الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية عالريق

خلف علي الخلف

2004 / 8 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اقرت القمة العربية الاخيرة قرارا غير ملزم ينص على رفع الحجر عن التصنيع المحلي للديمقراطية او استيرادها وتُرك لكل دولة حرية اختيار الية تنفيذ هذا القرار
تلى ذلك نزول نوعين من الديمقراطية المعلبة الى بعض الاسواق العربية خلال الفترة التي تلت تطبيق القرار, ديمقراطية تقدم مباشرة للاكل , واخرى سريعة التحضير تغلى بمنقوع التظير العربي للديمقراطية لمدة خمسة دقائق وتأكل ساخنة او باردة حسب الرغبة
وبسبب الاقبال الشديد الذي لقيته المعلبات الديمقراطية سرت في اسواق المال والتجارة العربية واسواق التنظير ما يمكن تسميته بحمى الديمقراطية المعلبة
اذ حصلت شركتان عربيتان على تراخيص من شركات امريكية لها باع طويل في تصنيع الديمقراطية واثبتت هذه الشركات نجاحات هائلة في اسواق اوربا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق ودول اخرى كانت دايخة على الديمقراطية , و نصت شروط عقدي الامتياز على احتفاظ الشركات الامريكية بسر الخلطة الديمقراطية
غير انه لوحظ في اكثر من بلد عربي ظهور بعض الاعراض الجانبية بعد تناول الوجبة الديمقراطية المعلبة واصدرت الشركات المانحة للتراخيص بيانا يحذّر من هذه الاعراض وزعته على وسائل الاعلام اذا قالت فيه " انه من الطبيعي ان تظهر هذه الاعراض في منطقة لم تعتد على تناول هذا النوع من الوجبات الجاهزة ! (...) فيمكن ان يؤدي تناول الوجبة الديمقراطية الى فوز الاسلاميين في الفترة التي تلي مباشرة تناول الوجبة ويخشى ان يثير هذا الغثيان لدى اصحاب الافكار اليسارية السابقين او الليبراليين العلمانيين على الطريقة الاتاتوركية كما قد يلي تناول الوجبة ارتفاع الحرارة لدى بعض المتزمتين اثر فوز اصحاب الافكار العلمانية المدعوميين من المؤسسات الامنية والجيش ( وهذا مستعبد ونادر الحدوث ) وذلك بسبب انتشار السفور الذي يعقب هذا ( والعياذ بالله )
كما قد يرافق فوز الاسلاميين او العلمانيين فوز اصحاب النفوذ المكون من اموال (( معروفة )) المصدر وهذا يثير اضافة الى الاعراض السالفة الاحساس بالجوع لدى جموع المواطنين "
وعلى اثر ذلك وزعت احدى الشركات التي تصنع ديمقراطية تحت اسم (شورى) منشورا دعائيا مع العبوة الديمقراطية
كتب عليها ديمقراطيتنا منتجة من الطبيعة محليا ولا تظهر أي اعراض جانبية . الا ان عدد ممن تناولو هذه الوجبة قالوا نعم ليس لها تأثيرات جانبية ولا اساسية ولا تقتل احساسك بالجوع ابدا.
احدى الصحف المحلية في احدى الدول العربية نشرت خبرا في صفحتها الاولى يؤكد ان رجال الجمارك قد ضبطو بعض المواد منتهية الصلاحية ادخلت للبلد لصالح احد الشركات المصنعة للديمقراطية بدون امتياز
وفي بلد عربي اخر يتحدث الناس عن ان المتنفذين من جماعة السلطة احتكروا تصنيع الديمقراطية لانها سلعة رائجة والطلب عليها كبير وغير مشبع و فرضت الشركة الوحيدة المصنعة للديمقراطية بموجب عقد احتكاري مع الدولة اسعار مرتفعة على الديمقراطية المعلبة وحددت الاسعار بشكل لايراعي الدخل فعبوة خمسين غرام سعرت بما يقارب خمسين دولار ,
مما ادى الى تشجيع تهريب الديمقراطية المعلبة من البلدان المجاورة ( وخصوصا غير العربية ) لان تلك الدول بدأت بتصنيعها بقصد التصدير , كما ادى الى انتشار ورشات غير مرخصة تنتج ديمقراطية غير مطابقة للمواصفات القياسية لكنها رخيصة اذ تباع عبوة ديمقراطية زنة خمسين غرام بما يقارب دولارين فقط
صحيفة عربية نشرت تحقيقا يقرع ناقوس الخطر ويشير الى ان بعض البلدان العربية المجاورة لاسرائيل تغص بديمقراطية صناعة اسرائيلة يؤدي تناولها الى العقم كون اسرائيل اخشى ما تخشاه هو الفحولة العربية
وفي دولة اخرى اعلن احد مهندسيها الزراعيين عن اكتشاف نبتة طبيعية يمكن ان تكون بديلة للديمقراطية المعلبة, الا انه ذكر في نهاية الخبر انه ربما لن تباشر البلاد في زراعة هذه النبتة لانها نبتة مستهلكة للمياه وتزرع على ضفاف الانهار وهو ماسيحرم ابناءنا من تناول الديمقراطية الطازجة
وكشفت احد الصحف الديمقراطية في بلد عربي بدأ بتصنيع الديمقراطية ان الاسواق مليئة بعلب ديمقراطية منتهية الصلاحية بعد ابدال تاريخ انتهاء صلاحيتها وقد اصيب عدد من المواطنين من مختلف الاتجاهات(اسلاميين / يسار / ليبراليين ) بالتسمم نتيجة تناولهم ديمقراطية معلبة

دولة عربية لا يزال القطاع العام فيها فاعلا اسست الشركة العامة للديمقراطية وتتولى انتاج وبيع الديمقراطية للمواطنين وبسبب اعراض المواطنين عن شراء الديمقراطية المعلبة كونها تنتج في احد معامل الكونسروة التابعة للقطاع العام بمواصفات رديئة , قامت منافذ بيع التجزئة التابعة للدولة بأجبار المواطنين على شراء علبة ديمقراطية مع علب المحارم المستخدة في التواليت او مع المياه المعدنية وذلك لقرب انتهاء صلاحية الديمقراطية
في جانب اخر اكثر اثارة , اصدر احد رجال الدين فتوى بتحريم تناول الديمقراطية المعلبة لانه يخشى ان يكون الخمر او لحم الخنزير احد مواد الخلطة السرية التي تصدرها الشركات المانحة للامتياز والترخيص وقد برر فتواه على اساس الريبة بالغرب الكافر
وجاءت هذه الفتوى ردا على سؤال من مواطن يستفتي هذا الشيخ عن تناول الديمقراطية المعلبة خصوصا انه لاحظ تأخره عن الصلاة بعد تناوله لهذه الديمقراطية المعلبة
غير ان احد الشركات الصانعة للديمقراطية ردت بوضع تركيبة العبوة على الغلاف الخارجي لها وكانت كالتالي
20 غرام ليبرالية طبيعية
5 غرام علمانية معروفة المصدر
5غرام اسلام سياسي غير طالباني
5 غرام افكار يسارية
3غرام منكهات محلية
2 غرام ملونات مسموح بها
10 غرام خلطة اساسية ديمقراطية من الشركة الام
مما يؤكد خلوها من لحم الخنزير او الخمر
في سياق اخر طالب مصنعو الديمقراطية العرب دولهم بحماية الصناعة الناشئة في بلدانهم كونها صناعة جديدة ولا تستطيع منافسة الديمقراطية المستوردة , ويخشى ان يتم افلاس هذه الصناعة مما يؤدي الى تشريد كثير من العاملين في الصناعة الديمقراطية الحلية وخصوصا المحللين السياسيين والمنظرين الفكريين الذين كانو عاطلين عن العمل قبل نشوء هذه الصناعة
و لوحظ ان المواطنيين العراقيين بشكل عام قد استبدلو ريوقهم الصباحي التقليدي بتناول الديمقراطية المعلبة كريوق
كما انتشرت العروض المقدمة من الشركات الصانعة . احد العروض يقول اشتر علبتين ديمقراطية حجم عائلي واحصل عبوة خلاصة الديمقراطية المقوية للباه
شركة اخرى منافسة ردت بعرض مغري اكثر : اشتر عبوة واحدة خمسين غرام وادخل معنا في السحب على كرسي الرئاسة وقد ادى هذا العرض الى القبض على كل العاملين في في هذه الشركة المصنعة للديمقراطية بموجب قانون الشركات الطارئة
شركة عربية تتخذ من المنطقة الحرة في جبل علي صنعت شرابا ديمقراطيا يتم تناوله مثلجا وقيل انه بديل لكل العصائر الطبيعية غير الديمقراطية ويمنحك احساسا ديمقراطيا طوال اليوم
اما النجاح الابرز فقد جاء عبر شركة صينية صنعت حبوب ديمقراطية خاصة بالوطن العربي يتم تناول حبة واحدة يوميا لتنعم باحساسك بالشبع الديمقراطي لساعات طويلة وما يميزها ايضا رخص ثنمها اذا بيعت العبوة التي تحتوي على مائة حبة ديمقراطية بحجم حبة الفياغرا الزرقاء بما يقارب نصف دولار وهو ما ينذر بمستقبل قاتم للصناعة الديمقراطية في البلاد العربية
وقد راجت اشاعة حول هذه الحبوب انها ادت بعد تناولها في بعض البلدان الى مشاجرات عديدة بين المواطنين من جهة والموظفين ورجال الامن والشرطة من جهة اخرى اذ ( وذلك حسب الاشاعة التي لم ياكدها مصدر رسمي) ان كل من تناول هذه الحبوب قد طال لسانه
ودرءا لهذه المشاكل كتبت الشركة الموردة لهذه الحبوب تحذير على الغلاف الخارجي : يستحسن ان يتم تناول هذه الحبوب ليلا لكي تحدث التفاعلات الديمقراطية في الاحلام
حلب 7/7/2004
شارك في فكرة النص احمد برهو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يمكن للإرهاب أن يضرب الأمريكيين في ألمانيا؟ | الأخبار


.. فرنـسـا: هـل خـسـر مـاكـرون الـرهـان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. فشل إسرائيل يقوّي قبضة حماس.. ونتنياهو يحدد موعد نهايتها! |


.. إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية |




.. الناتو يقحم الصين في الحرب مع روسيا.. وأوروبا قريبا وحيدة |