الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا موت زر .. فالحياة بالعراق ذميمة

نوري جاسم المياحي

2010 / 5 / 19
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يقول البعض ( ما أضيق العيش لولا فسحة الامل ) ..انا احد العراقيين الذين تعلقوا بالامل طيلة الحياة التي وعيتها .. وفي كل مرحلة من مراحل حياتي .. اتعلق ببصيص من الامل عسى ولعل .. يبزغ فجر الحرية والكرامة الانسانية ويتحقق الحق والعدل بين الناس .. بين الحاكم والمحكوم .. وفي كل مرحلة اجد نفسي محبطا وموغلا باليأس .. وابدأ بالترحم على المرحلة التي سبقت المرحلة التي اعيشها .. انني اعتقد بعدم وجود شعب عانى ما عاناه الشعب العراقي طيلة قرون وعلى ايدي الغزاة الذين حكموه منذ حكم الاكاسرة الفرس وحتى يومنا هذا ..
حتى في عام السقوط .. والعراق تجتاحه جيوش الاجنبي وينهار تحت قوى الظلم والعدوان .. لم اقطع الامل ..
--- املت بالبعثيين ان يستفيدوا من نكبة الغزو والاذلال .. ويعيدوا حساباتهم ويعتذروا لما اوصلوا الشعب اليه من خنوع وذلة ومهانة بحكم شمولي فردي لم يترك للعراقي حق التنفس بحرية وبراحة .. واذا بهم يتمشدقون بامجاد الديكتاتورية والحكم الفردي والسياسة الحمقاء والحروب العبثية .. ونسوا حلم العراقيون بالوحدة والحرية والاشتراكية .. التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه اليوم .. فالاسلام ضدنا .. العروبة تحتقرنا .. اما الاكراد فهذه فرصة العمر لبناء وطن قومي للاكراد على حساب عرب العراق (لكونا حايط انصيص ومنطلقين من مبدأ مصائب قوم عند قوم فوائد ومع الاسف ينسون او يتناسون ان مصيرومستقبل العرب والاكراد في العراق واحد)
---- املت بالعراقيين جميعا ان يستفيدوا من التغيير الذي حصل وخلاصهم من نظام دكتاتوري قمعي قاسي حتى ولو بواسطة الامريكان والانكليز وعملائهم .. لكي يبنوا نظام ديمقراطي حقيقي يحترم العراقي وطموحاته بالحياة الكريمة .. ولكن ما حدث العكس .. انقلبوا الى وحوش كاسرة يقتلون الابرياء العراقيين .. ويمتص الاخ دم اخيه .. ( جنه بوحدة صرنا باثنين )
--- املت برجال الدين والمرجعية على راسهم ان تأخذ بيد المظلوم وترحمه .. اذا بهم يكشفون عن وجوههم القبيحة .. ونواياهم الخبيثة .. فهم في واد والشعب المسكين في واد اخر .. فلا يحسون بجائع .. ولا يشعرون بمعاناة مظلوم سواء كان معتقل او مغيب او مسجون .. سواء عذب بيد العراقيين او الامريكان .. سواء عاش او مات .. العراقي المسكين فقد خدرته المرجعيه ودعاتها.. تقول للمواطن انتخب مرة .. لاتنتخب في الثانية .. لا .. لا.. احنا ما نتدخل بالسياسة .. وانا اسأل من اوصل العراقيين الى هذه الحالة المأساوية .. باسم الشيعة والائمة وال البيت .. تنهب الاموال .. يخرب الاقتصاد .. تقدم الخدمات لدول الجوار .. حتى دجاج الكفيل ولحم الوكيل يستورد بفتوى المرجعية .. حتى ولو كان فاسدا اكله حلال حلال ..
والغريب ان صهر المرجعية قد تنازل عن نفط الارض العراقية بعقود للشركات الاجنبية بتوجيهات امريكية ولاهداف استعمارية .. وهي صامته على هذه النكبة والبلية .. والمصيبة هي ساكتة عن الاطماع الايرانية التي تطالب بتعويضات عن حربها العدوانية ..
--- كنت امل ان تصحوا قوى المقاومة الحقيقية بتوجيه اسلحتها نحو العدو الغازي وعملائه وشركاته الامنية.. فاذا بهم يتحولون لمقاتلين يناصرون الحرب الطائفية ويقدمون للمحتل خدمة مجانية .. لانهم فقدوا الارادة الوطنية التي تنبع من الارض العراقية لتستلم المعونات والهبات من دول الجوار .. وشاركوا بشكل عفوي او سهوا بقتل الفقراء والمسحوقين من ابناء الشعب .. فمتى يدركون ان المقاومة الحقيقية هي بالتلاحم المتين مع جموع الشعب وليس من البروج العالية وعبر الحدود ..
---- املت واملت وكل من امالي لم يتحقق .. ابتلي الشعب باحزاب وقيادات وساسة لاهم لهم الا المناصب ونهب المال العام .. فلم يمر العراق وشعبه باتعس مما يمر به هذه الايام .. فكل شيء عن المعنى الصحيح محرف .. لا وطن .. لاسيادة .. لا عدالة .. لا انسانية .. كلهم كذابون ودجالون ..وجوه قبيحة عاشت على موائد الاجنبي قضت اعمارها تنتظرعلى ابواب السفارات الاجنبية .. الفلس عليهم حسرة .. فاذا بهم يجدون كنوز العراق سهلة بين ايديهم .. فنسوا الدين والاخلاق .. نسوا القيم وحتى الرحمة .. هم سادة والشعب عبيد .. والادهى من هذا الامريكان والبريطانيون والاسرائيليون يتفرجون فرحين .. اما الاعراب ولعنة الله عليهم اجمعين .. فهم للمشهد المحزن يصفقون .. ولقتل العراقيين يدفعون ..
--- مأساتي ان قلبي مع العراق يبكي لبكاءه .. ويدمي لمعاناته .. وينطبق المثل العراقي على حالي ( العين بصيرة واليد قصيرة ) لم ابقي دعاء الا وقرأته .. ولم اترك امام ألا و توسلت اليه .. وكل الصلوات صليتها .. وحتى الامريكان والانكليز استنجدت بهم عسى ان يرحموا هذا الشعب المظلوم ويخرجوه من الوحل والمستقبل الاسود الذي ينتظره .. ولا حياة لمن انادي او استنجد به .. حالي كحال بقية العراقيين ممن ليسوا عملاء للاجنبي او من الاحزاب الحاكمة حاليا .. وقادتنا الكرام كامثال .. ابو لكن وابو بريك يضحكون علينا .. فهاي لاصايرة ولا دايرة .. بريطانيا بيومين ينتخبون ويسوون وزارة واحنا نحتاج سنتين (وخذ عليك ورد علي ).. فد واحد انكليزي كال احنا بالاحتلال الاول عام 1917 جنا حايرين منين نجيب ناس تحكم العراق .. بعد عام 2003 الحمد لله ولدنا اللي يحملون الجنسية البريطانية كاموا يحكمون العراق اللي هم من اصل عراقي .. شلو ن راح يصير براس العراق خير ؟؟؟ ما أدري والله ؟؟؟؟
---- قبل شهر من يوم بطلت اكتب لان ذبحة قلبية صابتني.. جنت كاعد .. صافن على المهزلة اللي يعيشها العراقيون .. واني اكرض بنفسي .. واسأل .. هل اكو امل ان يتحسن الوضع ونخلص مما ابتلينا بيه من مصايب .. ووصلت الى قناعة .. لا امل يوجد في الافق القريب او البعيد .. سوده ومصخمة .. ما دام الكل تريد تصير رؤساء جمهورية ووزارة .. وطز بالشعب ما كو احد يفكر بيه وحتى ما يدرون شبيه ما بيه .. همه كارصين بالمنطقة الخضراء وما يعرفون شي عن هذا الشعب المظلوم.. ما اشوف روحي الا والقلب يوجعني وبما اني لدي خبرة بالجلطة حيث سبق وان اصبت بها .. وأصبت بالذبحة عدة مرات .. وكل مرة اسارع بالذهاب الى المستشفى ولكن هذه المرة .. اتدرون ماذا فعلت ؟؟؟ ثقوا بالله تمددت في الفراش ولم اذهب للمستشفى .. وكنت ادعوا الباري عز وجل ان يميتني لكي اخلص من هاي الدنيا الوسخة ومن عذاب وانانية الساسة والقادة العراقيين الجدد الذين ابتلي بهم شعبنا والوضع المذل والمهين الذي يمر به شعبنا المخدر.. فالموت ارحم واكرم واشرف من الحياة تحت ظل ومع هؤلاء المجرمين الذين لا هم لهم الا انفسهم وتحت شعارات دينية .. الاسلام وطوائفه بريئة منهم في الدنيا والاخرة ..
وغدا ساواصل الحديث عن امنيتي بالموت التي لم تتحقق كما رغبت وأردت ...
اللهم احفظ العراق واهله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلامات
البراق ( 2010 / 5 / 19 - 13:07 )
الحمد لله على سلامتك اخي الكريم وان ماتفضلت به في مقالتك هذه هو لسان حال كل العراقيين الشرفاء ولابد ان نبقي الامل فلا حياة بدون امل


2 - مقاومة شريفة فاضل ؟
رستم علو ( 2010 / 5 / 19 - 16:03 )
مقاومة البرتقالة وفنادق خمس نجوم بضيافة جوار العهر ؟


3 - نصيحــــة انســــانية
كنعان شماس ايرميا ( 2010 / 5 / 20 - 11:26 )
تالمت لحالك كعراقي مثلك منكوب بهولاء الشياطين الذين يسمون انفسهم رجال دين وهل تريد من الشيطان ان يقول لك انا شــــيطان ابدا القياس هو الاعمـــــــــــال . انظر الى الغرب وامريكا وتعلم منهم ان شـــــريعة حقوق الانسان التي وضعها بشـــــــــر هي اعــدل من كل الشرائع الدينية ومن ينتهك هذه الشريعة فهو خبيث يستحق العقاب وعدم الاحترام بالمناسبة قال احد فلاسفة الثورة الفرنسـية ان العالم لن يرتاح حتى يشـــــنق اخر طاغية بمصارين اخر رجل دين اظنه فولتيــر. كانت حياته امر من حياتك كثيرا لاتفقد الامل سيزدهر العراق بعد ان يغسل روحة من قذارات هولاء البـــدو الذين يسمون انفسهم افضل البشــر


4 - سلامتك استاذ نوري وما ضاع حق وراءه مطالب
اكاديمي مخصرم ( 2010 / 5 / 20 - 11:57 )
مقالتك استاذ نوري خزان هائل يحتضن كما كبيرا من لواعج العراقيين
وبما انني من جيلك وربما غلبتك بسنوات في الخروج الى هذه الدنيا التي لم تكن ابدا منذ مئة عام رحيمة بالعراقيين ان لم يكن منذ مئات والاف السنين
ولكن ما حصل عندنا في 9403 هو امر جلل هو حد تاريخي هو بداية
تختلف تماما عن اية بداية اخرى لانها نهاية لنظام متحجر ظالم لاحراك فيه هو الفاشية البدائية المهيمنة على مصائرالشعوب المسماة بالعربية والاسلامية
من دون خلق الله جميعا في هذه الدنيا الواسعه
وهذا النظام الفاشي البدائي والذي كان يمثله بصورة واضحه الثلاثي القذر
نظام البعث في العراق ونظام عائلة سعود المتوحشه ونظام الاجرام الديني
الخميني المجرم
ان مثل هذه الانظمه الثلاث القذره لايوجد في العالم كله حتى طالبان افغانستان
ليست مثلها لان نظام طالبان نظام عصابات مستورد من باكستان وبالاخص من السعوديه كان يراد له ان يكون بديلا عن النظام المستنير التقدمي والشعبي
الذي كان يحكم افغانستان والتي لم يستطع للاسف السوفيت وقوى الخير في العالم الدفاع عنه لشراسة التدخل الامريكي في حينه وللمليارات التي قدمتها وتقدمها دول الاجر


5 - الحزن لايمكن ان يكون له قعر
فاهم إيدام ( 2010 / 5 / 21 - 00:12 )
عزيزي نوري المياحي، ما رأيك بهذا القول

ـ إنه لمصدر فضيلة عضيمة للعقل المجرّب أن يتعلّم شيئاً فشيئاً، أولاً أن يتغير في الأمور المرئية والزائلة، كي يكون قادراً بعد ذلك على أن يخلّفها ورائه تماماً

إن المرء الذي يجد وطنه حلواً ما يزال مبتدأً غضّاً، أما من يكون له كلّ ثرى مثل ثرى بلدهِ الأصلاني فلقد اشتدّ عوده، لكنّ الكامل هو الذي يكون العالم كلّه بالنسبة له مكاناً أجنبيّاً

إن الروح اليافع قد ركّز حبه على بقعة واحدة من العالم، والشخص القوي قد نشر حبه على الأمكنة كلّها.. أمّا الرجل الكامل فقد أطفأ شعلة حبّه ـ

هوغو فكتور ـ راهب ساكسوني من القرن الثاني عشر
عن كتاب الثقافة والإمبريالية لأدوارد سعيد


6 - اجابة لتساؤل
نوري جاسم المياحي ( 2010 / 5 / 21 - 06:08 )
سيدي الفاضل الاستاذ فاهم
اشكرك على مشاركتك وسؤالك عن رايي فيما دبجته عبقرية الراهب الساكسوني هوغو فكتور والذي حلق في فضائها الكاتب الراحل ادوارد سعيد .. هؤلاء القلة القليلة من البشر الذين احسوا وشعروا بمعاناة الانسان في كل مكان وزمان .. انا اتفق مع من يقول ان الحزن ليس له قعر او قرار .. تصور انسان مرمي في قعر حفرة بلا ذنب او جناية او جريمة تحت الارض لايرى نور الشمس ..هذه الهبة الالهية لهذا الانسان المظلوم .. يخرجه قساة القلوب ليتسلوا بتعذيبه متى شاءوا .. باساليب تأباها وتعافها النفس البشرية .. اطفال جياع عراة تقتل اباءهم وامهاتهم امام اعينهم بلا مبرر .. فقط لاشباع غرور المحتل او الغاصب او الحاكم بأمر الله او جندي او قاتل مغرور.. فهل للحزن والالم والمعاناة البشرية حدود ؟؟ لاياسيدي .. لاحدود للحزن .. كم لا حدود للفرح في لحظات الفرح القليلة والنادرة لانسان جبل على الحزن .. وهنا تشترك دموع الحزن التي تعودت عيونه على ذرفها .. لتذرفها نفس هذه العيون في لحظات الفرح ..


7 - تكملة الاجابة
نوري جاسم المياحي ( 2010 / 5 / 21 - 06:10 )

سيدي الفاضل
الحزن والفرح .. الخير والشر .. سمات وصفات انسانية .. تتفاوت بين انسان واخر .. هناك من يتلذذ في افانين التعذيب والقتل والتشويه .. وهناك من يرتجف هلعا وخوفا والما لمن يسمع او يقرأ مثل هذه الاخبار .. فتصور مشاعر من يشاهدها او يتعرض لها ؟؟؟
الانسان الطبيعي (وليس الشاذ او المريض نفسيا او اجتماعيا او متعصب جاهل دينيا ).. هو من يحلق في فضاء الحرية وجوانبها الانسانية الرائعة ويدرك ان الظلم لن يدوم .. ولا الظالم يخلدة ظلمه .. وان الموت مصير الجميع .. والحياة ماهي الا مسرحية كلنا ممثلين فيها وحسب الادوار التي نرسمها لانفسنا .. سواء ادوار خير او شر .. ومع الاسف قلة نادرة من البشر من يدرك هذه الحقيقة المرة ..
سيدي الفاضل
الموت والحياة .. حقيقتان مطلقتان .. وبالرغم من ذلك تتفاوت الاراء في ادراكها .. موضوع طويل لامجال لمناقشتها هنا كما تعلم لضيق الفسحة المسموحة بالتعليق .. قد اتطرق لها في فرصة اخرى .. ولك جزيل الشكر على مداخلتك ..
نوري المياحي
بغداد – الجمعة --- 21 /5 /2010


8 - تعليق يتحول الى مناقشة
نوري جاسم المياحي ( 2010 / 5 / 21 - 12:15 )
اخوتي الاساتذة الافاضل
اشكركم على مداخلاتكم وتعليقاتكم القيمة التي تنير الطريق لكل عراقي يحب العراق واهله والفكر الانساني وسموه .. ويتمنى الخير لاجياله القادمة .. حاولت مناقشة افكاركم التي اتفق معكم بها وان وجد ما اختلف فيه معكم .. فهو لايستحق وصفه بالاختلاف .. جلست لتسطير افكاري حول المطروح فوجدت نفسي سارحة في سيل من الافكار التي لاتقف عند حدود 1000 حرف المطلوبة في التعليق .. ففضلت ان تكون موضوع مقالتي التي سانشرها هذا اليوم ..
وكلي امل ان تنال رضاكم وتوحد جهودنا لرسم خارطة طريق فكرية تستفيد من عبر التاريخ واضحة لمن يأتي بعدنا

اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه