الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2004 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الكون هذا الفضاء الواسع اللامتناهي والذي يحتوي على مليارات الاجرام من نجوم وكواكب وتوابع منتشرة بشكل عشوائي في ارجاء الكون , وكلها في حالة حركة دورانية وكل له مدار منذ اعماق الزمن السحيق , وقد شاءت الصدفة ان تتوفر الظروف الملائمة لنشوء الحياة على سطح احد الكواكب , وهذا الكوكب صغير جدا بل متناه في الصغر واسمه الارض , وقد كان ذلك قبل بضعة ملايين من السنين . نعم بمحض الصدفة توفرت هذه الظروف فأدت الى نشوء خلايا حية في الاحواض المائية في المناطق الدافئة من سطح الارض . ومثل هذه الظروف لم تتوفر لكثير جدا من الكواكب ولذلك بقيت على حالها كما هي منذ ملايين السنين . هذه الخلايا انما هي عبارة عن كائنات حية احادية الخلية تعيش في المياه , ثم بعد ذلك وبمرور الزمن حدثت على هذه الكائنات عمليات تطور مستمرة ادت الى حدوث تغييرات عديدة نجم عنها نشوء فرعين رئيسيين لهذه الكائنات , الفرع الاول هو فرع النباتات والتي اتخذت خصائص خاصة بها , والفرع الاخر هو الحيوانات والتي تميزت هي الاخرى بخصائص خاصة بها تميزها عن النباتات , وقد استمرت عمليات التطور التلقائية وتشعب كل فرع الى مئات الالاف من الانواع , وفي النهاية ظهر الانسان بعد تلك السلسلة الطويلة والمعقدة من عمليات التطور في عالم الحيوان , ظهر الانسان كأرقى كائن حي على وجه الارض وذلك لما تميز به من عقل مبدع خلاق وخيال خصب عميق , وكان عقله هو سلاحه في الصراع ضد الطبيعة وضد الحيوانات الاخرى التي تنافسه على الغذاء او تستهدفه هو بالذات كغذاء لها , فكان الصراع من اجل الحصول على الغذاء هو صراع من اجل الفوز بالبقاء , وفاز الانسان واصبح سيد الكائنات الحية جميعا بالرغم من انه ليس اكبر الحيوانات حجما ولا اقواها بدنا .
ان جميع الكائنات الحية على كوكب الارض ـ ونحن جزء من هذه الكائنات ـ نخضع جميعا خضوعا تاما لسلطة قوانين الطبيعة المادية ( القوانين الكونية ) ولكننا نحن البشر نتميز بامتلاكنا لقيم اخلاقية لا تخضع لسلطة قوانين الطبيعة المادية , هذه القيم انما هي نتاج الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها البشرية عبر تاريخها الطويل , ونتاج الالام والمعاناة التي قاستها الشعوب خلال الحروب والمعارك الدامية التي رافقت تاريخها , واننا في الوقت الحاضر بحاجة الى اعادة النظر بتلك القيم والمفاهيم لكي نختار منها ما يناسب عصرنا الحالي ونترك ما هو غير مناسب , أي اننا بحاجة الى عصرنة تلك القيم والمفاهيم والاعراف التي اوجدها الانسان القديم . وهذا ما تم تجسيده في العقيدة العالمية الجديدة ( عقيدة العصر الجديد ) .

. ان العقيدة العالمية الجديدة تتعامل مع قوانين الطبيعة المادية بالدرجة الاساس مع مراعاة القيم الاخلاقية التي يتميز بها البشر فقط بأعتبارهم أرقى الكائنات الحية الموجودة على سطح هذا الكوكب , فنحن البشر بحاجة الى هذه القيم لنشعر بانسانيتنا وبقيمة وجودنا وبطبيعتنا البشرية كما اننا في الوقت نفسه لا نستطيع ان نتجاهل سلطة قوانين الطبيعة المادية علينا . واستنادا الى كل ذلك استنتجنا الثوابت المبدأية الاتية والتي أعتمدناها في صياغة فلسفة العقيدة العالمية الجديدة.

أولا : ثوابت الطبيعة المادية : ـ وتتضمن
1 ـ مكونات الطبيعة المادية : وتشمل المادة والطاقة والحركة .(( الوجود = المادة + الطاقة + الحركة ))
2 ـ قوانين الطبيعة المادية : وتشمل قوانين الفيزياء والكيمياء والاحياء والتي تتحكم بخواص وسلوك كل من المادة والطاقة والحركة . (( قوانين الوجود = قوانين ( الفيزياء + الكيمياء + الاحياء ) ))
3 ـ سمات قوانين الطبيعة المادية : وهي الشمولية حيث الامتداد في كل مكان , والابدية حيث الامتداد في كل زمان , والثبات حيث انها غير قابلة للخرق او للافناء , بمعنى لايمكن الغائها او تحويلها الى عدم . (( سمات قوانين الوجود = الشمولية + الابدية + الثبات ))
4 ـ المعادلة الكونية : وهي معادلة تبين الترابط الجدلي القائم بين العناصر الثلاثة المكونة للوجود وهي المادة والطاقة والحركة . (( المعادلة الكونية ....... المادة + الطاقة = الحركة ))
5 : مبدأ ثلاثية الكينونة : وهو مبدأ قائم على وجود علاقة بين كينونة الكائن ( الموجود ) من حيث مكوناته أو خصائصه او تأثيراته او ابعاده وبين العدد ( 3 ) , ويبدو ان هناك سرا ما بين العدد ( 3 ) وحقيقة هذا الكون . (( كينونة الكائن = س + ص + ع ))
6 ـ مبدأ المصادفة : وهو مبدأ قائم على احتمالات نابعة من العشوائية في حدوث تقاطع بين كائنين متحركين او اكثر او احدهما متحرك والاخر ثابت , والتقاطع عبارة عن التقاء بين هذين الكائنين في نفس النقطة وفي نفس اللحظة من غير تخطيط مسبق , او تكون العملية معاكسة أي بوجود تخطيط مسبق للالتقاء ولكن بالصدفة لا يحصل الالتقاء , وهذا المبدأ له وجود في عالم البشر وهو ما يدعى ( الحظ ) . (( المصادفة أو الحظ = المكان + الزمن + الحركة ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل