الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهداؤنا عندما يدركهم الموت ماذا يقولون؟

نبيل البلباسي

2010 / 5 / 17
حقوق الانسان




تطلق كلمة الانسان على كل من خلقه الله عزّ وجلّ وجعله أن ينطق بصوت ويفكر ويتألم ويحس ولكن الفرق الشاسع بين هذا الكائن الحي والكائنات الأخرى في كوننا هذا وهو قوة التكلم بلسانه الذي يتميز به عن غيره. هذا ومن خلال الأخبار الواردة سمعنا ببالغ الحزن والأسى خبر استشهاد 5 سجناء سياسيين اعدموا شنقًا في سجن «إيفين» الرهيب بطهران عاصمة ايران صباح الأحد الماضي – 9-5-2010 من قبل النظام الايراني المجرم والذين سقطوا هم الشهيدة شيرين علم هولي والشهيد فرزاد كمانجرالذي كان معلما منذ12 عاما والشهيد علي حيدريان والشهيد فرهاد وكيلي والشهيد مهدي اسلاميان وكما نعرف أن النظام لا يتيح الفرصة للمتهمين بتوكيل محامين للدفاع عنهم وتم اعدام مناضلين ايرانيين عربًا واكراد وبلوش ومن قوميات شتى وكذلك من منظمة مجاهدي خلق وحزب الحياة الكردي فهنا نرى أن إطلاق كلمة الانسان على الحاكمين في طهران أمر غيرمقبول ويعتبراهانة لبني البشر بماأن الانسان اصبح خليفة الله في الارض .
هذا الخبر المؤلم هزّ العالم كله من شرقه وغربه وشماله وجنوبه بماأن الشهداء الذين ادركهم الموت في الأحد الماضي تعرضوا للتعذيب خلال مدة سجنهم وحتى محاميهم لم يكونوا مطلعين على إعدام موكليهم. هذا ومن جانب أخر نلاحظ والدة الشهيد فرزاد التي أبدت شجاعتها الخاصة أمام وحدات مكافحة الشغب وآلياتها وصرخت وهي تهلّل بأن «إبني لم يمت وأنما اصبح حياً وأن كلاً من تلاميذه فرزاد».وقالت بصوت جهر:«عملي بدأ اعتباراً من اليوم». فبوركت يا ايتها الأم التي اصبحت قدوة لأمهات الشهداء». فلا شك في أن النظام الايراني يريد أن يوجه بذلك العمل الشنيع رسالة محددة إلى مناهضين معارضين لإخافتهم ومنعهم من المشاركة في مظاهرات ضد نظام الحكم من المزمع تنظيمها في حزيران المقبل كما أن المحكوم عليهم الخمسة بالإعدام قد حكم عليهم بهذه العقوبة منذ عامين ولا علاقة لهم بالوقائع التي جرت في طهران نهاية 2009. فهناك خوف شديد من الانتفاضة العارمة التي مازالت تسيل وتجري في أنحاء البلد أدّى إلى إتخاذ هذه الجرائم والإعدامات التي تدل على هشاشة نظام الحكم في ايران في مواجهة غضب الشعب الايراني الباسل قاطبة وهلع النظام من تصاعد انتفاضتهم الشجاعة من أجل الإطاحة بنظام ولاية الفقيه المنهار. غير أن هذه الجرائم البشعة ليست لا تنقذ الفاشية الدينية الحاكمة في ايران فقط وإنما ترفع صرخات الحرية للشعب الايراني الباسل وانتفاضتهم من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية في البلد بصورة مدوية ونافذة.
ولا بأس من الإشارة هنا إلى الساسة في الغرب بأنها تقف الآن أمام اختيار خطير هو التزام الصمت تجاه اكثر دكتاتوريات العصر دموياً أوفرض سياسة صارمة واشتراط العلاقات الاقتصادية والسياسية مع النظام بإيقاف الإعدامات وممارسة التعذيب وانتهاك حقوق الانسان. فلا ريب في أن هذه الدماء وجميع الدماء المراقة بغير وجه حق طيلة عهد السلطة اللاانسانية لم تذهب سداء وإنما ستثار منها عواصف وسيول ستجرف قصور الظالمين النهابين وستطوي صفحتهم إلى الأبد حيث سيقوم الشعب الايراني بحسم امورهم مع هذا النظام فألف تحية وتحية إلى ارواح الشهداء الذين سقطوا من أجل المبدأ والقضية وهذا بحق رجولة في عصرنا هذا عصرالغواية.إن الذين قالوا لجلاديهم:«إضرب وإجلد وأجهز بكل رصاصك ,بكل رجالك اشباه الرجال فتلعنك الأمة كل لحظة ويلعنك أطفال بلا منازل كل ساعة وأما نحن فلن نموت فقط وإنما نحيا في قلوب أمتنا وأمهاتنا وأطفالنا وأجيالنا ونكون نشيد الذي لا نشيد له عندما نذهب إلى النوم هذا الصباح لأن هذا وعدالله وحكم التاريخ فدمائنا هي تتحرك العالم ليؤمن بعدالة قضيتنا».
«إنا لله وإنا اليه راجعون»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن


.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات




.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب