الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علمنة الدولة العراقية والتغير المنشود

حسين محيي الدين

2010 / 5 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سؤال أطرحه على بعض الكتاب ممن يطعنون في عروبة العراق وانتمائه إلى العالم الإسلامي . هل إن إنكار عروبة العراق وانتمائه الإسلامي سببه خيبة أملكم في العروبة والإسلام بتحقيق التغير المنشود أم إن وجود قوميات وديانات أخرى تعيش في العراق سبب لإنكار عروبة العراق وانتمائه الإسلامي ؟أو إن هنالك ضغوطا تمارس من قبل المكونات الأخرى للشعب العراقي من غير العرب وغير المسلمين لإسقاط صفة الأغلبية عن أغلبية سكان العراق ؟ معلوم إن شمال العراق تقطنه أغلبية من العراقيين الأكراد وأقليات من الأشوريين والشبك وحتى الأكراد الفيليبين الذين إلى وقت قريب كان الكرد يرفضون انتمائهم إليهم على أساس أنهم من الإيرانيين . وفيه تنوع ديني مثلما هي ألخارطة الدينية لكل سكان العراق . فهل يحق لنا أن نلغي كلمة كردستان العراق لنستبدلها بكلمة شمالستان العراق ؟ ونوجد نص في الدستور نقول فيه إن الكرد الذين يعيشون في شمالستان العراق ينتمون إلى القومية الكردية وكذلك الأشوريين إلى القومية الأشورية وهلم جرا مع بقية القوميات . أم أن هنالك ميزة يتميز فيها الكرد على غيرهم من العرب وبقية سكان العراق لا نعرفها ويعرفها غيرنا من الراسخين في العلم ! أما أذا كان إنكار عروبة العراق وانتمائه الإسلامي سببه خيبة الأمل في تحقيق التغير المنشود . فأعتقد إن ألأخذ في علمانية الدولة ومحاربة التعصب القومي أو التميز القومي هو الحل الأمثل لتحقيق التغيير المطلوب . وهذا يتطلب منا إلغاء كافة الأحزاب التي تأسست على أساس ديني أو قومي أو مذهبي . لقد نصت الكثير من دساتير العالم على رفض قيام أحزاب سياسية على أساس عنصري أو ديني تجنبا لقيام حروب أهلية طائفية كانت أم قومية . فهل نحن قادرون على إيجاد نص دستوري يؤكد مثل الاتجاه ؟ وكم يتبقى لنا من أحزاب !!!!!!!!!؟ إذا كان حزب عظيم وله تاريخ سياسي مجيد وأكن له كل الاحترام والتقدير قسم نفسه إلى قسمين على أساس عنصري وهو امميي النزعة فما بالك بالأحزاب الأخرى ألتي تقتات على طائفيتها وعنصريتها المزعومة ! أما إذا كانت هنالك ضغوطات تمارس من قبل المكونات الأخرى للشعب العراقي من غير العرب وغير المسلمين فلا أعتقد إن ذلك يتماشى والنهج الديمقراطي المفروض والذي يؤكد احترام رأي الأغلبية وضرورة ألامتثال لقراراته . إن العلمانية الحقيقية والقضاء على أي شكل من أشكال التعصب القومي كفيلة بحل كل إشكاليات الوضع الحالي في العراق . أما قومية هناك وتسامح هنا وطائفية هنا وعلمانية هناك فهذا لايدفع العراقيين إلا للتمسك في وهم العروبة والإسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعصب القومي الى أين
علي العراقي ( 2010 / 5 / 19 - 18:37 )
كاتب المقال يستغفل القارئ الكريم عندما يضعه امام خيارين لا ثالث لهما وهو العلمانية او التعصب القومي والديني وانا اتسائل الا يمكن ان يكون الاسلام المعتدل هو الحل سيما وان الدولة الراعية للعملية السياسية دولة تدعم الاسلام المعتدل وترحب به كما اثبتت دراسات الخارجية الامريكية ومراكز البحوث الاستراتيجية (( الاسلام السياسي المعتدل )) هو الحل


2 - صدقت
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 5 / 19 - 20:02 )
نعم الأسلام المعتدل يمكن أن يتعايش مع العلمانية لأنها لا تميز بين الأديان والمذاهب والقوميات وبالتالي فانها تلتقي مع العلمانيين ولا يمكن أن تصمهم بالكفر كما تفعل السلفية والأصولية المتزمتة والعلمانية لا تتعارض مع الدين بل هي متمم للكثير من جوانبه التي لم يتناولها تبعا لتغير العهود والتطورات الحاصلة في المجتمع والأزهر على سبيل المثال لا يتعارض مع الكثير من مباديء الدولة المدنية بعكس الأحزاب المتزمتة التي تجيز قتل العلماني بأعتباره خارج عن الأسلام


3 - الاسلام المعتدل كذبة
علي الشمري ( 2010 / 5 / 19 - 22:37 )
الاخ الكاتب المحترم
مقالك رائع وجميل ولكن ك لم تذكر انشطار الحزب الاسلامي الى جزئين (الحزب الاسلامي الكردستاني والحزب الاسلامي العراقي)وهنالك الاحزاب الاسلاميةالشيعية المتجزئة ما بين التيار الصدري والمجلس الاعلى والدعوة وحزب الفضيلةوجميعها تتواجد ضمن دائرة الصراعات الفكرية والاجتهادات الخاصةوالتي وصلت الى حد الصراعات المسلحة وهذا يعني وتعقيبا على الاخ المعلق رقم 1 علي العراقي لا يوجد أسلام معتدل بقدر وجود المصالح والمناصب,ومن هنا نستنتج بان لا خلاص لمسيرة العراق المستقبليةالا بنشوء تيار علماني يوحد تطلعات الشعب العراقي نحو المستقبل بعيدا عن التوجه الطائفي والعرقي الضيق....ومسيرة ال7 سنوات الماضية خير دليل على ذلك.
تحياتي للكاتب ,


4 - ردود
حسين محيي الدين ( 2010 / 5 / 20 - 03:51 )
الاخ علي العراقي شكرا على مرورك الكريم . لن استغفل القارئ الكريم وقراء الحوار المتمدن وكما هو اعتقادي نخبة من العلمانيين الديمقراطين اليساريين ممن يعتقدون بأن هنالك حلول لمشكلات مجتمعاتنا بعيدا عن الاسلام السياسي او الاسلام السلفي . حلول تعتمد الديمقراطية والعلماتية والعدالة الاجتماعية والاسلام اذا جاز لنا تقسيمه الى سياسي معتدل واصولي متزمت سوف ندخل في متاهات الوهم والتأويل . الاسلام لا يؤمن بالديمقراطية ولا العلمانية ولا العدالة الاجتماعية كما ننشدها . ولكن ثلة ممن يتوسمون الوصول الى السلطة وبسط الهيمنة وجدوا ان الضروف الحالية غير مهيأة لهم الا بتبني الاعتدال وغض الطرف عن بعض العقائد لحين تهيوء الضروف المواتية . أي الاسلام السلفي الاصولي هذاهو الاستغفال الحقيقي للمواطنين واذا كان ذلك الاستغفال يمر مرور الكرام على بعض المساكين فلا اظنه يمر على من هم خبرو الحياة السياسيةوالوسائلالملتوية لتمرير بعض نواياهم في السيطرة على السطة


5 - ردود
حسين محيي الدين ( 2010 / 5 / 20 - 04:18 )
الاخ الكاتب محمد علي محيي الدين . الاسلام المعتدل ممكن ان يتعايش مع العلمانية .هذا ما تقوله وما اود ان اضيفه على ردك هو ان مدعي العلمانية ومدعي الاسلام يمكنهم ان يتعايشوا مع بعظهم لفترة قصيرة جدا لوجود تناقض حقيقي بين الاثنين ولنا في التاريخ الحديث امثلة كثيرة منها التحا لف السيئ الصيت بين حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي .أنظر الى الكوارث الناتجة عن هذا التحالف تقوية حزب البعث على حساب القوى السياسية الاخرى ومنهم الحزب الشيوعي العراقي نفسه . انظر ان كل الكوارث التي حلت بالعراق سببها هذا التحالف الذي انتهى في ثمانينيات القرن الماضي وبدء الحرب العراقية الايرانية اقول اذا كان البعض يعتقد بان الجرائم التي ارتكبهاصدام حسين يتحمل وحده مسؤوليتها فأنا اعتقد بان قيادة الحزب الشيوعي العراقي انذاك تتحمل معه مسؤوليتها واليوم حيث الاحتلال والاسلام السياسي مستمر في تدمير العراق واعادته الى القرون الوسطى لا ارى من اللائق ان تدافع عن الاسلام المعتدل والاحتلال تحت ذرائع واهية


6 - ردود
حسين محيي الدين ( 2010 / 5 / 20 - 04:29 )
الاخ علي الشمري شكرا على مرورك الكريم ويؤسفني جدا ان اجد من يبرر للاسلام السياسي ويمنحة فيزة مرور للوصول الى السلطة تحت ذريعة الاعتدال والقبول بالعلمانية وكأن العلمانيين بحاجة الى رضا من يدعي الاسلام السياسي . هذا ديدن التبريريين منذ بدء الخليقة والذي هو السبب الحقيقي وراء تخلف شعوب المنطقة . لقد اصبت الحقيقة وشكرا لك


7 - رجال الدين العلمانيين
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 5 / 20 - 15:50 )
الأخ حسين محيي الدين
نعم هناك أسلام معتدل يتماشى مع العلمانية ولا يتقاطع معها ولو رجعنا لكتابات عصر النهضة لوجدنا الكثير من المعتدلين ورجال الدين المتنورين وهؤلاء لا يمكن حشرهم مع غيرهم من المتزمتين والمتعصبين وفي النجف ظهر الكثيرون منهم فالفيلسوف عبد الكريم الزنجاني له الأثر الكبير في عصر النهضة والعلامة الكبير السيد حسين الحمامي وشيخ العلماء محمد حسين كاشف الغطاء وعلامة الشيوخ عبد الكريم الماشطة وشيخ الخطباء محمد الشبيبي والسيد القاياني وغيرهم من رجال الأصلاح والتنوير فأين نضع هؤلاء بين رجال الدين ناهيك عن المتنورين في الدول العربية الأخرى وأن العلمانية العربية تطورت من خلال المؤسسة الدينية ورجال الدين المتنورين فيها وعلينا أن لا نغمطهم حقهم في الذكر والأشادة وأن لا يكون قياسنا على الساسة منهم ومن أستغلوا الدين للوصول الى السلطة

اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل