل والجلد علناً ويرجم النساء واسترقاق البشر وإعادة فتح أسواق النخاسة لتطبيق مبدأ تحكيم الشريعة ، أي رفضه للدولة المدنية التي تمنع قوانينها من اغتصاب كهل لطفلة وفق عرف قديم وأسبغت عليه الشرعية في زمن السراج والشمعة والتنقل ارتجالاً وعلى ظهر الحمير والبغال ، وكما أسلفنا فإن مضمون الشريعة عبادات ومعاملات ، الأول مابين االعابد والمعبود وأما الثاني فهو بمجمله يتعلق ما بين المواطنين والدولة متمثلة بقوانينها التي تنظم ما للمواطن من حقوق وما عليه من واجبات ويحاسب عليها إن تجاوزها ، ولا أدري عن أي تحكيم للشريعة يريد القرضاوي أن يتحدى العلمانيين ، هل سيعود إلى التطبيل والتزمير حول مبدأ الشورى المبهم والذي لم يرى النور ، وبقي الحكم وراثياً ديكتاتورياً مستبداً ، وهل القوانين المدنية المطبقة في هذا العصر والتي غايتها تنظيم الحياة العملية بين المواطنين تحت ظل أحكام وقوانين أقرها الشعب بواسطة ممثليه في المجالس التشريعية لا تحقق العدالة التي تبتغيها الأديان إلا إذا صدرت من حاكم فرد باغٍ مستبدٍ ، ونطيع هذا الأولي الأمر حتى ولو ظلم ... هل هذه هي تحكيم الشريعة التي طواها الزمن كما طوى شرعة العبودية والقرضاوي متأكد أن الدولة الدينية وكذلك القومية تصنف الكثير من مواطني تلك الدولة غير المنتمين لذلك الدين أو تلك القومية في مرحلة متأخرة من المواطنة لتنتفي عدالة المواطن في وطنه لإرضاء السيد القرضاوي وأمثاله ، والذين يكفرون العلمانيين لأنهم يحترمون الأديان ، والعقائد ، والقوميات ، ولكن خارج ركب السياسة ، والمساواة في المواطنة ضمن الوطن الواحد في الحقوق ، والواجبات دون أي تمييز بين مواطني البلد الواحد بسبب العقيدة الدينية أو القومية .. ؟ بربكم هل هذا المطلب العادل سبب كاف برفض القرضاوي للعلمانيين وتكفيرهم ، وهو يقرر مسبقا: "أما العلمانية في أوطاننا، فهي ـ بأي معيار ـ مرفوضة، بمعيار الدين، ومعيار العقل، ومعيار العلم، ومعيار المصلحة، إنها ضد الدين، وضد الدستور، وضد حقوق الإنسان، وضد مصلحة الأمة، وأصالتها ( انتهى) ولكن المثل المصري يرد باستخفاف : وكمان ربّنا لو حاجات .. ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة
عبد القادر أنيس ( 2010 / 5 / 16 - 21:33 )
النصوص المنسوبة إلى القرضاوي جاءت في كتاب: الإسلام والعلمانية، وجها لوجه:
http://www.scribd.com/doc/28242163
الكتاب يعود تأليفه إلى منتصف الثمانينات من القرن الماضي. هل تغيرت مواقف الشيخ منذئذ؟ لا لم تتغير في العمق. هو يلجأ من حين لآخر لذر الرماد في العيون لاستغفال الناس وتهدئة التلاميذ وترضية أولي الأمر عبر إبراز آيات مثل -لا إكراه في الدين-، لكن حقيقته الحقيقية لا ينجح دائما في إخفائها. مثل قوله التالي (منذ أقل من عام):
حين يكون المسلمون مستضعفين ولا قدرة لهم على مقاومة عدوهم، فعليهم أن يصبروا ويقولوا التي هي أحسن، ويدعوا بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا أصبحوا أقوياء كان لهم شأن آخر-. نقرأ له في

http://qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=7163&version=1&template_id=211&parent_id=16
وطبعا عدو المسلمين هو من يختلف معهم في دينهم أو حتى في المذهب ضمن نفس الدين. إصلاح الدين من الداخل ليقبل التعايش مع الحداثة والحريات والديمقراطية والعلمانية أي بمبادرة من رجاله تبدو مستحيلة
تحياتي سيد مصطفى


2 - طالما هناك القرضاوي فلا آمل
عمرو اسماعيل ( 2010 / 5 / 16 - 22:34 )
لان له مريدون كثيرون و هو بآلف وجه .. هو مثل كل انصار الاسلام هوالحل يطبقون ويتبنون المثل المصري اتمسكن حتي تتمكن


3 - عجبت من السيد القرضاوي
عايـــد aied ( 2010 / 5 / 17 - 19:50 )
يا دكتور يا صديقي العزيز لك كل الشكر و كل ، كل التقدير
و بعــد : لا أخفي على القراء الكرام أنني كثيرا ما تقمصت أو بالاحرى حاولت أن أتقمص شخصية السيد القرضاوي و سعيت قدرالمستطاع أن أكون منصفا و قريبا من الصدق و بعيدا عن الانانية أو التعصب لكني أقسم برب هذا الكون أنني عجبت من السيد القرضاوي و أمثاله كيف لا يخجلون من القيود التي تكبل شعوبنا من الاستنارة بالثقافة و السلوكات الحضارية الراقية و بالمناسبة لاحضت أحد الشباب المغتربين عندما يحل علينا في فصل الصيف بالجزائر أثناء العطلة السنوية مع أهله فتراه نظيفا في كلامه في سلوكاته في هدوءه في ذكاءه ، لا يكذب في حديثه ، لا يقاطع أحدا في الكلام حتى ينتهي ليتناول الكلمة و في كل لحظة تراه يتأسف أو يقول يبدوا لي ، أعتقد ان لم أكن مخطئا ، أتمنى ألا أكون أخطأت التقدير ... يا الهـــي قارنت بينه و حيث مستواه ثانوي بمن في سنه و من هم أكبر منه في السن و المستوى التعليمي { جامعي } للأسف وجدت فرقا كبيرا و أقل ما يقال عنا و عن بيئتنا أننا في حالة يرثى لها فديننا مشوه و سلوكاتنا مشوهة و شاذة و مدارستنا في حالة تخبط في مناهجها و التربية داخل أسرنا حدث عنها


4 - مشكلتنا أننا لا نقرأ و لا نتأمل في ما نقرأ
عايـــد aied ( 2010 / 5 / 17 - 20:24 )
تكملة لتعليقي السابق
ليت شبابنا يقرأ ، ثم يقرأ ثم بعد ذلك يحكم مثلا تمنيت لشبابنا أن يقرأ للقرضاوي مثل ما يقرأ للدكتور مصطفى حقي ثم يحكم بنفسه
أضرب مثلا على ذلك قرأت بالامس بحثا لا يقدر بثمن فيه المتعة و الفائدة و الاثارة و قيمة الوقت و الامل و الحلم المشروع و كانت مدة قراءتي للبحث نحو ساعة و عنوان البحث { الخلايا الجذعية } و مؤشرات انقاذ الملايين من الناس في حين استمعت مرغما لدرس عن طريق مكبرات الصوت و أنا داخل منزلي منبعثا من مسجد أنس بن مالك حيث كانت مدتههو الاخر ساعة من الزمن و يدور حول نواقض الوضوء و مفسدات الصلاة و مفاتيح الجنة !!! و اذن شتان بين الدرسين و أيهما الاكثر فائدة لحاضرنا و مستقبلنا ؟ لكن ما يحيرني الى متى يقبل السيد القرضاوي و قبله السيد الشعراوي لو كان حيا بهذا التخلف الذي تعرفه أسرنا و شريعتنا و أنماط حكمنا و أنظمتنا ؟؟؟ حيرني ذلك القطار السريع الذي اخترعه الصينيون إنه القطار الرصاصة الذي لا يتوقف في أي محطة ربحا للوقت و في نفس الوقت يأخذ المسافرين من كل المحطات التي يجتازها في رحلته الطويلة؟؟؟؟للأسف قطارنا ما زال تجره الخيول و لم يصل بعد مرحلة البخار


5 - تعقيب
مصطفى حقي ( 2010 / 5 / 18 - 13:57 )
شكراً أستاذ عبد القادر أنيس على الملاحظة والمشكل يا صاحبي هو استمرار رجل دين كبير ويحتل مركزاً بالعالمية وهو ضد العالمية والتخصص المقيت وآخرها وهو يؤنب المسلمين إذا باركوا لغير المسلمين في أعيادهم أ و شاركوهم الإحتفال وهو يحمل أمراضه إليهم ليشفوه من علله بعلمهم وإنسانيتهم السيد عمرو اسماعيل شكراً وهذه مصيبتنا نرى ونعرف ونسكت أما الصديق عايد مصائبنا على من يشيل والجهل يعم ويشمل وشبابنا لايقرأ وهو متسمر أمام التلفاز يجتر ماضيه المقيت بافتخار لك كل الحب


6 - شكرا للكاتب الكبير
عصام ( 2010 / 5 / 18 - 21:13 )
القرضاوي رجل الارهاب يحرض على النعرات الطائفية والارهاب
لايوجد في قاموسه سوى مفردات عفى عليها الزمن
يقول مثل افريقيّ: قد تستطيع أن تنتشل الرجل اذا وقع في عمق المستنقع، لكنّك لا تستطيع أن تنتشل المستنقع اذا وقع في عمق الرجل!

اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة