الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفوضية الانتخابات .. تبسيط ماحدث

عمران العبيدي

2010 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لايمكن تجاوز ان مفوضية الانتخابات هي الان بطلة الساحة السياسية، فهي الجهة الرسمية التي يمكن ان تحدد الفائزين في الانتخابات وفقا لصناديق الاقتراع، واستطاع اعضاؤها ان يعطوها بعدا اعلاميا كبيرا كونهم اصبحوا ابطالا تلفزيونيين طيلة الفترة السابقة بسبب ظهورهم المتكرر على الفضائيات وبجميع كادرهم واصبحوا مصدرا خبريا وبدون تنسيق، وكان ذلك واضحا من خلال التصريحات المتناقضة التي افرزتها وبوضوح المرحلة السابقة.
المفوضية حاولت جاهدة الدفاع عن موقفها وابراز نجاحاتها وبيان نزاهة الانتخابات ودقتها، بل ان اعضاءها كانوا يجادلون في ذلك ويكررون على مسامعنا الاشادات الدولية في نزاهتها وعدم وجود خروقات مؤثرة في الوقت الذي تجاهلت الاعتراضات الداخلية على النتائج.
حاولت المفوضية جاهدة التقليل من اهمية الاعتراضات وأن لااساس لها من الصحة، بل اعترضت كثيرا على الفرز اليدوي، وخلال تلك الفترة ايضا ظهر اعضاء المفوضية يؤكدون عدم تغير النتائج وأن ما ثبت من خروقات ليس بالشيء المهم، معتقدة (اي المفوضية) ان المهم هو احتفاظ الكتل بنفس النسب دون اعطاء اي اعتبار لتغيير ثلاثة اسماء في قائمتين وكأنه شيء طبيعي وبسيط، فتغير الاسماء ليس مهما في نظر المفوضية مادامت النسبة باقية على حالها متناسية ان ذلك يؤشر على وجود خلل دائما ماحاولت المفوضية ابعاد شبحه عنها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما البساطة التي تجدها المفوضية بتغيير ثلاثة اسماء في محافظة واحدة؟ ألم يكن ذلك غبنا لاشخاص هم احق من المستبعدين، والسؤال الاخر هو ماذا لو جرى ذلك على محافظات اخرى أو اصرت بعض الكتل في المضي بشكواها في تلك المحافظات، عندها ماذا سنكتشف؟ وهل تبدل اسم في بقية المحافظات ليس مهما في نظر المفوضية ايضا؟ اذن ما المهم في نظرها؟
ان محاولة التبسيط ليست سوى محاولة إستغفال للناخب عندما يتم تصوير مثل هذا الحدث انه حدث عابر او خطأ طبيعي كما انها تجاهلت من الممكن ان تكون خلف هذا الخطأ امور اكبر، والادهى من ذلك لم تعلق الكتل السياسية او القوائم على ذلك !!
في بريطانيا مثلا جرت مؤخرا الانتخابات واكتشفوا خللا واحدا تمثل بتصويت شاب في الرابعة عشرة من عمرة وهو لايستحق التصويت بسبب السن القانوني وقد توقفوا عنده طويلا وتساءلوا كيف حدث ذلك ؟ لأنه في نظرهم دليل على وجود خلل كبير، ليس لانه سيغير النتائج او يقلبها بل لانه دليل على وجود خلل يستوجب المعالجة لأنه يمكن ان يتطور او يؤدي الى خلل اكبر.
اما مفوضية الانتخابات العراقية فأنها مصرة على التقليل من ماحدث ثلاثة اسماء وعزائها ان لاتغيير حصل في نسب الكتل دون التفكير جديا بأن ما خفي كان اعظم.
اخيرا علينا ان نقارن بين مايحصل هنا ومحاولة تبسيط الاشياء ومايحصل هناك من التدقيق في ابسط الامور ولكن يبدو ان الاجابة جاهزة اننا ديمقراطية ناشئة ويا لها من يافطة عريضة تمر من تحتها عظائم الامور!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل