الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا ومبدأ : المال والرجال

عصام البغدادي

2004 / 8 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في تصريحه الاخير الذى قال فيه وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان:
ان ايران هي العدو الاول للعراق ، التصريح الذى اعتبره موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي واياد علاوي سعادة رئيس الوزراء العراقي ( القاب حلوة ) اعتبراه مجرد تصريح شخصي ، وليس موقف الحكومة العراقية المؤقتة ، وهذه طريقة واحد يرفع واحد يكبس ، وهو النهج الايراني منذ 1979 بعد قيام مايسمى بدولة الجمهورية الايرانية الاسلامية بعد ان لبس مجموعة من السياسين عباءة الدين لحكم ايران واعادتها قرون اخرى للوراء ، التصريح لم يعجب بالطبع حكومة الملالي ولاتزال قناة العالم الفضائية الايرانية المعنية بالشأن العراقي اكثر من ان تقدم صور الواقع الايراني الحقيقية لا تزال تطبل وتزمر ضد هذا التصريح الصادق والجرىء.
ايران كانت وستبقى العدو الحقيقي للعراق ولكل العرب ، هذه حقيقة تاريخية تلخصت بعبارة عمر بن الخطاب : ليت بين الفرس والعرب سور من النار ، والبرهان سهلا للغاية اذا توجهنا بالسؤال : ماذا قدمت ايران للعراق المجاور لها وللعرب منذ 1979 بعد قيام ما يسمى بدولة ايران الاسلامية لغاية اليوم ؟ بالطبع لاشىء في حين هناك دول اسيوية قدمت للعرب الكثير ، في حين ايران ناصبت العراق العداء منذ سقوط الدولة الصفوية ولغاية اليوم ، ومنذ اتفاقية عام 1937 مع العراق لم تتوقف ايران يوما واحدا عن دعم كل ما يقلق استقرار العراق على اختلاف حكوماته المتعاقبة . ولاتزال تطالبه بدفع تعويضات الحرب وهي شريكة في الحرب ساهمت في تدمير العراق على مدى سنوات الحرب الثمانية ، ثم اي تعويضات هذه التى يتحدثون عنها وقرار مجلس الامن 598 في 8 أب 1987 مضى عليه سبعة عشر عاما لم تنفذ ايران منه سوى وقف اطلاق النار فقط؟؟

لكن هذا لايعنى ان يصبح وزير الدفاع العراقي الموقت اداة بيد الولايات المتحدة تستخدمه متى تشاء سيما وان بدايات الحروب كانت عبر التاريخ اما تزوير وثائق او تصريحات غير واقعية خارجة عن المالوف والمتدوال في اسس التعامل الدولي تنتهى بانتهاكات حدودية خاصة بين الدول المتجاورة او سوء فهم للحقائق ونكرانها.

ولايوجد اليوم عراقي واحد يعتقد بصحة توقيت تلك التصريحات ، لان العراق حاليا في وضع معقد ينبغى الخروج منه بشكل دقيق ومناسب ، وليس مطلوبا في مثل هذا الظرف ان يزج بالعراق في اتون معارك جانبية اضاقية سواء على مستوى الاعلام او السياسة ، صحيح انهم لايختلفون كثيرا عن دولة الكلاب أو دولة الشحاذين المجاورتين للعراق ، ورغم ان ايران لم تساهم ابدا في استقرار منطقة الخليج منذ ما ينيف عن سبعة وستين عاما، لكن الوضع لايتحمل مزيدا من المشاكل ، ولايعنى اسناد الولايات المتحدة لوزير العراق ، ربما بالعهود او المخططات السرية التى تحاك في دوائر البنتاغون ، انه سيكون قادرا على جعل الاراضى العراقية منطلقا لاعتداءات قادمة ، فلقد وعى كل عراقي الدرس من حرب صدام-الخمينى التى فتكت بشباب البلدين وعطلت اقتصادهما وادت بالعراق للسقوط تحت الاحتلال الاجنبي ، لا ابرء نظام ايران من مسؤولية المساهمة بالوصول الى هذا الوضع لان الفرس كانوا على مدى التاريخ اعداء اشداء للعرب ولو نبشت في كل سجلات التاريخ لن تجد مخطوطة واحدة تثبت حسن نوايا التعاون بين ايران والامة العربية عدا الفترة بين 1980-1990 التى تعاونت طهران فيها مع دمشق على قاعدة :عدو عدوى صديقى. وكان ذلك التعاون ثمنا للمواقف السياسية لم يخدم سورية الا لمرحلة قصيرة تثبت قصور الوعى السياسى لكلا الطرفين.

أذا كانت هذه التصريحات تباشير مؤشرات امريكية لعمليات قادمة ضد ايران بسبب اصرار الاخيرة على مسألة أمتلاك الاسلحة النووية ، فلتذهب الولايات المتحدة تقاتل ايران بقواتها وجنودها لكن ليس باستخدام ابناء العراق باسلحة امريكية كما فعلت السعودية حينما كان تعاونها مع صدام وفق مبدأ : "علينا المال وعليك الرجال" ويبدو او الولايات المتحدة تريد ان تطبق ذات المبدأ من جديد او التلويح باستخدامه وابقاء منطقة الخليج تحت مطرقة الفرس والاميركيين مرة اخرى.

اللهم احرس العراق من شرور الدولتيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم