الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة الاحسان بالاساءة

ناهد سلام

2010 / 5 / 20
حقوق الانسان


كثيرا ما تتردد هذه العبارة على مسامعي ، واليوم اخذ على عاتقي تبيان انها بعيدة عن الاحساس بالعرفان والشكر وانها لا تزد عن كونها عبارة سلبية يقصد بها التقليل من شأن الانسان المقابل ونقل احساس بالدونية والمنية لديه لاطول فترة ممكنة.

لكل والد يضرب لابناؤه المثل الكبير في تضحياته وتفانيه العظيم لأجلهم اقول ألست الاب العزيز او الام العزيزة اشبعت غريزة الابوة والامومة وهو شعور جلب لكما احساس جميل وكف عنكما شر المجتمع ولسانه حول انسان عقيم ، ومن ناحية اخرى أليس هذا واجبكما تجاه من كنتما السبب في كينونته ؟ أليس واجبكما كفله من مأكل وملبس وتعليم واحترام وحب ؟ أليست مسؤوليتكما ان تخرجاه للمجتمع سالم نفسيا وجسديا الا ما وُلد عليه من اعاقة ما .

لكل حبيب او زوج يمن انه احب وانفق وصبر على مرض او فقر او خصام اقول له او لها ، اليس احساسك بالحب اعطاك شعور ايجابي جميل ؟ أليس تواجد هذا الشريك في حياتك منحك احساس جميل بالسعادة والحب ؟واليس حبك له اشعرك انك انسان معطاء ومحب وانك على قيد الحياه حي لم تمت ؟ اليس كونك انسان استطاع ان يُحب ويُحب قد ساعدك في اشباع حتى لو جزء من احتياجتك النفسية والجنسية .

لكل رب عمل الذي يظن انه لولا الراتب الذي يتقاضاه الموظف او العامل لن يحيا وسينتظر من يؤمن له كسرة الخبز ، هذا الموظف مقابل تلك النقود ألم يُعطك من وقته وصحته وفكره ؟ وربما كان ذلك على حساب امور شخصية اخرى ، اعطيت نقود لكنك اخذت بالمقابل اجزاء من انسان ومن حياته وربما من كرامته .

وحتى ان ساعد احدنا أي متسول في الشارع لربما لن يراه مرة اخرى ، الم يعطه هذا احساس ايجابي انه انسان معطاء او كريم او ذو شخصية مرهفة تحن على الغلابة ؟ وبذلك ارضى غروره ونظر بتفاخر لذاته امام المرآة ، وحاز اعجاب الاخرين ؟

بلغة البيع والشراء هي السرقة والنصب ان تطالب بالثمن لذات السلعة مرتين فتبيعها مرتين وبوقاحة لنفس المشتري ، وانسانيا انت انسان اناني ان طالبت أي انسان كان من ابن او زوج او موظف ان يستمر كل العمر بالولاء لك وان ينطوي تحت جناحك ابى ام رفض الا لانك كنت وكنت وقدمت واعطيت وتفانيت ، الا تتذكر انك اخذت مقابل لكل هذا ، سواء اكان مقابل معنوي او مادي الا انك نلت حقك !؟.
سلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميل ايتها النجمه الصاعده
ادم عربي ( 2010 / 5 / 20 - 20:06 )
هي انانية البشر واشم ايضا رائحة نفاقهم
استغلال الاخر وخاصه الانثى هو جزء من قذارة الرجل الشرقي
لكن انت اعطيت لكل عطاء سبب من الانانيه, الا يوجد عطاء من اجل العطاء فقط
تحياتي ب
ادم


2 - المحبّة
رعد الحافظ ( 2010 / 5 / 20 - 20:26 )
يقول الفيلسوف ميخائيل نعيمة
سقيتُ زهرةً عطشى , فلم تشكرني
لكنّها إنتعشت .... فإنتعشتُ
***
عندما لاننتظر المقابل قبل أي فعل خير
سيكون عملنا خالصاً للمحبّة والإنسانية
تحياتي لكِ دوماً


3 - عزيزتي ناهد
مرثا ( 2010 / 5 / 20 - 21:03 )
سلام ومحبة لشخصك
من عرف المحبة عرف العطاء بدون انتظار لمقابل ،وهذا ينافي طبيعة الإنسان الذي يريد أن ياخذ أكثر مما يعطي ، فقد اصبحت اغلب العلاقات بين الناس تجارية فقط
المحبة تنقي النفس وتنظر فقط لسعادة من نحبهم
تقديري واحترامي


4 - رائعه
سهام فوزي ( 2010 / 5 / 20 - 21:09 )
ناهد لا استطيع القول سوى انها مقالة موجزه ولكنها تقول الكثير
تحياتي عزيزتي وبانتظار مزيد من ابداعك


5 - عمل خير وزته بالبحر
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 5 / 20 - 21:34 )
أظنك قد سمعت بهذا المثل العامي الذي ينطبق في النقاش
هناك رجلا احب فتاة حبا جما واغدق عليها كل غال ونفيس لكنها اتجهت بعواطفها لرجل اخر وحين عاتبها رجلها الأول طالبا منها استرداد الهدايا قالت له : ألم تكن مستمتعا وانت تهبني هداياك ؟؟؟
لعمري يا ناهد ان اجابتها اقنعتني فعلا , فالعواطف والمشاعر لا تشترى
لك دوما اعجابي ومحبتي


6 - العزيزة ناهد
يوسف المصري ( 2010 / 5 / 20 - 23:49 )
الإنسان يجب ان يكون دوما معاطاء لغيره حتى للو كان عدوه
مجانا اخذتم .... مجانا اعطم
لكى كل المحبة والتقدير


7 - الاخت العزيزة والرائعة ناهد
سالم النجار ( 2010 / 5 / 21 - 08:48 )
يسعد صباحك
نعم الذي يعطي يشعر بالسعادة ... ولكن هناك فرق بين من اعطاء وينتظر المدح والثناء لاشباع غريزته ومن اعطا ليسعد من يحب . البشر تتفاوت في مشاعرها ونوايها ، ففي فتراة الانتخابات النيابية تكثر العطايا والاعمال الخيرية (رشوه ) ماتلبث ان تنتهي بأنتهاء الانتخابات واذا فشل صاحبنا يخرج علينا ويعدد مناقبه واعماله ويقول اكلوا خيري وانتخبوا غيري. ولا يخرج عن هذا الاطار المثل الذي ساقه العزيز الحلو بمقايضة المشاعر والاحاسيس بالمال والهدايا. وبالمقابل هناك اشخاص فعل الخير متأصل في نفوسهم وجزء من حياتهم لا ينتظرون حمداً أو ثناءاً يبحثون عن اي محتاج وسائل ويقدمون له المساعدة دون ان الاعلان عن انفسهم


8 - صديقتي
Nahed ( 2010 / 5 / 21 - 11:13 )
ما تحتويه مقالتك من منطق عقلاني، وإنسانية شفافة جعلتني أبحث في نفسي عن مرّات فكرت فيها بظلم البعض لي ومقابلتهم -إحساني لهم- -بالإساءة- لي.... أتفق معك هذه هي الإنانية عينها ونكران الإحساس المرضي الذي نشعره كوننا كنا -محبين، ومحسنين-.... سأعيد التفكير في إحساسي نحو البعض وأحاسب نفسي قبل أن ينطق لساني بما قدمت من مشاعر مقابل لا شئ... أشكرك على المساهمة في الرقي بإنسانيتنا


9 - صديقتي
Nahed ( 2010 / 5 / 21 - 11:13 )
ما تحتويه مقالتك من منطق عقلاني، وإنسانية شفافة جعلتني أبحث في نفسي عن مرّات فكرت فيها بظلم البعض لي ومقابلتهم -إحساني لهم- -بالإساءة- لي.... أتفق معك هذه هي الإنانية عينها ونكران الإحساس المرضي الذي نشعره كوننا كنا -محبين، ومحسنين-.... سأعيد التفكير في إحساسي نحو البعض وأحاسب نفسي قبل أن ينطق لساني بما قدمت من مشاعر مقابل لا شئ... أشكرك على المساهمة في الرقي بإنسانيتنا


10 - ردود للاحبة القراء
ناهد ( 2010 / 5 / 21 - 11:43 )
شكرا للجميع المرور والتعليق اتفق معكم ، لكن معلوم لديكم ان السلوك الانساني مدفوع بدافع ما ، ما انكرت ان هذا الدافع قد يكون ايجابي فما الضير اعزائي !!
** العزيز ادم العربي، على الاغلب هي الانانية التي تدفع البعض لترديد هذه العبارة ، والرغبة في التملك والاحساس بالسيطرة ، تحياتي لك ، واظنك قد اخفقت المرة في الترجمة فانا لا انفي ان يكون الدافع نبيل للمساعدة لكن بالضرورة يوجد دافع لها في نفسية من يساعد .
**المحب الانساني ابو سيف ، المحبة هي وقود العطاء .
** العزيزة الكاتبة مرثا ، نعم علاقات مادية ، لا زلت اعتقد رغم اتفاقي معك ان حتى احساسنا بالمحبة يعود علينا بشعور جيد لذلك نحن نحب ونعطي ليس فقط لاجل الشخص المقابل وانما سعيا منا وراء ذلك الاحساس الجميل من اننا نساعد ونعطي .
**العزيزة سهام تحياتي لك وشكرا لدعمك .
سلام


11 - ردود للاحبة القراء
ناهد ( 2010 / 5 / 21 - 12:00 )
**الصديق الصدوق محمد ، يدخل البهجة لقلبي مرورك وتعليقك بشكل غير معتاد فكيف ونحن متفقان على ذات الامر ، نعم عزيزي من يُحب ويُهدي الهدايا يشعر بلذة الحب وهو هذا المقابل المعنوي الذي رميت اليه في مقالي ، تحياتي لك .
**العزيز يوسف تحياتي لك وانت تمثل لي الجانب الايجابي من الدين .
**حفيد الانبياء والمرسلين العزيز سالم ، هناك هدف واضح وجلي لذواتنا من المساعدة وهناك اهداف قد لا نعيها لكن هذا لا ينفي وجودها ، تحياتي لك .
**صديقتي العزيزة والوحيدة ناهد، دوما علقتي على كتاباتي في الخفاء ع الماسنجر واليوم ظهرت للعيان ، اظنك حبيبتي اكثر القراء قد وصلتلك رسالة المقال ، ما اروع كونك تحاسبين ذاتك ، نيالي فيكي سأنشر لاجلك اليوم تلك الخاطرة التي احببتيها دوما اكراما لظهورك الغالي .
سلام


12 - مساءالخير لجميع الطيبين
حازم ( 2010 / 5 / 21 - 17:01 )
مقال رائع .. وأستراحة أجبارية لكل قاريء ليختار اي نوع من البشر هو . ويحكم ضميره وسينتصر الحب . يسعد مساكم


13 - تحية للزميلة ناهد
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 21 - 17:25 )
العزيزة ناهد
موضوع جميل وفيه الكثير من الحس الإنساني
تحياتي


14 - ردود للاحبة القراء
ناهد ( 2010 / 5 / 21 - 22:39 )
**العزيز حازم شكرا للمرور والتعليق .
**الكاتب المميز الحكيم ، تحياتي ، شكرا للمرور .
سلام

اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء