الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الحكاية بالضبط

البتول الهاشمية

2004 / 8 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من أين تنهمر علينا كل تلك الأطنان من الجوائز....ومن هذا السخي المهووس بجودة أعمالنا..فما أن يقتحم عليك احدهم بابك عبر فضائية أو إذاعة أو حتى صحيفة حتى يسترسل في الحديث عن جوائزه...فهنا جائزة للإبداع من مهرجان كذا ...وهناك شهادة تقدير من هيئة ما...وقد نسي في البيت أضعافها
أول سؤال يتبادر إلى ذهنك ..من هذا ...وعن أي جوائز يتكلم..ومن أي داهية أتى بها...والاهم من هذا كله ماذا فعل بالضبط....وقد تصاب بالإحباط لأنك لا تعرفه ...وقد يصل الأمر بك إلى تأنيب الضمير لقلة مطالعاتك ومتابعتك لأخر الأخبار
أمر محير والله....
في مهرجان للسينما المصرية ترى المكرمون صفوفا و أرتالا وجعبة راعي الحفل مليئة بالجوائز ...وما إن يتحفنا بمقدمة وردية أو ربما أغنية ساقطة حتى يبدأ بنثر المكافآت والشهادات على هذا وذاك ومعظمهم تراهم أنت لأول مرة..ولكنها مشكلتك لماذا لا تترك عملك وتتفرغ لمطاردة أخبارهم ..لا تريد ...إذا تحمل عواقب إهمالك
جوهر المشكلة إن السينما العربية ممثلة بالمصرية تقبع في ذيل القائمة العالمية وأفلامها باتت على تكرارها تدعو للغثيان..فلا فكرة ولا مضمون ولا هدف...فقط ثرثرات وتفا هات وجوائز
الدراما السورية تحفر بأظافرها عن مكان لها بعد الحضيض ومع ذلك تابعت من بضعة أيام توزيع جوائز لا تحصى لإبطالها واللذين غص بهم اكبر استوديوهات التلفزيون السوري ..عشرة ...مائة...قل ألف ولا تخجل
وفي الأدب حدث ولا حرج ...أتحداك أن تجد روائيا ليس بجعبته شهادة تقدير واحدة أن لم نقل خمسين..صحيح
انك قد تكون قرأت له وشعرت انك على تواضعك تستطيع أن تكتب أفضل من هذا..ولكن الرجل حصد الجائزة وبقيت وحدك مندهشا..مع العلم انه لم يسبق لي أن سمعت عن رواية عربية مترجمة –واقصد عن استحقاق-
في الرسم هناك آلاف منهم وليس ثمة لوحة عربية واحدة تستطيع أن تجد لها مكان في متحف عالمي
في مجال الابتكار العلمي قد تجد المئات ولا يوجد إنجاز علمي عربي معترف عليه دوليا
في مجال العسكرة تفغر فاهك وآنت تراهم غارقين في الأوسمة مع إن التاريخ العربي الحديث مستنقع للهزائم
في الشعر ربما أنت أدرى مني ..ولكن أغلب الظن أن الأرض العربية تحولت مفرخة للشعراء واغلبهم حصدوا جوائز
في الأغنية ..يا للهول فمن فاته ركب الشعر لحق بعربة الغناء وكلهم مصنفون فذاك سوبرها وثاني فارسها وثالث ربما ثورها
حتى الرياضة لم تسلم منهم مع أنهم في كل مرة يشاركون في تظاهرة رياضية يمرغون انفنا بالتراب ويعودون ارض الوطن حيث الجوائز في انتظارهم
جائزة للقصة القصيرة ...وأخرى للشعر النثري ...وثالثة لركب الإبل ..وواحدة للمقال ..وماذا بعد ...إلى أين نريد أن نصل
أكثر ما نخشاه أن باتي اليوم الذي لا نجد فيه من نكرمه..ونمنح جائزة لمن ليس له أي جائزة
التكريم قبل أن يكون تقدير لجهد شخص هو حافز لدفع غيره للعطاء...وهذا هو جوهر الفكرة الأساسي...وما دمنا نرش جوائزنا كيفما اتفق فعلينا أن ننتظر أيضا مبدعون كيفما اتفق
وها أنا بانتظار جائزة عن هذا المقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت