الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة جدا/تحليق

شينوار ابراهيم

2010 / 5 / 20
الادب والفن


قصة قصيرة جدا/تحليق

الضجر يَكَادُ أَن يَقْتُلَنِي ....أُمِّي لَا تُحِبُّ الْضَّجِيَجَ..... الْصَّمْتُ يَسُوْدُ فِي دَاخِلِ الْمَنْزِلِ....
الْمَلَلُ يَقْطَعُ أنفاسي..... بَدَأَتُ أَتَجَوَّلُ مِن غَرْفَةٍ إِلَى أُخْرَى ....
_ جُوَان … ألَا تَعْرِفُ الْهُدُوءَ …. أَنَا لَا أُحِبُّ الازعاج... اخترق صَوْتُ أُمِّي آذَانِي وَهِي تُطَرِّزُ قِمَاشَا ابِيْضا بتبرّم غامض... وكأنها غَاضِبَةٌ مِن شَيْءٍ مَا.
الْصَّمْتُ.. الْقَلَقُ.. كَلَامُ أُمِّي ... لَا عَوْنَ لِي إِلَّا الخروج من الْمَنْزِلِ... بَرَدٌ قَاتِلٌ .. الرِّيْحُ تَأْخُذُ الْوَرَيقَاتِ الْأَخِيرَةَ بَيْن طَيَّاتِهَا.... لَا أَعْرِفُ مساري....قَطَرَاتٌ مَن الْمَطَرِ تُبَلِّلُ وَجْهِي ...وَعَيْنَاي تَبْحَثَانِ عَن مَلْجَأٍ يَحْمِيْنِي مِن الْبَرْدِ الْقَارِصِ... تَرَدَّدْتُ فِي الْرُّجُوْعِ إِلَى الْمَنْزِلِ...الرِّيَحُ.. الْمَطَرُ أَهْوَنُ مِن الصَمْتِ و القَلَقِ والتبرّم .....لَمَحتُ عُصْفُوْرَا سَاقِطا عَلَى الْأَرْض ، رُبَّمَا طَار مِثْلِي مِن عُشِّهِ هَارِبَا مِن الْصَّمْتِ.......حَمَلْتَهُ وَضَعْتَهُ تَحْتَ مِعْطَفِي.... قَلْبِي يصغي لنبضات قَلْبِهِ ... حَرَارَةُ قَلْبِي مَنَحَتْهُ الْقُوّةَ كما يبدو فبَدَأَ يَتَحَرّكُ .... شُكْرَا يَا صَدِيْقِي... نَطَقَ الْعُصْفُوْرُ الْصَّغِيْرُ: أطلب مني ماتشاء كي أرد لك هذا الجميل......
أُرِيْدُ أَن أَطِيرَ مِثْلُكَ ... هَل تَمْنَحُنِي هَذِه الْأُمَنَيَّةَ؟.
نَعَم ... أَغْمِضْ عَيْنَيْكَ وافْتَحْ ذِرَاعَيْكَ وطِرْ إِلَى الْسَّمَاءِ......
طَارَ العُصْفُوْرُ وَأَنَا مُحَلِّقٌ معه... مغمض العينين وفاتحا ذراعيّ الى الفضاء ... احْلّقُ مثلهُ فِي الْسَّمَاءِ.. فَوْق الْرِّيحِ ... وأحس كَيْفَ تَتَكَاثَفُ الَغُيُوَمُ ثم تنزاح أو تهطل.... حَلَّقَتُ كُلَّ الْيَوْمِ... نَسِيْتُ الْبَرْدَ.. الْمَطَرَ.. قَلْقَ أمي...الْصَمْتَ الَّقَاتِلَ و الْمَلَلَ ... عَانَقَتُ الْشَّمْسَ أَيْضا... وَتَحَدَّثَتُ مَع الْنُجُومِ و رَافَقْتُ الْكَوْاكِبَ....
لَكِنَّ الْظَّلامَ بَدَأ يُخَيِّمُ؛ فَبَدَأَتُ اهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ ...شيئا فشيئا ..
وَدّعْتُ الْعُصْفُوْرَ الْصَّغِيْرَ و شَكَرْتُهُ.... دَخَلْتُ الْمَنْزِلَ.... ايْنَ كُنْتَ كُلَّ هَذِه الْمُدَّةِ؟ سَأَلَتْنِي أُمِّي...
أَنَا كُنْتُ أُحلّق مَع صَدِيْقِي الْعُصْفُوْرِ الْصَّغِيْرِ..
.. فَوْقَ الْشُّهُبِ.... الَى الْقَمر ... الى الغيوم ..الى.......
... أَذْهَبْ إِلى الْفِرَاشِ بِدُوْنِ عِشَاءِ... فهَذَا جَزَاء مَن يَكْذِبُ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_