الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاكرةُ الماءِ المنسيّة ...

وفا ربايعة

2010 / 5 / 21
الادب والفن


(1)

لا شيءَ يُقوِّضُني ..
سوى انهزاميّةُ اللونِ
في عتمِ الفراغ ..
مَنْ ردّني إلى الصورةِ الممزقةِ
مع البحرِ والرياح ؟؟
لاجلِ أن يُمنحَ الفجرُ
مئةَ حُزنٍ ..
وينتهي صًخبُ الوقتِ
بدايات على الأرضِ ..
أكسرُ الظلَّ فيكسِرُني
ملءَ سُكونِ الغيمِ الراسي
على شاطيءِ السطرِ ..
فها هُنا مع الغيب ..
ستنتهي اللغةُ الحزينة !!!

(2)

لا شيَ يُقوِّضُني ..
في ألفيّةِ القُبورِ المُطّلعةِ
على علوِّ الياسمين
لحكاياتِ تشرينَ ..
تكتُبُ أمواجُ المُهورِ المُسرَّحة
جُثثَ الأرضِ المُمددةِ
إلى السراب ..

لأنني أقتاتُ على انعداميّةِ
الشيِءِ في الأشياء
وأُرتِبُ السُكونَ في عينينِ
مِن موتْ ..
على سُطورِ السخطِ والشقاء ،،
لأنَّ تعتيقَ الشوقِ في الأنفاسِ
يحرِقُني ..
لأنَّ شُموليّةَ الماءِ في الزهرِ
تحرِقُني ..
وما أنا إلاّ ..
ما يُشبِهُ رِجلَ الورقِ
في عُمقِ الهواء ..
وما أدري ..!!

- ما يملِكُني - الآن
في ظُلمِ الأسودِ من الألوان
إلا ..
تشريدُ الضوءِ في السواد ..
عندما ماءاتُ المدادِ ترفعُ
الصحاري مراعٍ هادئةَ العُشبِ

ذاكَ تصويرُ اللونِ ..
في جسدِ المكان !!


(3)


لا شيءَ يُقوِّضُني ..
سِوى أنَّ العتمةَ تفتعِلُ وهجَ الضوءِ
في مشاهِدِ وجهي ..
أكادُ - ألمحُ جماهيرَ السعَفِ
تقِفُ بتصفيقِها
كما أنا الآنَ
حينَ يُدرِكُني غيمٌ ماطِرٌ
في وجعِ الأشياء ..
ويحلو سُكُرٌ مشدوهٌ لقوميّةِ
الورق - الانتحار
تلكَ الصورةُ المُعلّقةُ
بينَ رملِ الواقعِ وصدّفِ الضُعَفاء ..
فــ خِتمُ الوجعِ الرابضِ
لا زالَ يُغنّي ..
" لوّ أنَّ زهورَ العتمةِ في الضوءِ
تُبارِكُني .. فأراني !! "
- كم يلزمُ من معقوليّةِ الصوتِ
كي يكفيني شفَقُ اللوزِ المُتكسِّرِ في النيران
وألمحُ جموعَ الدُخانِ المُرتَّلِ
مرّةً تلوَ المرّة ..
(...) أراها وُجوديّةً كأفكاري ..
فأصمِتْ !!

(4)

لا شيءَ إلى الآن يُقوِّضُني ..
سِوى..
ذاكرةُ الماءِ المنسيّة
وفراغُ السُطورِ الثمِلةِ
بنزواتِ الحروف ..

بناتُ الليلِ أفكارُنا ..
ووسائدُ الغيمِ أحلامُنا ..
دونَ مُقدِّماتٍ تُقَدِّسُ مذبحَ الكلمات
وتغلقُ الأبوابَ حينَ " شعوراً "
طائشاً ..
يهمسُ الغياب
ويُدَنِّسُ مدينةَ اللونِ
ويرحل !
يُحيي فيَّ داءُ الرمادِ
مراكِبَ الدُخان ..
ويصقُلُ أخشابَ الجسدِ
في المحرقة ..
ويُمارِسُ اللون ..
علّني أعود ..
علَّ الزهرَ يَسود ..
أرضَ الوقتِ الرماديّةَ ..
من أشلائي ،،
فلا أراني .. - ليتني أراني !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07