الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمتنا أخلاقية وليست سياسية !

حسين محيي الدين

2010 / 5 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من يعتقد بأن الأزمات التي يمر فيها العراق أزمات سياسية فهو واهم جدا . فليس للعراقيين اليوم قيادة سياسية كما هو شأن كل دول العالم !. تعمل على تحقيق الممكن في الظرف المستحيل من اجل عزة العراق والعراقيين ومن اجل البناء والتقدم والرفاهية . ألسياسة علم من أهم العلوم المتعلقة بمصير الملايين من الناس وتسيير أمورهم اليومية والحياتية كما أن قيادة البلد تحتاج إلى كفاءات عالية وفي كل المجالات لتسيير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا يشترط بمن يمارس العمل السياسي أن يكون أكاديميا في هذا المجال بقدر ما يكون قد تعاطي في الأمر وتدرب عليه تحت إشراف أهل الخبرة في هذا المجال ولسنوات عديدة . وقد يسأل سائل هل أن قادة العالم كلهم سياسيين محنكين يختلفون عما هم عليه قادة الحكم في العراق ؟ الجوب كلا . لكن شعوبا وأوطان تعيش محنتا كما هو عليه الوضع في العراق لابد وان يكون قادتها من السياسيين الاستثنائيين ليقودوا البلاد إلى بر الأمان . السؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح هل أن قادة الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات يمثلون الأفضل ممن يحتاجه العراق في مثل هذه الضر وف ؟ لا أعتقد ذلك والشعب قد اختارهم لا على أساس كفاءتهم السياسية أو الوطنية بقدر ما اختارهم على أسس طائفية وعنصرية وتحت تأثير استلاب الوعي . ومع الأسف إن من اختارهم على تلك الأسس لم يكونوا ليراعوا حتى الأسس التي انتخبهم على ضوئها ناخبيهم . فلو إننا وافقنا جدلا على الأسس الطائفية والعنصرية . فهل حقق قادة الكتل السياسية مصالح ناخبيهم الطائفية والعنصرية .؟؟ الجواب لا يحتاج إلى كثير من التفكير . فلو سألنا أي مواطن بسيط كرديا كان أو عربيا شيعيا كان أو سنيا مسلما أو مسيحيا أو تركمانيا عما حققه له من اختاره لوجدنا شكوى المواطن العراقي تصل إلى عنان السماء من ممثليه وممن اختاره . إذن أين الخلل ؟ هل الخلل سياسي أم أخلاقي ؟ جوقة الحكم الذين نراهم على رأس السلطة ويديرون شؤون البلاد حاليا لم يأتوا وفق سياقات طبيعية . كأن يكونوا ثوار قاموا بعملية التغيير . أو سياسيين
أفرزتهم عمليات سياسية تراكمية . أو أنهم ورثوا الحكم كما هو حال الأمراء والملوك في بعض دول العالم . بل أن قطار كان متوجها إلى العراق تقوده آلة عسكرية رهيبة بغرض التهديم والتخريب والانتقام من بلد كان قد خرج عن إرادتهم لسبب ما أو انتهت فترة صلاحيته فضم هذا القطار كل من هب ودب من سقط المتاع ممن لفظتهم قوى سياسية كانت تعارض النظام المقبور ومن لصوص تطاردهم الانتربول وفاشلين في حياتهم العامة والخاصة ومهربين وتجار سلاح وقتلة ومرتزقة . زودتهم أسواق التزوير بشهادات علمية ونصبهم راعي القطار قادة سياسيين لهذا البلد المنكوب وكل يبحث عن جزء من الفريسة ليتقاسمها مع أقرانه ليشبع رغبات مكبوتة من جاه ومال . إن أزمتنا أخلاقية وليست سياسية وستظل كذالك ما لم يتحرك الشارع ليقلب القطار بمن فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم هنالك ازمة اخلاق
على عجيل منهل ( 2010 / 5 / 23 - 08:43 )
اخى حسين هنالك ازمة اخلاقية فى العراق الجديد والمسؤلية مفقودة تحياتى لك


2 - طالب المال منهوم لا يشبع
علي الشمري ( 2010 / 5 / 23 - 21:16 )
الاخ الكاتب القدير المحترم
ان قادة العراق الجديد هم من طلاب السلطة التي أتخذوا منها موردا ماليا لهم وليس لغرض خدمة بلادهم ,وهم من أراذل المجتمع العراقي والمتسكعين طويلا على ارصفة الغرب الكافر,فكيف بهم الحال ويرون أنفسهم بقدرة المحتل أن يصبحوا قادة اليوم,لقد تغيرت أنسانيتهم فجاة الى وحوش كاسرة ليتسيدوا العراق بعد ان جعلوه أشبه بغابة,القوي فيها يأكل الضعيف,.(أن السباع همها التعدي ,والبهائم همها بطونها)
أن أزمة الاخلاق قد تأصلت فعلا في مجتمعنا نتيجة سياستهم الممنهجةبهذا الاتجاه . تحياتي


3 - قل أزمات ولا تقل أزمة
نافع العاني ( 2010 / 5 / 24 - 05:02 )
نحن نعيش في عراق الازمات . أزمة في كل مفصل من مفاصل الحياة حتى كاد البعض منا يدمن على شيئ اسمه أزمة . تصور ايها الكاتب قبل يومين ذهبت لمحطة الوقود فوجدت ان سيارتي تزودت بالوقود خلال دقائق فشعرت بفراغ قاتل كان المؤمل ان اقضي سويعات الفراغ في التزود بالوقود ولكن حتى اقضي على الفراغ ذهبت الى البنك لاودع مبلغ خمسة وعشرون الف دينار لعمل جواز سفرجديد فوجدت امامي لا يقل عن مئتي مواطن فاستغرق الايداع ثلاث ساعات فشكرت الله حيث لم يخيب املى بالحصول على ازمة اه اه اه

اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في