الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شماعة أمريكا و الحكومة العراقية

هشام عقراوي

2004 / 8 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


حسب الروايات والمصادر فإن كل مايجري في العراق من أعمال التخريب والتفجيرات و القتل و الارهاب و الخطف وحرق الكنائس و الاستيلاء على المدن و غلق البارات و معامل إنتاج الكحول و غيرها هي من عمل الارهابي المحترف القادم من ألاردن و التابع لمنظمة القاعدة المجرم أبو مصعب الزرقاوي.
هل هذا صحيح أم أن أبو مصعب الزرقازي تحول الى شماعة لكل عمل خبيث ومستتر لا تتمكن السلطات العراقية و قوى التحالف من كشفه أو الاعتراف به!!. هذا الامر تثبيته الوقائع العراقيه. فلو اسلمنا بإن كل ما يحصل وأأكد كل ما يحصل في العراق هو من عمل جماعات الزرقاوي فلا بد أن يكون الزرقاوي و جماعته أقوياء الى درجة كبيرة ومن المستحيل أن تستطيع أية حكومة عراقية معينة أو منتخبة من القضاء عليهم. ولابد أن يكون له ماكنه عملاقه لأنتاج الارهابيين كي يقوموا بكل هذه الاعمال. وحسب ما أعلم فأن كل عمل أرهابي كالتي تحدث في العراق لا بد من تعاون حوالي 50 شخصا أو أكثر كي تنقذ بهذه القوة. والاهم من ذلك هي شبكة الاستخبارات التي تنقل الاخبار و التكنولوجيا و التمويل للزرقاويين.
لو صدقت تكهنات الربيعي و غيرهم فإن الزرقاوي يقوم بأكثر من عشرة أعمال تخريبية في أنحاء متفرقة في العراق يوميا ويسيطرون على مدينة الفلوجة كاملة و سيطروا في الايام الماضية على مدينة سامراء و يحاولون السيطرة على بعقوبه وغيرها من المدن.
هؤلاء يحاولون ان يقولوا للعالم بأن سبب عدم تمكنهم من السيطرة على الامن هي قوة الزرقاوي وليست ضعف الحكومة و قوى التحالف. كجدار( بارليف) الاسرائيلي التي أوهمت أسرائيل به كل الدول العربية بأنها سوف لم ولن تستطع كل الجيوش العربية تجاوزه وطبلت الدول العربيه لهذه الجدار أكثر من اسرائيل و حاولت أن توهم الشعوب العربيه بأنها لا تستطيع خرق هذا الجدار أبدا لانه جدار سحري. والضعف هو ليس في أرادة الدول العربية ولكن السبب هو في متانة ذلك الجدار الاسرائيلي.
وجود الزرقاوي سهل للجميع أيجاد المسببات و تفسير الاغراض و تحديد هوية الفاعلين حتى قبل تنفيذ العمليات. ففي كثير من الاحيان تصرح الحكومة العراقية و التحالف بأن الزرقاوي و جماعتة سينفذون أعمال أرهابية في الاشهر أو الايام القادمة في العراق.
اللجوء الى هذه الشماعة و تكبيرها تفيد كل الاطراف ومن ضمنهم الزرقاوي نفسه. فالحكومة العراقية تثبت جدراتها على معرفة الارهابيين و تحديد هويتهم وأن أستخبارتها قويه ومتجذره داخل الجماعات الارهابية كوكالة الاستخبارات الامريكية. وهي تفيد أمريكا لأنها بهذا الشكل تبرر تواجدها في العراق، فأمريكا لايمكن أن تتواجد في دولة لسبب بسيط أو ارهابي صغير. والمستفيد التالث هو الزرقاوي نفسه، فاإتهامه بكل ما يجري في العراق تعطيه هيبه و مركز قوي لدى كل الجماعات وفي القاعده أيضا، لأن اسلوب عمل الجماعات الارهابيه لا تسهل معرفة الفاعل الحقيقي. والمسفيد الرابع هي الجماعات الارهابية الاخرى العاملة في العراق، فهناك من يحمل بدلهم الخطيئه و العقاب. فتبني مثل هذه الاعمال من قبل أحزاب عراقية و عاملة في العراق صعب و تفقدها التأييد.
إذن كل الاطراف مستفيده من الزرقازي وجعله شماعه لكل ما يجري في العراق. فمثلا حادث أحراق الكنائس المسيحية في العراق من يستطيع تبنيها؟ لا أحد طبعا ... حتى قتل الشرطة العراقية لا تتجرأ كل الاطراف تبنيها. لأنهم و بكل بساطة سيثبتون تهمة الارهاب على أنفسهم. لأن هذه الاعمال غير مبررة حتى في القرأن وفاعلوها يقومون بها لأسباب قومية و شخصية و طائفية ودينية ضيقة.
الذي يحصل في العراق حسب الاعلام العراقي و الاجنبي لحد الان هو كالاتي:
الاعمال الارهابية و التخريبيه و القتل و الاعتداء على الشرطة و المواطنين هي من عمل جماعات الزرقاوي. أما أعمال الاختطاف فتقوم بها أطراف متعددة بينها أطراف عراقيه ايضا. لأن أعمال الاختطاف هي مبرره و تقع في خانة التعاون مع المحتل.أي أن الاعمال الغير مبرره والكبيره هي من عمل الزرقاوي و الاعمال المبرره هي من عمل الجماعات العراقيه. هذا ما يدعيه الاعلام العراقي و الاجنبي. حتى الاختطاف ربما كانت السلطات العراقية و الامريكية تريد تنسبها الى الزرقاوي و لكن نشر كل هذه الكاسيتات وأشرطة الفيدبو من قبل الخاطفين فوتت الفرصة عليهم. ولو لم تفد أنتساب الاعمال الارهابية الى الزرقاوي الجماعات الارهابية الاخرى لخرجت و نشرت بيانات تتبنى فيها تلك الاحداث.
هناك في العراق جماعات أرهابية كثيرة و جماعة الزرقاوي هي أحدى تلك الجماعات وحتى لو كان جماعة الزرقاوي أقوى الجماعات فلا يمكن للزرقاوي أن يعيش و يتواجد في العراق لو لم يتعاون معه بعض العراقيين. فليس هناك محله في العراق يعيش فيها الاردنيون و يتواجد فيها الزرقاوي و تحميه. ولو لم يكن العراقيون يساعدونه فكيف أتى كل هؤلاء الى العراق كي ينفذوا عملياتهم في كل العراق؟؟؟ اين يتواجد كل هؤلاء الارهابيون ومن يؤويهم؟؟؟
قد تكون بعض قيادات هذه الجماعات أتت من خارج العراق و لكن الاغلبية العضمى هي من داخل العراق و هم عراقيون والذين يؤمنون لهم المأوى و المسكن و الحماية و يتسترون عليهم هم عراقيون. ولو كان الذي أعتدى على الكنائس هو الزرقاوي هذه المرة فمن الذي أعتدى عليهم في البصرة و بغداد و الموصل ومن الذي أحرق دور السينما. يكفي أن يرجع المتشكك الى البيانات التي أصدرتها بعض الاطراف و الاحزاب الاسلامية ضد المسيحين في العراق وتدعوا الى تطبق النموذج الافغاني في العراق.
أكبر دليل على أن العراقيون أيضا يقومون بتنفيذ الاعمال الارهابية وهم ليسوا بملائكة الرحمان و فيهم الصالح و الطالح ككل خلق الله، هو ذلك الكم الهائل من السجناء الذين يطلق سراحهم بين الفبنة و الاخرى. و المفرج عنهم هم عراقيون وعدد السجناء الاجانب في السجون العراقيه حسب نفس المصادر العراقية هي بالعشرات. فلو كان الفاعلون هم جماعة الزرقااوي و الاتون من خلف الحدود فيجب أن يكون المسجونون أيضا أغلبيتهم من الاجانب.
الامر العجيب هو أصدار كل الاطراف الاسلامية المعتدلة منها و المشدده بيانات شجب و أستنكار ضد ما جرى للكنائس المسيحية في العراق وحاولت هي الاخرى تعليق التهمة بشماعة الزرقاوي. أنا لا أبرئ الزرقاوي و لكني أقول لو كان أية الله السيستاني و حزب الدعوة و المجلس الاعلى و جماعة الصدر و الحزب الاسلامي و جماعة أهل السنة و الاتحاد الاسلامي و الاحزاب الاسلامية المتشدده الاخرى في العراق ضد ما جرى و يجري للمسيحين في العراق و هم مع حقوقهم فلماذا لا يعترفون رسميا بهذه الحقوق ويمنعون الاعتداء عليهم في المدن التي تسيطر عليها هذه الاحزاب. لماذا لا يمثلون بصورة حقيقية في الحكومه و المؤسسات العراقيه؟ لماذا أتت هذه الاعتداءات عندما علت أصوات بعض المسيحيين من الكلدان و الاشوريين للمطالبه بحقوقهم القومية في العراق؟؟ فالشعب العراقي يتكون إجمالا من هذه الاحزاب و بقية الاحزاب الاخرى والشعب العراقي هم أصلا ضد التمييز بكل أنواعه.
أم أن هذه تأتي على طريقة يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.
طبعا هناك بعض الاحزاب الاسلامية ومن المذكورة أعلاه هي مع حقوق المسحيين و حريتهم و لكني أريد ألقول بأن من بين الاحزاب و الاطراف الاسلامية التي أصدرت بيانات شجب ضد حادث الاعتداء على الكنائس، هناك بينهم من شجع ويشجع الاعتداء على المسيحيين في العراق ومن الاجدر بها أن تكف عن ذلك من أن تنشر بيانات فارغه من المضمون العملي لان هذا يخالف الشريعة الاسلامية التي من المفروض يؤمنون بها. فقولوا الحق ولو على أنفسكم. قولوا بأنكم خاطئون وسوف تكفون عن زرع النعرات الطائفية و الدينية. قولوها و توبوا كي يقبل الله توبتكم ودعوا الشماعة يحمل ذنوبة معه الى القبر قاتلا أم مقتولا، عاجلا ام اجلا.
لا أدري من سيتحول الى شماعة للاعمال الارهابية في العراق لو قتل الزرقاوي او سجن. ولماذا لا تتمكن أمريكا و الربيعي من الامساك به في الوقت الذي أستطاعت القبض على صدام في وقت يعتبر قياسيا أذا قورن بالوقت الذي سيتغرقة الزرقاوي و بن لادن!!!
العراق أن اراد النهوض ومواجهة الاحداث و القضاء على الارهاب يجب أولا أن يحدد الاسباب و الاطراف القائمه بها بكل صدق و صراحة وتبدأ بأيجاد الحلول على ذلك الاساس. طالما بقى الفاعل لكل مايجري في العراق خارجيا فسيكون الحل أيضا من الخارج و سنوجه طاقات الشعب و أعينهم الى الخارج في حين المشكلة العراقية هي داخلية أولا و يجب التوجه الى الداخل وعندما يحل الاختلاف و الاحتقان الداخلي سيصبح من السهل القضاء على الارهاب القادم من الخارج.
الجلبي يقول بأن الارهاب و المقاومة يقودها البعث و الربيعي و أمريكا يقولون الزرقاوي و وزير الدفاع يقول طهران و الاعلام يعرض علينا يوميا جماعة عراقية يتكلمون بلهجة عراقية. وبعض الاطراف العراقية الاسلامية تعبر عن نفسها مباشرة. فمن الفاعل ومن الذي سرق النوم من أعين العراقيين؟؟؟؟ أنا أقول الكل معا وعلى رأسهم بعض العراقيين و الزرقاوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية في فرنسا: اكتمال لوائح المرشّحين وانطلاق ال


.. المستوطنون الإسرائيليون يسيطرون على مزيد من الينابيع في الضف




.. بعد نتائج الانتخابات الأوروبية: قادة الاتحاد الأوروبي يناقشو


.. ماذا تفعل إذا تعرضت لهجوم سمكة قرش؟




.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية