الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم يوجد...خيارات للشعب الفلسطيني غير محدودة..!!

طلعت الصفدى

2010 / 5 / 17
القضية الفلسطينية


نعم يوجد...خيارات للشعب الفلسطيني غير محدودة..!!

يروج بعض السياسيين الفلسطينيين والعرب، أن خيارات الشعب الفلسطيني محدودة وربما معدومة، بسبب اختلال موازين القوى لصالح إسرائيل، وتراجع الاهتمام العربي الواضح بالقضية الفلسطينية التي لم تعد تشكل قضية مركزية لهم، والتفرد الأمريكي في العالم. ويصرحون بضرورة الانخراط في عملية التفاوض السياسي التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، ويراهنون على صدق نوايا باراك حسين اوباما، باعتباره المنقذ، متناسين أن السياسة الأمريكية لا يصنعها الرئيس بل المؤسسات والطغم المالية والعسكرية . كما يصرح بعض المتنفذين في منظمة التحرير الفلسطينية أن العودة للمفاوضات غير المباشرة، هو ممر إجباري لا بد من عبوره، برغم قناعتهم بفشلها في ظل حكومة التطرف والعنصرية، بذريعة إرضاء الراعي الأمريكي ( لاحظوا مقولة الراعي الأمريكي، فماذا نحن نكون ؟؟) المنحاز كليا لإسرائيل سياسيا وعسكريا وأمنيا في كل خطاب ولقاء مع أقطاب الحكومة الإسرائيلية السياسيين والعسكريين ،حكومة نهب الأرض والاستيطان ، وتهويد القدس، الحكومة التوراتية ،والربانية التي تتنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وللمواثيق وقرارات الشرعية الدولية التي أجازت وجودها . كما يروج البعض وهو على مكتبه أن 99% من أوراق الحل بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وينشرون ثقافة العجز والإحباط والاستسلام، ويحاولون إخافة الشعب الفلسطيني بتوقف المساعدات، وأموال الدعم التي يتلقاها من المجتمع الدولي، والدول المانحة إذا تمسكنا بقرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في دورته الأخيرة بعدم العودة للمفاوضات إلا إذا توقف الاستيطان، والذي جرى التراجع عنه بحجة قرار لجنة المتابعة العربية التي أعطت الضوء الأخضر للمفاوضات غير المباشرة ، ولمنح الولايات المتحدة الأمريكية فرصة لتسويق بضاعتها، قبل العودة والتشاور مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وبهذه المواقف فإنهم يفتحون نفقا للاستسلام ، والتخلي عن الحقوق الوطنية التي أقرتها الشرعية الدولية، واستبدالها بشرعيات احتلالية امبريالية.

إن من أهم بديهيات العمل الوطني لمواجهة العدوان الإسرائيلي، يتركز في إعادة القطار إلى سكة الوحدة الوطنية، توحيد كافة الجهود، وتجميع الطاقات الكامنة للشعب الفلسطيني، وتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية، ورص الصفوف، وحل كافة الإشكالات، والتباينات على الساحة الفلسطينية على قاعدة أن التناقض الرئيس مع الاحتلال الاسرائيلى، العدو الحقيقي لشعبنا، وان كافة القضايا الأخرى يمكن النظر إليها كتناقضات ثانوية مهما كانت حادة ومؤلمة، واستخلاص العبر والدروس من التجارب الكفاحية لشعوب العالم، وعلى قاعدة قانون ( وحدة وصراع الأضداد). إن هذا يستدعي العمل الفوري لإنهاء حالة الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن، وعلى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها قائدة نضاله، والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أن تفكر جديا، وتبحث عن مخارج لإنهاء الانقسام، واستعادة دور النظام السياسي الفلسطيني ومؤسساته الشرعية. وفي هذا المجال، لا يمكن الاستمرار في رهن ملف المصالحة الداخلية بالتوقيع على الورقة المصرية التي مضى عليها أكثر من 9 أشهر، متشبثين ( إما التوقيع على الورقة المصرية أو لا مصالحة ) على الرغم من الخطر الكارثي الذي يتعرض له المشروع الوطني الفلسطيني، ولن يكون بديلا عنه التحرك الدبلوماسي على الساحة الخارجية ، ومحاولة إهمال ترتيب الجبهة الداخلية، لهذا فلا بد من الخروج من نفق الاستعصاء الداخلي، ومد جسور التفاهم بين مكونات الشعب الفلسطيني، وقواه السياسية، بطرح رؤية جديدة تحافظ فيه على العلاقة التاريخية والمصيرية بين الشعب الفلسطيني والشعب المصري، وتحفظ ماء وجه الأشقاء المصريين الذين رعوا ملف المصالحة، ووفروا كل إمكانيات الدعم لإنهاء هذا الملف، وفى نفس الوقت الحفاظ على الشرعية الوطنية، تأخذ بعين الاعتبار بعض ملاحظات القوى على الورقة المصرية، بعيدا عن المواقف المسبقة، فالوطن والشعب والأرض في خطر يتطلب من جميع القوى الوطنية والإسلامية تحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية، وتوفير الضمانات والتوافق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعد محدد، ليشارك الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره الديمقراطي، ويقول كلمته النهائية عبر صناديق الاقتراع، حتى يتم سحب البساط من تحت مجموعات المصالح التي تتغذى وتترعرع على الانقسام، والخروج من لعبة المحاور السياسية، والصراعات الإقليمية، والبحث عن تكتيك الفعل السياسي، ورفض تصنيف وتقسيم الشعب الفلسطينى بين قوى الممانعة وقوى الاعتدال ( بين قوى المقاومة وقوى الاستسلام)، فالقضية الفلسطينية يجب أن تنأى عن الصراعات العربية – العربية، وهى بحاجة إلى كل الدول العربية والإسلامية والدولية بلا استثناء، وإلى كل أشكال الفعل الدبلوماسي والتفاوضي والكفاحي، ولكل وسائل الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني في قضيته الوطنية العادلة.

هناك العديد من أوراق الفعل الفلسطيني لا زالت مهملة، وفى مقدمتها تفعيل القوى الكامنة للشعب الفلسطيني، وأحد خياراتها المقاومة الشعبية والجماهيرية، والاشتباك والتصادم مع الاحتلال الإسرائيلي وتحويلها لأسلوب كفاحي يومي بعيدا عن الجانب الاستعراضي، وتشكيل رأى عام فلسطيني مقاوم للاحتلال ، والتصدي لمحاولاته المستمرة نهب الأرض، وإقامة وتوسيع المستوطنات، والاستمرار في بناء جدار الضم العنصري، وتهويد القدس .. الخ إنها بحاجة لخطة وطنية شاملة لمقاومة الاستيطان، وتقديم كافة الإمكانيات البشرية والمادية للمناطق المهددة بالمصادرة، وتعزيز صمود المزارعين، وتوسيع الفعل الشعبي ليطال كافة المناطق. هذا الفعل الكفاحي ينفي عن نضالنا صفة الإرهاب، ويستقطب أوسع حركة تضامنية من نشطاء سلام إسرائيليين ودوليين، يكشفون زيف الاحتلال وديمقراطيته المزعومة، ويفضحون سياسته العدوانية المنافية لحقوق الإنسان، وتعزز الدور الكفاحي التحرري للشعب الفلسطيني، ويفرض على كافة القوى السياسية ومكونات المجتمع المدني ومؤسساته المختلفة، والسفارات الفلسطينية والعربية في الخارج مسؤولية شرح هذا النموذج النضالي السلمي، وإقناع قطاعات واسعة من المجتمع الدولي للتعاطف والتضامن مع قضيتنا، وتشجيعهم للقدوم إلى أراضى السلطة الوطنية، والى المناطق التي تم نهبها، وتلك المهددة بالمصادرة ليكتشفوا عنصرية الاحتلال الإسرائيلي ، وتزويدهم بالمعلومات الدقيقة وبالخرائط عن مخططاتهم الإرهابية. وإذا كان الصراع الحقيقي على الأرض، فان فعاليات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية متواضعة، ومتدنية الفعل والمشاركة، فمن واجبها توجيه عناصرها وجمهورها للتصادم مع الاحتلال، وتوسيع دائرة الفعل الشعبي، والدفع في استقطاب أوسع القطاعات الجماهيرية من العمال والمزارعين والطلاب والمرأة والمثقفين والكتاب والصحافيين، وقادة الرأي،للانخراط في المعركة المصيرية حتى يدرك الاحتلال أن كافة جماهير شعبنا، تقف صفا واحدا في الدفاع عن أرضها ووجودها، وإذا كانت الفصائل تتنافس في المهرجانات الخطابية، وأمام عدسات كاميرات الفضائيات المختلفة لتثبت وجودها فان وجودها وشرعيتها لدى جماهيرها مرهون في التصدي لقطعان المستوطنين وسياسة النهب والعدوان. وفي قطاع غزة فعلى فصائلنا الوطنية والإسلامية أن تحشد وتعزز دورها الكفاحي في مواجهة الحزام الأمني على الحدود الشرقية والشمالية، وان تتصدى للاحتلال الإسرائيلي وتمنعه من مصادرة الأراضي، وتكسر قرار فرض التجول عليها، وتشجع المزارعين على التوجه لأراضيهم، وبهذا لا يغيب قطاع غزة عن دوره الوطني والمقاوم للاحتلال، وكجبهة داعمة ومساندة للنضال الوطني، وليس بإخراجه من ساحة الصراع .

إن المعركة الوطنية التحررية تتطلب في البدء تعزيز صمود المواطنين، وإشاعة جو من الديمقراطية السياسية والاجتماعية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتوقف عن كل أشكال امتهان كرامة الإنسان الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه الديمقراطية، حقه في التنظيم السياسي وفي التعبير وضمان حريته الشخصية وحمايته من التعسف والاعتقال الكيفي، وتوفير الأجواء للمصالحة الوطنية، فالقضية الوطنية تتآكلها التناحرات الداخلية والفئوية، وتضع مصير الوطن والشعب والقضية في خطر، وان نجاحنا في معركتنا الوطنية التحررية يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتبني نهج الحوار الوطني، وتحريم اللجوء إلى العنف في حل الخلافات السياسية، فان أخطر ما يواجه شعبنا هذا الانقسام البغيض، والذي يجرى فيه عزل مليون ونصف فلسطيني عن الصراع، وعن ما يجري في الضفة والقدس، وكأن شارون كان يريد من الانسحاب الأحادي الجانب عزل غزة عن المعركة التحررية، وتحويل غزة إلى سجن كبير، ومنطقة معزولة عن العالم .

المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، هي معركة على الطاولة، تحتاج لدعم شعبي وجماهيري، يسندها ويتمسك بأهدافها الوطنية، ويتصدى لاى محاولة ضغط على المفاوض الفلسطيني لإجباره على تقديم تنازلات أو تدفعه للتفريط بالحقوق الوطنية المشروعة، وبهذا يتعزز دوره المسنود من شعبه، وتشكل الجماهير في نفس الوقت رقابة حقيقية على أدائه ودوره. والمقاومة هي معركة حقيقية على الأرض تحتاج أيضا لبعدها الشعبي والجماهيري حتى لا تنحرف عن هدفها كوسيلة نضالية من اجل تحقيق الأهداف الوطنية التحررية، وحتى لا تتحول إلى أداة فئوية، وتنافس فصائلي تجلب الدمار والخراب لشعبنا، في غياب المرجعية السياسية. لقد دللت التجارب السابقة بفشل المفاوضات السابقة، وبعجز المقاومة بالطريقة الارتجالية وعلى النجدة هيا يا رجال وذلك بغياب البعد الشعبي والجماهيري الحاضن لكليهما، ومحاولة تحويلها إلى مواقف تنافسية ضيقة، واستعراضية في الكثير من الأحيان، أو تقديسها كطوطم وهدف.

إن تنظيم الجماهير في اتحاداتها النقابية والعمالية والمهنية، وتوحيد أطرها النقابية حتى تدافع عن مصالحها الاقتصادية والسياسية والفكرية، وحشد طاقاتها وتوجيه كفاحها ضد الاحتلال، وتطوير كافة أشكال النشاط الديمقراطي فيها، وتطوير مناهج التعليم الفلسطيني العصري، ووضع فلسفة، وسياسة تعليمية تعتني بالطالب الفلسطيني، تؤهله للمستقبل وتنمي لديه القدرة على الإبداع، وتعزز انتماؤه للوطن وللتاريخ والتراث الفلسطيني، وتعمق ارتباطه بأرضه وبهويته، وتطوير اتحادات الكتاب والصحافيين والمبدعين، وإجراء الانتخابات الديمقراطية بعيدا عن تقاسم الحصص والنفوذ ، وسطوة القوى السياسية، وتطوير وسائل الإعلام المختلفة ... الخ تشكل روافع للعمل الوطني . أن تبني مقاطعة بضائع المستوطنات، وتوفير فرص عمل لعمال المستوطنات، خطوة صحيحة على الطريق الصحيح، وبناء مجتمع المؤسسات، وتصويب العمل الادارى في كافة الوزارات، وتعزيز المشاركة السياسية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية والمحلية بشكل دوري، واستنهاض دور الكتاب والمبدعين والصحافيين والأكاديميين، تشكل بمجموع مكوناتها، وكياناتها المختلفة حالة من التفاعل والإبداع، واستنهاض همم المواطنين، لمواجهة العدوان المتواصل على شعبنا الذي لا يهدد فقط قضيته الوطنية بل ووجوده على أرضه، ويحاول بكل الوسائل سرقة تراثه، ويعمل على تزييف وعيه واغتصاب هويته العربية الكنعانية.

طلعت ألصفدي غزة – فلسطين الاثنين 17/5/2010
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟