الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم

محمد أبوعبيد

2010 / 5 / 17
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


أكثر من أربعمئة مليون شخص حول العالم يستخدمون الفيسبوك حالياً ، وللعرب نصيب كبير من هذا العدد ، ليت لنا نصيباً في إنشائه وليس في استخدامه فقط. إنّ النجاح الذي حققه، وسرعة انتشاره أذهلا صاحبيْ فكرته قبل غيرهما ، حتى بات لا يقل أهمية عن باقي السلطات . إنه ، إذنْ، مثل البجعة السوداء التي أطاحت نظريات البجع البيض ، لذلك من العدل أن يُطلق عليه ظاهرة الفيسبوكيزم (Facebookism).

كأن الأمية اليوم ليست وصفاً لمن لا يجيد القراءة والكتابة ، إنما لمن لا يجيد استخدام الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى حتى لو كان سيبويه عصره ، أو أفلاطون زمانه.

أين نحن ،أبناء يعرب، من ثورة الاتصال هذه ، وكيف نوظفها!!. من الحميد جداً أننا نستخدم الفيسبوك وأشباهه ،ومن الجيد أنّ كثيرا منا يوظفها بالشكل النافع سواء على الصعيد المؤسساتي أو الشخصي .لكن من السذاجة بمكان حين يكون هناك من اليعربيين من يحارب الفيسبوك بذرائع شتى ، منها استصدار فتاوى دينية تحرّمه ، ومن خلالها يخاطبون عواطف المشرقيين الذين ينصاع كثير منهم لأي فتوى تحريم لمجرد أنها صادرة عن رجل دين، من دون أن "يمنطقوا" ما سمعوه فأخذوه قاعدة شرعية تسري في دمهم.

ومن الذرائع التي بها يحارب البعض الفيسبوك أنه موقع استخباري الهدف منه الحصول على معلومات عن العرب والمسلمين ، كأن الواحد منا يمتلك مفاعلاً نووياً فيريد "الفيسبوكيون" التجسس عليه ، أو أنه مفجّر ثورات التحرر فيرغبون في الحصول على معلومات هامة عن اسمه وتاريخ ميلاده....إلخ.

وثمة ذريعة أخرى هي شماعة العادات والتقاليد التي من خلالها يحاول أولو الأمر وصد بوابات مواقع التواصل الاجتماعي في وجة أولادهم (ذكوراً وإناثاً) لكن على وجه الخصوص في وجه الإناث من باب أن الفتاة التي تستخدم الفيسبوك لا تختلف عمن ترتشف فنجان قهوة مع غريب في مقهى ، فيغدو استخدامها الفيسبوك مجلبة للعار تكتوي به العائلة أو القبيلة ...إحدى صور التخلف العربي بالمفهوم الاجتماعي .

أمام ثورات "إنترنتية" من هذا القبيل ، نرانا مترنحين وسط جدل حول الجائز العنكبوتي من غير الجائز ، وحول المباح الإلكتروني والمكروه . وكان من الأجدى لنا أن نوظف العقل بساعات دوامه الاعتيادية من أجل إنشاء مواقع تواصل اجتماعي عربية ، بدلاً من تشغيله ساعات عمل إضافية في جدل ليس فقط لا يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة ، إنما يجعلنا كمن وضع غيار السيارة العكسي فرجعت به . لذلك أبدعنا في الجدالات الكلامية التي يتسلح بعض أقطابها بالبلاغات اللغوية ، وتركنا حلبة التنافس لغيرنا ، لكن هذا الغير كان رؤوفاً بنا فلم يحرمنا ما أبدعه من عوالم افتراضية فسمح لنا بالدخول اليها و بلغتنا العربية أيضاً.

ما دام فضاء السماء مفتوحاً ، وما دام كثيرنا يجيد استخدام الإنترنت ، ووقع في قصة حب مع الفيسبوك ، فلا مانع نظرياً و فعلياً من إنشاء موقع تواصل اجتماعي عربي يرقي إلى مستوى الصورة المصغرة عن الفيسبوك كون الفيسبوك كونياً ، ولا يكون مجرد موقع يستخدمه بضعة آلاف على أحسن تقدير . على الأقل من خلاله ندرء أنفسنا شر مؤامرات الغرب ما دمنا لا نرى في إبداعات الغرب سوى أنها مؤامرات تحاك ضدنا لنخر عقول الشباب المسلم . وحينئذ نفخر بظاهرة عربْبوكيزم (Arabbookism).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تنجح مساعي واشنطن في تقليص النفوذ الروسي في منطقة الساحل


.. سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور تجتاح نيويورك




.. استمرار عمليات الإجلاء الطبي التي تنظمها دولة #الإمارات


.. -قريبا سنبني حضارة على المريخ-.. ماسك يحدث ضجة بتنبؤاته




.. إيلون ماسك: البشر يمكن أن يعيشوا على المريخ خلال الثلاثين عا