الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقفان لليسار : أيهما كان يسارياً حقاً؟

يعقوب ابراهامي

2010 / 5 / 22
القضية الفلسطينية


"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب" (من القرآن الكريم).
قال المفسرون: إن أولى الألباب هم ذوو الفكر السليم.

عندما كنت أنقب، قبل بضعة أيام، في "الإنترنيت" وفي "أرشيفي" الخاص، بحثاً عن مواد حول "حرب الأيام الستة" (وفقاً للقصة الإسرائيلية) أو "عدوان حزيران" (وفقاً للقصة العربية ولأنصار نظرية "المؤامرة") عثرت على وثيقتين تلقيان الضوء على موقف اليسار، العربي والإسرائيلي، من الأحداث التي سبقت الحرب مباشرة، رأيت من المفيد أن أضعهما بين أيدي القراء. إذ بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على الأحداث التي غيرت وجه الشرق الأوسط بكامله، والتي لا زلنا نعاني من نتائجها المدمرة حتى اليوم (الشعب العربي الفلسطيني فقد أرضه وشعب اسرائيل فقد حريته وابتلى بالسيطرة على شعب آخر) يمكننا عندما نفرأ هاتين الوثيقتين اليوم أن نحكم من كان في مستوى المسؤولية التاريخية: من قال الحقيقة لشعبه ومن خدع نفسه وخدع شعبه. من حذر شعبه من الكارثة المقتربة وأشار إلى طريق الخلاص ومن انجر وراء الهستيريا "القومية" الحربية التي طغت على "الشارع" وقاد شعبه إلى "النكسة". أو باختصار، من كان يسارياً حقاً: هذا الذي قال القوا السلاح وتعالوا نتفاهم، أو ذاك الذي زمر وطبل، باسم "العروبة" و"الاشتراكية"، شاهراً سلاحه الفاسد.

ولكن قبل ذلك نبذة تاريخية قصيرة (فيها الكثير من الذكريات الشخصية).

الشيوعيون في اسرائيل ينقسمون إلى يهود وعرب:
في عام 1965 حصل انشقاق في صفوف الشيوعيين الاسرائيليين، بين ستالينيين ودعاة إنفتاح، اتخذ، بسبب الظروف الخاصة بإسرائيل وبسبب مضاعفات الصراع الاسرائيلي-العربي، شكل انشقاق بين اليهود والعرب، فانقسم الشيوعيون إلى جناحين: "جناح يهودي" ضم معظم الشيوعيين اليهود وعدداً قليلاً من العرب، واحتفظ لنفسه باسم "الحزب الشيوعي الاسرائيلي (ماكي)" (الذي ذاب فيما بعد في صفوف اليسار الاسرائيلي)، و"جناح عربي" ضم معظم الشيوعيين العرب وعدداً قليلاً من اليهود واتخذ لنفسه اسماً موقتاً هو "القائمة السيوعية الجديدة (ركح) " .

دار النقاش حول الموقف الذي يجب اتخاذه من الأسس والاتجاهات الرجعية داخل الحركة القومية العربية التي انعكست في جملة من القضايا منها، على الأخص، نفي حق قيام دولة اسرائيل والدعوة للقضاء عليها (تحت شعار "تصحيح أخطاء 1948")، وكذلك الموقف من السياسة السوفييتية في الشرق الأوسط التي دعمت الحكام القوميين العرب حتى عندما كان هؤلاء يسجنون ويقتلون الشيوعيين في بلدانهم.

(في هذه الأثناء كتب شموئيل ميكونيس، سكرتير عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي، مقاله الشهير "بأذني بن بلة"، هاجم فيه القادة السوفييت على منحهم وسام لينين للسلام لأحمد بن بلة الذي دعا من على منبر سوفييتي، إثناء تقليده الوسام، إلى محو دولة اسرائيل. في هذا المقال الذي نشر في جريدة الحزب باللغة العبرية "قول هعام"، ولكن جريدة "الإتحاد" العربية رفضت نشره، رغم أنها كانت الأحرى بنشره، أعاد قائد الحزب الشيوعي الاسرائيلي، شموئيل ميكونيس، إلى ذاكرة قائد الثورة الجزائرية، أحمد بن بلة، إن القوى التقدمية واليسارية في اسرائيل وقفت إلى جانب الشعب الجزائري العربي في محنته وألفت لجان دفاع وتضامن معه إثناء نضاله المسلح ضد الاستعمار).

هكذا وجد اليسار الاسرائيلي نفسه، في النصف الثاني من أيار عام 1967، عشية اندلاع العمليات العسكرية، يحارب في جبهتين: ضد سياسة الحكومة الاسرائيلية المتنكرة لحقوق الشعب العربي الفلسطيني وضد الاتجاهات الرجعية داخل الحركة القومية العربية المتنكرة لحقوق شعب اسرائيل. وبالإضافة إلى كل ذلك، وجد نفسه مخذولاً من الحليف الطبيعي له: اليسار العربي (الذي كان مشغولاً بمحاربة الصهيونية).

اشتداد التوتر على الحدود المصرية-الاسرائيلية وتلبد غيوم الحرب:
في 15 أيار 1967 عبرت قوات برية كبيرة من الجيش المصري قناة السويس ورابطت في شبه جزيرة سيناء، فدفع ذلك الحكومة الإسرائيلية إلى إعلان حالة تأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي. في 16 أيار طالب الرئيس المصري جمال عبد الناصر بإخلاء قوات الأمم المتحدة UNEF من سيناء وقطاع غزة. وبعد مفاوضات فاشلة قام بها سكرتير عام الأمم المتحدة يوثانت استمرت يومين، أصرت خلالها مصر على إخلاء القوات الدولية، غادرت قوات الطوارئ الدولية (المكونة من 4000 جندي) المنطقة في 18 أيار 1967. في 22 أيار أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل سببًا للحرب (Casus Belli)، وعبد الناصر أعلن من جانبه أنه مستعد لمحاربة اسرائيل. وفي 30 أيار وقع الرئيس المصري وملك الأردن الحسين بن طلال على اتفاقية تحالف عسكري.

كل ذلك روفق بضجة إعلامية كبيرة من راديو "صوت العرب" وبمظاهرات "شعبية" صاخبة طافت شوارع القاهرة والعواصم العربية تطالب بالقضاء على "الكيان الصهيوني".
وفي "الأهرام" نشر محمد حسنين هيكل مقالاً حول "الأيام الرائعة بين 14 و 23 من أيار التي غيرت الأوضاع في الشرق الأوسط" وتنبأ قائلاُ:
"بعد الأجراءات التي أقدمت عليها الجمهورية العربية المتحدة لا مفر من الصدام المسلح بين اسرائيل والجمهورية العربية المتحدة. . . وهذا الصدام قد يحدث في أية لحظة وفي أي مكان. . . في البر أو البحر أو الجو."
وثم : "نحن نتوقع الضربة الأولى من العدو ضدنا، ولكننا إذ ننتظر الضربة الأولى يجب أن نقلل من تأثيرها قدر الإمكان. . . وبعدها ستأتي الضربة الثانية التي سنوجهها ضد العدو، ضربة قوية وفعالة قدر الإمكان، تسندها قوة عسكرية لا مثيل لها في الشرق الأوسط من ناحية الحجم ومن ناحية الاستعداد والرغبة في دخول المعركة."

(ملاحظتين: 1. الأقتباسات في هذا المقال مترجمة عن الأنجليزية لذلك فإنها قد تختلف بعض الشيء عن النص الأصلي العربي.
2. لم أتابع كل حلقات "تجربة حياة" في "الجزيرة" ولكني أعتقد إن محمد حسنين هيكل قد مر مر الكرام على دوره في "توريط" جمال عبد الناصر.)

أما أحمد الشقيري فعندما سئل عن المصير الذي ينتظر الاسرائيليين بعد النصر العربي أجاب إن من يبقى منهم على قيد الحياة يستطيع أن يعيش في فلسطين ولكنه لا يعتقد إن أحداً منهم سوف يبقى حياً.

اليسار العربي ينسى دور القائد ويهرول نحو "النكسة" :
أمامي الرسالة التي بعثها القائد الشيوعي المصري يوسف درويش (1910-2006) إلى جمال عبد الناصر بتاريخ ٢٤/٥/١٩٦٧، أي قبل أيام من نكسة ١٩٦٧. الرسالة التي تعبر دون شك عن موقف اليسار المصري والعريي احتوت النص التالي:

"إن الخطوات الحاسمة والثورية التي اتخذتموها ضد الاستعمار والصهيونية وإسرائيل تزيد من فخرنا واعتزازنا وتعلقنا بقيادتكم، عاشت الأمة العربية وعاشت الوحدة العربية وعاشت الاشتراكية".

أرجو من القارئ أن يلاحظ إن "اسرائيل" التي يتحدث عنها يوسف درويش في رسالته إلى عبد الناصر هي ليست "اسرائيل اليوم" (اسرائيل الأراضي المحتلة) بل اسرائيل بحدود عام 1967. لماذا إذن "يفتخر" قائد يساري و"يعتز" بخطوات "ثورية" ضد دولة مجاورة ذات سيادة؟ ولماذا هذا الحرص على "تعلقنا بقيادتكم"؟ أهذا هو واجب اليسار؟ ومن يحتاج إلى يسار كهذا؟

قارنوا موقف اليسار العربي بموقف اليسار الأسرائيلي في ما يلي.

اليسار الإسرائيلي ينادي الشعوب العربية:
أياماً قلائل قبل وقوع الصدام المسلح، وفي محاولة أخيرة لمنع وقوع الكارثة، توجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي بنداء خاص إلى الشعوب العربية وإلى القوى اليسارية والديمقراطية في العالم العربي.
إليكم نص النداء الذي يحتل مكانة خاصة في قلبي لأنني أنا الذي ترجمته إلى اللغة العربية في حينه:

نداء إلى الشعوب العربية !
شعب اسرائيل يريد السلام وينشد إقامة علاقات حسن الجوار معكم. إن المستعمرين اعداء الشعوب، وصنائعهم من كلا الطرفين، هم الذين زرعوا التفرقة والعداء بيننا وبينكم.
إن الاستعمار هو عدونا وعدوكم!
إن مصلحتنا ومصلحتكم هي في السلام، في البناء والحرية والاستقلال !
فلنناضل نحن في بلادنا ضد كل محاولة لاستخدام القوة في حل النزاع الاسرائيلي-العربي، ولتناضلوا أنتم في بلدانكم ضد مخططات "الحرب الشعبية لتصفية اسرائيل" !
فلنعترف نحن بحق اللاجئين العرب في العودة أو استلام التعويضات، ولتعترفوا أنتم بحق قيام اسرائيل دولة ذات سيادة في الشرق الأوسط !
فلنترك طريق العداء، ولنسر معاً في طريق الخلاص نحو علاقات سلم وصداقة !
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي - ايار 1967

ما أشبه اليوم بالبارحة:
"التاريخ"، كان كارل ماركس يقول، "يعيد نفسه مرتين : في المرة الأولى مأساة وفي الثانية مهزلة."
أما عندنا فإن الفرق بين "مأساة" الأمس و"مهزلة" اليوم هو الفرق بين "قامة" جمال عبد الناصر و"عمامة" السيد حسن نصر الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام هو الحياة
اكاديمي مخصرم ( 2010 / 5 / 22 - 16:34 )
لاطريق لحل الخلاف الفلسطيني- الاسرائيلي الا طريق السلام
ان الامم المتحده اليوم اكثر ايجابية والاداره الاميركيه بقيادة الرئيس
الدمقراطي الاكثر اهتماما وقدرة على المساعده الفعاله لحل المعضل
الفلسطيني - الاسرائيلي الذي يم عليه فيهذه الايام عامه ال62
هل ان القوى الذاتيه للشعبين المتخاصمين الشعب الفلسطيني والشعب الاسرائيل
فيها من الوعي والقوة الاخلاقيه والحكمه المستخلصه -على الاقل من كوارثهذه ال62 سنه-قادره على الاستجابة الى نداء الحياة - نداء السلام


2 - نبوءه
فيصل البيطار ( 2010 / 5 / 22 - 19:26 )
لامفر من الحرب التي ستجرنا اليها إيران بمشروعها النووي ، أما حزبها في لبنان فسوف يتحمل المسؤوليه التاريخيه بتدمير لبنان للمره الثانيه ، ولكن هذه المره مع نتائج على الأرض لا يمكن لأحد أن يتنبأ بتفاصيلها ... لكننا لا نبرأ الحكومات الإسرائيليه في إعطاء المبررات التاريخيه لحالة الصراع القائمة في المنطقه لرفضها حق العوده والإنسحاب من الأراضي المحتله عام 1967 .
تحيه للسيد الكاتب .


3 - اسرائيل بحدود 1967
عبد المطلب ( 2010 / 5 / 22 - 19:57 )
(هي ليست -اسرائيل اليوم- (اسرائيل الأراضي المحتلة) بل اسرائيل بحدود عام 1967) وهل اسرائيل التي تتكلم عنها كانت في الحدود التي اقرتها الامم المتحده؟ام كانت قد احتلت اضعاف ما قسم لها حسب القرار الاممي نتيجه لحرب /اتفق معك عندما كتبت عن اسبابها في مقال سابق/اما ما يخص نداء ماكي ،فلماذا تناسي هذه النقطه؟ و بدلا من ذكر القرار رقم194 يورد جمله فضفاضه عن اللاجئين العرب و لا يسميهم الفلسطينيين ،اما ما اوردته عن اسباب الانقسام الشيوعي فاعتقد انها نظره مبستره للامور و ما يثير حنقي تسميتك لراكاح بالستالينيون،لم اجد في اي وقت من الاوقات في سياستهم ما يشير الى التزامهم بمبادئ الاشتراكيه الحقه،و كذلك في كتابات فلنر و طوبي و حبيبي و غيرهم اي اختلاف عن الاقانيم الرئيسه لسياسه ايتام خروشتوف في موسكو ،على كل و كما قد كتبت سابقا في احدى مداخلاتي اتمنى ان يبدي احد الشيوعيين الاسرائليين بوجهه نظره حول الانقسام.


4 - لماذا حل بنا ما حل ؟
ماجد جمال الدين ( 2010 / 5 / 22 - 21:41 )
لماذا حل بنا ما حل ؟
هذا ألسؤال طرحه ألرائع ألكبير يوسف ألعاني في برنامج قريب جدا ، سيذاع غدا في فضائية ألحرة ـ عراق .
بألطبع بوسف ألعاني يقصد ما حل بألعراق في ألعقود ألخمس ألماضيات ، ولكن ألسؤال يمكن تعميمه على ألأحوال في كل ألبلدان ألعربية وأيضا على قضية ألصراع في فلسطين . وبإعتقادي أن ألإجابة عليه تتضمن ألإجابة على سؤالك في عنوان ألمقال . :
طيلة ألقرن ألفائت ومنذ بداياته وفي كل ألبلدان ألعربية كانت قوى ألنهضة ألتنويرية وأليسار لاحقا تمالئ بشكل أو بآخر ألفكر ألديني وأيضا ألشوفيني للقومية ألسائدة ، ولم تتخذ منها موقفا مبدئيا صارما ، بل بألأغلب في سياساتها ومواقفها ألفعلية لزيادة شعبويتها وجماهيريتها كانت تنجر للمتاجرة بعواطف ألعوام بشعارات حماسية بعيدة عن ألواقع وألمصالح ألفعلية وإمكانية ألتحقق . شعارات من مثل محاربة ألإمبريالية والكومبرادور وألثورات ألشعبية ألعمالية وإلإشتراكية ( في بلدان ما زال ألإقطاع وألقبلية يشكلان أساس تنظيمها ألإجتماعي ألإقتصادي ) ، أو إصلاح ألدين ألإسلامي وإستخدام تراثه كأحد مقومات ألنهضة و ألوحدة ألعربية وتحرير فلسطين وطرد أليهود ألخ ألـخ .


5 - لماذا حل بنا ما حل ؟ تتمة
ماجد جمال الدين ( 2010 / 5 / 22 - 21:42 )
بألتأكيد يمكن ألتبرير لهذه ألأخطاء تحت ستار ألعوامل وألظروف ألموضوعية ألتاريخية ، ألتي بألفعل قد تحتاج لدراسة أعمق ، ولكن ما أقصده هو أن حتى بدون مراجعة تاريخية ولبيانات ألأحزاب ألسياسية ( والماركسية ضمنا ) يكفي لفهم هذا قراءة شعر ألرصاقي والجواهري وأحمد فؤاد نجم وغيرهم من ألعظام وكبار ألمثقفين ألذين كانو محركين للوعي ألإجتماعي وناطقين بإسم اليسار ألتقدمي .
أصدق ألتحية وألأحترام


6 - مهزلة_ماساة
ايار ( 2010 / 5 / 22 - 23:52 )
مقال جميل ورائع يلقي الضؤ على كثير من النقاط اللتي يجهلها الكثيون وانا منهم حقا ان ماساة اليسار واحدة وعصية على الحل لان اليساريين وببساطة ليست لهم مرجعية واحدة وان وجدت فهم لاينصاعون (حسب توجهاتهم ومفاهيمهم وعلميتهم)الى هذه المردعية ببساطة ولين نعم سيدي الكاتب نحن كيسار عموما حائرون اليوم في العراق ولو ان الحزب قد قال كلمته في هذا المجال ولكن اعتقد انه من الاجحاف ان اجمع واختصر كل اليسار بلحزب السيوعي اليوم واغض النظر عن كل القوى والديمقراطية والعلمانية الموجودة في المجتمع العراقي اليوم
في الفقرة الاخيرة من المقال اراك ركزت على موقف الشيوعي المصري ووصفته بلمهزلة _الماساة وهذا صحيح جدا ولكنك تجنبت الحديث عن موقف الشيوعي الاسرائيلي حول اوهام السلام والتعايش اللتي يشير اليها اليست هي كذلك ماساة_مهزلة في ظل تسنم قيادة اسرائيل اشخاص مثل شارون ونتينياهو؟اليس الامر سيان ياعزيزي؟
تحياتي


7 - اصبحنا ندور في نفس الحلقة
كريم الزكي ( 2010 / 5 / 22 - 23:55 )
كنت سجين في سجن نقرة السلمان في أثناء النكسة 1967 . ومن المفارقات المضحكة وجهنا نحن السجناء الشيوعيين برقية الى عبد الرحمن عارف نطلب منه أرسالنا من السجن الى الجبهة . وطبعاَ تم تجاهل حتى الرد على برقيتنا . ومن المواقف المخجلة , قيام رئيس مجلس السوفييت الاعلى بدغورني بزيارة الى بغداد , ونحن ضحايا سلطة البعث الفاشي الاولى في 1963 وسلطة العروبيين من ال عارف. لم يكن هناك تظامن أممي حقيقي . نحن شيوعي العراق كان لدينا شعور تضامني ومحبة عالية لرفاقنا الشيوعيين الاسرائليين , ولم نكن نخفي هذا الشعور أبدأ وكنا نتفاخر بدور الشيوعيين العراقيين اليهود وبسالتهم . ولكن الزمن ولغاية لآن تسيره الامبريالية وليس الشعوب مع الاسف .
تحياتي الحارة ليعقوب وقوجمان وكل رفاقنا اليهود البواسل


8 - اسرائيل قاعدة متقدمة للإمبريالية
قارئ للتاريخ ( 2010 / 5 / 23 - 07:49 )
مشكلة اليساريين اليهود ومنهم الشيوعيون يرفضون الإعتراف بأن إسرائيل بحقيقة وجودها هي قاعدة متقدمة للإمبريالية ـ تعهد مؤسسو إسرائيل أن تكون شرطي الإمبريالية في المنطقة أو كلب حراسة الإمبريالية فانتهكوا بذلك ليس حق العرب بوطن حر في فلسطين بل انتهكوا أيضاً حق اليهود بالتواجد السيادي في فلسطين. عندما ندين اسرائيل ككلب حراسة للإمبريالية فإنما نفعل ذلك انتصاراً لليهود أنفسهم قبل العرب. اليساريون الإسرائيليون يقفون فعلاً مع أعداء اليهود فيشكلون مبرراً لعنصرية القومجيين العرب ويطعنون أيضاً بأممية الشيوعيين الذين عانوا من دفاعهم عن الشعب اليهودي في فلسطين
هل عرف العرب اسرائيل بغير التهجير والإبادة العنصرية والحروب لصالح الإمبريالية كحرب 56 و 67 و 82 . مثل هذا التاريخ المشين يجب أن يخجل منه كل ديموقراطي يهودي لا أن يغض النظر عنه مثل الإبراهامي ويعتبره بعثاً قومياً للصهيونية. ألا بئس هذا اليسار الذي يعتبر الصهيونية بعثاً قومياً وهي الذراع السوداء الدموية للإمبريالية


9 - إلى كل الإخوان والأخوات
يعقوب ( 2010 / 5 / 23 - 08:53 )
إلى الأخوان (أين الأخوات؟) الذين علقوا (وسيعلقون) على ما كتبت: سأحاول أن أجيب على ملاحظاتكم وتساؤلاتكم، على مدحكم وذمكم، في مقال قادم


10 - فلسطين الديمقراطية العلمانية
معتصم العاصمي ( 2010 / 5 / 23 - 14:28 )
السيد يعقوب يتحدث عن دولة إسرائيل و كأنها كسب نضالي و تاريخي لليهود ، فيما يحاول القوميون العرب و الشيوعيون القضاء عليه و بالتالي يصبحون في صف المعاداة لحقوق اليهود و مغتصبيها .
أنا أجد أن التوصيف هذا خطأ ، و اعتباره منطلقا لبناء المواقف السياسية يعني أنها أي المواقف خاطئة هي الأخرى إن لم نقل رجعية . إن إسرائيل هي دولة البرجوازية اليهودية الحليف الموضوعي و التاريخي للإمبريالية العالمية ،و هي عدو للشعب الفلسطيني الذي قامت على تهجيره و احتلال أراضيه و ما رافق ذلك من جرائم بشعة ،و كذلك لليهود الذين استقدموا من مختلف مناطق العالم على أساس دعاية كاذبة و أوهام أسطورية ، و الذين هم الآخرون يعانون من السياسات الطبقية التي تنهجها في مختلف المجالات .
إن دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية هي مشروع الشعب الفلسطيني و اليهود بالمنطقة الذي يوفر مدخلا لبناء الإشتراكية و القضاء على أسس النزعات العنصرية و العرقية و القومية الشوفينية بالمنطقة

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات