الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحولات -بروتيوس-(*)

عامر عبد زيد

2010 / 5 / 20
الادب والفن


إلافق البعيد يظهر أن الأشياء تتغير بتغير آليات إنتاج الواقع التي تعكس السلطة المهيمنة والخطاب الذي يمنح قوتها الشرعية ، وكانت تلك السلطة التي تنتج الواقع بقدر ما تمتلك من رأسمال رمزي يعاضد القوة التي تمنح المعنى الإمضاء الأخير ذلك الإمضاء الذي يرتدي عباءة الغيب وتعالي مصدر شريعته على الرغم من أنها مجهريه في ما صدقها إلا أنها في تصوراتها المتعالية كليه الدراية والقدرة التي تخترق الأجساد عبر قبسها المتواري عن الإبصار "الروح "التي تمثل القناة التي تعلي من أصل الإنسان المتخيل الذي تشكل عبر الحكايات الكبرى عن البدايات الكبرى التي مازال أثرها يتردد عبر النصوص والطقوس وهي تشد الإنسان بخيط سري لتعلقه بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي الذي يغدو عالمنا بمثابة نسخه مصطنعة عنه إلا أنها واهية هذا ما أخبرتنا بها عرافات الاورفية وكهنتها وما كرره سقراط وأفلاطون وهما يحاولان تعقل تلك العلاقة مع العالم الافتراضي عالم المثل وما يتركه من منظومات اتخذت من الكنيسة حله من التلبس وهي تجمع بين المعبد والكنيس ؟زادها كلمات افتراضية عن الروح والتقشف والشيطان وهاوية اوزيريس التي أعدها في باطن الأرض ما كانت سوى كلمات لغة صيرت وخلقت عوالم متخيلة ترددت صرخاتها عبر محارق الرومان للمسيحيين وهم يرددون طوباوياته تلك بوصفها انعكاسا لعوالم بديلة تعكس سياله من التخيلات الاورفية التي جاءت لانعكاسات صرخات اودونيس واوزيريس وما يتحولان الى مخيال جمعي في منطقة الشرق القديمة التي مدت أثارها إلى اليونان من خلال الرحالة او المستعمرات الشرقية والتي نضجت في مخيلة اليونان لتعود مع الاسكندر تخيلات خارقة إعادة للفقراء البحر الميت البديل عن موت النصوص اليهودية على يد الفريسين لقد دونوا وهم ينتظرون المخلص من خلال انتحال الإله الميت بنسخه المعدلة يونانيا حيث هنا نضجه تحولات " بروتيوس "يوتوبيا النص الذي غدى مع الكنيسة النص المؤسس وتمت قراءته من اجل قتل تحول " بروتيوس" خصوصا في النص الرسمي الذي تم انتقائه وحرق ما يعارضه وينشر سر التحول الهرطقي .إلا أن تلك التحولات بقيت من خلال النصوص الهرمسية التي منحت النص تحولاته المستمرة وصولا لما بعد الحداثة، أن الناظر في فترة ما قبل الحداثة (القرون الوسطى)، يجد أن المرجعية الدينية (الكنيسة) كانت هي المركز والأصل في تحديد علاقة الإنسان بمجالات الحياة الكنيسة هي ظل الغيب ! وبالتالي فهي المتحدث باسمه ! وهي الواسطة التي تملك الحق المطلق في بناء تصورات الإنسان .ومن خلال هذا الاحتكار استطاعت السيطرة على المجتمع، وإخضاع الملوك والإقطاع ، الذي وجد فيها خير سند روحي في إخضاع الفلاحين كعبيد بمرسوم متعالي ، يسبغ الشرعية بقدر ما يتحكم بالأرواح .لكن سرعان ما تحول التحالف الى عداوة بين الاثنين ساهم الملوك في إضعاف الكنيسة ودعمت الكنيسة تحولات السلطة الى التعاقد كيدا بالملوك حتى اكتمل التحول مما جعل الأمر يغدو لدى مفكريّ القرن التاسع عشر قناعة لا يمكن الارتياب بصحتها تقول بأن مركزية الدين الثقافية أمست شيئاً من الماضي.
وكانت هذه هي البذرة الثانية للحداثة (العقلانية)، فبدلاً من التمركز حول الكنيسة أصبح التمركز حول الإنسان، وحينها أضحى الإنسان هو المعيار الوحيد بدلاً من النصوص المقدسة بوصفها مصدراً للمعرفة والقيم، أمسى العقل والتجربة مصدراً للمعرفة والقيم اذ غدت البعد الذاتي هو أساساً في المعرفة على أنقاض المنهج المدرسي الأرسطي وعادت من جديد رهانات التحول لدى بروتيوس وهو يزيل تلك الخيوط التي خاطتها الكنيسة حول محياه وما أقرته عقلانية أرسطو من قوانين تقيد الفكر وتهيمن عليه من خلال أوهامها في المسرح والقبيلة والمعرفة ؟
هذا الانزلاق بدا مع كوبرنيك قذفت بكل التأويلات عرض الحائط عندما جعلت من الأرض التي حل بها الرب بوصفها مركز الكون وغايته، وجعلت منها بقعة صغيرة على كوكب من المرتبة الثالثة يدور حول شمس .ثم جاء نيوتن ووجه ضربةً أخرى قرَّر مبدأ السببية الذي يحكم نظام الكون اذ الكون خاضع لقوانين ثابتة منتظمة وصارمة، لا تقبل الخصوصية والهوية .
لكن في ارتحالاتها وانزلاقاتها المستمرة في سيولتها تحولت التأويلات من مركزية الذات الحداثة (الهيومانية) إلى مركزية الموضوع من تأويلات الوجودية إلى تأويلات البنيوية


*بالكائن الأسطوري الغريب "بروتيوس" الذي تروي الأوديسا قصته بإنه كائن لايستقر على حال واحدة، فهو في طور أسد وفي طور ثعبان وفي طور إنسان....إلخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنا صدم الفنان عباس ا?بو الحسن سيدتين بسيارته في الشيخ زايد


.. إيران تجري تحقيقا في تحطم المروحية.. وتركيا تتحدث عن رواية ج




.. ضبط الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في الشيخ


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 20 مايو 2024




.. عوام في بحر الكلام -الأغاني المظلومة في مسيرة الشاعر إسماعيل