الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمار جاري

ادم عربي
كاتب وباحث

2010 / 5 / 20
كتابات ساخرة



عاتبني حمار جاري قبل يومين بسبب عدم ذكره في مقالتي الاخيره بشكل خاص , خصوصا وانني بنك اسراره ولا يجد الراحه الا في الجلوس معي والفضفضه لي , فهو من اسره فقيره وكادر من كوادر الحرص القديم للحزب التقدمي الديموقراطي للحمير , وكيف انه خسر زهرة شبابه كمناضل في صفوف الحزب , وهو لا يندم على ذلك , بل فقد رفيقته عمره اثناء فترة النضال من اجل التحرر من استعمار البغال, ولم يتزوج منذ تلك الحادثه وما زال يحتفظ بسلاحها معه كرمز للذكرى والنضال.
وكثيرا كنت استرق النظر من شباك نافذتي وهو يمارس طقوس الفراق لا حياء ذكراها , فللحمير طقوس تختلف عن سائر المخلوقات , ما عز عليه هو عدم استدعائه لحضور مؤتمر الحمير الاخير المنعقد قبل ثلاثة ايام تحت عنوان رؤيا وافاق مستقبليه, وهو الحريص بجميع ممارساته اليوميه والفكريه والادبيه في التنظير للحزب ,حتى ان احد الكتاب من بني البشر هاجمه بمقاله يصفه فيها بالحمار, بسبب مواقفه الراديكاليه من قضية الخمير الحمر.
كان يجهز لذلك المؤتمر منذ اشهر على امل المشاركه , وكان لديه من الخطط المستقبليه الكثير , فقد جهز ورقة عمل اطلعني علبها قبل المؤتمر تتحدث عن ديموقراطية الحمير في فن التزوير وتحديات مستقبليه.
اراد حمار جاري وهو مناضل عريق في تلك الورقه ان يعطي مفهوما اوسع عن الديموقراطيه التي تنتهجها الحمير , ولكنه بسبب ارائه الجديده منع من حضور المؤتمر , اراد حمار جاري ان يضم كوادر من ابناء البشر الى سجل الناخبين تعبيرا عن وحدة الحال ما دامت المصلحه واحده والهدف واحد , بغض النظر عن الجنس او العرق او الدين من منطلق ايمانه بالانسنه التي طالما رفعها شعارا في كل كتاباته وهذا ما حرمه من حضور المؤتمر بحجة التلاعب في سجل الناخبين وتقديم افكار غريبه , وعلى اثرها صدر مرسوم حماري بعينه سفيرا للحمير في جمهورية الكنغو الديموقراطيه.
والغريب انه سالني سؤالا ما زال يحيرني ولم افهم ما يرمي اليه
فقد سالني ما شكل القاعه التي عقد فيها المؤتمر , واين جلس رئيس المؤتمر واستطرد وقرا علي نثرا مما يحفظه من مخزون الشعراء مما زاد في حيرتي حيث قال:
الفرق بين عباد الشمس والياسمين ان الاول ينظر الى اعلى ويقول ما انا الا ما اعبد اما الثاني فينظر الى الاسفل ويقول ما انا الا انا وفي الليل يزول الفرق ويزداد التؤويل , ثم انعم علي بابتسامه مستاذنا لي بالخروج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رمزية
ناهد ( 2010 / 5 / 20 - 19:35 )
وللحمير افكار ومشاعر وانتماءات سياسية وحزبية !! ـ لا أُفضل الرمزية لهذا المستوى المبالغ به .
تحياتي للكاتب العزيز .
سلام


2 - رائع
المتوكل على الحمير ( 2010 / 5 / 20 - 21:28 )
عندي حمار الحقيقه كنت ظالمه لكن بعد هذا المقال ساحترمه وازوجه ومن الممكن ازوجه ابنتي


3 - الحمار القائد
nabati ( 2010 / 5 / 20 - 21:51 )
يعيش الحمار القائد يا يعيش وقد كنتم خير امة انزلت للناس


4 - الاستاذ المبدع ادم عربي
سالم النجار ( 2010 / 5 / 20 - 22:46 )
يسعد مساك
بعد المعاناة الكبيرة للحميار ها هي قضيتهم تعود وتطفو على السطح من جديد بفضل احساسك المرهف واصرارك الدؤوب برد الحق لاصحابه
ومن واجبنا الوقوف مع هذه الفئة المستضعف على الارض


5 - لاخوه القراء الاعزاء
ادم عربي ( 2010 / 5 / 20 - 23:37 )
تحيه لكم جميعا , مروركم يشرفني
كل يفسر ما يحلو له , الموضوع يفسر لالف تفسير ويصلح لجميع قضاياكم
ففيه من الاعجاز الكثير


6 - صباح الخير لجميع الطيبين
حازم ( 2010 / 5 / 21 - 09:32 )
مقال رائع اخي ادم
من زمن ادم وحواء والحمار رمز للصبر والمعاناة فلا عجب ان ينطق ويتحرر. واليك ووللاحبة القراء هذه الطرفة
يحكى انه كان شاب فقير المال وذكي جدا فكر في طريقة للثراء فذهب يطلب مقابلة ملك بلاده ورفض الحراس ولكنه اصر وبدأ بالصراخ . سمعه الملك واذن له بالدخول لبحكي ما يريد ولم يصر على مقابلته.؟ فقال الشاب - اعطني يا سيدي الف دينار وحمار واوعدك اني ساعلمه ان ينطق بليغ الكلام في 3 سنوات. تعجب الملك وقال له ساقطع رأسك لو ما نطق . فوافق الشاب واختار من زريبة الحمير اسوأ حمار والالف دينار وسار به في شوارع المدينة وقد ذاع الخبر بين الناس فقالوا له يا مسكين ماذا ستفعل بعد 3 سنوات ان لم ينطق الحمار ؟ رد
بسيطة جدا - يا بكون الملك مات او اكون انا مت او مات الحمار -- ويسعد صباحكم


7 - حازم
ادم عربي ( 2010 / 5 / 21 - 21:36 )
سكرا لمرورك وللطرفه الهادفه, برايي افضل الحلول موت الحمار
اشكرك


8 - ان الأوان لأعادة الأحترام للحمير
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 5 / 21 - 22:41 )
اخي الكاتب الهمام ادم عربي
بعد مقالتك الجميلة هذه اجدني مناديا بتاسيس جمعية قومية تضم جميع الحمير في الوطن الكبير كي تدافع عن حقوقها المهضومة وعن سمعتها التي لاكتها الألسن
بدون اي مجاملة : لقد استمتعت بهذه المقالة

اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ