الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصوماليون والارهابيون في العراق، وداويني بالتي هي الداء

هشام عقراوي

2004 / 8 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تعلم لغة الطيور هي ليست بالامور البسيطه والسهله ولكن لكي تستطيع تسييرهم يجب أن تعرف أوتتعلم لغتهم وتخاطبهم بالطريقة التي يفهمونها. بنفس الطريقة فالتعامل مع الارهابيين و القتله هي ليست بالامور السهلة و البسيطة. أمريكا و الحكومة العراقية لحد الان لم تعرف كيف ستنهيان الارهاب في العراق. الفلبينيون و الاسبان أختاروا الانسحاب من العراق كي يتجنبوا شر الارهابيين. أخرون دفعوا الفدية المالية مقابل الافراج عن مواطنيهم.
والصوماليون أختاروا التهديد و القتل كأسلوب للافراج عن المواطن الصومالي المختطف من قبل جماعة أرهابية في العراق. فعندما هدد هؤلاء بقتل المواطن الصومالي العامل في العراق، خرج أحد الساسه الصوماليين وقال بالحرف الواحد: أذا نفذ المختطفون تهديدهم و قتلوا المواطن الصومالي فأنه سيعطي الاوامر بقتل العراقيين المتواجدين في الصومال. فما كان بالارهابيين ألا ,ان أفرجو عن الصومالي و (فوقها بوسه) وقالوا بأنهم افرجوا عن الصومالي نظرا لمواقف الصومال المشرفه تجاه العراق و العراقيين. يبدو أن الصوماليين عرفوا اللغة التي يفهمها الارهابيون و لذلك أفرجوا عن الصومالي دون مقابل و دون أن يلحقوا الاذى به. هذا لا يعني أن الارهابيون حريصون على العراقيين ولكنهم يعرفون جيدا أن الصومال هي أحدى الدول التي يتواجد على أرضها عراقيون والارهابيون بحاجة الى هؤلاء العراقيين للتمويل و التجهيز ولو بدأ الصوماليون بقتلهم سيفقد الارهابيون أحد مصادرهم المهمة. لذا فضلوا عدم قتل الصومالي.
طبعا العراقيون الذين يعيشون في الصومال هم أبرياء وارهاب قنلهم، كذلك العراقيون الذين يقتلون جراء العمليلت الارهابية في العراق هم أيضا أبرياء و ضحايا للارهاب ولكن يبدوا أن الارهابيين لايعرفون سوى لغة الارهاب وعندما تتكلم معهم بلغتهم يفهمونها، يهربون فورا من المواجه. التعامل مع الارهابيين بطريقة مغايرة لاسلوبهم وطرقهم هي مكافئه للارهاب و الارهابيين و أستعباط يقصد به أطالة أمد معانات الشعب العراقي.
أمريكا أتت الى العراق و ألغت كل التكتلات والقوى الادارية الرسمية وأعطت للناس حرية أمتلاك السلاح بهدف الدفاع عن النفس. هذا القانون و الطريقة تطبقها أمريكا في بلدها و ملته على العراقيين وإستمرت الحكومة العراقية أيضا بتطبيق هذا القانون الى الان. الامريكيون و العراقيون أختاروا أسلوب المخبرين و التحرك السريع لحظة و قوع الجريمة والقاء القبض على الافراد علها تحصل على معلومات تفيدهم.
هذه الاساليب عقيمة ولا تفيد حالة العراق. فأذا كان المواطنون الامريكيون يعطون المعلومات الى الشرطة بسهولة ويخبرونهم طواعية، فالعراقيون لا يفعلون ذلك ولم يتعودوا على ذلك الاسلوب لأسباب عديدة. المخبرون ايضا غير مؤثرون ولم يستطيعوا التغلغل في صفوف الارهابيين نتيجة لحداثة الحكومة وعدم شعبيتها وسرية المقاومة وشرذمتها. أما اسلوب التحرك السريع فهو الاخر غير مجدي لأن الامريكيون و الشرطة العراقية لا تعرف بالجريمة الا بعد تنفيذها.
وجود الاسلحة في كل البيوت وإعطاء حق أمتلاك الاسلحة للجميع وفر للارهابيين الحماية المباشرة و التظليل الذي يحتاجونة.
إذا كان صدام ضارا للعراق في كل ما عمله فإن طرقه في التعامل مع المناضلين و المناوئين له قد يكون نافعا استخامها في العراق هذه الايام ولكن هذه المرة للتخلص من الارهابيين و زمره التي ملئت العراق. فالارهابيون هم من مرتزقة صدام ولايعرفون سوى اللغة الصدامية ولاتفيد معهم ألا طرق صدام. وإذا كان صدام قد إستخدم تلك الطرق مع الثوار و المناضلين فأن العراقيين سيتخدمونها ضد الارهابيين الحقيقيين. طبعا لا أعني تحول الدولة الى دولة صدامية ولا أدعوا الى قتل الارهابيين بنفس الطريقة و على مبدأ العين بالعين والسن بالسن و البادئ أظلم ولكن أدعوا الى محاصرة الارهابيين وتطويقهم وشل حركتهم بالطرق الصدامية.
العالم كله يعرف أن العراق يعيش في حالة أنفلات أمني وأتخاذ القرارات المناسبة حق طبيعي ودفاع عن النفس وهي من أجل دفغ البلاء عن الشعب و الوطن. إن أتخاذ بعض الاجراءات أفضل بكثير من أن يقتل العراقيون في الشوارع و يقال عنه بأنة بلد غير مستقر.
فمثلا لماذا لا يمنع أمتلاك الاسلحة منعا باتا ويعطى الاهالي مهلة لتسليمة الى السلطات. لقد أدعت أمريكا بأنها أعطت المواطنين حق أمتلاك الاسلحة للدفاع عن النفس ولكن هذه الطريقة خاطئة لأن الدولة يجب أن تحمي مواطنيها. و العراقيون بطبعهم لا يعتدون على البيوت الامنة واذا ارادت أية عصابة السرقة فأن صاحب الدار لا يستطيع الاقتتال مع عصابة ومن الافضل له أعطاء العصابة ما تريده من أن يقتل اطفالة أمام عينيه فالروح و الذرية أغلى من المال.
ولماذا لا تشكل مفارز مشتركة من العراقيين المخلصين في كل المدن العراقية و خاصة المدن الغير مستقرة و تقسيم المدن بدورها الى قواطع عمليات منفصلة ومحكمة قدر الامكان.
ولماذا لا تبدأ الحكومة بحملة تفتيش ومداهمة منظمة في المدن و القرى وأطرافها من أجل جمع الاسلحة و القبض على المذنبين ومعاقبة كل من يمتلك سلاحا داخل أو قرب بيتة وإخضاعهم الى المسائلة القانونية.
ومن ثم لماذا لا تقسم المدن الى محلات صغيرة ولا تكون مجالس رسمية لتلك المحلات تتقاضى رواتب و تكون مسؤولة أمام حركة تحرك العوائل و الافراد داخل محلاتهم وملزمون برفع التقارير الى السلطات. كذلك يكون الاشخاص و العوائل ملزمة بأعطاء معلومات الى هذه المجالس قبل أسكانهم ومغادرتهم.
ولماذا كل هؤلاء الاجانب سائبون في العراق ولا يلزمونهم بحمل اوراقهم الشخصية مع ورقة تثبت سبب تواجده في العراق و المدة و مكان التواجد ويكونون مسجلين في أقرب مركز للشرطة.
في العراق كل مباح و كل الابواب مفتوحة إمام الارهاب و الارهابيين ولكن كل الابواب موصدة أمام محاربتهم و أمام الدفاع عن الشعب.
الامريكيون عندما أرادوا الانتقام من الارهابيين إنتقموا و لكن على الطريقة الشرقية والصدامية (سجن أبوغريب) وليست الغربية ولكنهاتخطط لمحاربة الارهاب حسب الطباع الغربية وتتحدث عن إنجازات لا يراها العراقيون و لا يتحسسون بها.
الامريكيون يريدون التعامل مع العراق وكأنهم في أمريكا و يطبقون القوانين على الشعب الامريكي. على أمريكا أن تدرك بأن العراقيين ليسوا كالامريكيين و لا يفكرون مثلهم. العراقيون لديهم عاداتهم و طباعهم الخاصه بهم، العراقيون لم يروا الديمقراطية بأعينهم. العراقيون عاشوا تحت الظلم الصدامي مدة 35 عاما. لذا يجب أن يداروا بطريقة و بقوانين خاصه بهم.
فالحرية بالنسبة لأغلب العراقيين هي كالماء لا لون لها و لاطعم ولا رائحه لأنهم أصلا لم يذوقوها ولم يتعودوا عليها. قد تكون الحرية و تفاصيلها مهمة بالنسبة لبعض الناس و لكن الاكل و الشرب و المال ولاملاك و المناصب و حرمة الدار هي أهم لحد الان بالنسبة لغالبية العراقيين من أي شئ اخر.
فحرية البنوك و الاستيراد و التصدير وقراءة الصحف و نشرها وحرية تأسيس الاحزاب والتصويت لا تهم رجل الشارع، الذي يهمة هو سوء الاستفادة من كل هذا. تعدد الاحزاب بالنسبة الى أغلبية العراقيين هي فوضى وليست حرية والفوضى وعدم و جود القوانين بالنسبه لهم هي حرية و يامحلاها. قراءة الجريدة صباحا ليست ضرورية. مداهمة البيوت بالنسبة لهم أعتيادية ومتعودون عليها. الخدمة الجبرية واجب مقدس وعدم وجودها ضعف للسلطه و الحكومة.
تغيير هذه الثقافة و النفوس تحتاج الى سنوات طويلة و يجب أن تبدأ الحكومة بسياسة الخطوة خطوة ولكن ضمن برنامج شامل و متفق عليه فالعراقيون يعرفون أنفسهم أكثر من غيرهم.
والارهاب حسب الدلائل هو نتاج ذلك الواقع ومبني على تلك الثقافة ومن المستحيل أن تستسلم قوى الماضي و الشر الى حكم الشعب و القانون بالطرق الاعتيادية وهم لا يخافون اي شئ سوى حكومة تعرف التعامل معهم كالصوماليين. فصدام لا يرضى بالسجون العراقية الحالية مع علمه بأن السجن الذي يتواجد فيه الان أفضل بكثير من سجونه و زنزاناته المظلمة. صدام يطالب بأن يحول الى سجن في السويد لأنه حسب قوله أحسن أنسانية. تصوروا رئيس الارهابيين (صدام) الذي حول العراق الى سجن كبير لا يتحمل السجن في العراق. لماذا؟؟؟؟ لأنها و بكل بساطة مشابه بعض الشئ الى سجونه... أذا كان صدام لا يتحمل سجنه في العراق فأن الارهابيين ايضا لو عوملوا و حوربوا بنفس طريقتهم لأنهوا أرهابهم أو هربوا الى خارج الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا