الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيصل الفؤادي في كتابه الحزب الشيوعي العراقي والكفاح المسلح

صباح كنجي

2010 / 5 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



الكتاب الحزب الشيوعي العراقي والكفاح المسلح منذ تأسيس الحزب عام1934حتى المؤتمر لخامس1993/المؤلف فيصل الفؤادي/ دار النشر فيشون ميديا / فكشو/ السويد2010/ عدد الصفحات226 من الحجم المتوسط..
يحتوي الكتاب على تمهيد مع مقدمة بالإضافة إلى أربعة مباحث قسمها إلى فترات زمنية.. الأولى من عام1934 لغاية 14تموز 1958، الثانية من14تموز لغاية انقلاب الثامن من شباط1963، والثالثة من1963 لغاية1970 والرابعة من 1970 لغاية1993 مع خاتمة واستنتاجات وبعض الصور..
ينقلك الكتاب من بدايته إلى أجواء العنف الثوري وأحلام الشيوعيين العراقيين في مواجهة عنف وتعسف واستبداد الطبقات المستغلة للكادحين مع بداية نشاطهم الثوري وأولى خطوات الكفاح من اجل الحرية عبر مقدمة تاريخية مكثفة عَرجَت على سبارتاكوس وثورة العبيد والفقراء والمشردين في روما قبل الميلاد الذين تسلحوا بسكاكين المطبخ في أول معركة طبقية خضبت الأرض لتسجل في التاريخ الإرهاصات البدائية الأولى الفاعلة للكفاح المسلح عبر مهاجمة الجيش ومباغتته بفرق صغيرة تجنباً للمواجهة المباشرة، مروراً بنشاطات وفعاليات الصعاليك في المجتمعات الشرقية البدائية التي لعبَ فيها عدداً من الشعراء دوراً مهماً في توجيه النشاط الثوري للصعاليك نحوَ أهداف محددة تختار الأغنياء من التجار بين القبائل لتجردهم من أموالهم وتوزعها على الفقراء والكادحين والمعوزين.
هذه التقاليد التي توارثها لاحقاً القرامطة في العهد العباسي أثناء انتفاضتهم المسلحة في عهد المعتضد بقيادة حمدان بن الأشعث التي انطلقت من البصرة والكوفة، ومن ثم حركة الزنج التي قادها علي بن محمد في البصرة، واستمرت لعقد ونصف من الزمن بمضمون اجتماعي تحرري يَستندُ على حركة منظمة تقدمية المنحى تؤمن بانتزاع ملكية الأسياد بالقوة وتسليمها للعبيد، التي أسست للكثير من مبادئ حركات الأنصار الثورية المعاصرة في عهد الاستعمار والامبريالية الرأسمالية التي كان يقودها الشيوعيون واليساريون في العالم خاصة في فترة الحرب العالمية الثانية إذ قادَ الشيوعيون السوفييت واليوغسلاف والأسبان العديد من حركات الأنصار المسلحة أدت دوراً مهماً في مواجهة الجيش النازي وكذلك التجارب الأخرى في فيتنام وأمريكا اللاتينية التي تميزت في الكثير من خصائصها وفي المقدمة منها ظهور الشخصية الثورية العالمية ارنستو تشي جيفارا الذي تجلت شعبيتهُ في كافة أرجاء العالم...
في العراق أيضاً بدأ الشيوعيون يخطون خطواتهم الثورية في مواجهة عنف وتعسف الطبقات المستغلة.. وقد ورثَ الشيوعيون العراقيون قسوة الصراع الدامي في هذه الأرض التي يتوارثها الطغاة المنتجون بفعل ممارساتهم الاستبدادية لجيوش من الفقراء والجياع والكادحين رغم خصوبة الأرض وغنى الطبيعة.
لكن المستلبينَ لحقوق البشر لا يرون فرصتهم في السيادة إلاّ من خلال السطو على ممتلكات غيرهم وحرمان الناس من حقوقهم فمارسوا القمع وتفننوا به.. فكان الجواب الرادع لهم بالمرصاد هي العقود التي يتناولها الكاتب في بحثه بين انتفاضة مسلحة وثورة اجتماعية وتنظيمات مسلحة في الجيش وبقية المؤسسات مروراً بحركة الأنصار والتصدي لفاشية البعثيين القتلة قبل وبعد الثامن من شباط حيث المقاومة البطولية للفاشست في عقد الأكراد وباب الشيخ في بغداد وحركة حسن سريع وانتفاضة معسكر فائدة مروراً بتشكيل حركة الأنصار ومآثر الشيوعيين في هندرين والعشرات من المعارك البطولية، وما تلاها في الحقبة الثانية مع نهاية السبعينات من دور مهم للحركة الأنصارية في مواجهة دكتاتورية البعث والتصدي لسياسات النظام الدموية وحروبه المتكررة وما حققتهُ الفصائل المسلحة في هذه الفترة في كردستان وغيرها مروراً بتجربة الكفاح المسلح في الأهوار بين الناصرية والعمارة إلى الصراعات داخل التنظيمات الشيوعية وانقسامهم واختلافهم فيما بينهم مع جولات من التضامن والتنسيق مع بقية فصائل المعارضة والاقتتال والتناحر معها في أحيان كثيرة الذي أسفر عن سجل طويل من المآثر والبطولات وأحياناً انكسارات وهزائم كما حدث في بشت آشان بتفاصيلها المرة والمؤلمة..
ومن بعدها وأبشعها ما لحق من دمار شامل في كردستان بفعل الأسلحة الكيماوية وحملات الأنفال اثر توقف الحرب العراقية الإيرانية..
كل هذا يأتي في سياق عرض فيصل الفؤادي لتاريخ الحزب الشيوعي العراقي وموضوعة الكفاح المسلح وتداعيات الأوضاع الدولية والإقليمية وانعكاساتها على الأوضاع الداخلية في العراق ومؤثراتها ونتائجها المباشرة وغير المباشرة في العلاقة بين الشيوعيين والسلطات الحاكمة في العراق من جهة وطبيعة تحالفاتهم ما شابها من متغيرات من جهة ثانية التي كانت تفرض خيار الكفاح وممارسة العنف الثوري على امتداد أكثر من ستة عقود مضت من تاريخ الحزب الشيوعي الذي يقترب من عقده الثامن، وما زال الشيوعيون يبحثون عن خيار يؤمنُ جزءً مِمَّا يصبونَ إليه في كفاحهم من أجل وطن حر وشعب سعيد..
في ضل معادلة جديدة تستدعي لملة بقايا وطن ممزق وأشلاء المقهورين من سلالة الحالمين بالشعب السعيد... تكون أولى خطواتها العودة للمفهوم الماركسي في اعتبار الإنسان اثمن رأسمال في الكون يستوجب الحفاظ عليه وعدم التفريط به في ممارسات سياسية خاطئة تجعله وقوداً لشعارات زائفة باسم الدين والقومية وغيرها من المفاهيم البالية التي تجاوزها الزمن ولا تنسجمُ مع قيم الديمقراطية وحقوق البشر في عصرنا الجديد..
صباح كنجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كتاب جيد
ايار ( 2010 / 5 / 22 - 23:33 )
حقيقة الكتاب غني بلمصادر بل استطيع القول ان الكتاب عانى من كثرة الهوامش والاسنادات وبصراحة اكثر لدي اكثر من مؤاخذة ونقطة ليس اقلها عدم التفريق بين الضاد والظاء وكذلك عدم الدقة في الحديث عن بواكير حركة اليسار الكردي قبل نشؤ الحزب بقيادة الرفيق فهد وغيره من الامور ولكن برغم هذا فهو كتاب وثائقي جيد يمكن الكون لماجاء فيه بكل حيادية وهذه من الامور اللتي تحسب للكاتب


2 - الكفاح المسلح
ابو مودة ( 2010 / 5 / 24 - 15:56 )
العزيز الاخ صباح كنجي
اليك ولمؤلف الكتاب اطيب تحياتي
أجواء العنف والقتل والتصفيات التي سادت بعد 8 شباط الاسود
ومواجهة الشيوعيين العراقيين في هذا العنف والتعسف كانت بلا جدوى وكلفت الحزب الشيوعي الكثير
و بعد عام 1979 عندما انقلب البعث على الحزب في البجهه المشؤومة وقتل وغييب واعدم وسجن الالاف من خيرة العراقيين
ليتخذ الحزب اخطر قرار هو الصعود لجبال كردستان وتقليد قوات الانصار الروسية ويوغسلافيا ويتعاونوا مع الحزبين الكرديين بمواجهة الاله العسكرية البعثية الشرسة ليخسر الحزب خيرة كوادره مرة اخرى بتجربة الكفاح المسلح التي اثبتت عدم جدواها لا بل فشلها
عموما من الضروري كتابة تجارب الحزب في بداية نشاطه الثوري وأولى خطوات الكفاح من اجل الحرية
شكرا لكم على هذا الجهد

اخر الافلام

.. مشاهد تظهر فيضانا يغرق قرى في البوسنة


.. مظاهرة وسط العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية وا




.. انفجارات في الضاحية الجنوبية لبيروت


.. في اجتماع انتخابي له في كارولينا الشمالية .. ترمب يعد بتصنيع




.. مروحية إسرائيلية تقصف الحدود اللبنانية