الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكمة السياسية والمخاضات العراقية

احمد ناصر الفيلي

2010 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أن سير العملية السياسية بهذا الشكل المهادن والبطيء لا يتناسب مع مايمر به العراق من تحديات جمة من جهة وحاجات ورغبات واماني الشعب العراقي من جهة اخرى.
فالبلاد ما تزال معطلة فالوضع الاقتصادي المتسم بالكساد والركود يحتاج الى آلية فعالة كي تجري الدماء في عروقه مجدداً من اجل أن تنهض البلاد من جديد ومن الغريب أنه في لجة تداخل هذين المنطقتين واشكال الصراعات الطافية على السطح فأن الخطابات السياسية وتصريحات البعض مازالت في غفوة غافية فما مشروع سياسي أو موقف معين ألا ونجد اشكالاً من التباري السياسي والتصريحات العنترية وياليت لو هناك مثل هذه الهمة في مجال العمل وتقديم الخدمات للشعب العراقي المبتلى والمنكود.
أن المسؤولين مدعوون الى اختيار مفردات دقيقة للتعبير وألا فأن التهريج يزيد من عمق الفوضى ويغلي البركان ويزيد الامور اهتياجاً. أن- الفهم السطحي للامور والمفاهيم واختزال زمنها التاريخي ومحتواها الاجتماعي الغني واقتصار كل ذلك على التصريح امر يدلل على أن تلك التصريحات انما تخرج من مشاعر عاطفية تهدف الى تثوير الجموع لا الى حكمة وفلسفة نابعتين من الحياة وتجاربها وربما المشروع الامريكي الاخير الخاص بتقسيم العراق الى ثلاث فدراليات نموذجاً لذلك.من المحزن أن يفكر الاخرون بالنيابة عنك كي يحلو لك مشكلاتك.
ودعنا من الحديث عن الاستعمار ودائرته فقد ولى عهد الاستعمار وتبنى في عالم يشهد النهضة في شتى ارجاء المعمورة بفضل الثورة الفكرية والمعلوماتية المنتشرة والمتيسرة ما عدا هذه المنطقة التي تأبى الاستفاقة من نومها والاطلاع على العالم من حولها وهذا الاضطراب الفكري والرئوي يعكس استبطان المراكمات السابقة على أكثر من صعيد ورسوخها في اذهان العامة امر طبيعي نظراً لأشاعة التعمية والتجهيل لكن اشاعتها في اذهان بعض النخب امر تعيس ويشير الى عودة قهقرية الى الوراء بأتجاهات شمولية ارتبط بها تاريخ حافل بالمآسي على صعيد العراق والعالم وحيث أن الدول الشمولية ومفاهيمها ظلت على الدوا-م ملطخة بدماء غالبية عظمى من الابرياء الذين حملوا حباً حقيقياً للعراق وضميراً نقياً لخدمته. أن اختزال التاريخ الاجتماعي والسياسي لعدد من المفاهيم التي ظهرت واستقرت من التاريخ بناءً على ماضي حافل بالصراعات والمآسي على شكل مفردات وكلمات لهو امر يبعث على الحزن والسخرية معاً ذلك.
أن مثل تلك المقولات تبطن في داخلها هاجس كبير من معاناة البشر على ارجاء المعمورة وهي تتطلب الدرس والجدية لأن قراءة التاريخ بوعي تعزز التجربة الانسانية وتمدها بأبعاد تاريخية ومصيرية يبدو في الافق أن عدد النخب العراقية ماتزال اسيرة الافكار البالية عن الدولة الشمولية وعن فضائلها المفترضة والتي تداعت وانقرضت كلية عن مسرح الاحداث العالمية بعد مجازر ومآسٍ وخراب كبير جلبه هذا النظام على العالم من حولنا.
الدولة الشمولية في العراق عبارة عن تاريخ من المآسي و الآلام وبحار من الدماء المسكوبة بتواريخ محفورة في الذاكرة العراقية الموشومة بتجارب مريرة تقشعر لها الابدان ذلك أن الدولة الشمولية في العراق هي مطية القمع والمصادرة واغتيال اشكال التألف الاجتماعي واغتيال الفكر والحوار وكل مظاهر التمدن والحضارة أن التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العراق ووصوله الى هذه الدرجة التي هي في اواخر احصائيات الفكر والمرض والجوع على مستوى العالم أنما تكمن خلف الدولة المركزية بلا منازع فهي قد اتاحت لفئات صغيرة ومعزولة من الوصول الى سدة السلطة ببرامج ومن ثم الاجهاز على مكوناته وفئاته وبشتى انواع التفكيك المبتكر والمستورد وبدلاً من تحقيق البرامج والشعارات صار إلهاء الفئات بالصراعات احد اساليب تمديد عمر السلطة. أن الدولة الشمولية تمتلك تاريخاً حافلاً بالخزي وجرت على البلاد الويلات والدمار وآن الآوان للمراجعة والاعتبارات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف