الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غائب طعمة فرحان.. صحفيا

كاظم السيد علي

2010 / 5 / 17
الادب والفن


"يشغل الروائي العراقي الراحل غائب طعمة فرحان (1927ـ1990م) مكانة خاصة في مسيرة الرواية العربية عموما. والرواية العراقية بشكل خاص فهو معلم مهم من معالم الرواية الحديثة . وبشكل خاص في منحها الواقعي، أما في تاريخ كتابة الرواية في العراق فهو يعد في نظر غالبية النقاد والباحثين. الروائي الذي دشن مرحلة النضج الفني في مسيرة الرواية العراقية منذ منتصف الستينات "،هكذا تحدث فاضل ثامر عن الروائي والقاص غائب طعمة فرحان. فمن الباب الأدبي دخل عالم الصحافة هذه التجربة التي أضافها (غالب) إلى تجربته في الرواية والقصة والكتابة في مجال السياسة والترجمة وهي تجربة غنية له حيث استمرت منذ مقاله الأول الذي نشر له في جريدة (الشعب) وبالضبط عام 1944م منطلقا من مقولة الروائي العالمي همنغواي الذي يقول فيها: (لا بأس في العمل الصحفي في مطلع حياة الأديب) وهذا عين الصواب فعلا لأن العمل الصحفي مختصر على الكتابة ونقطة النقاء بالحياة المعاشة. فكان غائب طعمة فرحان يعتبره محفزا له شرط إلا ينهمك الأديب ويستنفذ كل طاقاته منذ ذلك الوقت تعرف بالصحفي حميد رشيد مسؤول الصفحة الأدبية في جريدة الشعب ومن ثم انتقل إلى الصفحة السياسية. فأخذ يكتب عندما ذهب في أواخر عام 1947 إلى جمهورية مصر العربية حيث عمل في مجلة العالم العربي التي كان مراسلا لها في بغداد يقول عنها في احد لقاءاته: ((كانت مجلة جدير من حيث الإخراج والتناول الصحفي وفعلا أدت دورا جيدا في النطاق العربي كان شيئا جديدا على الصحافة أن تصدر في مصر آنذاك مجلة تحمل اسم العالم العربي لقد عمل في تلك المجلة براتب شهري قدره (ستة جنيهات مصرية) وعن طريق د. زكي مبارك اتصل بجريدة (البلاغ) ومن ثم عمل بجريدة (الثقافة) لأحمد أمين وكان محرر باب (في دوائر الأدب والفن) واستمر في عمله ذلك حتى 1950م قبل عودته واستقراره في البلد وبالضبط عام 1949م تعرف على الشخصية الوطنية كامل الجادرجي والكاتب السياسي المعروف عبد المجيد الو نداوي فمن خلال كتابته بمقالة عن (سلامة موسى) أعجب بها الجادرجي فطلب منه أن يكون مراسلا لجريدة (الأهالي) في مصر فكانت أو جريدة عراقية لها مراسل في الخارج يقول (غائب) عنها كانت رسائلي إلى أهلي تنشره تحت عنوان (القاهرة من فلان) وهو تقليد مصري استخدمته الصحافة العراقية وبعد رجوعه واستقراره في البلاد عمل محررا دائما في (الأهالي) جريدة الحزب الوطني الديمقراطي في العراق كان هذا عام 1951م يحمل محررا في قسم الكتابات السياسية ومترجما للفرنسية فيها. فكان يستفاد منه كونه أديبا وقاصا في صياغة جمل المقل الذي كان يكتبه (الجادرجي) يقول عنها (فرحان): (لقد كان يردد دائما: أنت تهتم بالصيغ الأدبية، لذلك يلجأ لي حينما تكون هناك حاجة إلى روح السخرية) لأن سبب هذا اللجوء لكون الصورة الأدبية هي الأداة لنيل التأثير المطلوب. في مقال الافتتاح لجريدة سياسية مثل أللأهالي وظل يعمل في الجريدة حتى إغلاقها عام 1954 لمعارضتها الوطنية ضد النظام الرجعي آنذاك. لكونها كانت مركز استقطاب للقوى الديمقراطية والتقدمية. وكانت تستوعب الكثير من التيارات في الحركة الوطنية وكانت تتعامل مع فئات وطنية متعددة منهم الشيوعيون فيقول فرحان (كان المرحوم الجادرجي لا يمانع في نشر وجهة نظرهم ولكن. بدرجة لا تؤثر على نهج الأهالي الخاص).
وهكذا كان الروائي والقاص والمترجم غالب طعمة فرحان صحفيا وكاتبا سياسيا لكنه اضطر معظم سنوات حياته حتى رحيله خارج الوطن الذي نشأ وترعرع فيه. ومن الجدير بالذكر ن الراحل غالب طعمة فرحان أنتج لنا أرثا خالدا. منذ الخمسينات فقد سبق له أن نشر مجموعتين قصصيتين هما (حصيد الرحى) 1954م و(مولود آخر)1959م إضافة إلى رواياته المعروفة كل من: النخلة والجيران 1966م وخمسة أصوات 1967م. والخاص 1974م والقربان 1975م وظلال على النافذة 1979م وآلام السيد معروف 1982م والمرتجى والمؤجل 1986م والمركب 1989م.
الذكر الطيب لغائبنا الحاضر بيننا دائما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة