الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للاعلام دور كبير في اشاعة القيم الديمقراطية

شذى الجنابي

2010 / 5 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اكاديميون وناشطون :

للاعلام دور كبير في اشاعة القيم الديمقراطية

بغداد – شذى الجنابي
مفهوم الديمقراطية في العراق مفهوم غائم وغير واضح بسبب عدم توفر أسس ومسلتزمات البناء الديمقراطية. لان التحول والبناء الديمقراطي يتطلب وسائل اعلام وتنسيق ثقافي وسياسي في أنماط السلوك والعلاقات بين الدولة والمجتمع وبين مختلف القوى السياسية والاجتماعية وبين الأفراد والجماعات . ومن اجل القاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع كانت لنا هذه اللقاءات مع عدد من الاكاديميين وناشطي المجتمع المدني .

اضافت الناشطة سهى عبد الرسول الكفائي : ان الديمقراطية ليس فقط مجموعة من الأفكار والمبادئ تكتب في نص الدستور ، إنما هي ممارسة وسلوك مجتمع متكامل لتلك الأفكار والمبادئ والحقوق . لذلك يعتبرالوعي السياسي للمجتمعات هو الأساس في التطبيق الفعلي للديمقراطية. وأن أي أنخفاض في نسبة الوعي يهدد الديمقراطية كمفهوم وسلوك. وعلى الرغم من تطلعات الشعب العراقي الى بناء مجتمع ديمقراطي, إلا أنه يعيش حالة من التسطيح الفكري لمفهوم الديمقراطية. وهذا التسطيح ينعكس سلباً على الانجاز الديمقراطي البطئ في العراق الذي جاء من أجله التغيير. وتقع مسؤولية الوعي الديمقراطي على عاتق وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وبالذات الاحزاب السياسية التي تساهم في بلورة الفكر السياسي لدى الشعوب. إن كانت تلك الاحزاب تحمل نضوج سياسي متكامل ومؤهلة لمسؤولية تصديرالوعي السياسي وثقافة الديمقراطية للمجتمع!! وأي بناء ديمقراطي يتطلب تجديداً مؤسسياً وثقافياً وسلوكياً لكل المنظمات السياسية والاجتماعية والثقافية في المجتمع.

اضطراب المشروع السياسي

ويرى الباحث الاعلامي الدكتور عبد النبي خزعل : ان الاعلام افرازاً وتأسيساً ينطلق من داخل المشروع الديمقراطي،والمشروع السياسي ديمقراطيا كان او غير ديمقراطي هو الذي يرعى الاعلام ،والاعلام يرافق ولادة وتطور المشروع السياسي الديمقراطي،ويلعب دورا مهما في اشاعة الثقافةالديمقراطية ، ويشكل ركيزة مهمة من ركائز البناء الديمقراطي ومن دونها يبقى البناء هشا، والمشروع الديمقراطي في العراق وبواقعه الحالي لايمتلك رؤية واضحة ومنهجية دقيقة لطبيعة الواقع ومعطياته ومتطلبات النهوض به وبمعنى ادق ان المشروع الديمقراطي ذاته غير مكتمل في جوانبه النظرية، ناهيك عن مقتضيات التطبيق العملي .
اما معوقات الاداء الاعلامي فيشير خزعل الى عوامل عديدة منها : قصور التمويل المالي لوسائل الاعلام او انعدامه في بعض الاحيان واقتصار الدعم على وسائل الاعلام الرسمية ، فضلا عن غياب مؤسسات الاعداد والتدريب للعاملين في مجالات الاعلام وقنواته وكثرة الطارئين على العمل الاعلامي الذين لايملكون المؤهلات اللازمة ، او يقوم البعض منهم باداء ادوار لصالح احزابهم او كتلهم السياسية ، وفي بعض الاحيان يحدث تقاطع بين رؤية الاعلام ورؤية المؤسسة السياسية وعدم وجود مرونة من قبل المؤسسة السياسية ،اذ تعد الاعلام تابعا لها في بعض الاحيان، وقد يحدث هذا في ظل عدم وجود نظرية اعلامية متكاملة وخضوع الاعلام للتقلبات السياسية السريعة في مراكز القرار السياسي،وقد يكون احد اسباب تعثر الخطاب الاعلامي وقصوره راجعاً الى غياب او عدم وضوح المشروع السياسي او عدم اكتماله ونضجه او انعدام مقبوليته لدى فئات الشعب كلها او بعضها.
وبصدد الموضوع ذاته حدثنا الباحث الدكتور حسين الشمري : ادى الاعلام العراقي بعد التغيير دورا رياديا مهما في تجسيد قيم المواطنة ومبادىء حقوق الانسان وصيانة كرامته من دون تمييز على اساس اللون والعرق او الدين، وقد راعى في ذلك القيم الدستورية المقرة في الدستور العراقي. وساهم الاعلام في تشجيع ودعم واشاعة الثقافة الديمقراطية والدفاع عن مصالح الشرائح الاجتماعية.
ثقة المواطن بالاعلام
ويرى الباحث الاعلامي الدكتور حسين دبي : تختلف وسائل الإعلام من حيث تأثيرها على الانسان (فرداً اومجتمعاً) فهي اما تكون بطريقة مباشرة من خلال برامج ذي اتجاهات واضحة يفهمها المتلقي كما هو موجود في برامج الاذاعات الدينية او يكون تأثيرها بطريقة تراكمية عبر الامتداد الزمني الذي يسهم بدورة برسم صورة عن الاشياء والاشخاص من حولنا وكذلك التأثير في اتجاهاتنا وسلوكنا حيال الواقع المحيط بنا . ان وسائل الإعلام مؤثرة جدا على شخصية الانسان ، لذا فان الاعلام الناجح هو الاعلام الصادق وكل ماكان كذلك زادت ثقة المجتمع فيه وكانت رسالته في التأثير اقوى , وهناك اختلاف بين نظرة الغرب للإعلام ونظرة الدول النامية ، فالدول الغربية تعتبر الاعلام وسيلة لنشر الاخبار والحملات الاعلانية اما الثانية واخص بها الدول العربية فتعتبر الاعلام وسيلة فعالة لعمليات التنمية وبناء الانسان ومن اجل ذلك يجب ان تكون اهدافا واضحة للسياسة الاعلامية تساعد على النهوض بالمستوى الفكري والحضاري للانسان ويجب ان تكون هذه السياسة من وجهة نظري مبنية على اسس الشريعة الاسلامية والايمان بالوحدة الوطنية والتثقيف على احترام وتطبيق الدستور اضافة الى الاهتمام بوضع الاسرة ووضع الشباب وتلبية احتياجات الإنسان من خلال اعطائه الحرية الكافية ليعبر عن رأيه من خلال وسائل الاعلام المختلفة .
وتساءل دبي هل أدت وسائل الإعلام الدور المطلوب منها في بناء شخصية الإنسان ؟الجواب كلا لم تؤد وسائل الإعلام بمختلف اشكالها الدور المطلوب في بناء شخصية الإنسان ، فالبعض منها ركز على جوانب تهدم شخصية الإنسان وترك الجانب الاخر الذي هو اكثر اهمية وتأثيرا للنهوض بحياة المجتمع ، ومثال على ذلك قنوات الأغاني فقد اخذت تركز في برامجها على الكمية من الاغاني الرديئة المصاحبة لاستعراضات الرقص وحركات الإغراء تاركة اختيار النوعية الجيدة من هذه الأغاني وبالتالي أضاعت على المتلقي (المشاهد) التحسس بالطرب الأصيل والكلمة المعبرة والإصغاء للحن الجميل وهي بالتالي أضعفت عنده عملية تذوق الموسيقى بشكل تام ، والامثلة كثيرة على وسائل الإعلام التي تهدم المجتمع ولاتبنيه . ولكن باستطاعتنا بناء شخصية الإنسان إذا ما وجدت أهدافا عامة للعمل الإعلامي منها الايمان بالوحده الوطنية وتعميقه ياتي بالحرية كهبة الهية للإنسان واضافة الى اشاعة التعامل بقيم الاخاء والمحبة والمساواة والعدل والتسامح والتضامن والامن والسلام والاستقرار. والتأكيد على التمسك بالديمقراطية والتعددية السياسيه كخيار لحكم الشعب نفسه بنفسه . والتثقيف على احترام الدستور كصمام امان للدولة والإنسان نفسه . وينبغي تشجيع المنظمات الجماهيرية والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني للقيام بمهامها وأدائها لمسؤولياتها في إطار المشاركة الشعبية وأداء الواجبات المهنية وخدمة القضايا العامة . واستحداث الفقرات الإعلامية اليومية الهادفة إلى توجيه سلوك المواطنين ، وحثهم على تحمل مسؤولياتهم في جميع مجالات التنمية والبناء ، وإسهاماتهم في تحصين المجتمع من الجريمة والارهاب وتناول المخدرات وغيرها.
واكد على عدم تهاون وسائل الاعلام مع الأخبار والكتابات التي تنتقص من قيمة الانسان العراقي ووحدته الوطنية ومسيرته الديمقراطية ، إذ يجب تفنيدها والرد عليها اولا بأول بأكثر من وسيلة اعلامية واكثر من أسلوب بحيث يحقق العمل الإعلامي غايته في دحض كل ما له علاقة بتلك الكتابات والأخبار. فاذا توفرت هذه الاهداف في وسائل الاعلام المرئية فانها ستساهم وبشكل كبير في بناء انسان يمتلك ثقافة دينية ووطنية وانسانية وديمقراطية ويؤمن بالمحبة والسلام ويواكب جميع التطورات على مختلف الميادين .

تمويل الثقافة الديمقراطية

واضافت الناشطة فاتنة احمد بابان : أن تكوين الثقافة الديمقراطية في المجتمعات المتقدمة يخلق تغيرات ثقافية وسياسية وأجتماعية كبرى وبالتالى يخلق تغيير فى الوعى السياسى للفرد. ومن أهم مصادر تمويل الثقافة الديمقراطية وسائل الاعلام المملوكة والمستقلة ومنظمات المجتمع المدني المختلفة ، أضافة الى التثقيف الذاتي عن طريق القراءة والمطالعة للصحف والكتب والدوريات السياسية الشهرية والفصلية ، والامسيات والمحاضرات. وتتسع قاعدة الوعي الديمقراطي للفرد من خلال المشاركة والشراكة السياسية في المجتمع ، كالانتخابات والاحتجاجات والتظاهرات والتصويت والاستفتاء وغيرها. وتلك الممارسات تمد الفرد بخبرات سياسية وفكرية تساهم في تنشئته السياسية والاجتماعية والفكر الديمقراطي ، وتقويم رؤيته وافكاره السياسية ، وتخلق مناخات سياسية إيجابية وقيم إجتماعية ذات تأثير فعال على تنمية العمل الديمقراطية .


ومن جانبها اضاف الناشط الدكتور منعم السوداني : أهمية الوعي السياسي في المجتمعات النامية ديمقراطياً يعزز من رؤية الفرد لقضايا وطنه وأمته والظروف التي تأثر في المجتمع بصورة تحليلية واعية . والعراق اليوم هو أحدى الدول النامية ديمقراطياً, فهو بحاجة الى وعي ثقافي وسياسي شامل وواسع، لينظم من خلاله صفاته وأهدافه ويحرك مفاهيمه للديمقراطية الوليدة نحو الممارسة والسلوك في المجتمع . وتعبئة المجتمع ثقافياً وسياسياً يحصن الجبهة الداخلية الوطنية ويوحد صفها ، ويقوي هيبة الدولة ويعزز دورالحكومة والقانون، ويفسر حالة المجتمع وظروفه . اما أهمية الوعي السياسي في المجتمع فيعد مطلباً لتحقيق الديمقراطية وتجذيرها في عمق المجتمع لتحقيق العدالة والمساواة ، وكذلك يعمق معاني الانتماء والولاء للوطن ، لان التنمية السياسية هي حالة أجتماعية ثقافية لايمكن ان تقوم بمعزل عن المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة