الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق: شركة الولايات المتحدة وعملائها

عصام البغدادي

2004 / 8 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تابعت أعادة عرض مسلسل " ليالي الحلمية " من على قناة تلفزيزن دبي الفضائية ، والحقيقة ان أختيار أعادة عرض هذا المسلسل ياتي في وقته المناسب ، اختيارا موفقا في زمن تكالبت فيه اشرس هجمة غربية على جسد الامة العربية .
سبق ان شاهدت هذا المسلسل قبل أكثر من عشرة اعوام مضت كنت فيها في ارض الوطن بين اهلي واصدقائى وعملي ، والان اشاهده وانا منفيا بعيدا ، والوطن تحت قوى التحالف المحتلة والحكومات الصنيعة ، لكنى هذه المرة وجدت نفسى اكثر تفاعلا معه ومع مفاهيمه ووجدتنى مستمتعا بكل حلقاته التى غاب بعض احداثها عن ذاكرتي ، تلك الاحداث التى استطاع كاتب القصة والسيناريو الدكتور اسامة انور عكاشة توظيفها بشكل راق للكشف عن مرحلة مرت بها مصر العربية لا تختلف عما مر به كل قطر عربي الا في بعض الاستثناءات والاختلافات ، فهو يؤرخ لمرحلة الملكية والجمهورية ، ويكشف عن سلوك الافراد في تلك السنوات ، يكشف نماذج من السلوكيات الوطنية الحصيفة والمتهورة، الصادقة والمخلصة ، الكاذبة والانتهازية ، المتعلمة والجاهلة ، المحافظ والمتحررة، الملتزمة والمتذبذبة ، فكل هذه الشخوص تحركت لاداء الدور المرسوم لها بدقة وعناية وافصحت عن الكثير من المعاناة الفردية والاجتماعية لشريحة من هذه الامة التى ارهقها فكريا ونفسيا واقتصاديا السيطرة الاجنبية المختلفة في مختلف اقطارها وعلى مر العقود.
واذا كان الكاتب قد ابدع في التعمق بشخصيات المسلسل الرئيسة وهي : سليم وتوفيق البدرى، العمدة سليمان غانم ، نازك السلحدار وهي الشخصيات التى تنتمي لرعيل الجيل الاول الذى ظهر في المسلسل وهو الجيل الذى ينتمى اليه الكاتب بلا شك ولا اريد ان اقول قد اخفق في رسم ملامح الجيل الثاني علي وعادل البدري، زهرة غانم سليمان، ناجي طه السماحي ، بقدر القول انه ترك تلك الشخوص لتفسير وتحليل المشاهد ووعيه ومدى نباهته لتطورها الدرامي خلال احداث المسلسل.
ليالي الحلمية ليست فقط مسلسا لتمضية الوقت هدرا كما شاهدنا في العديد من المسلسلات العربية القاصرة عن الوصول الى مستوى مقبول ، انما تربويا واجتماعيا ، والحلمية ليست ذلك الحى الموجود في الواقع المصري فقط ، بل هي لا تختلف عن اي حي شعبي عاش احداثه وشخوصه ، وهي لا تختلف عن احياء بغدادية او دمشقية او بيروتية شهدت احداثا دراماتيكية في تاريخها المعاصر.
لااريد هنا ان اسرد تفاصيل الاحداث ولا التطرق الى جانبها الفني ، بل انها ومضة اريد بها ان ندقق في تاريخ احداث تلك الاحياء التى عشنا فيها ونستذكرها وننصفها انصافا د حياديا بدون تعصب اعمى ، فقد اهمل المثقف العراقي المهتم بالشأن الفلمى السينمى او التلفزيوني عن التطرق الى مثل هذا الجانب الا في الجوانب الضيئلة التى تطرق اليها مسلسلي " النسر والذئب وعيون المدينة " الذى تقاسم بطولته الممثلين الكبيرين خليل شوقي وهو يجسد دور "عبد القادر بيك " وبدري حسون فريد وهو يجسد دور " اسماعيل الجلبي " . والذى سار بخط مواز تقليدى لمسلسل ليالي الحلمية ، او ربما العكس فلا ادري ايهما كان السابق للاخر وهل هناك ثمة تأثير لأحدهما في الاخر.
احلى عبارة وردت في المسلسل قول سليم البدري لمطلقته نازك السلحدار وهو يقدم لها التهاني بمناسبة تأسيسها شركة مقاولات جديدة: دعينى اشاركك الشركة ونطلق عليها اسم : شركة نازك السلحدار وازواجها : واحد حالي واثنين سابقين.
هذه العبارة تصح على وضع العراق تعالوا نسميه : شركة الولايات المتحدة وعملائها: واحد حالي واثنين سابقين!!
مع التحيات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال