الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة وأجوبة في الماركسية ... 7

فواز فرحان

2010 / 5 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ــ متى تصبح الدولة في خدمة المصلحة العامة ؟

في بعض الظروف التاريخية تصبح الدولة في خدمة المصلحة العامة شأن الإتحاد السوفيتي والدولة الإشتراكية ، تستثني المصلحة العامة في التطبيق العملي مصلحة البروليتاريا والطبقات الشعبية ، إذ أن لهذهِ المصلحة العامة حدود طبقيّة ..


ــ ما هي النزعة المثالية الساذجة عن الدولة ؟

فرضيّة المصلحين عن الدولة تتضمن صبغ نظرية القرون الوسطى عن الحق الإلهي بصبغة علمانية ، تلك هي النزعة المثالية الساذجة ، مسألة الدولة تخلط في الكثير من الأحيان بالمسألة الدينية ، فمنذ عهد ترومان وايزنهاور يمثل البيت الأبيض العناية الإلهية على الأرض .. إذا كانت الدولة مؤسسة للتوفيق بين الطبقات يتضح من ذلك أن الدولة لا يمكن أن تتولد من المجتمع نفسه ، بل تتولد من مصدر فوق المجتمع قد يكون الله أو الروح ..
فإذا كانت الدولة تجسيداً للروح وترتكب بإسمها الجرائم الدامية ضد الشعب ، كما تنتهك العدالة فيُطلق سراح مجرمي الحروب فإنها لا تجسّد سوى الروح البرجوازية والأفكار البرجوازية ..


ــ ما هو أصل الدولة ؟

أول ما يجب معرفتهِ أن الدولة لم تكن موجودة دائماً ، ففي المجتمع البدائي لم يكن يوجد جهاز خاص لممارسة السلطة بصورة منظمة ( الدولة ) ..
كانت توجد عادات وتقاليد مثل سلطة الرئيس وإحترامهِ ، وإحترام سلطانهِ ، وكذلك إحترام سلطة النساء ، غير أنهُ لم يكن يوجد قط رجال همّهم الوحيد حكم الآخرين ولهذا يسيطروا على القوة المسلحة بإستمرار ...


ــ هل يجب أن نستنتج من ذلك أنه لم يكن يوجد نظام ولا تنظيم في العمل ؟

كلا .. لأن قوة العادات والتقاليد وسلطة القدماء أو النساء والإحترام الطبيعي المتبادل كان يكفي ..
كانت الأفكار السائدة في المجتمع البدائي تكفي لتنظيم الحياة الإجتماعية ، حتى إذا ما فكر أحد الأفراد في الخروج عن القاعدة المُتبعة ، كانوا يحمّلونهُ على العودة لإحترام النظام بفضل عمل الرجال المُسلحين الجماعي ، ولم يكن هناك أيّ شخص مختص بهذهِ المهمّة لعدم وجود الدولة ...


ــ هل يمكن القيام بوظيفة التنظيم كما كان يحدث في الزمن الغابر ؟

يمكن القيام بذلك من خلال ..
ــ تنظيم الشعب التلقائي .
ــ تأمين النظام في العمل وفي الحياة الإجتماعية .
ــ مركز لتخطيط النشاط الإقتصادي الذي يشرف عليهِ هذا التنظيم ..


ــ ما هي المسألة التي يُهِمِل علماء الإجتماع معالجتها فيما يخص مسألة أصل الدولة ؟

كان الإحترام القديم للسلطة الطبيعية قد زال ، وتمَّ تحريم تنظيم الشعب التلقائي المُسلح ، والتعاون في العمل قد إنتهى ، وحلَّ محل علاقات الإنتاج القائمة على المُلكية المشتركة علاقات جديدة للإنتاج قائمة على المُلكية الخاصة للإنتاج ، وإستغلال الإنسان لأخيه الإنسان .. فالنزعة الماديّة التاريخيّة هي الوحيدة التي تستطيع الإجابة علميّاً على مسألة أصل الدولة ..
وهكذا نرى ..
كيف أن السلطة القديمة القائمة على الإحترام قد إنهارت ، وحلَّ محلها السلطة القائمة على الخوف ، لأن أسرى الحرب جرّدوا من سلاحهم بعد أن أصبحوا أرقاء ، ولم يعد يملك السلاح سوى الأسياد الذين يملكون وسائل الإنتاج ..
إن الناس سنّوا القوانين لنشر العدالة وهذهِ لم تبلغ هدفها سوى جزئيّاً ، كانت القوانين تمنع إرتكاب الظلم علناً ، لكنها لم تمنع إرتكابهِ في الخفاء .. ومن هنا نشأت الجريمة ..
فقد كان الأسياد يُخوّفون العبيد بأن الآلهة تعلم ما يجري في الخفاء ، ولا بُدّ من الإبتعاد عن إرتكاب الجرائم الخفيّة خوفاً من غضب الآلهة ...


ــ ما هو الدور الذي لعبهُ إختراع الآلهة والأديان في مطلع نشوء الدولة ؟

أصبح للآلهة التي كانت المُخيّلة الإنسانية تفسّر بها قوى الطبيعة وتقلب المصير وظيفة جديدة بظهور الطبقات .. وهي
ــ أصبح لهذهِ الآلهة وظيفة الحفاظ على النظام الإجتماعي ..
ــ أصبحت الآلهة بمثابة الضامنة للفروق الطبقيّة ..
ــ أصبحت الآلهة بمثابة القضاء الذي يُحاكم المُضطهَدين في الآخرة ..
ــ يجب الإقتناع بأن عطاء الآلهة الوفير لطبقة على حساب أخرى ..
وهكذا يتم مبدأ ( الحق زائداً القوة ) ويكرّسها ، وأصبح للآلهة الفضل في إعتياد الرقيق على العبودية وقبولهم بالأمر الواقع ..


ــ ما الذي نستنتجهُ من خلال إستعراض تاريخ نشوء الدولة ؟

ينتج عن ذلك من خلال إستعراض الوقائع التاريخية لنشوء الدولة ...
أن الدولة في جميع المجتمعات الطبقية المتناحرة تصبح جهازاً لحكم المُستغِلين ، خرج من المجتمع ثمَّ تميّزَ عنهُ تدريجيّاً ، وهو يفترض وجود فئة خاصة من الناس هم رجال السيّاسة همّهم الوحيد الحكم ، ولهذا يستخدمون جهازاً وِضِعَ لإخضاع إرادة الآخرين بالقوة ، ويحتوي هذا الجهاز على الجيش والشرطة والسجون والمحاكم ، يضاف الى ذلك أجهزة الضغط الفكري ، وهي التعليم والصحافة والإذاعة ..


ــ كيف لخص انجلز موضوع الدولة ؟

ــ لم توجد الدولة دائماً ..
ــ لا يظهر جهاز الدولة إلاّ في المكان والزمان اللذين يظهر فيهما تقسيم هذا المجتمع الى طبقات متناحرة ، كما يظهر الإستغلال الطبقي ..
(( ليست الدولة إذاً سلطة فُرِضت على المجتمع من الخارج ، وليست هي حقيقة الفكرة الأخلاقية أو صورة حقيقة العقل كما يدّعي هيغل ، بل هي ثمرة المجتمع في مرحلة مُعيّنة من نموّهِ ، وهي الدليل على أن هذا المجتمع يتخبّط في تناقض مع نفسهِ يستعصي على الحل ، بعدَ أن إنقسم الى أضداد لا يمكن التوفيق بينها ويعجز عن السيطرة عليها ، ولهذا مسّت الحاجة كي لا تفنى الأضداد ، وهي الطبقات ذات المصالح الإقتصادية المتعارضة الى سلطة تنمو في الظاهر على المجتمع لتغطية النزاع وحصرهِ ضمن حدود النظام ، وهذهِ السلطة ولدت من المجتمع ولكنها تسمو عليه وتصبح غريبة عنه .. هي الدولة )) ..


ــ كيف عرّف لينين موضوع الدولة ؟

وقد إختصر لينين أصل الدولة حين قال ..
(( الدولة هي ثمرة التعارضات الطبقية المتناحرة ومظهرهِ )) ..

ــ ما هي علاقة أصل الدولة بقوانين الإنتاج ؟

كي ندرك أصل الدولة أن ننظر في قوانين الإنتاج الموضوعيّة التي تولد في مرحلة من مراحل نمو قوى الإنتاج ..
الدولة ... إذاً نتيجة تاريخية ضرورية لنمو المجتمع الإقتصادي ..
ولكي تكف الجماهير عن مساندة الدولة البرجوازية عليها أن تفهم نقطتان ..
الاولى ... أن تدرك هذهِ الجماهير أن المصلحة العامة المزعومة التي تدافع عنها الدولة ليست إلاّ مصلحة الرأسماليين ..
الثانية ... أن تفهم أنَّ مصلحة الرأسماليين لم تعد منذ أمد طويل تتفق مع مصلحة الأمة ( الجماهير ) ..


ــ ما هي مهمة الدولة التاريخية ؟

بما أن الدولة .. هي إنعكاس الأساس الإقتصادي ، لكنه ليس إنعكاساً سلبياً فقط بل هو فعّال ، لهذا كان من المفيد دراسة الأفكار في الحياة الإجتماعية أن لانخلط بين مهمّة الدولة وأصلها دون أن نفصل بينهما ..
يقول انجلز ..
(( إن مهمّة الدولة تخفيف النزاع بين الطبقات ، وأن تحصر هذا النزاع ضمن حدود النظام ، ولا يعني هذا أن الدولة هي توفيق بين الطبقات بل العكس تماماً )) ..
فلو كان التوفيق بين الطبقات ممكناً لم تمس الحاجة قط الى الدولة ، ويعني القول .. تخفيف النزاع بين الطبقات تخفيف حدّة هذا النزاع ، أي حرمان الطبقات المضطهَدَة من وسائل النضال التي تسمح لها بالتخلص من مُستغليها ، نحن هنا إذاً أمام كتم نضال الطبقات المستغَلة ..
والخلاصة في رأي ماركس ..
(( إن الدولة هي منظمة للسيطرة الطبقية ، ولإضطهاد طبقة على يد طبقة أخرى )) ..


ــ كيف نحدد محتوى الدولة البرجوازية وصورتها ؟

ــ تحرّم البرجوازية التعرّض لمحتوى الدولة ..
ــ تحاول تشويه مسألة الدولة بخلط صورة الدولة ومحتواها ..
ــ يحصرون النقاش بمسألة الصورة وبطبيعة المنظمات التي تمارس السلطة ..
ــ تُميّز الماركسيّة بين محتوى الدولة الإجتماعية وصورتها ..


ــ كيف تكتسب الدولة طابعها ؟

تكتسب الدولة طابعها بفضل محتواها الإجتماعي الحقيقي ، أي محتواها الطبقي ..
فالدولة يأمّا تكون إقطاعية ، أو برجوازية ، أو رأسمالية ، أو إشتراكية ..
وكل دولة هي دكتاتورية طبقية ينتج ذلك أصلها ومهمّتها ..
ويمثل المحتوى جوهر الدولة وهو يسبق صورتها ويحدّدها ، تختار كل طبقة مُسيطرة الصورة التي تناسب دكتاتوريّتها الطبقية ..
لهذا فالسؤال الحاسم الذي يجب طرحه في أيّامنا هذهِ ..
هل نحن أما دولة برجوازية ، أم رأسمالية ، أم إشتراكية ؟؟


ــ بما تمتاز الدولة البرجوازية الديمقراطية ؟

يُشرِف على الإدارة من يُمثل تعاليم البرجوازية الكبيرة الخفيّة ..
ــ النزعة العسكرية ..
وهي ثمرة الإستعمار .. الذي لا يرى في السلم سوى هدنة بين إعتدائين ، وكذلك تنشئة الشباب على خدمة الدولة البرجوازية خدمة عمياء ..
وقد وِضع النظام كطاعة سلبية لا تقبل النقاش ، لأن البرجوازية لا تعترف صراحةً بأهدافها الطبقية الى الجنود ..
ــ النزعة البرلمانية ..
نظمت الإنتخابات بشكل يجعلها تقرّر فقط كل أربع أو خمس سنوات من هو الرجل الذي تثق بهِ البرجوازية سيُمثل الشعب في البرلمان ويضطهدهُ ..
وممثلوا الشعب الذين تضعهم البرجوازية لا يمكن للناخب تنحيتِهم ، لأنه لا يمتلك السلطات التفيذية والإدارية بفضل المبدأ البرجوازي فصل السلطات ..
فرجال السيّاسة يتم إختيارهم من بين الرأسماليين ، مثال ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ..
نرى الآن معنى كل دولة هي دكتاتورية طبقة من الطبقات ، يعني هذا ..
أن حقيقة السلطة في يد طبقة تمارسها لخدمة مصالحها ، مُستخدِمة في ذلك وسائلها الخاصة ..
يمكن للدولة البرجوازية أن تكون ديمقراطية بالنسبة للرأسماليين لكنها بالنسبة للطبقة العاملة دكتاتورية ، بينما الدولة الإشتراكية على العكس تماماً ..


ــ ما هو مصطلح صورة الدولة ؟

صورة الدولة .. هي التعبير عن محتواها الإجتماعي الحقيقي ، وهي تتحدّد بنمو نضال الطبقات ..
يُميّز لينين بين عدّة صور ظهرت للدولة منذ القدم .. وهي
ــ الجمهورية كدولة ليس فيها سلطة غير منتخبة ..
ــ الملكية .. كسلطة فرد
ــ الأرستقراطية كسلطة أقليّة محدودة نسبيّاً ..
ــ الديمقراطية كسلطة شعب ..
وتمتزج هذهِ الصورة بعضها ببعض فيمكن للجمهورية مثلاً أن تكون أرستقراطية أو ديمقراطية تضم في نفس الوقت بقايا المَلكية ، ولا تستقر صورة الدولة غالباً على حال ، فهي تتأخر عن المحتوى وتُعبّر بطريقتها عن تناقضات المجتمع الداخلية ...


ــ كم صورة للدولة إستخدمت البرجوازية ؟

إستخدمت البرجوازية بعد أن أصبحت طبقة مُسيطرة مختلف صور الدولة ..
ــ المَلكية الدستورية ... التي لا تخرج عن نطاق جمهورية غير ديمقراطية ، والتي لا يُنتخب فيها سوى الأغنياء الذين يُمكنهم دفع ضريبة مُعيّنة ..
ــ الجمهورية الديمقراطية التي تقوم على الإنتخاب العام الشامل ..
ــ الجمهورية المقصورة على دافعي الضرائب ...
تكون المَلكية الدستورية حلاً وسطاً في بعض الحالات إن كان ذلك ضروريّاً ..
ــ تكون الجمهورية المقتصرة على دافعي الضرائب المُفضّلة لدى البرجوازية ، لأنها تتفق تماماً مع النظام الإقتصادي للعهد فكانت جمهورية للملاك ..
ــ أصبحت الصورة بالنسبة للجمهورية الديمقراطية ضروريّة حين نما نضال البروليتاريا الطبقي . فوجب تغطية الدكتاتورية الطبقية للتخفيف من حدّة النضال الطبقي ، وتهدئة إندفاع البروليتاريا الثوري ...
ــ كان يهم البرجوازية أن تغرس في العقول الفكرة القائلة بأن الجمهورية الديمقراطية هي صورة الدولة النهائية المثالية ، وهي أسمى ما وصل إليهِ تقدّم الوعي والمدنية والنزعة الإنسانية ، وإنها تجسيد الحق الطبيعي ونهاية التاريخ بمعنى ما ، وهكذا كانت تأمل تخليد الرأسمالية ..


ــ ما هي أسباب إتجاه الدولة البرجوازية الى الإنتخابات العامة ؟

أسباب إتجاه البرجوازية الى الإنتخاب العام الشامل هي ..

1 _ نمو النضال الطبقي .. حيث أخذت البروليتاريا تطالب بحقوقها السيّاسية ، وأخذت أهمية الرأي العام ( الجماهير ) تزداد لأنها إمتدّت الى طبقات جديدة نشيطة قد نمت بتأثير الصناعة الكبرى ، فإذ بالجمهورية الديمقراطية تخفي حينئذٍ سيطرتها الطبقية ...
2 _ إن الأجر المدفوع في نهاية اليوم يُخفي الإستغلال الطبقي ..
3 _ الجمهورية الديمقراطية لم تصبح بعد خطراً على البرجوازية ، لأن البروليتاريا لم تكن في هذهِ الفترة مستقلة فكريّاً ، فمن السهل إذاً الحصول على أصواتها بواسطة دعاة البرجوازية ...
يعني هذا ..
أن الإنتخاب العام في الدول البرجوازية يعجز عن أن يُعبّر تماماً عن إرادة أغلبية العمال ، وأن يضمن تحقيق هذهِ الإرادة ، حتى لو أنه أصبح قادراً على ذلك فإن البرجوازية تسرع في القضاء على تأثيره ..
فتلغي مثلاً التمثيل النسبي ، وتأتي بالإنتخاب القائم على الأكثرية ، أو القائم على الولاء وكل هذهِ أساليب للتزوير ...


ــ متى يشتد إهتمام البرجوازية بالحريات ؟

يشتد إهتمام البرجوازية بالحريّات للقيام بحروب الإعتداء في فترات أزمة الرأسمالية العامة وكذلك حين تزداد تناقضات الإستعمار عُمقاً ..
لكن ...
إذا كان الإستعمار هو السبب الموضوعي للحروب ، فإن القيام بإعتداء يتطلب شروطاً ذاتية .. ولهذا كان على البرجوازية أن تهيئ جنود المستقبل للإعتداء ، وأن تستميل الى جانب قضيّة الإستعمار أغلبية الأمة ، فكان من الضروري لها أن تسكت القسم الواعي من الطبقة العاملة التي تناضل من أجل السلم ، وتقف في وجه الإستعمار ...
ولا يمكن لأيّة برجوازية في تلك المرحلة أن تندفع في الحرب دون أن تضمن مؤخرتها وتلجم طبقتها العاملة ..


ــ ما هي الفاشية ؟

تمثل الفاشية حكم الأوليغاركية المالية غير المنازع ، ودكتاتورية أشدّ العناصر رجعية وتعصباً وإستعماراً ، وهي دكتاتورية إرهابية واضحة ..
ولا يفرض هؤلاء أوامرهم على الطبقة العاملة فقط ، بل على كل الإقتصاد الرأسمالي ...
الفاشيّة ... هي تهيئة الحرب ، وهي الحرب ذاتها ، وهي تصفية الديمقراطية البرجوازية منذ فترة الإستعداد للحرب ..
والدولة الفاشية هي الحاجز الذي لا يقهر ، والذي تود البرجوازية إقامته في وجه قوى المجتمع الصاعدة حين تفرض عليها قبول الحرب ..
(( الفاشية هي الإرهاب الدامي ضد الطبقة العاملة ، والقضاء على المنظمات العمالية ، وحل النقابات الطبقية ، ومنع الأحزاب الشيوعية ، وتوقيف المناضلين الثوريين من العمال ، وتعذيب أفضل أبناء الطبقة العاملة وإغتيالهم )) ...
ــ الإستعانة بالفاشية .. دليل على أن البرجوازية تشعر أنها ستفقد الأكثرية بين الجماهير ، وهي شرط لا تستطيع بدونه إعلان الحرب ، ولهذا كانت الإستعانة بالفاشية دليلاً على ضعف البرجوازية ...


ــ هل للفاشية والدولة البرجوازية نفس المحتوى الطبقي ؟

نعم .. للدولة الديمقراطية البرجوازية والفاشية نفس المحتوى الطبقي ، غير أنهما ترتبطان بمراحل مختلفة من نمو تناقضات الرأسمالية ونضال الطبقات ، لهذا تحاول الفاشية كي تستميل الجماهير اليها أن تتقنّع بقناع الثورة القومية الإجتماعية ...
وإذا كانت البرجوازية تلجأ الى الفاشية ، فلأنها في ضعفها تجد في الفاشية أفضل وسيلة لإنقاذ نظامها ..

ــ هل يميل النضال من أجل الديمقراطية بالبروليتاريا عن رسالتها التاريخية ؟
أن من الخطأ الإعتقاد بأن النضال من أجل الديمقراطية يمكنهُ أن يميل بالبروليتاريا عن رسالتها التاريخية .
ويقول لينين بهذا الصدد ..
(( إن الجمهورية الديمقراطية بالرغم من أنها لا تقضي على سيطرة الرأسمالي ولا على إضطهاد الجماهير ونضال الطبقات ، فإنها تؤدّي حتماً الى إمتداد النضال وإندفاعهِ ، ونموّهِ وتأزمهِ ، فتتضح عندئذٍ إمكانية تحقيق مصالح الطبقات الأساسية المحرومة ، ولا بدَّ من أن تتحقق هذهِ الإمكانية في دكتاتورية البروليتاريا حتماً )) ..


ــ أين يمكن أن تجد البروليتاريا أفضل الظروف لقيام دكتاتوريتها ؟

أفضل الشروط بالنسبة للبروليتاريين الثوريين هي في المجتمع الرأسمالي ، وظروف الجمهورية الديمقراطية ، التي يستطيع بفضلها حزبهم أن يشرح للجماهير بصراحة سيّاساتهِ ، إن الجمهورية الديمقراطية هي أقصر الطرق التي تؤدي الى دكتاتورية البروليتاريا ..
إذاً ...
تناضل الطبقة العاملة من أجل الحريات الديمقراطية والبرجوازية وتوسيعها ، ولهذا النضال إذاً محتوى إجتماعي يختلف نوعيّاً عن نضال البرجوازية من أجل الحريّة ...
ولا يمكن إيجاد علاقات إنتاج جديدة إشتراكية تعمّق إنتقال الإنسان الى الحرية الفعلية إلاّ بإزدهار الديمقراطية بأوسع معانيها ...


ــ ما هي الأمة ؟

الأمة ... هي حقيقة موضوعية ، ظهرت وتنمو على أساس طبقي ، فالبرجوازية تريد أن توهم الناس أن التاريخ قائم فقط على النضال بين الأمم ، مُحاولةً بذلك إخفاء إضطهادها الطبقي ، وأن تقنع العمال أن مصالحها هي مصالح جميع أفراد الأمة ، غير أن المادية التاريخية أثبتت أن إنقسام الناس الى طبقات متعارضة أشدّ عُمقاً من إنقسامها الى أمم بواسطة نضال الطبقات ومحتوى الأمم الطبقي ...
الأمة .. حقيقة تاريخية ظهرت وتنمو على أساس طبقي ، وسوف تزول في المجتمع الخالي من الطبقات ...
غير أنها خلال الفترة الطويلة التي توجد فيها ، تقوم بدور كبير لهُ أهميّة في الحركات القومية في نظر الماركسيّة ..
ينظر المخلصون للمادية التاريخية الى المشكلة القومية في ذاتها ، بل هم يربطونها بنضال البروليتاريا الثوري ، وبمسألة تحرير البروليتاريا من النير الطبقي ..


ــ ما هي صفات الأمة ؟

صفاتها هي ..
ــ وحدة اللغة ..
ــ وحدة الأرض ..
ــ وحدة الحياة الإقتصادية ..
ــ وحدة التكوين النفسي والثقافي ..
ــ وحدة مستقرّة تكوّنت تاريخيّاً ..


ــ هل يكفي عنصر مُعيّن لتكوين أمة ؟

كلا .. تتفاعل العناصر المكوّنة للأمة ، وليس هناك من عنصر يكفي لوحده لتكوين الأمة ، وليس الجنس عنصراً مكوّناً للوحدة القومية ..


ــ كيف نشأت الأمة ؟

لم تهبط عناصر الأمة وهي اللغة والأرض ووحدة الثقافة من السماء ، بل تكوّنت شيئاً فشيئاً ، وقد وِجدت هذه العناصر بصورة بدائية وتكون في أفضل الأحوال عوامل فعّالة كاملة لتكوين الأمة المستقلة ، مع توفر بعض الظروف الملائمة ...
ولم تتحوّل هذه القوة الكامنة الى حقيقة إلاّ في عصر الرأسمالية الصاعدة بأسواقها القومية ومراكزها الإقتصادية والثقافية ...
هذا يقودنا الى نقطة جوهريّة وهي ..
(( قامت السوق إذاً بدور فعّال في نشوء الأمة )) ..
إن تكوّن الأساس الإقتصادي للأمم البرجوازية هو في الأساس عملية تلقائية ، غير أن تكوّن الأمم نفسها ليس تلقائيّاً ، وذلك لأن الطبقة الصاعدة وهي البرجوازية هي التي قادت عن معرفة وعلم تكوّن الوحدة القوميّة ...
(( ولا تستطيع البروليتاريا أن تتحرّر من الإضطهاد الطبقي إذ لم تحارب النزعة القومية )) ..


ــ ما هو موقف البروليتاريا من المسألة القومية ؟

لا يمكن حل المشاكل القومية حلاً صحيحاً إلاّ كجزء من مجموع ، ألا وهو النضال الطبقي والثورة البروليتارية ..
فلقد رأينا أن الحقيقة القومية البرجوازية تقوم في المرحلة الإستعمارية على إضطهاد الأمم ..
يرتبط موقف البروليتاريا من المسألة القومية بمصالحها ، وما يجب عليها كطبقة ثورية ، إذاً فهو موقف مبدأي قد حدّدهُ كل من ماركس وانجلز في البيان الشيوعي في العبارة التالية ..
(( يا عمال العالم إتحدوا .. ليس لديكم ما تخسرونه سوى قيودكم ، إن أمامكم عالماً سوف تفوزون بهِ )) ...


ــ ما هو موقف الماركسية من مسألة الإستعمار وحق الأمم في تقرير مصيرها ؟

إن الإضطهاد البرجوازي الطبقي في ظروف الإستعمار يرتدي شكل الإضطهاد القومي ..
وبعد أن كانت الرأسمالية مُحرّرة للأمم ، أصبحت اكبر مُضطهِدة للأمم ..
أنهت أقوى الدول في عصر الإستعمار تقسيم الكرة الأرضية في آسيا وأفريقيا فيما بينها ، وإستغلت الشركات الإحتكارية المستعمرات والمحميّات التي نشأت عن هذا التقسيم ...
ويشمل الإضطهاد الإستعماري جميع نواحي الأمة ..
1 _ يحتل الأرض ..
2 _ يفرض اللغة الأجنبيّة على حساب اللغة القومية ..
3 _ نهب الثروات الإقتصادية ..
4 _ تدمير وإستعباد الثقافة القومية ..
لماركس قول مشهور ..
(( لا يمكن للشعب الذي يضطهد شعباً آخراً أن يكون حُرّاً )) ..


ــ كيف نشأ نموذج جديد للأمم ؟

إبتدأت الثورة الإشتراكية بتحريرها للشعوب المضطهَدَة مرحلة جديدة في تطور الأمم ، وظهر نموذج جديد من الأمم بفضل إنتصار البروليتاريا ألا وهي الأمة الإشتراكية ...
ويجب أن نفهم أن الأمم البرجوازية التي نشأت بقيادة البرجوازية ضد الإقطاع ، وكان إنتصار البرجوازية إنتصار لعلاقات الإنتاج الرأسمالية ، ومن هنا نشأت مميّزات الأمم البرجوازية ...
تقوم الأمة البرجوازية بالضرورة على عدم المساواة بين أفرادها ، لأن الطبقة المُسيطرة تستغل البروليتاريا ...
يقول لينين ...
(( أصبحت الرأسمالية الإستعمارية أكبر مُضطهِد للأمم )) ..
كما يقول كل من ماركس وانجلز ..
(( إلغوا إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان تلغوا إستغلال أمة لأخرى ، فمتى ما زال تعارض الطبقات داخل الأمة ، زالت العداوة بين الأمم )) ..


ــ ما الذي يحدث للأمم عند إنتصار الشيوعية ؟

سيكون نتيجة إنتصار الشيوعية إقتصاد عالمي موحّد ، وهو شرط ضروري لتقدّم قوى الإنتاج المُطرد ، ومن ثم تفقد الحدود الأرضية مغزاها ، إذ سوف يقرّب إزدياد التبادل المادي والثقافي بين الشعوب ، فتسير نحو لغة عالمية واحدة تنتج من إتحاد عدّة لغات قومية وبصورة تدريجية ، وستكون غنيّة جداً ...


أسئلة مأخوذة من المصادر التالية ..
ــ المادية ونقد المذهب التجريبي ... لينين
ــ ضد دوهرينغ .. انجلز
ــ اصول الفلسفة الماركسية .. جورج بوليتزر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة