الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح للنشر !

يوسف ابو الفوز

2004 / 8 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


اكتب كصديق قريب إلى إدارة موقع " صوت العراق " ، وأيضا كأحد محرريه والمساهمين الدائمين فيه ، والذين يرون في "صوت العراق " موقعهم الخاص والقريب . إدارة موقع " صوت العراق " والعديد من كتابه والمساهمين فيه ، يدركون ويعرفون معنى كلامي جيدا ، ويعرفون مدى حرصي على تطور الموقع ونشاطه . وشاهد كلامي اللقاءات الدائمة مع الأخ (أنور عبد الرحمن ـ أبو علي ) لمناقشة مختلف الأمور التي تخص تطور موقع " صوت العراق " . ومن الأمور التي كانت تشجعني على تقديم ملاحظاتي حول الموقع أيضا كون الأخ أبو علي كان باستمرار حريص جدا على معرفة الملاحظات ويجيد الاستماع لها ، ولم نكن نبخل عليه بها .
والان ما الذي يدفعني للكتابة بهذا الشكل ، كرسالة مفتوحة يطلع عليها قراء وزوار الموقع ؟ ليس من الصعوبة معرفة ان دوافع الحرص على موقع " صوت العراق " لا تزال هي ذاتها ، ولكني هنا وودت مشاركة الاخوة القراء من متابعي الموقع خصوصا ، ليكونوا مشاركين لي في افكاري ومناقشتها ، وليساهموا في تقويم ملاحظاتي ان جانبت الصواب ، فالهدف الاساسي هو الارتفاع بمستوى عملنا الاعلامي والارتقاء بلغة الحوار والكتابة ، بعيدين عن اي روح رقابة على الافكار او محاولة منع راي سديد .
في الايام الاخيرة بدات تظهر كتابات غريبة شيئا ما عن نهج " صوت العراق " وايضا غريبة وبعيدة عن نهج العمل الاعلامي المسؤول الذي نطمح اليه وننشد ان يربي ابناءنا من الاجيال الجديدة على قيم احترام الاخر ومناقشته بالحجة السديدة ، بعيدا عن التعريض والتجريح والأفكار الموتورة .
ومن اجل الحديث بشكل محدد وبدون عموميات ، فسأذكر مثالين مباشرين ، فحول ما سمي بحادث اغتصاب الديكتاتور المجرم صدام حسين ، وعلى موقع "صوت العراق " وحول هذا الموضوع ظهرت بعض الكتابات التي للاسف شط بعضها بعيدا عن لغة الصحافة ، وهي اشبه ما تكون باحاديث المقاهي بين خاصة من الاصحاب منها من مقالات يطلع عليها جمهور عريض من القراء يضم اناس من مختلف المشارب والاهواء ، بل حتى بين الخاصة من الاصحاب يفترض ان تكون هناك لغة محتشمة ، والتجارب الصحفية تعلمنا انه حتى اللغة الساخرة التي تلجأ الى استخدام الايحاءات الجنسية والمفردات "المكشوفة " لها اسلوبها الذي لا ينفر منه القارئ الباحث عن الفكرة الطيبة والرأي السديد . فأين هذا في بعض الكتابات التي وللاسف نسي كتابها انفسهم وسطروا ما حلا لهم من عبارات وكلمات اساءت من وجهة نظري لموقع " صوت العراق " وكتابه واثارت امتعاض البعض ، وان سكتوا لهذا السبب او ذاك عن الكلام والافصاح ؟
ان بعض الاخوة من كاتبي المساهمات ، وتحت حمى كره الديكتاتور المجرم ، نزعوا كل غطاء للحشمة وراحوا ينثرون كلمات لا تتناسب والخطاب الاعلامي الذي ننشده ، وتناسوا مبادئ اساسية في العمل الاعلامي واولها ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح للنشر .
ومثال اخر ، ايضا وعلى موقع " صوت العراق " بدت تظهر كتابات موتورة ما هي الا شكل من نبش القبور ، والبحث في دفاتر قديمة . وحتى لا يتم فهم كلامي بشكل خاطئ ساقول هنا ما اومن به ، الا وهو ان لا احد يمكنه ان يقف امام محاولات كتابة التاريخ بشكل علمي وموضوعي ، ولكن استلال لغة السباب والشتائم لهذه القوى السياسية او ذاك التيار الفكري من تراث ونشريات النظام الديكتاتوري المقبور ، وسهولة الصاق التهم والتشنيعات بتيارات وطنية ، لان شخصا ما ، يحسبه ويظنه البعض على ملاك هذا التيار او ذاك او قريب منه ، وان هذا الشخص وبروح وطنية مخلصة كتب افكارا لم تعجب البعض من القراء وللرد عليه ، استسهلوا الاساءة الى جماهير عريضة وتاريخ مضئ لتيار سياسي وحركة جماهيرية وجلدها باستلال صفحات وتشويهات تبناها ونشرها النظام الديكتاتوري المقبور ، بعد ان بذلت الدوائر الرجعية والاستعمارية اموالا طائلة وجهودا مضنية لنشرها وبثها لتكون للاسف عند البعض كوقائع لا يمكن مناقشتها ، بل ويقدموها لنا وبجرأة غريبة وكانهم شهودها الوحيدين .
ان موقع "صوت العراق " مطالب هنا بالتوقف الجدي امام تثبيت اصول صحيحة للعمل الصحفي ، ووضع ضوابط مسؤولة للنشر بعيدا عن الاستسهال في نشر كل ما يصل ، وتمنع بموجب هذه الضوابط نشر تلك المساهمات التي تسئ الى روح الحوار ، والتي تبتعد عن اصول العمل الصحفي وضوابط الكتابة ، ومستواها الفني والفكري . عن هذا كتبنا في الصحافة العراقية وتحدثنا مرارا ( راجع ارشيف كاتب السطور على موقع صوت العراق ) ، وما نقوله ليس دعوة لفرض رقابة فكرية على حرية الافكار الحرة النبيلة ، وانما هي دعوة للنهوض بروح العمل الاعلامي بعيدا عن تلك الكتابات غير المسؤولة التي تدفع بمواقع جادة مثل " صوت العراق " ليكون نسخة من مواقع اعلامية هجرها الكثير من الكتاب العراقيين الجادين ، والحالمين بعراق ديمقراطي فيدرالي ، لانها لم تلتزم باصول العمل الصحفي وتحولت الى شكل من " الصحافة الصفراء " وشيئا فشيئا تحولت الى مواقع للاساءة الى شعبنا العراقي وقواه السياسية والدينية والفكرية تحت شعارات براقة من حرية الراي والراي الاخر .

سماوة القطب
4 آب 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح