الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نترك فكرة البحث عن الأفضل لأننا اشتراكيون ؟

صابر الفيتوري

2010 / 5 / 18
الادب والفن


بعد ما شهده القرن الماضي ومستهل القرن الحالي من ثورة تقنية عارمة هزت أركان كل المعايير والتراتبيات وخلقت الفوارق المختلفة واتسعت المساحة وضاق العالم وصار من المستحيل على مستوى التوثيق رصد أعداد مستعملي أي شيء بصورة صحيحة ودقيقة فليس بمقدور اي باحث تحديد بدقة من هو أفضل مستعمل للانترنت مثلا ، لان ذلك سيتطلب إحصاء باستخدام الاستبيانات وهي وسيلة غير دقيقة تماما ، ويمكن توجيهها وفق رؤية الباحث ومقاصده، فالاستبيان وان كان ذي جدوى، لكنه غير قادر على الفرز وإظهار الأفضلية في أي شيء على الأرجح ..
وما الداعي لوجود أساليب أخرى يمكن أن تكون أدق ، هل نترك فكرة البحث عن الأفضل هذه باعتبار اننا اشتراكيون، وكلنا نأمل ان نصير سواسية ؟؟ وبذلك نوقف منح الجوائز ونبتكر أسلوبا معاكسا للمفاضلة في الاختيار الشعبي مثلا، ونتجنب في الإعلام الجماهيري استخدام أي تعبيرات أو كلمات من قبيل الأفضل أو الأحسن أو غيرها ..
لا أتصور ان هذا ممكن وهو غير مقبول كذلك بكل المقاييس ، فالإنسان بطبعه يبحث عن ما هو أفضل أو ما هو انسب أو ما الأجدى وهذا يكاد يكون ديدن الإنسان الذي فطم على التعلق بالفريد ،المبتكر والمدهش والذي يثير اهتمامه..
من غير المقبول أذن أن نتجاهل هذا الهم في البحث عن الأفضل على الصعيد الثقافي ، فيكثر الحديث في ليبيا أن الأفضل هو ((الصادق النيهوم)) وغيرها من كلمات الإشادة الرنانة التي لم ينلها في حياته وهو الذي كان يخالط الكل ويجالس الجميع حتى أن جميع من هو موجود وغير موجود ثقافيا ،قد حدثه وله مع الصادق ذكريات وصور ، وهذا من النوادر ، وهو الذي كان يهاجم بشراسة عبر الصحف وعلى المنابر دون أن يكترث وواصل بوادر مشروعه الصغير الغير مكتمل والذي عكره ما عكره من انشغاله بالذات وانصهاره في مشاريع ذات عائد مادي ..
نعم - قد أكون قلت هذا الكلام من مطلق الرغبة الملحة لليبيين في تقزيم حجم كل من نصادفه، فنحن نرفض أن نرى من هو أفضل منا ،وترى كل ذات فينا انها الأفضل ،-الغريب أننا نطالب بوجوب أن نكون سواسية وفي الوقت ذاته نشترط أحقيتنا في كل شيء ، يعني معادلة لا تتزن أبدا .
إذا تبادر إلى ذهن من لديه الرغبة في سرد ترتيب لأفضلية الكتاب الليبيين، وما ترتيبهم من منهم يأتي أفضل وعلى رأس القائمة المفترضة ومن يأتي متأخرا ومن منهم من الممكن أن يحسن ترتيبه ويتقدم ومن يتأخر بسبب غيابه وخفوت نشاطه ، وهكذا أي أننا في حاجة لمن يصنفنا لرصد تموقع و أحقية كل منا ، وهذا ما لن يحدث ولكنه حدث ذات مرة وبشكل ثوري حقيقي من خلال ندوات الفكر الثوري التي حققت ما عجزت عنه كل مؤسساتنا ، بكل أسف في غياب المسطرة سيظل الفوضى علامة ليبية ثقافية، فنجد كتاب صدر لغير كاتب ،وكُاتب تمتلئ جعبته بالكثير من الكتب ولا يصدر أيا منها ..
ليس من السهل اليوم القيام بمهمة ترتيب الكتاب والأدباء مع وجود رابطة عامة للأدباء والكتاب تخلت عن أدوارها لا ينتسب لها أيا من الكتاب في ليبيا مع الاعتراف بوجود فروع فاعلة بلا شك ، لا ينكر احد وجود بعض الإعمال التصنيفية التي تؤثث للحياة الثقافية، لكن هذا يعتبر عملا أوليا من المعيب ألا تأتي خطوة أخرى تتبعه ..
لكن كيف يمكن المفاضلة بين من يتعاطون مهنة الكتابة ، من منهم بحق يمكن أن نطلق عليه كاتب من ليبيا التي يديل بها معشر كتاب (النت) أسمائهما حين يراسلون الصحف والمواقع العربية ،وكأنها هينة لا تلتزم المعايير والمقاييس .
فمع اتساع "الشبكة العنكبوتية" تكاد تكون من المستحيل ان تتوفر إمكانية للمفاضلة ، في وجود غزارة أسماء وإنتاج ثقافي وفكري باذخ نحسد عليه ! فالكل يكتب والكل صار كاتبا وشاعرا، أنها ليست مصادرة كما يتهيأ البعض بقدر ما هي بحث عن إمكانية وجود مسطرة تقيس من هو الكاتب ولا أريد أن أقول أفضل لان كلمة الكاتب وحدها كفيلة بوصف مفاضل ، وبالتالي ومن هو المواطن الذي يكتب همومه،حيث يكمن الفرق بين محترف الأدب وبين الهاوي ، وبأي المعايير أو مقاييس يمكن التحديد والفرز مع تنامي هذه الربكة ،هل من صدر له ثلاثة كتب مثلا هو اصغر حجما ممن صدرت له عشرة وهل إصدار الكتاب في حد ذاته مقياسا ؟! ..
إن المناداة بوجود مسطرة تفرز الأعمال ،وتسلط الضوء على الأبرز منها، مطلب ثوري خيّر لا اعتقد أن أحدا سيمانع وجوده ، لأنه سيعم بالفائدة على الأدب والثقافة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب