الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة النفع الخاص !

حسب الله يحيى

2010 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لم يتشكل أي نظام اجتماعي وعلى اختلاف هوياته ، مثلما لم يتطور هذا النظام ويصبح نظاماً للدولة ــ أية دولة كانت ــ إلا لهدف أساس يمكن إيجازه بتحقيق الأمن والعدل بين البشر.
لكن العراق الراهن واستثناءاً من كل نظم العالم ؛ لاتشغل الدولة ولا القائمين على مقاليد أمورها .. بأي شاغل يتعلق بأمور البشر.. وكأن الجميع خلقوا بقدرة قادر وعليهم أن يعيشوا ويموتوا بقدرة قادر .. ليأخذ كل امرءٍ قسطه وحظه من الحياة ، ولا شأن للدولة بأمره .. !
حروب وانتهاكات لحقوق الأنسان ومقابر جماعية صنعها طغيان طاغية تفرد وحزبه بالسلطة . وجاء البديل الذي كان يفترض أن يتجاوز كل إخطاء الماضي فأذا به يهمل :
آلاف القتلى والجرحى والمعوقين ، ووثلاثة ملايين ارملة ،وخمسة ملايين يتيم ,وآلاف المفقودين ،وآلاف المعتقلين ،وسبعة ملايين عاطل,واربعة ملاين عراقي مغترب و ..يتم وضع جدار عازل بين الشعب والدولة التي تحكمه .
دولة محصنة في منطقة خضراء اعضاؤها لهم امتيازاتهم الخاصة التي يفوق راتب الواحد منهم دخل الف عراقي يعيش حد الكفاف ..
فهل نعد الدولة (العراقية) دولة مواطنة ام دولة نخب سياسية كل مايجمع بينها منافع مشتركة وامتيازات يجري تقسيمها على وفق التراضي والتفاهم والتوافق ؟
الدولة المتحضرة ..لاتبني لنفسها سوراً بمعزل عن الناس .. إنها ممثلة لهم وحريصة على حقوقهم ونشر العدالة بينهم .
والدولة الوطنية ..لاتعلق آمالها على مايرسمه(طاقم) خارجي وانما على مايعيشه ويعاني منه ويدرك تفاصيله شعب ذاق المرارات كلها ..وراح يتوسل الصبر حتى يصبر والدولة الحقة ..ليست نخبة تستاثر ولا احزاب وجماعات تخضع شؤون البلاد كلها لصالحها وانما تنظر بعيون الصالح الاعم من البشر لتكون بالنتيجة مصلحة اعضائها من مصلحة شعب ..لم يعد صالحاً للعيش على وفق مايجري من صراعات تجري داخل دولة ضعيفة مفككة ..يغيب عنها الخبير الذي يشدها ويجمع أشلاءها المتناثرة .
وفي العراق ..نحيا في ظل دولة لاتدير دواليب عملها على عمل الا وتضع مصلحة اعضائها فوق كل المصالح الاخرى ..وهو ما لم نشهده الا في عرف الغاب الذي يغيب فيه القانون ويصبح للاقوى حق الاستئثار بكل شيء ..اما في دولة العراق ،فلا نجد دولة تقوى على الجريمة والفساد ولاتقيم قانونا على حقوق العراقيين بوصفهم بشراً.. وليس قطيعا من المتألمين الذين يئنون من جراح ومآس باتت تفوق كل منطق ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعد الله النجار
نسرين السامرائي ( 2010 / 5 / 23 - 19:24 )
لاأدري إن كانت هي هذه الدولة التي طالما حلم بها الشهيد وعد الله النجار .....يقال ان عبارة الحياة حلوة ....لكن الموت في سبيل الشعب احلى ...بقيت محفورة على جدار من جدران نقرة السلمان حتى وقت متأخر ....هذه العبارة حفرت بيد ذلك الشهيد المقدام ابن الموصل الحدباء وعد الله النجار
وعد الله النجار صعد الى المشنقة وهو موقن ان حلمه في أقامة الدولة التي ستقيم الأمن والعدل في العراق سيتحقق لامحالة...لكن يبدو ان دمك ياوعد الله ذهب هدرا
اخ حسب احكي لنا شيئاً من حكاية وعد الله


2 - الشهداء الابطال
nfsa ( 2010 / 5 / 24 - 02:12 )
الدولة التي يكون اساسها ضعيف لابد ان تنهار يوما مهما طال بها الزمن.لن ينسى التاريخ شهدئنا اللذين ضحوا من اجل الوطن وصعدوا الى المشانق ولن يذهب دمهم هدرا .لن ننسى هولاء الابطال ممن سقطوا في سبيل الوطن فقد كان حبهم للعراق وايمانهم باعلاء كلمة الحق اقوى من كل شي. ستظل ذكرى الشهيد البطل وعد الله النجار ومحمود التمي من اهالي الموصل والكثيرين ممن خلدهم التاريخ وسياتي اليوم الذي كانوا يحلمون به ..

اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه