الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار حول الجهوية الموسعة و الأمازيغ و التنوع الثقافي بالصحراء مع الباحث السياسي أحمد الخنبوبي

أحمد الخنبوبي

2010 / 5 / 19
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


أجرى الحوار الطاهر بكري

1-ما تقييمكم لمسألة تدبير التنوع الثقافي بالصحراء المغربية؟

لتقييم الوضع الثقافي بالصحراء في الوقت الراهن ،لا بد في نظري من استحضار محطات من الوضع الثقافي بالمنطقة من التاريخ الحديث ،فإبان الاحتلال الاسباني للصحراء قبل منتصف سبعينيات القرن الماضي ،كانت الثقافة الصحراوية آيلة للزوال، لاسيما إذا استحضرنا تفوق المستعمر الاسباني في كافة الميادين،مما كان سيسهل غزوه واكتساحه الثقافي .إلا أنه ومن حسن حظ الثقافة الصحراوية ،كان هناك ضيق انتشار ومحدودية وسائل الإعلام والوسائل التكنولوجية الحديثة،مما جعل الثقافة المحلية تحافظ على نفسها وعلى وجودها واستمراريتها بين الأسر والعائلات والقبائل الصحراوية.إلا أنه و مع إمساك الدولة المغربية بزمام الأمور بالمنطقة ،تم تكريس الثقافة المركزية و السياسة الثقافية للدولة المغربية المرتكزة على العروبة و الأحادية الثقافية،وبالتالي تم تهميش الثقافة الصحراوية،ونفس الشيء وقع في مناطق أخرى من المغرب ،خصوصا التي تتميز بخصوصيات ثقافية ك سوس وزيان والريف وجبالة وغيرها.هذا التهميش والإقصاء أدى بإذاعة "البوليزريو" أنذاك إلى تحقيق شعبية بالصحراء ،نظرا لارتباطها بالثقافة المحلية و الأصلية للسكان ،لكن هذه الشعبية ستدفع الدولة المغربية ،إلى إنشاء إذاعات جهوية قريبة نسبيا من ثقافة السكان،للحد من التغلغل الإعلامي لجبهة البوليزاريو،كما حدث مثلا مع إنشاء المحطة الإذاعية للداخلة.لكن رغم ذلك كانت الثقافة الصحراوية مهمشة على الصعيد الوطني.ومع مطلع التسعينات، بدأ الاهتمام نسبيا بالثقافة الصحراوية من طرف الدولة،اٍلا أن ذلك كان في إطار "الفلكلرة"،أو در الرماد في العيون في أحسن الحالات.لكن المؤاخذ الآن، في تعاطي الجهات الرسمية المغربية (وزارة الثقافة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، قناة العيون التلفزية...) مع الثقافة الصحراوية ،هو التعامل فقط مع المكون الحساني، وتجاهل وتهميش المكون الأصلي ،ألا وهو الأمازيغية،وهذا ما أدى إلى حدوث الخلل مجددا في الوضع الثقافي بالصحراء.

2-ما موقع الأمازيغ ،في النزاع المفتعل حول الصحراء؟

الأمازيغ هم في قلب نزاع الصحراء ،الذي لا يهم إن كان مفتعلا أم لا. فالأمازيغ رقم صعب في المعادلة السياسية بالمنطقة ،رغم أنه يتم إقصائهم بشكل كلي من طرف جبهة "البوليزاريو" التي تدعو اٍلى اٍقامة "جمهورية عربية" اٍقصائية،أو من طرف الدولة المغربية التي لا تعير للأمازيغ بالصحراء أدنى اهتمام ،أو حتى مع الأمم المتحدة نفسها.فلا يعقل التفاوض حول حل للمشكل،أو حول مستقبل المنطقة ،مع تهميش الأمازيغ الذين يشكلون الأغلبية في منطقة النزاع ،أضف إلى ذلك، كون أصول الأغلبية الساحقة من القبائل الصحرواية أمازيغية بامتياز ،ك أيت بعمران وأيت أوسا وأيت لحسن وتيدرارين وأيت اٍكوت وأيت موسى أوعلي وولاد بن السبع واٍمجاط وولاد دليم وغيرها من القبائل الصحراوية العريقة.كما أنه لا يمكن فهم مشكل الصحراء وحله دون استحضار العلاقات السياسية و التحالفات القوية التي كانت قائمة بين القبائل الأمازيغية بسوس و القبائل الصحراوية ،وذلك من خلال الحركة السياسية و العسكرية للزعيم أحمد الهيبة بداية القرن العشرين ،الذي استطاع أن يوحد جميع القبائل من مراكش حتى تخوم السينغال ضد الاستعمار الأجنبي،وذلك ما يتجلى الآن من الرمزية التي يتمتع بها ضريح الشيخ ماء العينين بمدينة تيزنيت، الذي يقصدوه الصحراويون من كل جهة.هذا بالإضافة إلى أن الدولة المغربية لا تعير أي اهتمام لأسرة "البلعماشيين" الأمازيغية، التي قامت باٍنشاء مدينة تيندوف وكانت تحكم المدينة بالإضافة إلى جزءا من الصحراء الشرقية ،وكانت كافة القبائل تلتف حولها ،وهذه الأسرة الآن تقطن بالمغرب ،ويمكنها أن تلعب دورا في هذا الصراع ،في إطار ما يعرف بالدبلوماسية الشعبية.ويبدو لي أن الديبلوماسية المغربية و معها وزارة الخارجية لا يمكنها أن تحقق أي شيء مادامت تجهل أو تتجاهل هذه المعطيات المهمة و الحاسمة.


3-كيف ينظر أمازيغ الصحراء المشروعي الحكم الذاتي والجهوية الموسعة؟

بالنسبة للأمازيغ بالصحراء بصورة خاصة،والحركة الأمازيغية بصورة عامة ،كانت دائما تنادي بتطبيق النظام الفدرالي بالمغرب و اٍقامة دولة الجهات وتمتيع المناطق بالحكم الذاتي ،وهذا يعتبر من صميم خطاب الحركة الأمازيغية ،و هذا المعطى حاضر دائما في مطالبها وأدبياتها،إلا أنه في اعتقادي، لا يجب أن يطبق نظام الحكم الذاتي أو الجهوية الموسعة فقط في المناطق الصحراوية، وإنما يجب أن يعمم على مختلف الجهات بالمغرب التي تتوفر على خصوصيات ثقافية وتاريخية،كما لا يجب أن تقام جهوية صورية، بل يجب إقامة نظام جهوي حقيقي، تسود فيه الديموقراطية المحلية ،ويسود فيه التوزيع العادل للثروات ،ويحترم التنوع الثقافي وينبذ الإقصاء والتطرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس