الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألبُستانيُّ في أيّامه وأعماله ِ

ابراهيم البهرزي

2010 / 5 / 23
الادب والفن


ألبُستانيُّ في أيّامه وأعماله ِ



(1)

تؤدّي الطحالبُ واجباتها كقوّة ٍ ضارّة ٍ , أحياناً تكونُ ضروريةً لتقديم شعائِرِ
المحبةِ للارض ,باقتلاعها , أزاحةُ الاشياء الضارّةِ تكونُ أحياناً بيدَيْن ِ قويّتين ِ
واحياناً بمعدن ٍ مشحوذ ٍ , في كلّ الاحوال ِهنالكَ ما يدعو للتنقيب ِ في الارضِ
بحثاً عن جذور ٍ نائمة ٍ تترصّدُ مواسمَ الانبثاق ِ , نُعد ُّ موقداً أمامَ الكوخ ِ ,لا تدري
الاشجارُ الباسقةُ اننا نحتفي بخلاصها من النواشبِ المتطفّلةِ , من المؤكّد ِ أنّ الاشجارَ
لا تنحني أَبانَ مراسيم ِ الشُكر ِ تُورثُ الاشجارُ واجباتَ الشُكران ِ والجزاء الجميل ,
يقولُ البُستانيُّ , لا تنْظُر لازْدهاراتِ الشجرةِ اكثر ممّا تَتلصّصُ على تَململِ الطحالبِ ,
في ذلك َحكمة ُ ,فالاشياءِ التي ندوسُ باقدامنا قد ُتحيلُ نظراتنا المتعالية ِ حَوَلا ً من الخيبة ِ ,
للطحالبِ الحقَّ في أنْ توجدَ حيثُ ينبغي أنْ تعيش , ولو كانت تُثمْرُ شيئاً لقَطعنا الاشجار َ
لاجلها , نحنُ البُستانيّونَ النفعيّون َ, لا نفكر بامتداد ِ قامات ِ الاشجار او جَلال ركوعها ,
علينا أوّلاً ان نحزر قيمة الثمر ,, الاعلى قيمةً لن يُشْلعَ , تحقُّ المذبحة على ما لا ينفعُ وأِنْ
تمادى جَمالا ً , بُستانيّون َ نحن ُ نقتلعُ الطحالبَ أقتلاعا ً ضارياً , وننظرُ للثمر ِ في امتلاءهِ
المُغْني , لا نشعر بالاسى لابادة ِ ما لا ينفعُ.......


(2)

فَراشاتُ الضوءِ تهبُّ من زهور التفّاح ِ , الحباحبُ (وهي الطابوحاتُ ) تلك التي تطرّزُ
العتمةَ كسروالِ راقصةٍ شرقيّة ٍ , تتلامعُ جَّوالة ً في عَمَش ِ الليل ,يَسْأله ُ, يسألُ ثاني اثنين أذْ
هُما في (خمّارةِ ) الكوخ ِ, ايمكنُ أنْ نجترحَ أفقاً فيزياويًّا ً يُفسّر ُ العلاقةَ بين الشذى والضوء؟
يجيبهُ , وهو ثاني أثنين أِذ هُما في الكوخ ِ, لاشَكَّ بانهّ ُ الجنسُ , الجنسُ المحْض ُ !, يُحاولان ِمعا ً
أِمساكَ فراشة الضوء فتنطفأ متغاويةً , , تلعبُ بهما , تبتعد ُ فتُضيء ُ , وساعةَ ينفض ُ ورد َ التفاح ِ
شهوتهُ عن أجنّة ٍ خُضْر ٍ , ترحل ليالي حباحب الضوء وتغدو اشجار التفاح مطعما ً لا كرنفالا ً , لا
عُمراً أقْصر َ من أعمار حباحب الضوء ,لا تغادرُ موسمها لمواسمِ الآخرين , بتوقيت ٍ دقيق ٍ تشتعلُ مثلَ
حُرقة ٍ في القلب ........


(3 )

كانت عاداتٌ رائعة ٌ تلك التي أنقرضت, فيما مضى حين كانت السرقةُ حراما ً , كان البُستانيُّ يسري
أوانَ الغروب ِ لبستانه ِ , يحمل ُ سُفْرة ً صغيرة ً هيَ عشاءهُ , ويبيتُ ناطوراً في كوخ ٍ من طين ٍ
وسعف ٍ , البعضُ ينطرُ في بُستانه ِ, وبعضٌ ينطر ُ في بساتين ِ الاخرينَ مأجورا ً , النواطير ُ لم يمسكوا
يوماً بلص ٍّ , فلا احدَ يسرقً , ولا احدَ يعرف لماذا ينطرون, لاجل الفضولِ تطوعتُ ناطورا ً ذات ليلةٍ ,
تأبطتُ قراءتي الخلدونيّةَ,وأردفني عمي خلف درّاجته الهوائيّة ,كان الغروبُ يهب ُّ كوردة ٍ مُمطرةٍ ,
وحيثُ يتقدّمُ الليل ُ بكتيبةِ البردِ الجرّارةِ, كنتُ تحتَ فانوس ٍ من النفط ِ معلقاُ بسقفِ الكوخِ اتأمّل ُ صورَ
القراءةِ ا لخلدونيّةِ (ترى من رسمها ؟ ) تنبضُ , ربّما بفعل ذُبالةِ الفتيلة الناعسةِ ,تتحرّك ُ القطط ُ والافيالُ
والبقرُ في مدى الظلام ِالمهفهف ِ خلفَ الكوخِ ِ(لقد جاؤا !!) , ربّما قلتُ هذا لعمّي (القططُ والبقرُ والافيالُ )
, اقتادني واطلقَ نوافيرَ النور من مصباحهِ اليدويّ (هل ترى شيئاً ) , بالطبعِ لاشيء َ سوى قناديل ِ البرتقال
التي توهّجت فَجأة ً , (في الظلام ِ )) يقولُ عمّي (في الظلام قد تطيرُ الحيوانات ُ الضخمةُ في العقلِ الصغير
وحينَ تطلقُ الضوءَ تسقطُ صَرعى في العدم ) , أقومُ لألملم َ نَثير َ الحطب ِ , مُوقداً في باب ِ الكوخِ لهباً
شَفيفا ً, ينهمكُ عمّي في حياكةِ حصيرٍ من سعفِ النخلِ , وأحيكُ من اللهبِ المتغاوي حيوانات أُشاكسها حتى
تنام في مقبرةِ الرماد .....


(4)

يُبقي البساني الحصيف ثمرةً واحدة ً في الشجرة ِ بعد جَني ِ المحاصيل ِ , ثمرة ً قد تحتفظُ بنضارتها لما
بعد موسمها , تلكَ الرمّانة الوحيدة في أعالي الغصون ,أِنْ لم يَحْتفرها الجُرذُ النغل ُ تكونُ قيمةً عظمى
أوقاتَ شحيح الرمّان , البستانيُّ يدركُ بفطرتهِ فلسفةَ النُدرة ِ , ِأِنْ أبقى أكثر من ثمرةٍ ستفقد ُ الشجرةُ فرادَتها,
وربما يكونُ ذلك من مأثوراتِ مخافة ِ الشِرك, هنالك مواسم بين ذيول الشتاء وبواكير الربيع تندرُ فيه ِ
كلّ الثمار تقريباً لكنًك لن تَعدم حينَ تُقلّبُ الغصونَ بحذاقةِ جرذ ٍ , لن تعدم من ثمرةٍ تَخْنس ُ في خَفَرٍ بينَ
مُشْتبك ِ الغصون, وقد تبزغُ أحياناً بغير مواسمها زُهَيرة ٌ تتصابى , وقد تظهرُ من غنج ٍ قبلَ احتقانِ نهديها
كما الصبايا ,ثمّة من يهتزّ الماء بميسمهابكيراً وثمّة من تستحلبه قسراً , وبين (الافْلي ) و(الهَرْفي ) يفرحُ البستاني
بسعادة المُبكّر والمؤجّلِ, الاثمارُ المنفردةُ تشيخُ أحياناُ فتسقط ُ في جُبّانةِ السواقي أِنْ لم يكشفَ عنها السترَ صيّادُ
اللذاذات ِ المنفردة.....ا


(5 )

حينَ يعشقُ البستاني, فانه ُ لا يتركُ مشهداً لمُتربّص ٍ, وتلك تقاليدُ لُقاح ِ النخل ِ, الضحكُ يُسرّبُ شهوته وغُبارَ طَلْعه ِ
عبْر َ الرياح ,وهي قَوّادة ٌ ذاتَ كتمان ٍ مضمونٍ , , وحيث في جدائل البساتينِ تتفرّع الدروبُ شتّى, وغالبا ً ما تقودُ الى روما
كما يهزُّ كلب الحكمة بذيلهِ , فأنّه ُ يترك ُ لصَبيّتهِ خيارات الدروب والاوقات , يبكّر ُ هو َ وتأتي هي مُتأخّرةً مستترة ً بدَلال ِ العباءة ِ, عادة ً ما يترك ُ قُفل َ البستان الخشبي الضخم َ مُرحّبا ً , تسحبُ مغلاقَ القُفل ِ المُجعجع وتلقي عباءتها عند عتبة الباب,
وتلكَ علامة يقدّسها البستانيّون , فلا أحد َ يجرأ ُ عل الدخول أو ينادي , طالما العباءة ُ ملقاةً في اعتاب الباب, كان غالباً
ما يتمدد ُ ُ في الكوخِ غافياً تحتَ هَوِْل الانتظار ,فتوقظه ُ بفحيح ٍ ناعم ٍ في صيوان ِ الأُذْن ِ, وفي الكوخ ِ الطينِ ,
وعلى حصير ٍ من السعف ِ يتباسَلانِ لاجلِ أستشهادِ اللذّة ِ, اللذّةِ الاعظم , التي حينَ تَهم ُّ مُغادرةً يتوسّلها أن تكشفَ

عن ظهرها,حيث يتملى كلّ مُربّعات ِ وتقاطعات ِ حصير َ السعف ِ المُرْتسم على امتداد ِ جذعها المديد................................

(6 )

البستانيُّ يعتقد بأنّ كلّ عصفور ٍ هو أخُ قجبة ٍ , يسألُ السماء َ ما فائدةُ العصافير؟ , صوت ُ العرامةِ ومنقارُ النَهَم
يهتكانِ فَلَقات ِ التين ِ, ساعةَ يُبكّر ُ لرشفِ الندى من حواشي بَكارتها , ينتفُ الشقَّ المنفرج بهمجيّة ِ العصافير, حيث يكون الندى قد افسد تماما ً أرحامها العندميّة ِ , قباحات أخرى ترتكبها العصافير, وهو ا لمتأكد بيقين ٍ عنيد ٍ بأن َّ كلَّ
عصفور ٍ هو أخُ قحبة ٍ حقيقي ,, مثلاً لم تتقنُ العصافيرُ الغناء رغمَ معاشرة ٍ وانساب ٍ مع اوركسترا البلابل ,
وهي لا تحتمل ُ الركونَ الى اعشاش ٍ آمنة ٍ , هي تُضاجع اناثها طائرة ً , وغالبا ً ما تتركُ الاناثُ بيوض َالسِفاح ِ
قُرب َ جُحر أفعى ! ,أُمٌّ قوّدةُ وأَبٌ أَخ ُ قحبة ٍ , تلك َ هي العصافير ُ , وسمع َ البستانيُّ مرّةً منشداً يتملقُ العصافيرَ
بايقاعات ِ المدائح ِ , فكفر َ بالمديح ِ جميعا ً ,(هل يعرف ُ هذا المنشد ُ دناءات َ العصافير ؟ ) , الزهور المبكّرة ينتفُ
اكبادها ويلقي ذروقه عبثا ً فوقَ الرياض ِ او الرؤوسِ شديدةَ الترتيبِ , تنكّب َ البستاني بندقيّة َ صيد ٍ مُطرطشة الاطلاقات ِ ليقتل َ اكبرَ حشد ٍ منها , غير َ أنَّ العصافير َ شانها شأن َ كلّ اولاد القحاب ِ تسْكن ُ ايّام َ الصيدِ خانسةً, ومتى عادوا ببنادقهم الخائبة , عاودت العصافير ُ باصواتها الاجشّة الجارحة ومناقيرها المتملقة افتضاض بكارات التين الساهي الغض ...


(7 )

أيام ُ السقايات ِ ِ , يُحاذي البستانيّ الساقية َ حتى مَرضعها , أيام َ رِزْقه ِ من الماء عليهِ أنْ يستجدي ظُلماتَ
الليلِ لتسعفه وراء َ ثُغور ٍ لئيمة ٍ يفتعلها الانانيّون جُورا ً , يردمها تباعا ً ليصعدَ بالماء الى اقصى فُروج
ِ اشجاره ِ, يحدثُ اطمئنانه فيغفو على ثدي بستانهِ , في رضاعه ِ المزمن يَتسمّع ُ الماءَ المتراكضَ , جحفلا ً من
الضفادع ِ يتواصى بالنقيق ِ , ويحدثُ ان يغفو بوَحْي ِ النقيق ِ الممل ِّ , ويحدث ُ بعد َ أن تُكمل الاشجار سُكْرتها
بالعنب ِ الدافق ِ , يحدث ُ أن ْ يستيقظ مُبلّلا ً بفائض ِ الكُروم ِ , وهو َ عادة ً ما يعود ُ قُبَيل َ فضيحة ِ الشمس ِ,
يعودُ قُبيل َ يقظة ِ الشياطين لمنزله ِ عاريا ً , وتحت َ أُبُطه ِ ثوبا ً يتقطّر ُ ماءا ً ونُعاسا ً وخجل ............................


(8 )

البستاني المعلِّم ُ ينظر ُ لمحمول ِ الشجرة ِ فيقول ُ ((خمسينَ كيلوغرام او عشرينَ او ايَّ شيء ) وحين يُصر ُّ حامل ُ
الميزان ِ الحيسوب على اعتماد ميزانه المعدني , يندهش ُ خجلا ً بعدَ الحِسْبة ِ للفروق ِ التي لا يعتدُّ بها البائع ُ
والشاري , تتحدّثُ الاساطير ُ عن بُستاني ٍّ يحسب ُ الغلّة بدقّة ٍ منذُ بواكير الازهار , المعاشرة الحميمة للاشجار تُتيح التكهن حتى الشهر التاسع . يوما ً بيوم ٍ وقد تَتنبّأُ َ بساعة َ الطَلْق ِ , ويطلق ُ البستانيّون اسماء مواليدهم وفقا ً لسلطة ِ
الطبيعة ِ , مفاجآت ِ الميكانيك , فثمّة (الفياض ) وثمّة ( الصيهود ) وتاتي تراتيلاً وفروضا ً , تسمية البشير النذير القاهر الرحيم
الاخوة الاعداء ينتحرون باسماءهم , والطبيعة لا تنادي الاسم َلانها تترصّد ُ الاعمال َ والايام فالطبيعة تتُسمّي , والموظفون َ
في الارض يرسمون الحروف وما من كائن ٍ يستطيع ان يتمدد او ينحني او يستطيل او يسجد وفقاً لحروف اسمه الطائشة ,
انما هي اقدار المواسم التي بين العقائد والمستحيل تطوف ...


(9 )


يأكل ُ البستانيُّ أنضج َ الثمار تلك َ التي تكادُ تموع أو تفقد زمام َ عروتها , هو يعرفُ انها من حقّه ِ لوحده ِ
فالثمار ُ التي تُقطف ُ قبل َ كمال ِ النضوج ِ تستطيع ُ مُداراة ِ زينتها في سلّة ِ البستانيّ المُنمّقة ِ ِ أو في ميزان
البقّال ِ الاحول , وتلك فضيلة ُ الحيلة ِومزاجها الخبيث , , وهو يعرف ُ أن َّ ما من أحد ٍ يفقه ُ نكهة الثمرةِ الابيّة ِ
غيرَ زارعها , الاثمار الرخوة لا تتوتّر ُ الا بسماد الكيمياء الخبيث , وهو لا يستطيب ُ غير َ حُلُمات ِ الاغصان ِ
المثقلة رضى ً ورضابا ً والموفورة ِ طر با ً وثمالة ِ بال ٍ , ولاجل جلال الكلمات ِ ومشرق شهوتها صارَ العسل ُ
قليلا ً حتى انك حين تقولُ الامثال تحاسب ُ عن اقوالك َ في ميزان االصائغ , حرفا ً حَرفا ً يستوفي المثقال غنائمه
وديونك َ تُورَث ُ ما خلّفت َ سوى معركة ٍ بين القيل ِ وقال ْ, تاكلُ انضج َ الثمارِ قبيل ترنّحه ثملاً , فلا تخسر في الميزان ِ
غيرَ صَحوك َالثقيل, وهو اقبحُ الطبائع ِ !


(10 )

أيام الظمأ السيّافة ِ ما كانت قطعا ً بالحسبان ِ , قرون ٌ وقرون ٌ مرّت , الاشجارٌ تطير ُ نماءا , تتغنّج ُ ببراعمهاُ
كان َ البستانيون يُباهون بمن سيبكّرُ قبلَ الشمس ِ ليلمس َ عطرَ المفتاح الخشبيِّ الفخم ,وكانَ البستانيون يُغنّون َ
متى اسْتوحَشت الارواح, يُجيبونَ بصوتٍ وصدى بعضاًً , كانت كل حدود المُلكيّات ِ تجاور بعضاً مُسْتنكفةً من
وُضّاع ِ الاسيجة ِ , وكان لكلٍّ حزباً وتكايا ومواخيرَ, وكان ألله ُ بكلّ منازلهِ غضّا ً , مضيافاً ورؤما ً , كان َ
الوقتُ لصيقا ً بطفولته ِ لا يفصمه ُ عنها غير الشيطان , وكان الشيطانُ رحيما ً....................
يا عَمّي البستانيُّ , لماذا يصدأ ُ منجلك َوتزدهرُ (الحَلفاء ُ) ؟ لماذا صار الليلُ مقاما ً للثعلب والضبع ؟ لماذا
انطفأتْ نار مواقدنا حتى ما عدنا نبصرُ من صور ِ قراءتنا الخلدونيّة لا داراً لا دوراً, لانارا ً لانورا ً, او كوخا
مستوراً , ْ سُرقت ْ كلّ الاشجار وكلّ الاسيجة ِ وكلّ فوانييس السَمرِ وكلّ الحيوانات الطائرة , وكل مواقد أخْيلة
ِ الطفل ِ , لقد حَلّت ْ أيّام الظمأ السيّافة ِ , سَجدتْ كل الاشجار , انكفأتْ حطبا ً , هاهم حَمّالوا حَطب ٍ يحتطبونَ
بساتينا ً كانت حمّالة ُ ذهبٍ , أيّام الضمأ السيّافة تَحْتز ُّ بلا وَجل ٍ مُصطاف َ مَرابعنا وتباهي بمقابرنا , كم
سَنُقتَّل ُ ونُبدّد كي نسْتلوط َ فخرا ً بنسبْ ؟ أكثير ٌ ان ينتسبُ البستانيُّ لاشجار ٍ طيّبة المنبت ِ لا تحتشد ُ بثارات ِ
الاجلافْ؟



*(الافْلي ) هو الثمرُ المبكر قبل موسمه و(الهرفي ) هو الثمر المتاخر عن موسمه ,وهي من اصطلاحات الفلاحين
* (الحَلفاء ) من الحشائش الطحلبية الضارة


ً
ِِّ

ُ ً
ٍ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبدع
عُلا النوري ( 2010 / 5 / 23 - 12:45 )
سيدي الفاضل
لايمكنني التعليق على شئ يكتبه شخصك الكريم لم يبق سوى خطوات وتصبح أديب العرب الاكبر بشقي الادب كليهما الشعر والنثر..
سلمت يداك من مبدع..


2 - مبدع
عُلا النوري ( 2010 / 5 / 23 - 12:45 )
سيدي الفاضل
لايمكنني التعليق على شئ يكتبه شخصك الكريم لم يبق سوى خطوات وتصبح أديب العرب الاكبر بشقي الادب كليهما الشعر والنثر..
سلمت يداك من مبدع..


3 - البستاني
أوروك ( 2010 / 5 / 23 - 15:01 )
الحباحب التي حدثتنا عنها عرفتها في غابات بهرز ذات الخضرة الداكنة، وبهرز لمن لا يعرفها شبه جزيرة يحيط بها نهر ديالى وسواقيه من جهات ثلاث على ما أتذكر غافية على بساط سندسي وغارقة ببساتين النخيل والبرتقال والليمون والرمان حتى تكاد تحجبها عن الناظر الا من مسافة قريبة،عرفتها اول عهدي بالوظيفة عام 79 حيث سكنت مع زميل لي في بقجة وهو بستان صغير تتوسطه غرفة واحدة صغيرة من الطابوق على الاغلب،هذه البقعة من العالم كانت جنتي على الأرض ومصدر الهامي ووحيي وكلما أردت أن اكتب شيئا عنها أجدني أكتب عن الحب عن غير قصد فعرفت لحظتها ان هناك اكثر من مشيمة بينها وبين القلوب الصغيرة المحبة ومن الغريب أنني ما كتبت شيئا ذا بال فأكتشفت ثانية ان من يحيطه هذا القدر الهائل من الجمال تتصاغر الاشياء حياله حتى تغدو لا شيء اطلاقا الا هذا البستاني الشاعر فلا أدري كيف يكتب قصائده بهذه السهولة الممتنعة حتى كأنك تتنفس هواء بهرز وما حولها وتكاد تشم رائحة الأرض المرورية توا، تلك الرائحة العذبة التي قد لا يعرف طيب طعمها الاّ بستاني شاعر كشاعرنا، فتحية له من الأعماق على قصيدته العشارية لو صح التعبير وتحية لبهرز الطيبة


4 - الهرفي والافلي
عباس ناجي صالح ( 2010 / 5 / 24 - 12:26 )

العزيز ابراهيم
مقال رائع يمثل ما نفكر بة نحن احفاد البستاني ، وهو وفاء منك لجميع من تابع الاشجار منذ زراعتها الى ان تثمر ، وهذا الوفاء نادر هذه الايام . على الرغم من انني كنت اسمع في قرية الهويدر ان الهرفي هو الثمر المبكر والافلي هو الثمر المتأخر عن موسمه .لاادري ان كنت مصيباً ام ان المصطلحات في بهرز الجميلة تختلف عن مصطلحات الهويدر . دمت لنا عزيزي ابراهيم الرائع .


5 - اشكالية العناوين وما شابه
وديع العبيدي ( 2010 / 5 / 24 - 13:49 )
العزيز ابراهيم..
لا زلت جميلا في كتابتك ومشاعرك.. ولكن هذا العنوان وعنوان نصلك السابق المنفى ليس هنا في تناص لفظي كبير مع موضوعات سابقة لي منشورة.. ما زلت اتذكر مؤيد سامي عندما أقع على شيء خارج من بعقوبة القديمة.. سلامي لتلك الدرابين والمحلات والكثيرين
اخوك دائما
وديع العبيدي


6 - البستاني
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 5 / 25 - 00:55 )
الصديق العزيز البهرزي النبيل
البستاني خالق للحياة ، لذلك يخاف على مخلوقاته ، ويحرسها ويحميها ويدافع عنها
العراقي القديم كان أول بستاني وأول زارع ، راقب السماء ، وتابع النجوم والكواكب
ولاحظ الشمس والقمر بكل دقة ، وسجل أول تقويم عرفه البشر ، وعرف السنة وقسمها التقسيمات المعروفة ، وقسم اليوم الى ساعات ودقائق ، كل ذلك في سبيل مخلوقاته ، ليعرف وقت البذار ، وموعد الامطار ، وصنع مختلف الادوات لخدمة مزروعاته ، لذلك صار اول صانع للحضارة والجمال ، هجم الهمج والرعاع والبدو ، على هذا البستاني صانع الحضارة
وحولوا احفاده الى صناع للموت ، متى يعود البستاني ليلعب بالطين ليخلق الحياة مرة اخرى ليعود الحب والجمال الى ارض الحضارات !!؟؟
اما انت ياصديقي فانت بستاني الكلمات وزارع للجمال
تحياتي ايها الرائع


7 - الغيرة العبيدية
طالب نستلة 555 ( 2010 / 5 / 25 - 09:23 )
قرأت تعليقا للاستاذ وديع العبيدي بعنوان -التفاتة جميلة- ضمن مادة الاستاذ سعد محمد رحيم المعنونة -الكتابة عن المكان العراقي- وقد كان ذالك التعليق مسموما كهذا.. فالاستاذ العبيدي يحاول هنا ايضا وبطريقة مبطنة وربما ـ سهوا ـ الاساءة الى الاستاذ ابراهيم البهرزي.. ولا أقول له سوى : رحم الله امرءا عرف قدر نفسه، فدع الاقلام الراقية ترفدنا ولا تعكر صفو ما يكتبون وصفو ما نقرأ


8 - الصديقة العزيزة عُلا النوري
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 5 / 25 - 11:34 )
تحية محبة
كل حلمي ياصديقتي العزيزة ان اجلس تحت شجرة برتقال واكتب ما احسه لاغير, يزيدني سعادة ان ما اكتبه يلاقي احيانا بعض القبول والثناء من اصدقاء اعزةمثلك
تحية لاطلالتك البهية في كوخي الصغير هنا في الحوار المتمدن


9 - الصديق العزيز اوروك
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 5 / 25 - 11:47 )
تحية محبة
نعم يا صديقي العزيز , هي بهرز كما وصفت , ولكن في تلك الايام ,لا في هذه الايام ..اجل البساتين قد قتلها الظما فلسنوات سبع عجاف اصبح نهر خريسان ونهر ديالى مجرد سواقي للمياه الاسنة ولا امل في حياتنا المتبقية ان نشهد تلك الجنان البائدة , هذه القصيدة هي استذكارات ومرثية (المقطع 10) لتلك الجنان والايام الخوالي , نبهتني الى ان كل قصيدةعن لك البساتين تتحول قصيدة حب, الحقيقة ان الامر معي كذلك , لانني احببت والتقفت شفة انثى لاول مرة في صباي المبكر جدا تحت شجرة في تلك البساتين
محبتي لك بدوام العافية...


10 - الصديق العزيز عباس ناجي
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 5 / 25 - 11:54 )
تحية محبة
وكما اكدت لك في مكالمتنا الهاتفية امس ان الحق في ما يقوله اهل الهويدر
ولكن يا عباس في واقع الامر ما ابقى الظما لنا هرفيا ولا افليا فما الفر ق ؟
تحية لك ولجارك العزيز الاستاذ جاسم المطير وعسى تنتهي غربتنا جميعا
بانتظارك هنا في بعقوبه


11 - الصديق العزيزالشاعر وديع العبيدي
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 5 / 25 - 12:31 )
تحية محبة وامتنان
لقد تصفحت موقعك الفرعي في الحوار المتمدن بحثا عن التناص المذكور فوجدت لك موضوعا بعنوان(المكان هو الوطن ...الوطن هو الغربه )واظنك تقصد تناص قصيدتي (المنفى ليس هنا ..المنفى لس هنا ك) معه...فاعتذر لهذا التناص.... اما عن قصيدتي هذه (البستاني في اعماله وايامه ) فلم اجد للاسف اي عنوان يشير الى ما يقارب هذا العنوان في عنوانات مواضيعك ولكني قرات عن ذكرياتك عن بعض البساتين في امام عسكر وبعقوبة ..فان كان استذكار البساتين لكاتبن مختلفين في طريقة الرؤية والتعبير والاسلوب تناصا في المفهوم النقدي فانني اعتذر لك وللقراء اايضا
ولك مني وافر الامتنان والمحبة


12 - الصديق العزيز فارس اردوان ميشو
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 5 / 25 - 12:46 )
تحية محبة
حقا فان البستاني يا صديقي العزيز هو خالق الحياة , فالبستاني يختلف كثيرا عن الفلاح, واجد من الظلم ان يسمى البستاني فلاحا , فالفلاح ينثر بذاره وينتظر جود السماء ثم يجني محصوله وينام منظرا الموسم القادم , اما البستاني فو يزرع شتلات الثمار ويداريها سنينا صيفا وشتاءا حتى تثمر ,وبعض الثمر يزعه وهو لا يامل بذوق ثماره لتاخر عمر الاثمار لديه كالنخيل وسواه, لذ ا فانه يكاد يرتبط بعلاقة نسب معه وقد حدثني صديقي الشاعر سعيد حسين عليوي بان جده وكان قد تجاوز المئة من العمر طلب منه قبيل وفاته ان ياخذه للبستان ,ويروي سعيد بان جده كان يقف قرب كل شجرة ويتحدث بهمس غير مسموع معها .وحين اكمل حديثه الهامس مع كل الاشجار وعند وصوله باب البستان لغرض المغادرة لوح بيده للاشجار جميعا , ثم مات بعد ثلاثة ايام
بعض الاشجار تتجاوز اعمارها القرن فتكون ذاكرة كل بستاني هي ذاكرة سنينه اجمعين لذا فشرف الانتسب للاشجار كما ارى هو اشرف من الانتساب لقبائل الاجلاف
لك محبتي,


13 - الصديق العزيز طالب
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 5 / 25 - 13:02 )
تحية محبة
للشار المبدع وديع العبيدي فضل كبير علي اذ اصدر وعلى نفقه الخاصة ديواني الاول والوحيد (صفير الجوال اخر الليل ) في العام 2003 وهو فضل لا استطيع ان افيه حقه فلم يحدث ان تكرمت مؤسسة ثقافية لا داخل الوطن ولا خارجه , لا في العهد المنصرم ولا في العهد الحالي بعناء مساعدتي في طبع مجموعة شعرية رغم غزارة نتاجي المنشور فارجو له التقدير مني وممن يقرا لي على فضله الذي لا اظنني اجازيه كامل الجزاء عنه يوما
فله ولك محبتي الخالصة


14 - الصديق العزيز الحكيم البابلي
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 5 / 25 - 13:06 )
تحية محبة واشكر مشاعرك الشعرية الدافقة
واذ اعتذر لعدم امكاني الرد عل تعليقك عى قصيدتي السابقه (المنفى ليس هنا ..المنفى ليس هناك )فارجو تفهم الاسباب التقنية التي اعاقتني عن الرد
فلكل وافر محبتي وشديد اعتذاري


15 - الصديق العزيز ابو مصطفى الشفتاوي
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 5 / 25 - 13:10 )
تحية محبة
اشكر مشاعرك الصادقة في التعليق على قصيدتي السابقه (المنفى ليس هنا المنفى ليس هناك )واعتذر عن تاخر الرد لاسباب تقنية وارجو قبول اعتذار الصديق (صديق الكل )فالرجل كما اعتقد كان صادقا في مضمون اعتذاره وحسن نيته
لك مني كل الود


16 - شكر ومحبة
وديع العبيدي ( 2010 / 5 / 25 - 15:28 )
صديقي الشاعر ابراهيم البهرزي
اشكرك صديقي العزيز على ردك النبيل وتفهمك.. موضوع البستاني منشور في موقع دروب في 2007 وهو عنوان مجموعة شعرية.. لقد أساء البعض فهم إشارتي للأسف وتدخل فيما لا يعنيه.. انا اعتذر لك وللقراء.. لأن الحوار المسموع ما زال يخدش بعض الأذان.. محبتي الدائمة لك وللأصدقاء وإلى مزيد من الابداع والألق..


17 - تعالوا يا مُتعَبي الحوار وزوروا فردوس الحروف
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 26 - 16:01 )
ناديتك باسماء كثيرة ، والقاب جميلة ، حتى لم أعد أجد في أي منها ما يُليق بك غير إسمك الجميل المرتبط بالأرض والخير والعطاء ..... البهرزي
صديقي البهرزي
مؤسف جداً أن نحيا في الزمن غير المناسب ، محزنٌ جداً
ومحزنٌ أكثر أن نرى الزهرة الجميلة يمر بها كل مهووس بنفايات الحياة ، فيعبر وتفوت على بؤسه إستنشاق عبيرها وشذاها
زرتُ صفحتك قبل دقائق ، فهي المطهر والفردوس بالنسبة لي ، كنتُ في زيارة لصفحات أخرى خرجتُ منها معفراً بالتراب والسخام واليباب ، أتيتُ لأغتسل وأتطيب وأتداوى تحت شلال كلماتك التي تُعيدني لجذري وتمنحني عالماً متسامياً لا خداع فيه
ما الذي يفجر في داخلك كل هذا العطاء ؟، فكأنك وحق كل الآلهة بستان خير وورد
أنا قارئ عتيق زار كل البساتين حتى أدركه التعب ، كلماتك يا بهرزي تُعطيني حرائق فردوسية تمسح كل التعب والجراح والأسى
المقطع العاشر ليس لك سيدي !! بل من صنع كائنات متفوقة حضارياً ، تزورنا بين الفترة والأخرى لتتفقد بستانها بما فيه من زهور وأشواك ، زرعتها ورحلت في ليل الزمن الغابر
كلماتك ليست من هذا العالم
أود أن أصدق جداً بأنك أحد ال ( أناناكي ) الذي تحدثت عنه حروف سومر
تحياتي

اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ