الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمدة كفر البلاص ( 25 )

محمد سنجر

2010 / 5 / 23
الادب والفن



( جلس التوابتي في انتظار شيخ الخفر بمكتبه ،

ما هي إلا لحظات حتى دخل عليه شيخ الخفر )

ـ السلام عليكم .

ـ و عليكم السلام ، أهلا بزعيم كفر البلاص ، حمد الله على السلامة .

ـ الله يسلمك يا توابتي ، بس أنته الله ينور عليك يا توابتي .

ـ و عليك يا زعيم ، و هو أني مهما عملت مش ممكن أبدا أوفي الدين اللي ليك في رقبتي .

ـ لأ بجد ، انته جيت في وقتك ، و أحلى حاجة إنك عالجت الموضوع بسرعة ، و من غير ما حد ياخد باله .

ـ أنا لقيتني بأجري عليكم من غير ما أحس ، و بعدين عاوزني أشوف المجنون ده بيضربك و أعمل إيه يعني ؟ ده تتقطع إيده من بدري ....

ـ و هو انته فكرك إني سكت له ؟ تلاتة بالله العظيم ما لقيت نفسي إلا بأرد له القلم قلمين ....

ـ ما آني شوفتك و أنت نازل فيه دب ، ده كان ها يموت في إيدك .

ـ ليكون فاكر نفسه لسه عمدة زي زمان ؟

ـ قول للزمان ارجع يا زمان ، أصل ده بعيد عنك راجل ما يتمرش فيه الخير ..

ـ تخيل انته بعد كل اللي عملتهوله ده كله يكون ده جزاتي ؟

ـ مش بيقول لك ، آخر خدمة الغز علقة ؟

ـ على رأيك .

ـ بس ده كان ماشي كويس و زي الفل ، نفسي أعرف إيه اللي قلبه القلبة دي كده فجأة ؟

ـ الراجل الأهبل لسه بأقول له إن الشركة خدت الأراضي من أهل البلد عشان يعرفوا يشوفوا شغلهم ، و ده اللوسة جت له ...

ـ مش بأقول لك إتجنن .

ـ قال إيه عاوز الناس ترجع تاني تزرع و تقلع .....

ـ تقلع ؟ أعوذ بالله ، بالذمة ده كلام ناس عاقلين ؟ يعني عاوز الناس بقى تمشي بلابيص في الشارع ؟

( لم يستطع شيخ الخفر منع الضحك الذي سيطر عليه فأطلق له العنان )

ـ إيوه كده اضحك اضحك ، ما حدش واخد منها حاجة ....

ـ ما يقصدش كده ، هو قصده يعني إن الناس ترجع تاني تفلح في أرضها ، قال إيه يقول لي ، طب و عيالنا ها يعملوا إيه بكره لما يكبروا ؟

ـ و إيه اللي دخل عيالنا دلوقتي في الموضوع ؟

ـ آني عارف و هو إحنا مقصرين مع العيال ؟

ـ مقصرين إزاي بس ، ده إحنا مش حارمينهم من أيتها حاجة .

ـ و غير كده ها نسيب لهم شيء و شويات ، ده احنا ها نسيب لهم ملايين متلتلة .....

ـ دول لو قعدوا يصرفوا فيها عمرهم كله مش ها يقدروا يخلصوها .

ـ المهم دلوقتي أنا عاوزك تشدد الحراسة عليه هو و الواد عبد الجبار ...

ـ ده أني حاطط عليهم حراسة تسد عين الشمس ....

ـ و تخليك حابسهم كده لغاية لما نشوف لهم صرفة ، و خلي بالك ، ممنوع أي حد يدخل لهم ...

ـ وحياتك ما هايشوفوا النور تاني ( يهمس ) تحب أخلصك منهم خالص ؟

ـ لأ ، بأقول لك إيه ، بلاش أفكارك اللي تودي في داهية دي .

ـ و لا تودي في داهية و لا حاجة ، دي فكرة و لا تخطر على بال إبليس نفسه .....

ـ أعوذ بالله منك يا شيخ ....

ـ طب بس خد مني ، أصل أنا نشرت الخبر في الكفر ، و الأهالي كلتها عارفين دلوقتي إن العمدة اتجنن .....

ـ حلو كده ....

ـ و إحنا بقى ها نقول إنه من جنانه قام في ليلة و حاول يقتل الواد عبد الجبار ، و الواد عبد الجبار قتله دفاع عن النفس ، و بكده يبقى ضربنا عصفورين بحجر ، خلصنا م العمدة و نعدم الواد عبد الجبار بتهمة قتله .

ـ لأ معلش ، خلي أفكارك دي لنفسك ، المهم عندي دلوقتي إن البلد كلتها تعرف إن إحنا خايفين عليهم م العمدة ، لأنه بقى خطر عليهم .

ـ ما فيش أبسط من كده .

ـ نفسي الناس تنسى العمدة ده خالص ، و ما يبقاش على لسانهم غير شيخ الغفر و بس .

ـ إعتبرهم نسيوه خلاص ....

ـ مش ها ينسوه بسهولة كده ، آني عارف ، عشان كده عاوزك تنشر في البلد إن العمدة كان عاوز يمنع عنهم الراتب و التموين اللي بياخدوه كل شهر ، و إن آني اللي وقفت له ....



ـ ماشي ، و لا يكون عندك فكرة ...

ـ و عاوزك كمان من بداية الشهر الجاي تزود للناس الراتب و التموين اللي بياخدوه ، و لازم الناس كلتها تعرف مين صاحب الفضل عليهم .

ـ ما هو آني عشان كده كنت جاي لك ، و كانت عندي كام فكرة كده كنت عاوز آخد رأيك فيهم .

ـ و ساكت ليه ؟ ما تقول ...

ـ كنت عاوز أسألك سؤال الأول .

ـ اسأل .

ـ هو إحنا أقل من أمريكا أو أوروبا ؟

ـ لأ طبعا ، دول همه ذات نفسيهم يتمنوا يبقوا ربعنا .

ـ طيب ليه بقى بنشتري كل حاجة عندنا بالدولار ؟

ـ أمال عاوزنا نشتري بالجنيه ؟

ـ لأ طبعا ، لكن إيه المانع إننا نعمل لنا عملة خاصة بينا إحنا ؟

ـ ما فيش أيتها مانع .

ـ و ياريت نعملها م الدهب عيار أربعة و عشرين ، و نحط صورتك عليها ، و بكده ها تبقى صورتك مع كل واحد في الكفر .....

ـ الله عليك ، و ها نسميها إيه بقى ؟

ـ الزورار .

ـ زورار ؟

ـ أيوه عشان يناطح الدولار من ناحية ، و م الناحية التانية يدخل أيتها عروة في البلد ......

ـ هههههههههههه .......

ـ مش كده و بس ، لأ ، ده غير صورتك اللي ها نحطها ف كل بيت و ف كل حارة و زقاق ، و ها نحطها كمان على التموين اللي بنديه للأهالي كل شهر ، و ممكن نكتب عليها كمان (منحة شيخ الغفر) تحت صورتك ، و بكده ها يبقى على لسان الناس غير سيرة شيخ الغفر و بس .

ـ الله ينور عليك ، انته دماغك بدأت تجيب زبدة أهي ...

ـ مش بس كده ، ده آني عاوز كمان أعمل شوية حفلات و أخلي العيال اللي بتكتب أغاني تكتب كام أغنية عنك و عن بطولاتك و اللي عملته للكفر ، ده بقى غير المسابقات و الجوايز اللي ها تبقى باسمك طبعا ، و أهي فرصة عشان نمرمغ الناس في العز ، هو الواحد مننا ها يعيش كام مرة يعني ؟

ـ على رأيك ، العمر واحد و الرب واحد ....



ـ مش المجنون اللي بيقول لي خلي الناس ترجع تشتغل تاني ، بالذمة ده كلام برضه ؟

ـ خلاص ، آدي تفويض مني أهوه عشان تكاليف الحاجات دي كلها .

( يأخذ شيخ الخفر إحدى الأوراق من فوق المكتب أمامه و يوقع عليها و يناولها للتوابتي )

ـ و عاوزك برضه تعمل لي جرنان كفر البلاص ، و تنزل فيه أخبار الكفر يوم بيوم ، و طبعا مش ها أوصيك ع اللي ها يتكتب عليا كل يوم ، الناس لازم تعرف أنا بأعمل إيه عشانهم كل يوم ، و برضه عاوز العيال بتوع الإذاعة و التلفزيون بتاع الكفر يتلحلحوا شوية .....

ـ و الله و لا لك عليا حلفان كنت ها أعمل كده ، بس كنت هاخليها لك مفاجأة ، بس انته حرقتها لي .....

ـ مش عارف من غيرك كنت ها أعمل إيه يا توابتي ؟

ـ ده إحنا اللي من غيرك و لا كنا نسوى تلاتة تعريفه ، ربنا يخليك لينا يا كبير كفر البلاص ، ربنا يخليك لينا ......

( صوت طلقات نارية تقطع سكون الليل )







( يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟